أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيني محمد الأمين عبّاس - جدل السذاجة حول الشريعة والدستور














المزيد.....

جدل السذاجة حول الشريعة والدستور


زيني محمد الأمين عبّاس

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 00:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كانت الشريعة الإسلامية نصوصا مكتوبة واضحة وجلية ومتّفق على أنها هي هذه يمكن أن تناقش فكرة أن تكون مرجعا للدستور أو لا أما إذا كانت الشريعة الإسلامية - كما نعرف جميعنا ونحجم عن التصريح بذلك - اسما بلا مسمى فإن إقحامها حيث الحسم القاطع مطلوب يعد تأسيسا على الضبابية ويمكن أن يكون بابا واسعا لهيمنة متنفذين باسم الدّين - معظمهم دون أهلية قراءة الدّين أو حتى فهم الحياة - على الدولة وعلى المجتمع.
الدين الإسلامي كغيره من الأديان علاقة بين العباد وخالقهم وحق كل فرد في تقدير مضمون علاقته مع ربّه حق ثابت وبديهي والدولة إطار دنيوي يجمعهم يجب أن يترك لهم أمر اختيار منهج وأسلوب إدارته وتسييره برؤاهم النسبية دون أي وصاية وإنما وفق آليات متعارف على أنها موضوعية يختار بموجبها الشعب ممثليه ويوكل لهم مسؤولية السهر على تبصر مصالحه وطلبها في غيابه بالتشريع وبالإدارة.
ما يرجى من الدّين في الدنيا يتحقق في نسيج المجتمع سواء من حيث هو قاعدة توازن وضرورة بشرية أو من حيث هو مصدر منظومة قيمة فاضلة تهذّب شرارة النفوس وتوفّر أرضية ملائمة للتعايش وما يرجى منه في الآخرة راحة للنفوس لا سبيل للتحقق منها في الدنيا وإنما هي محصلة حساب فردي على أساس المسؤولية المترتبة على نعمة العقل ومدى حسن استخدامها في الدنيا في ما يرضي الله ويجسّد الإقرار بربوبيته.
السياسة – على عكس الدين – هي مناهج وأساليب إدارة وتسيير علاقات بني البشر في الإطار الزماني والمكاني الوحيد الذي يجمعهم (الدولة) ويحتم عليهم التخطيط لتحقيق مصالح موصوفة بالتقدم والتنمية والرفاهية والازدهار كل من الزاوية التي يراها أو تمليها عليه منظومة فكرية بعينها وقاعدة إقرار كل ذي مرجع فكري أو سياسي بنسبية الطرح الذي يتبناه هي أساس التعددية ومظنة جني ثمار الاختلاف المشروع في الأفكار والآراء لبلوغ أو للإحاطة بتعقيدات الحياة.
السياسة لا ترمي تحقيق أهداف ماورائية ويعيبها أن تبحث عن المصالح الضيقة وإن تبنت خطابا ثماره عند الله يوم القيامة تكون مغالطة ومزايدة وأقرب للخداع منها للأهلية في تبصر المصالح وطلبها.
والدستور بالتعريف نص وضعيّ يصاغ بحيادية ووضوح ويقرّ وفق آليات محددة يكتسب بموجبها صبغة الحكم بين الناس والمرجع الذي يفصل بينهم عند الاختلاف بدرجة كبيرة تعيق ضرورة الحسم القطعي في مسألة أو في مسائل ما.
الدستور يجب أن يكون نصا معلوما وجميع مراجعه كذلك وإن أقررنا بمرجع يلفه الغموض في الشكل أو في المضمون أو في إمكانيات التأويل يكون تأسيسنا بينا للجدل البيزنطي المعيق لإمكانية النجاعة في بلوغ الأهداف التي ترجوها الشعوب من آليات أساليب إدارتها وتسييرها المعتادة (السياسة) وندخل في متاهات المزايدة والحجاج العقيم بشمولية الدين لكل جوانب الحياة رغم أن الحياة سابقة لكل دين ولا تناقض بينها وبين تعدّد الأديان وحصرية الحكم لله وحده رغم أن الدولة يحكمها ويديرها بشر وبمؤهلات وأدوات بشرية وصلاح الدّين لكل زمان ولكل مكان رغم أن الدولة ثابتة الحدود وتشارك غيرها من الدول صيرورة الزمن..... ونخرج بذلك عن المقاصد من السياسة وآلياتها ونصبح أمام خيارات تقابلية ضيقة من قبيل أن نوقع على بياض لكل ذي تأويل ورأي قد يلفهما الغموض أو نصفّف مسلمين وكفّارا، أتقياء وزنادقة، عبدة الله وأتباع رسوله صلى الله عليه وسلّم أو عبدة الطاغوت وأتباع آمريكا والغرب......
أظن مصالحنا بعيدا عن كل هذا أن نبقي الدّين دينا مقوّم وحدة واتفاق ونرجو فوائده وأن لا نحاول التهرب من عيوب تأهيلنا السياسية التي يمكن تداركها بالدربة ومع مرور الزمن بابتداع سياسة منزلتها في الثبات منزلة الدّين أو أن تصبح السياسة دينا لنا عن الإسلام بديلا.

زيني محمد الأمين عبّاس
23 مارس 2012



#زيني_محمد_الأمين_عبّاس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع يزهر أم ريع غاية؟
- وقعت فأس الإسلام السياسي في رأس الجميع
- ردا على دعوة الحوار المتمدن للإسهام في الحوار أقول:
- عدد اليهود في فلسطين حسب تقدير العرب
- إلى أين تأخذنا يا زمن؟
- -العالم العربي- بين الأمس واليوم
- الإرهاب في خليّة طبّية وماذا بعد؟؟
- الاستعمار كان ولا يزال خير من يحمل الأوزار
- نزاع الصحراء الغربية: مشروع الحل
- المجتمعات الثائرة وسبل استيعاب الإسلام السياسي
- الأمم المتحدة : مشروع الإصلاح
- ثمن الرضوخ للدكتاتورية
- القضية الفلسطينية: مقترح عملي لإقامة الدولة الفلسطينية المست ...
- تونس الثورة : من دكتاتورية إلى أخرى
- الدّين والسياسة : زواج بعقد طلاق
- العلمانية : ما لها وما عليها


المزيد.....




- حماس تطالب بالنفير العام لحماية المسجد الأقصى من مخططات المس ...
- دلعي عيالك يا ست الكل.. اضبطي الان تردد قناة طيور الجنة على ...
- أمير الجماعة الإسلامية في كشمير: كل أشكال مقاومة الاحتلال ال ...
- قانون تنظيم الفتوى الجديد يكرس احتكار المؤسسات الرسمية للشأن ...
- أستراليا.. ألبانيزي يستبعد وزيرا مسلما وآخر يهوديا من حكومته ...
- كيف كانت علاقة بن لادن بالجماعات الجهادية خلال تواجده في الس ...
- بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر: ما أكبر التحديات التي ...
- تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات والعرب لضحك الأطف ...
- مستوطن إسرائيلي يحاول إدخال قربان إلى المسجد الأقصى
- أطفالك هيتسلوا بأحلى الأغاني.. استقبل تردد قناة طيور الجنة ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيني محمد الأمين عبّاس - جدل السذاجة حول الشريعة والدستور