أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رواء الجصاني - الجواهري يؤرخ – شعراً – لمواقفه من الشيوعيين














المزيد.....

الجواهري يؤرخ – شعراً – لمواقفه من الشيوعيين


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مراجعة، وان سريعة، لتراث الجواهري الثري، نرى ان الحديث يطول ويعرض، ويتشعب، عن مواقف ذلكم الشعر الخالد من الحركة الوطنية العراقية وعلاقاته مع قياداتها الرئيسة بشكل خاص، وعلاقات تلكم القيادات به ... وقد يمتد الاطار الزمني لمن يريد التوثيق والتأرخة، لقرابة سبعة عقود، وأزيد، ومنذ أواسط ثلاثينات القرن الماضي، وحتى تسعيناته بشكل محدد... ولعلنا قادرين على الايفاء بقطع وعد لاتمام بحث موسع بهذا الشأن في فترات قادمة، نأمل أن لا تطول، لأهميته البالغة على ما نظن، في تأرخة وتوثيق نضال عريق وحافل لأمة عراقية، كان قصيد الشاعر العظيم سفراً زاخراً لها، تناولته عشرات الفرائد، وبعشرات المناسبات، ولم تكن سجلاً لها وحسب، بل وشهادات عيان فيها وعنها...
... وفي اطار ذلك وخلاله، تأتي مواقف الجواهري من الشيوعيين، وعلاقاته مع قياداتهم بالأخص، وعلاقاتها به... ولكل منها تفاصيل وتشعبات تحتاج بحد ذاتها لدراسات وبحوث واستنتاجات موسعة، تضاف لمساهمات عديدة، سبق وان نشرت عبر متابعات وحوارات ولقاءات وغيرها... ومن هنا فإن كتابتنا هذه تهدف لمزيد من الملموسيات المحددة، عن ذلك التراث، والتاريخ ذي الشأن...
... ولكن، ولكي لا يبقى الأمر هنا فضفاضاً، والحديث عاماً، دعونا نتوقف عند قصيدتين اثنتين لا غير، من عشرات أُخر، فيهما الكثير والعديد من المؤشرات ذات الصلة، عن علاقة ومواقف الجواهري من الشيوعيين، وهم الفصيل الأقدم - على أبسط وصف – في الحركة الوطنية الذي تصدى واستمر، ومنذ أواسط ثلاثينات القرن المنصرم، مقارعاً بحزم ومثابرة، العسف والطغيان والظلامية في البلاد... ونعني بتينك القصيدتين رائية الجواهري العصماء عام 1951 والموسومة " في مؤتمر المحامين"، وفريدته المعنونة "سلاماً .. إلى أطياف الشهداء الخالدين"، التي نظمها بعيد الانقلاب الدموي الأسود عام 1963.
... ففي القصيدة الأولى التي تتجاوز أبياتها المئتين وعشرين، يمجد الجواهري في مقاطع عديدة منها، نضالات الحركة الوطنية، وشهدائها من شيوعيين وثوريين وغيرهم... وقد جاء مطلعها باهراً كما هي العادة ليقول:

سلامٌ على حاقد ٍ ثائر ِ ، على لاحب ٍ من دم ٍ سائر ِ
يخب ويعلم ان الطريق لابد مفض ٍ إلى آخر ِ
كأن بقايا دم السابقين ، ماض ٍ يمهد للحاضر

ثم يعود في المقطع التالي مباشرة للتصريح بدل التلميح، وبصوت جهوري، واصفاً بهيبة وإجلال أولئك المناضلين المضحين من أجل الحياة الحرة الكريمة، والمستقبل المشرق... وقد رأى العديد من المتابعين أن أعدام القيادة الشيوعية – الوطنية الأولى (فهد، صارم، حازم) في شباط 1949 كان له أكثر من تأثير على الجواهري لنظم هذه العصماء، خاصة وأنه قد توقف في جزأي مذكراته على تلك الواقعة الكبيرة، وعند علاقته مع مؤسس الحزب الشيوعي (يوسف سلمان يوسف - فهد) في الأربعينات الماضية:

سلامٌ على جاعلين الحتوف ، جسراً إلى الموكب العابر ِ
على ناكرين كرام النفوس ، يذوبون في المجمع الصاهر ...
سلامٌ على مثقل بالحديد ، ويشمخ كالقائد الظافر
كأن القيود على معصميه ، مصابيح مستقبل زاهر ...
تعاليت من قدوة تقتدى ، ومن مثل ٍ منجح ٍ سائر
سمير الأذى والظلام الرهيب ، خلا الحيّ بعدك من سامر ِ

... وإن كانت تلكم الأبيات تؤشر، ولم تحدد، فان "سيمفونية" الشاعر الأخلد، الثانية، موضع هذه المساهمة التوثيقية، جاءت بأكثر من اسم وكنية ولقب، لعديد من شهداء الحزب الشيوعي، وقياداته الذين نال منهم فاشيو العهد البعثي الأول، في الثامن من شباط 1963... ومنذ بداية تلكم القصيدة المتفردة، بل والسيمفونية كما اسلفنا، يعبّر الجواهري عن عمق مشاعره لشموخ أولئكم الأبطال قائلاً:

سلاماً وفي يقظتي والمنام ، وفي كل ساع ٍ وفي كل عام ِ
تهادي طيوف الهداة الضمام ، تطايح هاماً على اثر هام ِ
سلاماً وما انفك وقد الضرام، من الدم يشخص حياً أمامي

ثم يستمر الرمز العراقي الأبرز مستذكراً، وموثقاً لكثير من الأحداث، بالصور تارةً، والايحاء مرات أخرى، مفسراً ومؤرخاً بشكل مباشر للوقائع، وممجداً الواهبين حياتهم للشعب والوطن والقيم والمبادئ العظيمة... خاصة وان له - كما يؤكد العارفون - علاقات حميمية ووطيدة مع العديد من أولئك الشهداء البواسل:

سلاماً مصابيح تلك الفلاة ، وجمرة رملتها المصطلاة ْ
سلاماً على الفكرة المجتلاة ، على صفوة الزمر المبتلاة ْ
ولاة النضال ، حتوف الولاة ، سلاماً على المؤمنين الغلاة،
سلاماً على صامد ٍ لا يطالُ، تعلّم كيف تموت الرجال ...
****************
سلاماً وما أنا راع ٍ ذماماً إذا لم اسلم عليكم لماما
سلاماً ضريحٌ يشيع السلاما ، يعانق فيه "جمال" "سلاما" (1)
سلاماً ، أحبة شعب نيامى ، إلى يوم يؤذن شعب قياما.
*****************
حماة الحمى والليالي تعودُ ، وخلف الشتاء ربيع جديدُ
سيورق غصنٌ ، ويخضر عودُ ، ويستنهض الجيل منكم عميد
سيقدمه "رائدٌ" إذ يرود، ويخلف فيها اباه "سعيدُ" (2)
و"سافرة" ستربِّ النسورا ، توفي أبا "العيس" فيهم نذورا (3)

... ثم تتابع أبيات القصيدة التي يتلاحم فيها – كما توحي، بل وتبين معانيها – الخاص مع العام في مواقف الجواهري من الشيوعيين، وعلاقاته بقياداتهم، طوال عقود، كان الجانبان حريصين – كل الحرص – على ادامتها وتعميقها، برغم "عتاب" هنا و"دلال" هناك، أحياناً... ولنا حول ذلك وقفة، بل ووقفات أخرى.
====================
هوامش واحالات:
1- "جمال" – "سلاما" : الشهيدان: جمال الحيدري وسلام عادل
2- "رائد" – "سعيد" : نجلا الشهيدين: عبد الرحيم شريف
وعبد الجبار وهبي
3- "سافرة" – "ابو العيس" : سافرة جميل حافظ، زوجة الشهيد
محمد حسين ابو العيس



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري ... وبعضٌ مما بعد الرحيل
- ذكريات ثقافية واعلامية مع حسين العامل
- مجّدَ شهداءها، وجرّمَ منفذيها / الجواهري حذر من ممهدات كارثة ...
- الجواهري يعود الى بغداد، عام 1968، بعد سبعٍ عجاف
- استذكارالاحباء يفيض، بمناسبة السنة الجديدة
- الجواهري ... بين المعري وعبد الكريم كاصد
- ذكريات وشهادات حول -ذكريات- الجواهري
- وثيقة تاريخية تنشر لاول مرة : هكذا لجأ الجواهري الى براغ قبل ...
- احدثكم عن بعض سبعينات الجواهري في براغ ، وحولها..
- حين رد الجواهري على -العاوين- ونباحهم ، قبل 37 عاما
- -السومرية- في ذكرى مولد الجواهري ، ورحيله ... وللحديث شجون
- أحدثكم عن بيت الجواهري ، الأول والأخير في العراق
- شؤون عربية في تاريخ تشيكيا الحديث
- رسالة مفتوحة الى الطالباني والمالكي والدليمي والعيساوي ... م ...
- جمعيات وروابط الطلبة العراقيين خارج الوطن 1978-2003.. ربع قر ...
- هكذا كتب الجواهري قبل أزيد من نصف قرن عن هموم الوطن والمواطن ...
- بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتأسيس المنتدى العراقي في تشي ...
- ... وتستمر الايقاعات والرؤى عن الجواهريّ، شاعر الأمتين
- من سجل الجواهري، السياسي
- الجواهري في عواصم عربية وعالمية


المزيد.....




- إسرائيل..-الكابينت- يمنح نتنياهو -الضوء الأخضر- للسيطرة على ...
- الكابينت الإسرائيلي يوافق على خطة -السيطرة الكاملة على غزة-، ...
- البيت الأبيض يستضيف قمة سلام تاريخية بين أرمينيا وأذربيجان ب ...
- قمة ترامب وبوتين المرتقبة.. 5 سيناريوهات لإنهاء الحرب الروسي ...
- كيف تحولت المظلة في اليابان إلى منصة لجذب الأرواح؟
- نتانياهو يعلن نية إسرائيل فرض السيطرة العسكرية الكاملة على غ ...
- عاجل | أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي: المجلس السياسي والأمني وافق ...
- خبراء أمميون: إسرائيل تستخدم التجويع -كسلاح وحشي- لإبادة غزة ...
- واشنطن تعلن عن جائزة 50 مليون دولار مقابل معلومات للقبض على ...
- هل الموعد النهائي لفرض العقوبات على روسيا لا يزال قائما؟.. ت ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رواء الجصاني - الجواهري يؤرخ – شعراً – لمواقفه من الشيوعيين