أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زيني محمد الأمين عبّاس - عدد اليهود في فلسطين حسب تقدير العرب















المزيد.....

عدد اليهود في فلسطين حسب تقدير العرب


زيني محمد الأمين عبّاس

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 23:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


تنجز فصائل "المقاومة" الفلسطينية هذه الأيام وتحت مظلّة مصرية ما يكاد يجمع العرب على أنه أهم إنجاز عظيم يكلّل عمل المقاومة ويتمثّل في مبادلة جندي أسير منذ صيف 2006 في غزّة بنحو 1300 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية جلّهم قضوا فترات العقوبة المنصوص عليها وما يزالون في يد إسرائيل بدعوات عدّة.
وهو إنجاز لا شكّ هام لأنه سيمكّن أفرادا سلبوا حريّتهم لسنوات طويلة من العودة إلى حياة في أحد سجنين أكبر محيطا من الذي هم فيه وحدودهما ما تزال هلامية وغير واضحة المعالم وتحت حراسة مزدوجة يختلط في إدارتها السجانون والمساجين. لكن الطريف في الأمر هو الصورة إذا ما تفضّل أحد الموهوبين في التصوير الكاريكاتوري بإنجازها مبرزا الميزان وفي كفّته الأولى جنديا إسرائيليا وحيدا لا يزن على أكثر تقدير عند احتجازه أكثر من الستين كلغ – اللهم إن كانت حماس حرصت على تسمينه قليلا – وفي الكفّة الأخرى ألف وثلاث مائة نفر فلسطيني أقلهم وزنا الرئيس المستقبلي للسلطة الفلسطينية والأمين العام للجبهة الشعبية ومن دونهما من الوجوه البارزة والخفية ممن هم في أغلال إسرائيل لسنين وسنين مضت من أعمارهم حتى ليكاد أثر كفاحهم يقتصر على سبل البقاء في السجون.
إن الجانب الذي يستحقّ أن يسلّط عليه الضوء في مثل هذه القضية – حسب اعتقادي – يتجاوز كل الجوانب المعلنة والخفية التي تخوض فيها وسائل الإعلام من ممجدّ ومنتقد ومبرز لعبقرية الإنجاز وداع لإخفاء الصفقة حتى تتم، إلى ما يجب أن تكون عليه نظرة العقل العربي إلى قيمة الإنسان بصفة عامة والإنسان العربي في عين مسئوليه وسياسييه بصفة خاصة.
ذلك أن العرب عمي عن إدراك أن إسرائيل الدويلة المزروعة في محيط عربي معاد تمام العداء وما يفترضه هذا الوضع من دواعي الخوف والتخوف واجتناب إثارة الفتن والحروب لا تتوان ولا تفكّر ولو للحظة واحدة في مخاطر خوض حرب لمجرّد أن جنديا واحدا من جنودها اختطف مهما كلفتها تلك الحرب من معدات وعتاد ومقارعة لنظرة الرأي العام المحلي والدولي، وإن جنحت للتفاوض من أجل إطلاق سراحه لا تخجل من أن يكون التفاوض مع حركات لا تعترف بشرعيتها مهما افتضح أمرها وتقبل بدفع ثمن يصل آلاف الفلسطينيين لمجرّد أملها في إطلاق سراحه بينما تستفحل فكرة مشروعية الانتحار في المجتمع والعقل العربيين كل يوم بل وبات الانتحار مرادفا في لغة العرب للاستشهاد طالما يتم تحت غطاء محاربة الاستعمار في العراق أو في فلسطين أو حتى تحت غطاء الجهاد ومحاربة الحكومات "الكافرة" كما يجري في المغرب أو غيرها من الدول العربية الخليجية أو المغاربية الأخرى دون إعارة أدنى اهتمام إلى مخاطر استباحة الأرواح البشرية البريئة، ناهيك عن ما لا يثير أدنى استغراب من تكتّم على خسارة عشرات أو آلاف الأرواح البشرية العربية – ولو في كوارث طبيعية – في أوساط الدول والحكومات العربية ووسائل الإعلام خوفا على سلطة هذا الحاكم أو ذاك أو إرضاء له اعتبارا منها أن الاستقرار الذي يطبع عهد الحاكم يجب أن لا تعكّره المآسي ولا حتى الكوارث الطبيعية وتستمرّ الحياة زاهية ولاهية ومبتهجة كأن شيئا لم يكن. وأقل الأمثلة على ذلك وإن مع اختلاف بسيط ما يجري في دارفور من تطهير عرقي تحت غطاء رسمي باستخدام السكان بعضهم ضدّ بعض استرضاء لسلطة حاكم غير شرعي بجميع المعايير.
وضع كهذا من التناقض في نظرة كل من الطرفين العربي من جهة والإسرائيلي من جهة أخرى إلى قيمة النفس البشرية يحملني على التفكير – ولو من باب مجرّد الطرافة في تناول الأشياء – إلى إبراز فكرة تخامرني باستمرار وأنا أتابع وضع الصراع العربي الإسرائيلي مفادها أن عدد اليهود في فلسطين بناء على ما يستنتج منطقا وعقلا من مجريات قضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس – إن قبل العرب مبادلة جندي واحد بألف وثلاث مائة فلسطيني – منطقا وعقلا يقدّر بحاصل عملية حسابية بسيطة متمثلة بضرب عدد اليهود في ثمن الجندي الواحد، فيصبح بهذا الاعتبار عدد اليهود في أرض فلسطين حوالي 7.8 مليار نسمة في مقابل ما يربو قليلا على الثلاث مائة مليون عربي. مع العلم أن استنتاج هذا العدد لم يأخذ في عين الاعتبار الفوارق التي تفترضها ضرورة النظر إلى أن رأس مال حياة الجندي في الأساس خسارتها بحكم استعداده للموت بمقابل دفاعا عن وطنه أو عن حاكمه حسب الاعتبار وهو بذلك يكون ضمنا وضرورة أقلّ قيمة من المواطن المدني صاحب الحق على دولته وحكومته بحمايته حتى ولو كلفها ذلك أرواح العديد من الجنود.
هذا الفهم يفسّر دون شك سرّ خسارة العرب لقضية فلسطين ومنذ عشرات السنين، بل وفوق ذلك التفسير يعطي تصوّرا واضحا لما سيكون عليه مستقبل الفلسطينيين والعرب في خضمّ هذا الصراع الذي لا نهاية له في الأفق القريب.
إضافة إلى ما تقدّم يفسّر هذا الطرح كذلك كيف يجد حكام وقادة ومفكرو الشعب اليهودي في دولة إسرائيل الاستقرار والتوازن النفسيين الذين يمكنانهما من قبول واستساغة أن يقتل جنودهم المدججين بالسلاح مئات وآلاف الفلسطينيين عزلا في معظم الأوقات في ساعة أو في يوم واحد، فمن في اعتباره الدفاع عن ما يقارب الثمانية مليارات نسمة لا تعوزه القدرة على احتساب المئات والآلاف خسائر جانبية.
والموضوع علاوة على كل تلك الجوانب يهدف إلى إثارة إشكاليات لا تخلو – حسب اعتقادي – من الأهمية القصوى بالنسبة للعرب وللمسلمين في مثل الظروف التي هم فيها في أيامنا هذه في شكل تساؤلات منها:
هل يقدّر العقل العربي والمسلم قيمة النفس البشرية حقّ تقديرها بما يضعها في الإطار الذي تحتسبها فيه التعاليم الدينية والشرعية على اعتبارها محرمة ومقدسة وانتهاكها بغير وجه حقّ من أكبر الكبائر التي يمكن أن يقدم الإنسان على ارتكابها؟
إلى متى سيبقى البعد النفعي غائبا كمنهج في أسلوب تعامل العربي والمسلم مع القضايا الدنيوية المطروحة بكل تعقيداتها وصعوبة استساغة ما يجنيه من نتائج لمواقفه وأفعاله في وجه من عاداه من الشعوب الأخرى؟
متى سيدرك المسلمون أن الرسالة المحمدية إنسانية قبل أن تكون حكرا على مجموعة أو مجموعات منغلقة، وخالدة ومحفوظة بالقدرة الإلهية بدلا من أن يكون خلودها وحفظها موكولا إلى بني البشر، ولا تشترط إفناء غير المنضوين تحت رايتها لتنمو وتتطوّر وتساهم في إثراء الحضارة الإنسانية؟
ألا يشكّل الاحتراز من انتهاك الحرمات سبيلا أسلم للفرد وللمجموعة في الدنيا والآخرة بدلا من الجرأة والتطاول على الكبائر بمبررات وعلل واهية مردها تغلغل الجهل وغياب التوازن العقلي والنفسي والاستغلال المقزز لتعاليم رسالة قيم نبيلة وأخلاق حميدة تخاطب في الإنسان ما به فضّل على سائر المخلوقات واستخلف في الأرض صورة للخالق مثالا له في العدل والرحمة والتسامح؟

زيني محمد الأمين عبّاس



#زيني_محمد_الأمين_عبّاس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين تأخذنا يا زمن؟
- -العالم العربي- بين الأمس واليوم
- الإرهاب في خليّة طبّية وماذا بعد؟؟
- الاستعمار كان ولا يزال خير من يحمل الأوزار
- نزاع الصحراء الغربية: مشروع الحل
- المجتمعات الثائرة وسبل استيعاب الإسلام السياسي
- الأمم المتحدة : مشروع الإصلاح
- ثمن الرضوخ للدكتاتورية
- القضية الفلسطينية: مقترح عملي لإقامة الدولة الفلسطينية المست ...
- تونس الثورة : من دكتاتورية إلى أخرى
- الدّين والسياسة : زواج بعقد طلاق
- العلمانية : ما لها وما عليها


المزيد.....




- الجنرال عاصم منير قائد الجيش الباكستاني.. من هو ولماذا يعد ش ...
- الهند تكشف: -جيش محمد- وجماعة أخرى كانت هدف الضربة وتُبرز تف ...
- منسقة الأزياء سارة كيروز تكشف أكثر ما تحبه نانسي عجرم بأزيائ ...
- السياحة تنتعش بقوة في المنطقة.. هذه الدول تخطف أنظار العالم ...
- عقيد أمريكي متقاعد يفصّل -مشاكل جوهرية- بهجوم الهند على باكس ...
- فيديو متداول لهجمات الجيش الباكستاني ضد القوات الهندية.. ما ...
- وكالة: الولايات المتحدة قد ترحل مهاجرين إلى ليبيا لأول مرة ه ...
- شاهد: مهاجرون يتسلقون سياجا على حدود بيلاروس أملا في الدخول ...
- الأم ليست بخير، فهل المجتمع بخير؟
- الشرع في باريس في أول زيارة لأوروبا... ماذا على جدول الأعمال ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زيني محمد الأمين عبّاس - عدد اليهود في فلسطين حسب تقدير العرب