أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب المزين - لاجئ طبيعي














المزيد.....

لاجئ طبيعي


أيوب المزين

الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 11:34
المحور: الادب والفن
    


جلس على كرسي خشبي قديم البنيان, وسط حرجة قوراء, على مقربة من حشائش سوداء بجانبها أثافي. لم يسمح له اعصوصاب الظلام رؤية العصافير التي سمع تغريدها طوال ليلته, إلى أن أخذه الموت الجزئي.
في الصباح, بعد سويعات نوم تحت شجرة, عكست الشمس صهوبة أشعتها على شعره الرطب, الداكن السواد, فبدا كتلك الأعواد المستعملة في تناول الأرز الصيني. ونالت عيناه نصيبا وافرا من الوديان الذهبية النابعة من السماء في اتجاه مصبها على الأرض. أفاق وقد غسلت قطرات الندى وجهه, ومسح ورق الشجر البلل عن ملامحه العربية. فر من الحياة مع الآدميين لأنه وجد فيهم نزعة حيوانية, ليعيش مع حيوانات بهم نزعة إنسانية. عاين قردة تدافع عن بعضها البعض من بطش الضباع, فهمس لنفسه قائلاً: لم لا أكون قرداً فتحميني طائفة القردة تلك؟ الشيء الذي عجز عن فعله كبار الرؤوس في بلادي. شاهد بدهشة نملة تساعد أخرى على حمل ذرة خبز, فناجى نفسه: لم لا أنضم إلى حزب النمل ففيه الخير على باقي الأحزاب في العالم الإنساني؟. ساح صاحبنا في الغابة يقتات من أشجارها ويستظل بظلالها, هدوء وسكينة يزدادان يوماً بعد يوم, كأنهما يرحبان بالضيف الجديد, بل ويخاطبانه: عش هنا, هنا الطيور حرة زاهية الألوان عكس موطنك, هنا النسيم لطيف الهبة نقي الهواء عكس موطنك, هنا لقمة العيش تقتضي قطف الثمرة من الشجرة عكس موطنك, هنا إذا جاءك عزرائيل ستموت هادئ البال ثابتا على الشهادة عكس موطنك. إذا لجأ أصدقائك سياسيا فالجأ أنت طبيعيا. إن الطبيعة لخير مسكن بعد الزلزال والفيضان, وأخلص صديق عند الذل والخذلان, وأنسب حليف في الحرب والعدوان.


* رد الناقدة والعضوة في تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين سعاد جبر على النص في مجلة ميدوزا:
نص إبداعي ساخر لاذع، يتسم بأنفاس قوية جريئة، وبراعة في السرد المعبر، يحمل في كنهه رحمة حالة رفض متعالية في نبرات تقرع أجراسها بيننا، وتنطلق أصواتها من بعيد، في لفظ الواقع في أوراقه الرمادية المنكسرة، وتركن إلى عين الحقيقة في سماء انكشافاتها في عين الطبيعة، فهناك تزال القشور وتغيب حجب الأقنعة الزائفة، وترتسم صورة واقعنا في أبجديات عبثية السياسة..الواقع.. لحمة التكاتف الخطابية الواهمة، في نسيجها الهش لوحة سردية تحكي أبجديات الواقع المر في بضع كلمات انها الحقيقة دون التفاف عليها انها الحقيقة..في أوراقها المجردة وتساقطاتها في أتون واقعنا الرمادي.
قد تكون مرة ..بشعة..قاتلة انها الحقيقة في عينها، فأين نحن منها؟ وأين نحن من الطبيعة؟ وحتى تولد الحقيقة في كبد السماء كم قناع سيغلف أيامنا غدوة وعشيا فتصبح على حرية وميلاد وطن للحقيقة وطبيعة هادئة في قوانين أيامنا السادية.
مبدعنا المتألق: أيوب المزين, أحيي إبداعك الجرئ النابض بالوعي وعشق الحقيقة فنصوصك واحة أنس وتلاقح فاعل في عوالم ثقافتنا العربية بين مطرقتي الهموم والتحديات.
استهواني نصك كثيراً.



#أيوب_المزين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل المثمر- المهدي المنجرة
- مجلس النوام _ عن كتابي: صرخات حق يحتضر
- فاس العتيقة بعد مجيء القمر وبعد هروبه
- حبيبة القلب
- حوار مع خبير المستقبليات المغربي الدكتور المهدي المنجرة
- العالم الإسلامي : الوضع الراهن والمستقبل
- عرب بلا نظم سياسية ولا تنمية حقيقية(**)
- الحرب العالمية الأولى الحقيقية - الإستعمار الجديد


المزيد.....




- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب المزين - لاجئ طبيعي