أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيوب المزين - العالم الإسلامي : الوضع الراهن والمستقبل















المزيد.....


العالم الإسلامي : الوضع الراهن والمستقبل


أيوب المزين

الحوار المتمدن-العدد: 860 - 2004 / 6 / 10 - 06:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نقصد بالعالم الإسلامي تلك المساحة الممتدة على ما يقارب 32مليون كمّ , المتواجدة بين خط طول 18 ْ غربا إلى 140 ْ شرقا، ومن خط عرض 10 ْ جنوب خط الاستواء إلى 55 ْ شمالا , يقطنه حوالي 1,361,441,883 نسمة تشكل 22,7% من سكان العالم البالغ عددهم 6 مليارات . تتمركز جل دول العالم الإسلامي في كل من القارة الإفريقية و الآسيوية , و تتوفر على موارد طبيعية هامة ( البترول , الذهب , الغاز ... ) , و أخرى بشرية أغلبها من الشباب , و من هنا تظهر مفارقة غريبة : لماذا أصبحنا جهلاء و نحن المسلمون أصحاب حضارة القلم و العلم و المعرفة ؟ لماذا الفقر على جبيننا منقوش و أراضينا معطائة و الحمد لله ؟ , هل نحن فارغوا العقول ؟ كيف وصلنا إلى هذا التخلف و كيف يمكننا تجاوزه ؟ لما خيبنا ظن العالم في أننا سنكون المنافس القوي لمخلفات انهيار الإتحاد السوفياتي ؟
ما أحوجنا إلى كفاءاتنا المهاجرة !

بعد ما درس و تعلم و وصل إلى أقصى درجات المعرفة و أصبح قادرا على الإبداع لم يجد الجو المناسب الذي تتوفر فيه الشروط اللازمة للمرور من نشاط نظري إلى عمل تطبيقي ملموس, و حتى إذا تولى منصبا مهما فهو لا يحظى بالعناية اللازمة ولا يحصل على مرتب يخفف عنه سنين الدراسة المرهقة سواء داخل أرض الوطن أو خارجها , و ما يزيد الطين بلة البيروقراطية الإدارية و انعدام المناخ العلمي أو ما أسمته السيدة حمو توتليلس الوزيرة الجزائرية المكلفة بالبحث العلمي ب" جمود البحث العلمي" , على عكس البلد المضيف ( بلد متقدم ) الذي يحترم مستواه و يربعه على عرش الإدارات و المناصب العليا بمبالغ مغرية و يربطه بعالم الإنتاج العلمي.
هناك معادلة معمول بها في كل دول العالم و هي :
التعليم العالي- فرص شغل لائقة و مجال حيوي للإبداع = هجرة كفاءات
إذا اعتبرنا أن عدد النازحين من العالم الإسلامي إلى الغرب يقدر بألفين سنويا في الميدان العلمي التقني و المعلوماتي , و إذا وضعنا أن مجموع ما صرفته البلدان الإسلامية على الشخص الواحد لكي يكمل تعليمه يقدر ب20000 ألف دولار فإننا سنجد أن الدول الإسلامية تهدي للغرب سنويا ما قيمته 40 مليون دولار, و مع ذلك يجب تأكيد أمر ملح , فالمال ليس هو المهم لأننا نضيع ماهو أثمن ألا و هو مستقبلنا , فقد قدر تقرير التنمية البشرية لسنة2003م من برنامج عدد الكفائات العربية التي هاجرت في اتجاه الغرب ب 450PNUD الأمم المتحدة الإنمائي
ألف , و أكدت أيضا اَخر الإحصائيات الصادرة عن المنظمة العربية للتنمية الصناعية على أن ظاهرة هجرة النوابغ المسلمين في اتجاه الغرب قد تفاقمت : 23% من المهندسين و 50% من الأطباء و 15% من العلماء العرب المتخرجين يهاجرون نحو أوربا و كندا و الو.م.أ هؤلاء الأخيرون يحتضنون 75% من المهاجرين العرب , أما الطلاب العرب بالخارج فما يقارب 54% منهم لا يعود , حينما تهاجر كافاءاتنا يحصل نقص حاد في مجالات حساسة كتقديم الخدمات الصحية و المجال الإستراتيجي و الإقتصادي ... .
بعد انتهاء الحرب الغربية-الغربية الثانية و الحرب الباردة لم يعد للمخابرات الأمريكية عمل فأصبح شغلها الشاغل البحث و التنقيب عن العباقرة في شتى العالم قصد إقحامهم المجتمع الأمريكي و إعطائهم جنسية أمريكية بحيث نجد مجموعة شبان بلدان نامية يعملون داخل و كالات الفضاء و من بينهم المغربي أحمد المنضل المسؤول عن علاقة الأرض بالقمر و فاروق الباز مدير الإستشعار عن بعد في جامعة بوسطن , و إذا بحثنا أكثر سنجد أطباء و مفكرين و علماء فيزياء و رياضيات يصلون إلى أقصى عطائهم فيحصلون على جوائز نوبل ( كما هو الشأن للعالم المصري أحمد زويل ) لكن للأسف بجنسية أمريكية تضاف إلى السجل الأمريكي .
ليس الحل أن نطالب بعودة علماءنا النازحين لكن يجب أن ننظر في هذه القضية بجيدة أكبر بصرف ميزانية محترمة تغطي حاجيات العلماء و تمكنهم من مباشرة بحوثهم , فالو.م.أ تنفق على البحث العلمي من ناتجها الوطني الخام ما ينفقه الإتحاد الأوربي + اليابان , في حين لا تنفق دولنا مجتمعة سوى 0,05% . فقد جاءت دول إسلامية في ترتيب تقرير التنمية البشرية المهتم بالبحث العلمي كالآتي : لبنان في المركز ال82 و سوريا في المركز 111 و مصر في الرتبة ال 119 أما عدونا( الكيان الصهيوني ) الذي يجب علينا التفوق عليه علميا أولا ثم عسكريا فقد طلع في الرتبة ال23 .
إن هذا النزيف الذي يعرفه العالم الإسلامي و المتمثل في هجرة كفاءاته نحو الدول العظمى يعتبر من أهم معوقات التطور داخل بلداننا لأن مستقبلنا و مستقبل أي مجتمع اَخر مرهون بطاقاته الشابة الواعدة و التي كانت الورقة الرابحة على مر العصور فمنذ القديم الشاب يحظى بمرتبة جيدة داخل وسطه لأنه قوي البنية , سريع الحركة , حاضر البديهة , ذكي في التفكير في مجمل القول يظفي ديناميكية فريدة من نوعها في جميع المجالات , هكذا عهدنا الشباب , قاوموا الإستعمار و أبدعوا في الفن بكل أنواعه محترمين أسس أي لعبة يدخلونها , لكننا اليوم نمسي و نصبح نرى و نسمع عن شباب عديمي التربية , لا تنطبق عليهم مقومات الشبان النموذجين فقد تفشت فيهم أساليب المكر و الخداع فسرقوا و نهبوا و أثرت فيهم موجات العولمة المميتة فتشبهوا بمفاسد الغرب و ليس بمحاسنه , مستواهم المعرفي جد متدني إذا استثنينا البعض النادر , إذن كيف نريد لعالمنا أن يتطور دون مادة خام و هل يعقل أن نكذب على أنفسنا و على غيرنا و نقول لقد رممنا البيت و التصدعات و الشقوق لا تزال بارزة و مواد البناء متوفرة لكنها غير صالحة لهشاشتها ؟
حينما نتكم عن مستقبل أفضل يجب أن نأخذ بعين الإعتبار محرك التنمية الأول و وقود سيارة العالم الإسلامي الذي هو شبابه فنبوؤه مرتبة أفضل و نوليه عناية مركزة تبدأ من التربية و التعليم المتمثلتين في مقررات دراسية مواكبة للعصر متقيدة بتعاليم الدين , و أنشطة تربوية و ثقافية و رياضية مكثفة و خلق مكتبات متعددة لدرجة أن نجد بكل منطقة خمس مكتبات فما فوق و مقاهي أنترنت ... , هذا ما سيربي في شبابنا ثقافة حب المطالعة و ثقافة البحث عن المعرفة أينما كانت , على عكس ما منعيشه اليوم فالإذاعتان السخيتان المغربيتان و غيرهما من الإذاعات في باقي دول العالم الإسلامي لا يبخلون علينا فأفلام الخلاعة من أفلام غربية ساقطة و شرائط تلفزيونية مصرية تزيدها فحشا و مسخا لا تفارق شاشتنا الصغيرة , هذا ما يربي فينا ثقافة الجنس الهدامة , أما البرامج الوثائقية المفيدة فلا يجد الساهرون على تنظيم البرماج وقتا لبثها سوى ما بعد منتصف الليل و كأنها دروس في لعب القمار , و تفسير هذا التنظيم جملة واحدة يوجهها لنا الصهاينة على لسان المرتزقة : إننا نعمل على هدم كل ما سيحمل الخير لعالمكم الإسلامي لذا فنحن نفسد عقول شبانكم باعتبارهم عصب الإزدهار .

الإصلاح الداخلي " أولا " :

المشاكل الداخلية : (الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية) :

ادهن السير يسر * و بيه ترطاب الخرازة
النقبة تجيب الطير * من باب سوس لتازة

هذين البيتين الشعريين للشيخ عبد الرحمن المجذوب يلخصان مظهرا من مظاهر الفساد الإداري الذي طالما عانينا منه و ما زلنا ألا و هو الرشوة , و يظهر جشع و طمع ذوي المناصب العليا . إن هذه الظاهرة لا تنحصر داخل الدول الإسلامية فقط , بل هي في كل مكان , غير أن درجاتها تتفاوت , و قيمتها تختلف : ( في المغرب ) إذا كنت تريد قضاء مصلحة داخل إدارة بسيطة يجب أن تدفع للحارس " الشاوش " ما لا يقل عن 5 دراهم و للموظف قيمة تتراوح بين 20 إلى 100 درهم . أما إذا أردت أن يلج ابنك مدرسة عليا و هو لا يتوفر على المعدل المطلوب و ليست له القدرة على اجتياز امتحان التصفية , فادفع لمديرها مبلغا ماليا بسيطا يقدر ب3 ملايين سنتيم ( 30000 ألف درهم ) .
يجب أن يتبادر إلى دهن كل واحد منا السؤال التالي : ما الذي يدفع الموظف البسيط إلى أخذ الرشوة ؟
إن جواب هذا السؤال بين طياته , فحينما نقول موظف " بسيط " أي أنه يتقاضى مرتبا هزيلا لا يسد حاجياته من أكل و شرب و كراء ... إلخ ( اللائحة طويلة ) , مع العلم أن المستوى المعيشي و الحمد لله جد مرتفع , و هذه مبررات تدفعه إلى التلاعب بالمواطنين و تفريغ كبته المادي عليهم . حسنا , الموظف بسيط , لكن المدير ليس بسيطا !!! , و له مرتب مهم !! , إنه بكل بساطة الطمع و انعدام الضمير و الرغب في تكديس الأموال .
و لا ننسى طبعا المحسوبية و الإختلاسات الكبرى لأموال الشعب المسكين , و مع ذلك فالدول الإسلامية كلها و بدون اسثناء تدعي بناء دول الحق و القانون و التضامن و الوحدة ... . و حسب مؤسسة الشفافية الدولية فإن كل دول العالم الإسلامي متواجدة في وسط السلم في حين تصدرت الدنمارك و فنلندا و السويد القائمة كأكثر الدول نزاهة .
الأمية في الوطن الإسلامي إلى أين ؟؟
لا يحظى التعليم إلا بنسبى 4% من الناتج القومي الإجمالي للدول الإسلامية و بالتالي فلا يمكن أن ننتظر إلا الجهل و الأمية , و ليس هناك مشروع جدي لتقريب المؤسسات التعليمية من التلاميذ داخل القرى و حتى إن حدث أن قربت فهي غير مجهزة بما فيه الكفاية للرقي بالتعليم داخل العالم القروي . النهضة التعليمية بالعالم الإسلامي مرتبطة بإصلاح المؤسسات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فإذا صلحت هذه صلحت الأخرى .
الفقر هو الآخر عائق في وجه التنمية داخل أوطاننا فثلث السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر يتواجدون في الدول الإسلامية . ربما تعتبر دولة مسلمة كماليزيا النوذج الحي و القوة الحسنة لباقي الدول الأخرى لأن طريقتها في التعامل مع المشاكل جد ذكية و يتجلى ذلك في تخفيضها نسبة الفقر بين 1970 و 2000 من 52,4 % إلى 5,5 % كما أن هذه النسبة ستزيد انخفاضا بحلول عام 2005 لتصبح 0,5 % بقضاء تام على ما يعرف بطبقة ما " تحت خط الفقر " .
يجب توظيف النمو الإقتصادي في الإصلاح الداخلي بمساعدة الفقراء و المحتاجين و المرضى و المعوزين و بناء المستشفيات و توفير الغذاء اليومي لكل مواطن .
نلمس في إسلام دول جنوب شرق آسيا تجربة فريدة من نوعها لأنها ستحقق نهضة جديدة للعالم الإسلامي و
و إنه من الضروري تحرير الخطاب الإعلامي من التبعية للأنظمة الحاكمة و محاربة النفاق الإجتماعي و خاصة نفاق النخبة المثقفة التي تبقى تلعب على الساحة بعدة أفكار فهي ثارة قائد الشعوب للتحرر و أخرى سند الحكام لقمع الأمة .
النزاعات البينية و الداخلية :

يهون علي أن أموت غريقا أو محترقا في حادثة مفاجأة , لكنني لا أقدر أن أموت على يد أخي أو يموت هو على يدي .
كثرة النزاعات بين القبائل أو الأجناس * إن صح التعبير * واحدة من المشاكل العويصة داخل المجتمعات الإسلامية .
قضى مجموعة من الأشخاص نحبهم في إشتباكات العرقية و نجمت عن ذلك أضرار جسيمة لحقت كل ما هو مادي , لكن المشكل المطروح معنوي مرتبط بما خلفته هذه الإحتكاكات العرقية من خوف و اضطرابات نفسية لدى أغلبية الذين عايشوها .
هذا في نطاق الصراعات الداخلية , أما على مستوى الصراعات البينية ( أي بين الدول الجيران ) فقد تأكد أن :
- من بين 26 دولة إسلامية في إفريقيا هناك 16 دولة منهكة في نزاعات بينية منذ عدة عقود.
- هناك 22 دولة عربية في منظومة دول العالم الإسلامي يتنازع 18 منها.
- من بين 27 دولة إسلامية في آسيا توجد نزاعات بين 21 منها.
- دول شمال إفريقيا المسلم تشهد نزاعات حدودية وسياسية و ( المغرب و الجزائر , مشكلة الصحراء ) .
- منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية تعتبر منطقة نزاعات بينية كثيرة( العراق و الكويت , العراق و إيران , العراق و السعودية ... ) .
- في منظمة العالم الإسلامي توجد 56 دولة تتنازع 37 منها بينياً, وهناك 19 دولة فقط لم تدخل في نزاع مع دول إسلامية أخرى .
و يبقى مسلمو البلقان في أوربا بعيدين عن دائرة النزاعات .
تبعا لهذه البيانات ظهرت حالة التمزق و غلبة المصلحة الشخصية في أوسع مجالاتها على المصلحة العامة للأمة برمتها , فعلى الرغم من التوصل إلى 100 إتفاقية للفض في النزاعات إلا أن 21 دولة لا تزال تعيش الصراع , هذا ما دفع كل الدول الإسلامية إلى تخصيص مبالغ مالية ضخمة للتسلح مما خلق عجزا كبيرا يبعدنا عن مشروع تنموي حقيقي .
قبل أن نتكلم عن الحلول يجب النبش في المشاكل و تحليلها لأن هذه العملية جزء من الحل , بعد ذلك يجب تحسيس المواطنين بضرورة التكافل فيما بينهم و الإبتعاد عن التسميات العرقية ( هذا عربي , هذا أمازيغي .. ) و الطائفية ( سني و شيعي ) , لأننا مجتمع واحد يربطنا تاريخ و حضارة , إننا صخرة صعب عليهم تفتيتها قديما ( العصر الوسيط ) , فلم نعطيهم الفرصة ليشتتوها حديثا ؟ .
أما في حالة الصراعات البينية التي يتقاسم أسبابها الحكام و يعاني نتائجها المواطنون , فلنحاورهم بالتي هي أحسن , حتى نقنعهم بوجوب إيقاف أي خلاف بسيط , لأننا اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة ماسة للتوحد , فالصهاينة أمامنا و الصليبيون من ورائنا , ليست لدينا عصى موسى لنفرق بها الأرض شطرين و لا سفينة نوح حتى نهرب على مثنها , لكن لدينا قرآن يحمل بين صفحاته الحق , و إذا تمسكنا بتعاليمه و عملنا بأموامره فتحت أمامنا أبواب الخير.
العلاقات الخارجية :

منذ سنة 1991م و العالم يعاني من نظام القطبية الأحادية , و مع ذلك ظهرت بعض محاولات المضايقة من طرف الإتحاد الأوربي و اليابان و الصين , لكن مرة أخرى يطرح مشكل غياب الدور الإسلامي في المشاركة الفعالة على الصعيد الدولي , إذن نحن بحاجة إلى ملايين الجنود المدربين ! . نحن لا نحتاج إلى جيش كبير حتى نساير الركب لأن القوة العسكرية لم تعد معيارا لقياس التطور , العلم و البحث عن المعرفة هو كل شيء , و إذا تمكنا من التفوق فيهما فلا شك أننا سنتفوق في الميدان العسكري لأننا سنخترع و نبدع آلات جديدة و نفس الأمر بالنسبة للإقتصاد , فاليابان مثلا فأر سياسي و عسكري و أسد اقتصادي لأنها ذات اختراعات علمية قيمة من برامج حاسوب و ألعاب إلكترونية... , لم لا نجعلها قدوة و نحدث معها احتكاكا تكنولوجيا.
يجب أن نكون جد حذرين في تعاملنا مع الغرب لأن هناك من يدس لنا السم في القوة : أي يريد سلخنا عن هويتنا و عن تاريخنا و حضارتنا و كل ما يضفي علينا سمة المسلمين , هناك العولمة و الفرنكوفونية و حملات التنصير و الغربنة و الاستشراق ... .
إن الدول الموالية للقطب الأمريكي تمارس الظلم على العالم الإسلامي حيث يزعمون وجود التعصب و الأصولية الدينية ... .
إن مفهوم صراع الحضارات الذي كان المهدي المنجرة سباقاً إليه من " هنتاغتون " أكدت حقيقته هذه الأحداث الدامية بين المسلمين و المسيحيين و اليهود . فالمسلمات داخل أوربا لا يسلمن من هجمات تطالبهن بخلع لباسهن الإسلامي داخل مؤسسات الدولة و أخص هنا ما حدث في فرنسا بدعوى النظام " العلماني " الذي هو في الحقيقة حقد ديني , و في هذه الفترة تقوم ملشيات نصرانية في نيجريا و الفلبين بشن حملات عدائية على المسلمين . كما ازدادت عمليات اضطهاد المسلمين خاصة بعد أحداث 11 شتنبر 2001 و أصبح الإسلام = الإهاب و المسلمون = الإرهابيون . من الآن أجزم أن المكان لم يعد متسعاً لشئ يسمى" حوار الحضارات" و لا آخر يدعى "عصر الحوار" لأن الأزمة وصلت درجات يستحال ايجاد حل لها من غير الصراع الحضاري الذي سيفرز حضارة واحدة منتصرة .
كيف نرسم مسارنا المستقبلي ؟

التفكير في المستقبل أمر مهم و طرح أفكار مستقبلية يخدم الأمة جمعاء و لأنني لا أخاطب النخبة المثقفة فقط و أخاطب المواطنين عامة فبعد طرحي هته الفكرة على شريحة معينة ليست بالمثقفة وجدت أنها تظن هذا علم غيب, أقول : التنبآت المستقبلية ليست بعلم غيب , لكنها مجموعة تحليلات أو استبصارات , و إذا اطلعنا على سيرة رسولنا الأمين سنجد أن قبل قيامه بأي عمل كان يرى على مدى بعيد في ما عرف بالإستبصار . فلا يجب الخلط بين دراسة مستقبلية يقوم بها إنسان له من القدرات الفكرية ما تمكنه فعل ذلك , و بين علم الغيب الذي لا يتعدي النطاق الرباني .
هل نحن قادرون على إنتاج استبصارات ؟ و إذا أنجزناها فهل نعمل بها ؟
ارتباطنا بالحاضر الوهمي سبب من أسباب تخلفنا , فإذا سئلت مواطنا عن حالته سيتحدث عن الفقر و الظلم ..., لكنك لن تجده يبدي فكرة عن طموحه في المستقبل و عن طريقة قد تخرجه من مشاكله , نفس الشيء عند المسؤولين الكبار , هذا يؤكد انعدام فكرة" المستقبل" لدى الأغلبية الساحقة .
الدكتور المهدي المنجرة من أعلام المغرب و رموز الأمة الإسلامية بل إن فكره جاب العالم كله, لأنه فكر سليم , من بين الأشياء التي يهتم بها هي الدراسات المستقبلية و قد أنجز عدة دراسات و أسدى مجموعة أفكار على جميع المستويات , انتبه إليها الذين يعرفون قيمتها , لكن داخليا لقيت عدم مبالاة و لو حتى إلقاء نظرة عليها من طرف المسؤولين , و ذلك لأنهم يعلمون أن الدراسة المستقبلية إذا تنبأت بتحسن المستوى المعيشي داخل المجتمع , فإنها تهدد مصالحهم الخاصة , إذن لا يمكنهم تبنيها , و من جهة أخرى يختبأ هؤلاء وراء ستار يظنونه أسودا داكن لمعارضة الدراسات المستقبلية لكنه على العكس شفاف أبيض , فإنهم يقولون أننا لا نتوفر على وسائل كافية لتحقيق دراسات ناجحة , أقول فلنأخذ بعض الوسائل و ليس كلها رغم أنني أعرف المستوى الكبير الذي نحن عليه بشريا و ماديا و علميا ( النوابغ المهاجرة إلى الغرب , مبالغ مالية كبيرة ).
عندما نحلل المستقبل و نعطي عنه نظرة إيجابية , نعود إلى الوضع الراهن و نبحث عن مكامن الضعف و نقول : توصلنا في دراستنا المستقبلية مثلا أن الوفيات ستقل , إذن يجب أن نحارب الأوبئة و الأمراض و نعمل على تطوير التطبيب , و نعيد الكرة مرات و مرات فنقول: بناءا على الدراسة التي أجريناها وجدنا أن الأمية ستنخفض بنسب عالية و أن الوعي سينتشر بكثافة , و عليه يلزمنا رفع نفقة التعليم و حث الأطفال و الشيوخ نساءا و رجالا على التعلم و القيام بحملات تحسيسية عبر وسائل الإعلام . هكذا نخلق المناخ المناسب للمستقبل , و ليس بالكسل و الخمول و الإكتفاء بالبكاء على الأطلال . هذه هي طريقة استقراء الماضي و قراءة الوضع الراهن لتوضيفها في المستقبل و هذا ما يعرف ب"الراهنية " .
كما أن هناك شريحة داخل مجتمعاتنا قرأت القرآن بالمقلوب و لم تفهم الدين الإسلامي على حقيقته , لأنها تدعو إلى الإنغلاق و الإنطواء على الذات دون أي إبداع أو ابتكار , و هذا مخالف للإسلام فنجد الله تعالى يقول في سورة الرعد الآية 13 : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
الخلاصة العامة من هذا الكلام هي أن موادنا الأولية الحقيقية هي طاقاتنا البشرية ذات الكفاءة العالية و تطور العالم الإسلامي يقتضي سياسة خارجية تحفظ مصالحه الداخلية مع إصلاحات جذرية تشمل الإدارة و المجتمع و السياسية و الإقتصاد ...
توقفت عن الكتابة احتراما للجاحظ عندما سمعته يقول : خير الكلام ما يغنيك قليله عن كثيره .
مصادر البحث :
(*) الشارع خير مصدر اعتمدت عليه في هذا التحليل .
** عن كتابي : الولائم والوضائم
الحرب الحضارية الأولى : د.المهدي المنجرة .
www.undp.org/hdr2003 دليل التنمية الشرية 2003م : عن موقع الأمم المتحدة
http://www.middle-east-online.com/?id=8667 الدليل على الأنترنيت :
www.aljazeera.net موقع قناة الجزيرة على الأنترنيت :



#أيوب_المزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب بلا نظم سياسية ولا تنمية حقيقية(**)
- الحرب العالمية الأولى الحقيقية - الإستعمار الجديد


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيوب المزين - العالم الإسلامي : الوضع الراهن والمستقبل