أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - منحتان قصة قصيرة














المزيد.....

منحتان قصة قصيرة


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 17:44
المحور: الادب والفن
    


ـــ 1 ــ
صديقي عبد الجليل عبّود، خير من كتب عن الميلودراما الإسلامية.
" ما تركت فتنة بعدي أضرّ بالإسلام و أهله من جامعة الأزهر و سائر المفارخ الكهنوتيّة المنوّمة للشعوب و المبرّرة لإرهاب الدولة "!!
هكذا كان يردّد على مسمعي بين الحين و الآخر.
حين كنت أثني علي كتاباته الجريئة، كان يقول لي باسما:
" الفضل الأكبر يرجع الى زوجتي، فهي التي وفـّـرت لي الوقت الكافي للبحث و التفكير و الكتابة" !!
وكنت أردّ عليه بين ضحكتين:
" كان عليك أن تشكر هذه المرأة، لأنك سترزق بالخلود على يديها!"

حين لقيته قبل عام، ثم سألته عن" الشركة المريضة" ـ كما كان يسمى حياته الزوجيةــ أجابني يائسا:
" كان الجنس هو الخيط الرفيع الذي كان يربط بيننا "
ثم وهو يضيف بعد سكوت لم يطل:
" أما الآن، وقد أكتشفت زوجتي أنّ أنفي أكبر من اللاّزم، و وجهي أقبح ممّا كانت تعتقد، و لحيتي ـ التي كانت تشبّهها في لحظات الصفاء النادرة بلحية الممثل الأنيق عبد المجيد مجذوب ــ لا تختلف عن لحية شحّاذ..." سكت قليلا ثم اضاف :
" أمّا وقد أصبحت لديها حساسيّة ضدّ رائحتي، و ضدّ كل مواد التجميل المعطرة منها والخالية من العطور، فلا أدري ما أنا صانع بحياتي ! "
ضربت على زنده مداعبا:
ــ كما كنت تصنع دائما ... المزيد من الكتب الرائعة.
ردّ عليّ وقد ازدادت ملامحه وجوما:
ــ هيهات هيهات، لقد أدركنى الاحباط، وغشيني الشعور بالعبثية و بكوني أضخّ الهواء في صدر مومياء فرعونيّة أو روّاد جامعة الدول العربيّة.
ـــ ...؟
ـــ بالله عليك هل تستحق أمّة تكرّم أحمد بن حنبل و تعلي من شأن الشافعيّ، وتذبح غيلان الدمشقي وتعذب ابا حنيفة حتى الموت، هل تستحق أمّة كهذه، أي احترام؟
ـــ ...
ــ لقد إتّسع الخرق على الرّاقع.
ـــ...!!!
ـــ حتى انهيار بنائنا بالكامل لم يتمّ بعد، حتى نؤسّس على أنقاضه ما نريد.
ــــ ....!!!
ــــ نحن امة تسقط لكنها لم تنل بعد شرف الإستقرار في الحضيض كي تنهض من جديد
ـــــ ...!!!
ـــ تصوّر يا صديقي.. كلّ عمامة جديدة يفرّخها الأزهر، أو تنكبنا بها جامعة محمد بن سعود، أو تتقيؤها جامعة الزيتونة أو جامعة القرويين هي أسوأ في أثرها التدميريّ للإنسان و العمران من مائة قبعّة لجنرالات محتلـّـين.
ـــ و ما الحلّ؟
زفر صديقي بشدّة ثم قال:
ـــ لم يبق لنهوضنا غير وقوع معجزة إلهية... لكنني أوّل من ينفيها ، لأنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.
ـــ ....!!!
ـــ " يا عدو ّ الملة و الدين، أنت لا تختلف عن اليهود و الصليبيين و سلمان رشدي و تسليمة نسرين"هذا ما أجده كل يوم في بريدي .

ـــ 2 ـــــ
لسنة كاملة، ظللت أنفي بشدّة التحاق عبد الجليل عبّود بأفغانستان، كنت أرجّح اعتقاله، حتى بلغني نعيه مساء أمس.. رحم الله صديقي عبد الجليل عبّود، لقد استراح من ورطة الحياة البيولوجية و الزوجية معا... و لكن أن يرزق بالشهادة أيضا على يديّ زوجته، كان آخر ما كنت أتوقـّعه!

أوسلو 26/9/2009



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدر قصة قصيرة .
- إثارة قصة قصيرة
- من صور انتهاك حقوق الإنسان العربي قصة عشماوي
- يأس قصة قصيرة حمادي بلخشين
- شماتة !! قصة قصيرة حمادي بلخشين
- تواكل قصة قصيرة حمادي بلخشين
- نكوص قصة قصيرة حمادي بلخشين
- حصان قصة قصيرة
- راشد الغنوشي و جماعته يتجاوزون الخط الفاصل بين الكفر و الإيم ...
- المنظومة السنيّة في ثاني أقبح تجلّياتها الكارثيّة.
- راشد الغنوشي و رحلة التّيه قصة بالمناسبة
- تذمّر قصة قصيرة
- غلمة ! قصة قصيرة
- تطيٍّر قصة قصيرة
- من مظاهر الإستهانة بانسان عالمنا العربيّ قصة بالمناسبة
- خروج قصة
- راشد الغنّوشي و الشيطان، حدث ذات مرّة
- يا متخلف يا حمار كن من أهل اليسار!
- حركة النهضة تحتفل قريبا بأربعينيّة غنّوشي.
- لوبي قصة قصيرة


المزيد.....




- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة
- هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخاً بديلاً عن الإنسان؟


المزيد.....

- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - منحتان قصة قصيرة