أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادي بلخشين - حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 13















المزيد.....


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 13


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 13



تمهيد :
التعريف بالتاريخ الكامل لجماعة الإخوان ، من مهدهم البريطانيّ الى لحدهم الأمريكيّ عبر عرض فتوى كاهن الإخوان القرضاوي و تحليلها التعرض لجرائم الإخوان المسلمين في الجزائر و أفغانستان و العراق و فلسطين، ثم عرض المواقف المخزية لحسن البنا مؤسس الإخوان، كشف الخلفية السلفية المدمرة لحسن البنا صنم الإخوان و بقرتهم المقسة، فشل الخيار الديمقراطي للإخوان في حياة مؤسسهم و في ايامنا هذه، عرض الخيار النبوي للتغيير.. كل هذا النقاط تتناوله هاته الدراسة المطولة المعتمدة على كتابنا "فتش عن الإخوان " المؤلف سنة 2002 مع تحوير طفيف.



النموذج الجزائري، صورة مقرفة أخرى من السّقوط الإخوانيّ:



لعلّ من أشدّ الصور مدعــاة للتقزز، و أعظم دلالة على التواطىء الإخواني الصّريـح، ووقوفه جهرة في صف الإرهاب العلماني الحاكم، وإستعداده لتأدية أقذر المهمات وأبعدها عن الرجولة والشرف والإعتبارات الإنسانية، هي الحالة الجزائرية. فقد أبى محفوظ النحناح بتنظيمه المجهري "حماس"،الإندماج في جبهة الإنقاذ الإسلامية في صراعها مع علمانية الجزائر المتطرّفة، ليحذو حذوه عبد الله جاب الله بتنظيمه القزم ( النهضة: إخوان مسلمون تنظيم محلّي) فكان ذلك أوّل الوهن و باكورة إرهاصات الخيانة والسقوط .

ثمّ إزدادت تلك الخيانة بـشاعة و قبحا، عند الإنـتخابات التي خاضتها جبـهة الإنقاذ و رشـحتها لرئاسة حكومة الجزائر، فقد أصرّ الإخوان ــ نحناح ، جاب الله ــ على إلقاء أصواتهم في المزبلة، بالتصويت لحزبيهما الإخوانيين دون جبهة الإنقاذ، لأن التصويت لصالح حزبين مجهريّين لا أمل لهما في النجاح في السّباق الإنتخابي، زيادة على كونه يعدّ خيانة بحدّ ذاتها، فإنه يعبّر عن البغضاء التي يكنها الإخوان لكلّ من لم ينضو تحت لوائهم و يمجّد مسيرتهم الخاطئة، كما كشف الإخوان عن وجه دونه قبح وجه فرانكشتاين، عند إنضمام نحناح و جاب الله لحكومة العسكر بعيد إلغاء العسكر نـتائج الإنتخابات، وتذبيح كبار المترشحين وقتل عــشرات الآلاف من الإنقاذيين في معسكرات الإبادة التي فتحتها لهم.

مجازر جنرالات الجزائر:

إرتكبت عصابة الجنرالات الحاكمة في الجزائر و ما زالت ترتكب مجازر مروّعة للمدنيين من الشعب الجزائري. مجازر أريد لها أن تكون عالميّة و استعراضيّة مدويّة في رسالتها، موضّحة من خلال إستهداف الشيوخ والأطفال بالذبح و تهشيم الرؤوس بالفؤوس، و صغريات البنات بالإغـتصاب، "مدى همجيّة الإسلاميين و عدم تسامحهم، و مدى ظلاميّة مشروعهـم المنتظر وعدم تسامحه"، رسالة أريد لها أن تظلّ راسخة في وعي الشعوب الإسلامية قاطبة لتحاجج بها تلك الشعوب من يحدّثها، بعد تلك الفظائع، عن نظام إسلاميّ، دامغة بها من يشككّهـا بعد ذلك في" جنّة مجتمعها المدني المعافى من الإرهاب والإرهابيين"، و من يؤلبها على أولي أمرها من الجنرالات الطيّبين.
لقد إتفق القاصي والداني، على أن الجنرالات الحاكمين في الجزائر، هم من كان ينظّم تـلك المجازر و يشرف عليها قصد تنفير الشعب الجزائري من الإسلاميين و إستعداء القوى الخارجية على أهل الـتوحيد لمدّهم بمزيد من الدعم العسكري و المالي والمخابراتي .
و لعلّ مـن أدلّ الأمور على تورّط العسكر في تلك المذابح، وقوع بعضها على مسافات قريبة جدا من ثكنات الجيش الجزائري الذي كان لا يهبّ لنجدة ضحايا تلك المجازر، إلا بعد توقيت يثير ريبة أحسن الناس ظنا برجال تلك المؤسسة. و حتى لو فرضنا أن كافة الجنود المكلفين بواجب التدخّل السريع كانوا يستحمّون وقت إستدعائهم للتدخّل، ثم أنهم هرعوا إلى النجدة، لكان تواجدهم في موقع المذابح قبل وقت طويل من وصولهم الفعليّ إليها. فكيف والجندي من هؤلاء لا يسمح له بنزع حذائه حتى أثناء نومه نظرا لدقة الظروف التي يمرون بها. ظروف إن أمنوا فيها عنت المهمّات الخارجيّة، فقد لا يأمنون من هجوم إسلاميّ على ثكناتهم . كما أنّ من جملة الدلائل الفاضحة التي تشير الى تورّط الجنرالات في تلك المذابح الهمجيّة، وقوع تلك المذابح في مناطق أبعد ما تكون عن تلك التي تضمّ شركات إستثمار أجنبيّة!

شاهد من أهلها:

أثار كتاب " الحرب القذرة " للجزائريّ حبيب سوايديّة، الذي أصدره في فرنسا، ضجـّـة كبرى لدى البقية من أصحاب الضمائر الحيّة من مفكّري فرنسا، لأن المؤلف " كان ضابطا في القوّات الخاصّة التي تشكّل عصب القوّات المسلّحة الجزائريّة... وهو يتولى تكوينه الخاص في ذلك، إذ بالأوامر تأتيه من بعض زملائه بضرورة الإلتحاق بالوحدات التي شكلت 1992 لمكافحة"الإرهاب"، والتي تولّى قيادتها بشكل مباشر الجنرال محمد العماري قائد القوات البريّة آنئذ،وقد مكّن المؤلف إشرافه على كتيبة من كتائب تلك القوات من عام 93 الى عام 95 (التاريـخ الذي أوقــف فيه و أودع السجن ) من معرفة بعض الحقائق و الخلفيات، والربط بينهما و بين حوادث نقــلت له من قبل زملائه أو غيرهم ممن كانوا يتولّون مسؤوليات مشابهة، خاصّة من جهاز المخابرات الذي يشرف عليه الجنرال محمد مدين المدعوّ توفيــق صاحب"كتائب الموت"، ومن ثم يمكن القول، بأن هذا الوضع بالنسبة للمؤلف شكّل أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في إثارة هذه الضجّة الكبيرة حول الكتاب الذي نفذ منه 50 ألف نسخة حتى كتابة هذه الأسطر، و خاصة أنه كان يذكر جنرالات بأسمائهم و أقولهم سواء في الكليّات العسكريّة أو في ساعات المواجهة السّاخنة ضدّ ما أطلقوا عليه مكافحة الإرهاب. أمّا العوامل التي أثارت هذه الضجّة حول الكتاب حسب تقديري، كون المؤلف ليس معروفا بميولاته الإسلامية (أو ليس متعاطفا مع الإسلاميين على الأقــلّ و هذا واضح من خلال نظرته و تحليله لبعض القضايا التي لها صلة بالإسلاميين و خاصة جبهة الإنقاذ) ثم ذكره بأن الجيش كان سبـبا لهذه الحروب و كان يعدّ لها عدّتها بمجرّد فوز جبهة الإنقاذ في إنـتخابات البلديات و الولايات عام 1990 فهو ينقل على سبيل المثال عن الجنرال محمد بوشارب مدير المحافظة السياسية في وزارة الدفاع عند ظهور نتائج الإنتخابات قوله:" لن ندع مهما كان الحال البلد يسقط بين يدي الإسلاميين". فقد ذكر المؤلف أنه شهد بعض الجنود متنكّرين في زيّ"الإرهابيين" يقومون بقتل المدنيين العزّل، كما شاهد الضباط يقتلون ببرودة دم المشتبه فيهم من البسطاء، كما ذكر كيف كان الجنرال محمد العماري و سعيد باي، و قايد صالح، وفضيل الشريف يطلبون منهم إحضار رؤوس الضحايا الى مركز القيادة و العمليّات لأنه لا حاجة لهم بالجثث الكاملة، وذلك تطبيقا للسياسة الشهيرة التي أطلقها العماري في بداية الأزمة حيث قال:"لا أريد أسرى او مساجين من الإسلاميين، بل أريد قتلى، قتلى" و ما طلبه الجنرل فضيل الشريف من وحدات مكافحة الإرهاب، حين خاطبهم ذات مرة قائلا:" أقـضواعليهم أقضوا عليهم أينما كانوا،إننا لا نكافـح الإرهابيين، بل جميع الإسلاميين"، كما ذكــر المؤلف إنتشار المخدرات في الثكنات الجزائرية، و كثرة تعاطيها من قبل الجنود، حيث أكّـد أن نسبة التعاطي تصل الى حدود 80% مع أن قانون الخدمة العسكرية صارم في ذلك.[ تستخدم المخدرات كمغــيّب و مسكّن لضمـير العسكري أثناء و بعد ذبح النساء و الأطفال] كما أشـار المؤلّف إلى مجازر أشرف الجيش الجزائري ّعلى توفير الحماية العسكرية لمرتكبيها من الجنود و المخابرات المتنكرين في زيّ الإرهابيين في إرتداء أزياء أفغانية ووضع لحى إصطناعية، و غير ذلك من الأساليب التي إشـتهر أمرها في أعقـاب المجازر الكبرى التي حدثت أعوام 95 ــ 96 ــ 97 )اهـ (انظر مجلة السنة العدد 104 بتاريخ ابريل 2001) .

السنّة الإخوانية في مؤازرة الظلمة لا تخلف ميعادها أبدا !:

إثر الحملة التي قادتها بـعض الصحف العالمية الحرّة على الطغمة الحاكمة في الجزائر، وطلب بعض الجهات الحقوقيّة مساءلة المسئولين من الجنرالات و تتبعهم قانونيا، و بما أنّ الأميّة قد غلبت على قادة الجيش، فقد عقدت المفاجأة ألسنهم فلم يتجرءوا على الدفاع العلني عن مؤسستهم القمعية، فأنبرى الزعيم الإخواني محفوظ النحناح، منافحا عنهم مطالبا بتشكيل لجنة من أجل الدفاع عن الجيش! و مقاضاة الذين يثيرون مثل هذه الأقاويل و لندع مجلة السنة تحدثنا عن:" مبادرة نحناح التي أطلقها من فندق السفير يوم 24 / 3 / 2001 و ذلك خلال الندوة القانـونية السياسية التي نشطها بـنفسه و حضرها ممثلون عن رئاسة الجمهورية ومجلس الأمة و البرلمان بالإضافة إلى شخصـيات بارزة من حزبه و غيرهم ... من أجل الدفاع عن الجمهورية و أهمّ رمز فيها بل وحامي حماها حسب نحناح أي الجيش الذي أنقـذ البلاد من حرب أهلية والتعرّض للتمزق الذي كان سيعصف بمقومات الدولة الجزائرية. فقد ذكر نحناح في تلك الندوة أن المؤسسة العسكرية قد هانت إلى درجة تجرّؤ منظمات غير حكومية مثل منظمة العفو الدولية طلب مقابلة أبرز القادة العسكريـين! ومضى محفوظ نحناح و أصحابه يقولون، إنّ هذه الأعمال تسعـى إلى إجهاض الجمهورية و ضرب وحدة الجيش الوطني الشعبي الذي يعتـبر المؤسـسة الوحيدة التي حافظت على البلاد والوحدة الوطنيـة، وحالت دون الإنزلاقات التي لـم تسلم من الإنزلاقات و المظالم! و في أثناء تدخله يصف نحناح الجيش بالقلعة الأساسية بين المؤسسات الوطنية التي حافظت على البلاد ويصف النظام الذي يحميه هذا الجيش قائلا:النظام الجزائري ليس لائكيا علمانيا [!!!!]، ولا استئصاليّا [!!!]ولا ثيوقراطي، وإنما جمهوري، ومن أهمّ مقومات الجمهورية، وحدة الـتراب والجيش، وإذا وصل أي هجوم على أيّ منها، لا بدّ من العـودة إلى من يحميها أي الجيش" و لهذا فإن نحناح يوصي بالمزيد من اليقظة و عدم الإنسياق وراء لعبة تهميش مؤسسات الدولة و إلغائها [ عن أي تهميش يتحدّث هذا المعتوه الإخواني، و الحال ان الجيش الجزائري قد استولى على كل أجهزة و مؤسسات الدولة، حتي قيل إنّ كلّ دولة لها جيش، إلاّ الجزائر فجيش له دولة!] كما حذّر النحناح الأوساط الغربيّة التي قال أنها تدعم أصحاب الإرهاب الهمجيّ الذين تحركهم الأحقاد التاريخية والذين ينـتهزون الأخطاء و السلبيّات بهدف القضاء على الدولة و جميع مؤسّساتها [!!!]" لسنا ندري والله، ماذا ترك النحناح في قوله و فعله هذا للجنرالات، فلا أعـتقد أنهم سيستطيعون تلميع مؤسستهم وأنفسهم بهذا القدر الذي وصفهم به. و لم لا يعيّنونه ناطقا رسميا بإسمهم، أم أن المهمّة حسب منطق أولئك الجلاوزة أشرف من أن يستلمها امثال نحناح؟. و لينا في هذا المقام أن نستحضر التصريح الذي أدلى به أعضاء حركة نحناح في قناة الجزيرة أثناء فترة الإنتخابات الرئاسية السابقة من أنهم إتفقوا على إعطاء أصوات الحركة للدكتور أحمد طالب الإبراهيمي لكن نحناح فاجأهم في الإجتماع الذي عقده مجلس شورى الحركة قبل الإنتخابات قائلا: لا بدّ أن نصوت لبو تفليقة، فهذه إرادة الجنرال توفيق رئيس المخابرات" [!!!] ولا نملك إلاّ أن نقول:( ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ) النساء 109.( مجلة السنة العدد 104 أبريل 2001 ) إهــ .

تعقيب : من طرائف ما يروى أن أحد وزراء النظام الجزائري تساءل يوما: عجبا لهؤلاء الإسلاميين يريدون دولة إسلامية داخل دولة إسلامية! و هذا لا يبعد كثيرا عن تصريح نحناح حين قال" أمّا أن يقال أنه قام الجهاد في الجزائر ذلك البلد المسلم فهذا غير معقول!" كما دعا النحناح إلى ضرورة " الإجتناب النهائي عن أن تزهق الأنفس المتهمة و الأنفس البريئة ظلما و عدوانا تحت شعارات أو تحت مبررات ظاهرها قد يكون شرعيّا، لكن بالنزول الى العمق نجدها مخالفة للنصوص الشرعية و لمقاصد الإسلام [!] و من غير المعقول أيضا ان ينادي بالجهاد أو يدعو للجهاد أو يزكّي عمليّة الجهاد من ليس له حظّ في العلم الشرعي"( انظر جريدة " المسلمون "العدد 410 بتاريخ 22 رجب 1413). و هذا يشبه ردّ شيخ الأزهر سيد الطنطاوي عن ماهية الدولة الإسلامية حيث أكدّ على إسلامية دولة مصر لأنّ" فيها آلاف المسـاجد و ملايين المصلّين فكيف تكون الدولة الدينية غير ذلك ؟! "( انظر الحياة 6/4/ 1996 ).
فإذا كان الجهل و الغفلة عن حقيقة الإسلام هو ما دفع الوزير الجزائريّ إلى التصريح بما صرّح، فما دهى شيخ الأزهر ليدلي بشهادة الزور تلك ؟ ليصير الأزهر أزهرا بكل ما في الكلمة من معني ضامّا بين جنبيه كلّ خبيث نجس؟( الأزهر كما جاء في لسان العرب : إبريق أبيض يعمل فيه الخمر!) .
( حين أتّهم الشيخ الشجاع عبد الحميد كشك رحمه الله بترديـده أثناء خطبة له أن شيخ الأزهر نائم ردّ على المحقّق : لو كان شيخ الإزهر نائما لرجونا أن يستيقظ و لكنّه ميّت!).


التنظيم الإخواني الدولي و على راسه قرضاوي غنوشي في نجدة سفاحي الجزائر !:

ولأجل أنه من غير المعقول أن يقوم الجهاد في الجزائر و في الأرض عين قياديّ إخواني تطرف، سارعت هيئة جابري عثراث اللئام العالميّة ( التنظيم الدولي للإخوان المسلمين) و بدعم معنوي من رؤوس السلفية أمثال أبي بكر الجزائري، الى إيفاد القرضاوي و راشد الغنوشي في زيارات مكوكيّة أفلحت أخيرا في إيقاف نزيـف الجنرالات و ردّ الرّوح اليهم بعد أن كاد يدركهم ما أدرك فرعون بالبحر الأحمر، دون أيّة ضمانات حصلت عليها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، بعد إقناعها بضرورة وضع السلاح ، ليتولى النظام تصفية الكثير ممّن وضع السلاح بعد أمان كاذب كانوا وعدوا به. وهكذا أجهض الإخوان مكسبا عسكريّا عجز الجنرالات عن تحقيقه على مدى سنوات عديدة من صراعهم مع القوات جبهة الإنقاذ ، حيث أخفق الجنرالات في ترجيح الكفة لـصالحهم رغم الدّعم الخارجي و الإمكانيات الضخمة للدولة الجزائرية. و تلك خطيئة إخوانية أخرى .
( في المدة الأخيرة واثناء استضافة غنوشي من قبل مركز الدراسات الإستراتيجية بواشنطن صرّح الزعيم الطائفي لحركة النهضة الإخوانية التونسية بعد طمأنة العمّ سام بان حكومة النهضة ستواصل ما بدأه زين العابدين بن عليّ من تواصل دبلوماسيّ مع اليهود، قلت صرّح بأن جبهة الإنقاذ الجزائريّة كانت تسعى الى السلطة بكل سبيل ممكنة، كما كانت مخطئة حين فازت بانتخابات 91 و كان عليها مراعاة عدم توازن القوى بينها و بين العسكر!!" مع الإشارة، و على ذكر حب السلطة فان حركة النهضة ستحيي هذه السنة اربعينية الغنوشي اي مرور اربعين سنة كاملة على تسلمه قيادة حركة النهضة ــ 1972 ـ 2012 دون تفريط فيها و بنرجسية قبيحة سجّلها كبار قادة النهضة حين نقل عن الغنوشي قوله حرفيّا في إحدى نوباته النرجسيّة ّ" انّ حركة النهضة لن تتأثر باستقالة اي قياديّ فيها ما عدى استقالة واحد " ثم أشار الى نفسه وهذه الدكتاتورية معروفة عن الإخوان بمختلف جنسياتهم بفعل غياب النقد لديهم و تقديس رموزهم الساقطة ).

محفوظ النحناح : نهاية مروّعة


قبل أشهر من هلاكه بالسرطان( الذي روعي في إخفائه عن الناس، والى آخر لحظة جانب السرية المطلقة، كما يفعل حكام المسلمين في كل بلد إسلامي)، أعلن النحناح في مؤتمر صحفيّ عن توبته من البعد الإسلامي لحركته! مؤكدا ــ كما جاء في موقع مجلة العصر في الأنترنيت و بتاريخ 4 ماي 2002" أن حزبه ذو طابع جمهوري و تحدّى الحضور من الصحفيين بأن يكتشفوا إي إشارة في برنامج حزبه المعدّل لتطبيق الشريعة الإسلامية في الجزائر كدليل على تنصّله من خلفيته الإسلامية السابقة قائلا" لقد تبت من قال الله قال الرسول!".

و قد حضرت جنازة النحناح( بشهادة إخوانية فخورة أوردتها في نشريّتها المقرفة" رسالة الإخوان") مئات الآلاف من الغوغاء، كما أعتبرت نشرية الإخوان أن تلك الجنازة هي ثاني جنازة بعـد جنازة بومديـن من حيث الحضور الشعبي!( و قد نسي الإخوان أن جنازة أمّ كلثوم كانت أكثرحشدا، وقبلها جنازة المهاتما غاندي!). و قد كتبت بالمناسبة مقالا نشر بمجلة " الوطن العربي" تضمّن ما ياتي:

فــقدت العلمانية أحد أركانها الأمنيّة بوفاة محفوظ النحناح زعيم تنظيم حماس الجزائري، واحد أجرأ تلامذة حسن البنا في التفلّت من النصوص الشرعيّة وتقديم المصلحة الحزبية عـلى الثوابت العقائدية... فإذا كان الموت البيولوجيّ لنحناح قد تأخّر الى الشهر الماضي، فقد مات الزعيم الإخواني قبل ذلك بسنوات طويلة. حيث مات كمناضل، حين أبى الإنضمام إلى التجمّع الفكري السياسي الذي يمثل الإيديولوجية السياسية التي يتكلم بإسمها. ثم مات كمواطن حرّ حين حرم جبهة الإنقاذ من أصوات أتباعه مصرّا على إلقاء تلك الأصوات في المزبلة في إنتخابات لا أمل له و لا للإخواني عبد الله جاب الله فيها (1). كما مات محفوظ نحناح كمواطن شريف، بوقوفه بجانب التطرّف العلماني دون تحفّظ .كما مات كمسلم حين صرّح قبيل أشهر و في ندوة صحفية قائلا: " تبرّأت من قال الله قال الرسول..."إهــ

يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لقد كان الزعـيم الألماني أدولف هتـلر أشدّ التزاما من الناحية الأخلاقـية والوطنيّة، و بأشواط كثيرة من زعماء الإخوان فقد أكّد في كتابه" كفاحي" إن من واجب الأحزاب الصغيرة الإنضواء تحت جناح الحزب الكبير إذا كان الأخير يسعى إلى نفس هدفها حين كتب يقول ــ بعد ص 293 ــ :" إمّا إذا إستطاع الحزب الأوّل التغلّب على الصّعاب، و كانت الأحزاب الأخرى مخلصة للفكرة المشتركة، فبقاؤها منفصلة عنه يعدّ خيانة لهذه الفكرة و إضعافا للحركة حتى في حال قيام تعاون وثيق بينه و بينها " إهــ فماذا يقال عن الأحزاب التي كان تعاونها وثيقا و لكن مع عدوّ الوطن و الدين بوقوفها معه جهارا في خندق واحد، إن هذا لعمر الله مما يستنكر فعله من أهل الصلبان فكيف بمن تكلم بإسم الإسلام؟! و لكن الإخوان لا يراعون سوى مصلحتهم الحزبية و لو كان ذلك على أشلاء الآخرين و على حساب قيم الشرف و الرجولة...



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 12
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 11
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 10
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 9
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 8
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 7
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 6
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 5
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 4
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 3
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 2
- حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 1
- يوميّات!! قصة قصيرة
- منحتان قصة قصيرة
- قدر قصة قصيرة .
- إثارة قصة قصيرة
- من صور انتهاك حقوق الإنسان العربي قصة عشماوي
- يأس قصة قصيرة حمادي بلخشين
- شماتة !! قصة قصيرة حمادي بلخشين
- تواكل قصة قصيرة حمادي بلخشين


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادي بلخشين - حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 13