أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيني محمد الأمين عبّاس - ثمن الرضوخ للدكتاتورية














المزيد.....

ثمن الرضوخ للدكتاتورية


زيني محمد الأمين عبّاس

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما أوشك الرجاء أن ينقطع من أن الشعوب العربية والإسلامية يمكن أن تقول يوما لأنظمتها الكُلّيانية المتسلطة اليوم موعد الحسم وتتحرّر من الخوف الدفين الذي يحول بينها وبين مجرّد الشجاعة على إعلان معارضتها لما تقوم به أنظمتها باسمها من تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان والتعدي على الحريات الفردية والجماعية بل وصل بها الوجل حدّ التهرّب من صفة المعارضة اتقاء للشرور وخشية من ظلمات القبور.
أنظمة كانت وحتى الأمس القريب تبدوا مثالا للاستقرار والقوة والإمساك بزمام الأمور للحد الذي باتت معه جرأتها متناهية في التفكير بعلنية وبكل وضوح في توريث الجمهوريات كما لو كانت أنظمة ملكية عتيدة وقد تجاوز الأمر مجرّد التفكير إلى التوريث الفعلي الذي قام به نظام حكم حزب البعث السوري الحاكم في سوريا منذ أكثر من عشر سنين في مسرحية دستورية جدّ سيئة الإخراج تمّ فيها ليّ عنق الدستوري السوري ببند واحد يتيم وشديد الإيجاز "أن يكون متما للخامسة والثلاثين من العمر" كما يتم الإعداد لتوريث آخر وبمسرحية أخرى أقرب ما تكون إلى الساذجة والسخيفة في الجماهيرية حيث يلعب الابن المتطلّع لوراثة رقاب الليبيين دور المعارض الجريء لنظام حكم أبيه ذلك النظام الذي لم يعرف عنه قطّ وعلى مرّ أكثر من أربعين سنة أنه يمكن أن يكون متسامحا مع من يفكّر ولو سرّا في مجرّد النقد ناهيك عن معارضة قائد الثورة ونظام حكم شعبه الصوري.
في مجتمعات عربية وصل فيها الانسداد في الأفق السياسي وديمومة حكم الرؤساء واستقرار أنظمة حكمهم وما يلقونه من دعم غربي باسم التحالف ضدّ الإرهاب بالمثقف حدّ الشك الجدّي في أن القدر يتواطأ على مصائر هذه الشعوب وبتحذير مسبق (لا يغير الله ما بقوم....الآية) والتفكير في أن العودة لأنماط الحكم الملكية أو الأميرية القديمة ربما تكون أفضل سبيل لتخليص تلك الشعوب من حلقة الجمهوريات الملكية المفرغة التي تدور فيها، خاصة وأن فضل الشعوب على وارثي حكمها في حال تمت إعادتهم إلى الواجهة فرصة ذهبية لتقييد سلطانهم بدساتير ملكيات دستورية تقرّ رمزية الملك والانتفاع بحيلولة سدّه كرسي الحكم وقطع الطريق على الرؤساء المتملّكين بممارسة الشعوب حقها في انتخاب برلمانات تمثلها وحياة حزبية حقيقية وانتخابات حرّة وخارطة سياسية واضحة تكرّس سلطة الشعب.
وأمام ما شهدته الجمهورية التونسية مؤخرا وما تشهده جمهورية مصر في الوقت الراهن بات من الواضح أن انتهاج أسلوب تقزيم الشعوب والاستخفاف بغضبها وتفسير صمتها ولامبالاتها حتى بالذود عن كرامتها على أنه تأييد للأنظمة قد يودي بالأنظمة إلى الوقوف على صدق المثل الفرنسي القائل بأن الرغبة في الربح الكثير قد تؤدّي إلى خسارة كل شيء. ذلك ما جرّبه زين العابدين بن علي ومافيوزة أصهاره المتنفذين في الدولة التونسية منذ عشرات السنين وما يتذوّق طعم مرارته الرئيس المصري محمد حسني مبارك وحاشية رجال أعماله.
والشعوب من هذا كله في موقع الضحية على الدوام إذ عانت من ظلم وجور الأنظمة وسوء استخدام السلطة ودفعت أثمانا مضاعفة لذلك على مرّ العقود واكتوت وتكتوي بنار الاستئصال الموجع لهذه الأنظمة ولمّا تبلغ بعد أهدافها المنشودة من ثورات دفعت دماء كثيرة ثمنا لها إذ كل ما جنته حتى الآن – حتى وإن كان الوقت مبكرا على تقييم النتائج – هو نظام مزيج بين الديمقراطية المنشودة والفوضى المحصودة. هذا النظام اقترحت له اسما مزيجا من الوضعيتين هو: النظام "الديموضوي" وهو نظام بسمات الديمقراطية شكلا بإتاحته حريّة التعبير وإقراره بالحق في التفكير وتجسيد كل ذلك بالإطناب في ممارسة حق التظاهر والاحتجاج ولو مع غياب سلطة واضحة تنتظر منها تلبية المطالب وهو عمليا فوضى عارمة يختلط فيها حابل انهيار مؤسسات الدولة وجهازيها الأمني والإداري بصفة خاصة بنابل الأنانية سمة متجذّرة في الفرد وغياب كل أشكال التنظيم العقلاني الضروري لتوفير أفضل ظروف الحياة الاجتماعية.

زيني محمد الأمين عبّاس
05 فيفري 2011



#زيني_محمد_الأمين_عبّاس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية: مقترح عملي لإقامة الدولة الفلسطينية المست ...
- تونس الثورة : من دكتاتورية إلى أخرى
- الدّين والسياسة : زواج بعقد طلاق
- العلمانية : ما لها وما عليها


المزيد.....




- رسالة من زوجة ترامب ميلانيا إلى بوتين تثير تفاعلا.. ماذا قال ...
- مصر.. مقاطع فيديو خادشة للحياء تشعل ضجة والداخلية تكشف تفاصي ...
- عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: متظاهرون يغلقون الطرق في أماكن ...
- فيديو ترامب -لا يسير بخط مستقيم- يشعل تحليلا للغة الجسد وتكه ...
- الإعصار -إيرين- قادم بقوة.. معلومات مرعبة عن أحد أسرع العواص ...
- الكويت.. فيديو مداهمة أمنية بعد حالات التسمم الكحولي وما عثر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إدخال خيام اليوم لنقل سكان قطاع غزة تم ...
- مصادر تكشف تفاصيل عرض روسي لإنهاء الحرب وزيلينسكي يتمسك بالش ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: دوي انفجارين في العاصمة اليمنية صنعاء ...
- فرجينيا ترسل المئات من الحرس الوطني إلى واشنطن.. ما القصة؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيني محمد الأمين عبّاس - ثمن الرضوخ للدكتاتورية