جاسم محمد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 13:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مكان بعيدٍ عن الوطن المأزوم دائماً , حتى يصلح بيئة للأستبداد والعبث في مقدرات شعبة ونهب ثرواته , تجاذبت أطراف الحديث مع صديقٍ صدوق , أعرف أنه كان في منتصف العقد السابع من القرن الماضي , ينثر وفتية من رفاقة الشيوعيين وأصدقائهم , الحب والأمل في أزقة وأحياء الكادحين , يوم كان الطاعون البعثي الأسود يطرق أبوابنا من شمال الوطن الى جنوبه , دون أن يكونوا آبهين بنتآئج ما تفبركه ماكنات الموت وأعلام الخديعة والوعي الزائف ضدهم , فسرد لي قصة محاصرة طريق الشعب - الصحيفة المركزية للحزب الشيوعي العراقي – من قبل أجهزة الأمن والأستخبارات يوم ذاك , وكيف صمد العاملون في الجريدة بوجه الفاشست , الى أن أذن لهم الحزب بالأختفاء والأنتقال الى العمل السري , وحدثني آخر عن أعتقال بعض مفكري الحزب الشيوعي , وكان من بينهم مناضل حقوقي مسن توجه بسؤال الى الجلاوزة المتحلقين حوله مستفسراً , هل أُشَكِلُ انا في هذا العمر خطراً على حكومتكم ؟ فتطاول عليه أحد شذاذ الآفاق بالضرب وهو يصرخ بوجهه , أننا لانخشى هذا البدن النحيل , بل نخشى مما في هذا الرأس من علمٍ ومعرفة . محق هذا الوغد في ما ذهب أليه , فالصراع الأزلي يجري بين الرؤى الواقعية لأدراك الظواهر الأقتصادية – الأجتماعية وفهم آليات علاقاتها وآثارها على تطور الأحداث السياسية وحياة الناس ومعيشتهم , وبين الوهم الزائف والخديعة , بين قوى تَنشِدُ التحرر والتقدم والمساواة وأخرى يستهويها التخلف والأستبداد الذي ركائزه الأساسية اشاعة الأذلال والخوف أولاً .
والسؤال الكبير الذي يثيره الشارع العراقي هو , أين يكمن خطر الشيوعيين على المشروع الديمقراطي ؟ وأي فروسية في العمل السياسي هذه – أعلم أنه صراع أجتماعي , لكنه محكوم بضوابط الشرق كما يُسَوقون - , حين يأذن ضحايا الأستبداد البعثي لأجهزة الامن والاستخبارات – المخترقة اصلاً من البعثيين – بالاعتداء على العاملين في مؤسسة اعلامية لحلفاء الأمس وشركاؤهم في الوجع العراقي ؟ أم ان أجهزة الأمن عادت خلسةً تحت جنح خطة أمن القمة العربية لأستكمال مهمةٍ , فشلت في تحقيقها في اواخر السبعينات من القرن الماضي ؟ . فمهما تكن عناصر الغرابة في الامر, فان هذا الاعتداء مؤشراً على صواب الطريق الذي ينتهجه الحزب الشيوعي العراقي ومؤسساته الأعلامية , في دعم وتطوير العملية السياسية في بلادنا من خلال رفع وتائر تاثير قوى التيار الديمقراطي العراقي كما ونوعاً , كبديل مرحب به عن نظام المحاصصة والطائفية , ذلك التيار الذي أنهى أعمال مؤتمره الشعبي العام في بغداد بالأمس القريب , وأستلمت طريق الشعب على أثر ذلك تلك الهدية المنتظرة وشهادة حسن سلوك ثمينة , رغم كل ما أحتوت من أحقادٍ وسذاجة سياسية , فتحية للحزب الشيوعي العراقي بمناسبة عيده الثامن والسبعون ولأعضائه ومؤآزريه أجمل الامنيات , ولشهدائه شهداء الشعب المجد والخلود .
#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟