هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية
(Hichem Karoui)
الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 11:39
المحور:
القضية الفلسطينية
تيارات
باعتراف أغلبية الملاحظين , كانت الانتخابات الفلسطينية الأخيرة نزيهة ومشرفة, بالنظر الى كل الظروف السائدة, والتي لم تكن مناسبة لها بشكل خاص. يكفي أن نتذكر أن هناك بلدانا عربية لم تستطع منذ خمسين سنة أن تنظم حملة انتخابية واحدة تتمتع بالنزاهة والشفافية. الفلسطينيون بعضهم تحت الاحتلال الاسرائيلي, وبعضهم الآخر لاجئ في الخارج. صحيح أن الذين في الخارج لم يصوتوا, لأسباب شتى, ولكن يمكن أن نقول مع ذلك أن محمود عباس انتخب من طرف أغلبية السكان في الضفة الغربية وغزة. وقد اطلعنا في هذا السياق على التقرير المبدئي لفريق عمل مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية الذي زار المناطق الفلسطينية لمراقبة سير الانتخابات, ويقول في ذلك :
أ. قبل بدء العملية الانتخابية:
1ـ كانت السلطات الفلسطينية أكثر تساهلاً ومحافظة على مشاركة أكبر عدد ممكن من المواطنين وقد بدا ذلك واضحاً من خلال فتح أبواب التسجيل لمدة طويلة قبل الانتخابات، ثم إعادة فتحها لمرة أخرى لاستيعاب أعداد أخرى من المنتخبين ، وأخيراً فى إصدار تشريع جديد قبيل الانتخابات يعطي الحق في التصويت لغير المسجلين.
2ـ على العكس من ذلك فقد كانت السلطات الإسرائيلية أكثر تشدداً تجاه مشاركة فلسطينيي القدس في الانتخابات وقد ظهر ذلك واضحاً من خلال تحركها لغلق مقرات الاقتراع التي اقترحتها السلطات الفلسطينية ثم السماح بعد ذلك لهم بالاقتراع بعد فترة تسجيل قصيرة لا تزيد عن يومين وبنظام (التصويت الغائب) كمن يعيش فى دولة أخرى ، حيث تم اجراء التصويت في مكاتب البريد ، أثناء يوم العمل العادى ، وتم نقل الأصوات وفرزها فى الضفة الغربية.
3ـ لوحظ الاهتمام الإعلامي الكبير بالانتخابات وانتشار دعوات المشاركة بصورة ملحوظة في كافة أرجاء الضفة الغربية على عكس مدينة القدس.
4ـ رحبت السلطات الفلسطينية بكافة المراقبين الدوليين وأعطتهم كافة التسهيلات على عكس السلطات الإسرائيلية التي منعت دخول بعض المراقبين من الخارج، كما اصرت بعض الدوائر الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في القدس على وجود تصريح إسرائيلي للمراقبة، وهو ما لم يكن مطلوباً.
5ـ أعطت السلطات الفلسطينية كافة المرشحين الفرصة للتعبيرعن رأيهم وحرية إلصاق ملصقات الدعاية (رغم ملاحظة بعض التحيز الإعلامي لصالح مرشح السلطة أبو مازن) إلا أن السلطات الإسرائيلية منعت انتشار الملصقات بكثرة داخل القدس، كما قامت بالقبض على أحد المرشّحين (مصطفى البرغوثي) لعدة ساعات للتحقيق معه قبيل بدء الانتخابات.
6ـ قام مفتي القدس فى خطبة الجمعة التى جرت قبيل الانتخابات بيومين بتحريم المشاركة في الانتخابات مما شكّل عاملاً سلبياً كبيراً أمام مشاركة سكان القدس.
ب. أثناء سير العملية الانتخابية:
1- غطت بعثة المركز للمراقبة عشر دوائر انتخابية حوت أكثر من 25 مركز اقتراع من ضمن 2838 مركز اقتراع منتشرين في القدس والضفة الغربية وغزة وقد شملت مراكز الرصد كل من:
1ـ مناطق القدس التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية: خمسة مناطق (مكاتب بريد) وهي "الطور ـ ش صلاح الدين ـ باب الخليل ـ شعفاط ـ الزعيم".
2ـ مناطق القدس (2) التي تقع تحت السيطرة الفلسطينية: أربع مناطق فقط وهي الرام، العزرية، ابوديس، عناتة.
3ـ الضفة الغربية: منطقة واحدة فقط وهي بيت لحم.
2 ـ رغم الوعود الإسرائيلية بتسهيل الحركة للمواطنين في يوم الانتخابات إلا أن العكس هو الذي حدث، فقد تواردت أنباء عن تعسف سلطات الاحتلال في حواجز ونقاط تفتيش طوال اليوم.
3- لوحظ قلة مشاركة الناخبين على مدار اليوم، وهو ما أرجعته السلطات الفلسطينية إلى المعوقات الإجرائية الإسرائيلية ولذلك فقد قامت السلطات بمد ساعات التصويت لمدة ساعتين إضافيتين وبالرغم من ذلك فلم تتعد نسبة المشاركة 55% من تعداد المسجلين.
4 ـ لوحظت فروق كبيرة في التجهيزات بين مكاتب الاقتراع التي تخضع للسلطات الفلسطينية ومكاتب البريد التي تقع في مناطق سيطرة السلطات الإسرائيلية، حيث لم تتوافر في الأخيرة صناديق شفافة أو مناطق سرية لتنفيذ التصويت ، كما انتشرت فيها أخطاء سجلات في الأسماء، حتى أن دائرة كاملة لم يصوت بها أحد بعد مرور خمس ساعات على فتح باب الاقتراع نتيجة عدم صحة الكشوف الانتخابية.
5- لوحظ أن مشاركة الشباب كانت أكبر بصورة ملحوظة من المسنين، كما كانت مشاركة النساء ضعيفة نسبياً.
6- سُمح لجميع مندوبين المرشحين بالتواجد داخل مراكز الاقتراع كما سهل منظمي لجان الاقتراع تواجد المراقبين والرد على استفساراتهم ولكن بمرور الوقت وظهور قلة المشاركة فقد صدر تعميم عام لجميع اللجان بالامتناع عن تقديم بعض المعلومات ، خصوصا ما يتعلق منها بعدد المصوتين .
7- لوحظ انتشار فرق التفيش الدولية والمحلية بكثرة داخل الدوائر ، حيث بلغ عدد المراقبين أكثر من 5000 مراقب ، في حين نالت بعض الدوائر اهتماما أكثر من الأخرى مما يدل على وجود خطأ في التنسيق بين المراقبين.
8ـ حضر مندوبو المركز فرز أصوات لجان منطقة بيت لحم بالضفة الغربية وكانت عملية الفرز شفافة وناجحة وكانت نتائجها مشابهة إلى حد يشبه التطابق مع النتائج النهائية التي أعلن عنه لاحقاً.
ج ـ النتائج النهائية للانتخابات:
اعلنت لجنة الانتخابات ظهر يوم الاثنين 10/1/2005 وكانت النتائج الأولية كالتالي:
1ـ كان اجمالى عدد المقترعين 775.146 من ضمن مليون و300 ألف مواطن مسجل انتخابيا ومليون و800 ألف مواطن له حق التصويت.
2ـ كان عدد المصوتين من القدس 26.365 مواطن من ضمن أكثر من 120 ألف مواطن منهم 5.300 مواطن مسجل .
3ـ حصل محمود عباس (أبو مازن) من حركو فتح على 483.039 صوت بنسبة 62.32% من الأصوات.
4ـ حصل د. مصطفى البرغوثي (مستقل) على 153.516 صوت بنسبة 19.80%.
5ـ حصل د. تيسير خالد (الجبهة الوطنية لتحرير فلسطين) على 27.118 صوت بنسبة 3.5%.
6ـ حصل بسام الصالحي (حزب الشعب الفلسطيني) على 20.844 صوت بنسبة 2.69%.
7ـ عبد الحليم الأشقر (مستقل) حصل على 5874 صوت بنسبة 0.76%.
8ـ عدد الأوراق الباطلة 29366 ورقة ونسبتها 3.79%.
9ـ الأوراق البيضاء 2486 ورقة بنسبة 2,3%.
جريدة العرب . لندن
http://www.hichemkaroui.com/
http://www.phoenixmagazine.tk/
#هشام_القروي (هاشتاغ)
Hichem_Karoui#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟