أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - محمود عباس في مواجهة شارون














المزيد.....

محمود عباس في مواجهة شارون


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 10:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تذكرت ما كتبه السيد محمود عباس منذ عدة سنوات في كتابه "طريق أوسلو". فقد أشار في مكان ما من الكتاب الى أن التوجه الأول الذي كان سائدا لديه ولدى الجماعة التي تسعى الى التفاوض مع اسرائيل, هي الاتصال بأرييل شارون , قبل غيره من الزعماء الاسرائيليين, وخاصة قبل الاتصال باليسار الاسرائيلي. وكانت هذه الفكرة قائمة على أساس أن مفاوضات السلام بين مصر واسرائيل نجحت مع اليمين الذي يمثله آنذاك بيغن, بالرغم من تشدده المعروف. وعليه, فإن التفاوض مع المتشددين اليمينيين قد يكون أجدى , إذا قبلوا مبدأ التنازلات المتبادلة. وقد حاول الجماعة آنذاك الاتصال بشارون في البرلمان الاسرائيلي, إلا أنه رفض الكلام معهم, متذرعا بوجود قانون اسرائيلي يمنع الاتصال بمنظمة التحرير. وكانت تلك نهاية قصة الاتصالات مع شارون. وبحكم ظروف معينة, كانت الاتصالات مع اليسار الاسرائيلي أكثر توفيقا, وانتهت الى فتح قناة أوسلو.
أسوق هذه المقدمة "التاريخية" في مناسبة فوز محمود عباس برئاسة السلطة الفلسطينية , لاعتقادي أنه من المهم التذكير بأن الفلسطينيين مضوا نحو السلام , حين قرروا التفاوض, دون عقد , بالرغم من تاريخ شارون المفزع. وقد شاءت الظروف أن يكون شارون اليوم هو رئيس وزراء اسرائيل , وأن يكون محمود عباس هو الشخص الذي وقع عليه الاختيار لاستكمال "طريق أوسلو" . فالذين صوتوا له في هذه الانتخابات , إنما صوتوا لنهج سياسي كان هو بالذات أكبر المدافعين عنه داخل منظمة التحرير. وبالرغم من سقوط "سلام أوسلو" في أول امتحان جدي واجهه الاسرائيليون والفلسطينيون معا, وبالرغم كذلك من صعود التطرف ورجوع المواجهات الدامية والخطابات العنيفة وانسداد الآفاق, فقد بدا اليوم أن جزءا هاما من الشعب الفلسطيني – على الأقل هؤلاء الذين يواجهون عدوهم في الضفة والقطاع ويقعون تحت نيرانه – يريد "طريق أوسلو" وليس غيرها.
ينبغي طبعا التذكير دائما بأن الظرف يخلق الضرورة وتفاعلاتها, وكل ذلك في منتهى النسبية.
محمود عباس على رأس السلطة الفلسطينية ؟ أهلا وسهلا. ولكن ما الذي بقي منها؟ ومن الذي دمرها ؟ ثم إن سلام أوسلو الذي لم يعقد مع شارون أو اليمين الاسرائيلي المتشدد الذي يمثله هو ونتنياهو وأشباههما, فشل مع – وبين – الذين تفاوضوا عليه وأتموه : أي عرفات ومحمود عباس وجماعتهما من ناحية , واليسار العمالي الاسرائيلي من ناحية أخرى. وللتذكير, لم يكن انتخاب ارييل شارون سوى رد فعل عوقب فيه هذان الطرفان بالأساس على اخفاقهما الذريع. واليمين الاسرائيلي لم يعبر يوما عن أي ارادة سلمية حقيقية, وما فعله بيغن كان صلحا مع مصر وليس مع الفلسطينيين بأي حال من الأحوال. وبالرغم من حسن النوايا لدى الفلسطينيين , فإنه من المستبعد حقا أن يكون شارون هو الذي يمكن معه عقد السلام. فلا شيء في تكوينه العقلي والنفسي يجعله مهيأ لهذه المهمة التاريخية, التي تتطلب تسامحا لا يملكه, ومرونة ينكرها وتنكره, وآفاقا عقلية رحبة يضيق دونها دماغه.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان يدخل عهد السلام
- مسلمو الغرب والقاعدة
- الفتنة والجهاد
- ما تغير في القاعدة
- القاعدة في أوروبا
- 2 -زيارة- لكوندي
- -زيارة- لكوندي:
- لعبة اسرائيل في العراق
- انتخاب. كوم السعودي
- العراق كمرآة
- أتراك وأوروبيون
- تركيا والهوية الاوروبية
- توجسات بعد اجتماع أوبيك
- ما جرى داخل فتح أواخر عهد عرفات
- من يخلف حسني مبارك؟
- تقرير عن المملكة
- حول فكرة- نهاية الغرب -
- ما بعد عرفات بدأ ... بإطلاق النار على خلفه
- ضغط أكبر متوقع على العرب بانتصار بوش
- حكومة كرامي تواجه صمود الصحافة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - محمود عباس في مواجهة شارون