أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - هل من معنى للصالح العام عند القيمين على أمور المغرب؟















المزيد.....

هل من معنى للصالح العام عند القيمين على أمور المغرب؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللهم قد بلغت
هل من معنى للصالح العام عند القيمين على أمور المغرب؟
سبق لإحدى الشخصيات الفرنسية أن قالت في بحر القرن العشرين "إن الخير لا ينتج ضجيجاً وإن الضجيج لا خير فيه". فهل هذا قد يفيد بأن ما يحوم حوله ويلفه ضجيج و "هيلالة" وبهرجة ودعاية مفرطة –وأحياناً مغرضة- لا خير وراءه على العموم؟ إنه تساؤل يدعو إلى التأمل حقاً في حالة "مغربنا السعيد". والداعي إلى هذا التساؤل تساؤل أخطر بكثير، وهو هل هناك فعلاً معنى ومضمون حقيقي لمفهوم الصالح العام والصالح الوطني لدى القائمين على أمورنا والمستحوذين على ثروات الشعب المغربي؟
لقد كشفت الحكومة الحالية عن لوائح المستفيدين من امتيازات بعينها، وعليها كذلك الكشف عن لائحة المستفيدين من هدر الأراضي المسترجعة وأراضي الجموع (الأراضي السلالية) ومن رخص بيع الكحول، سيما وأنه في مجال الفساد السافر بامتياز. إن الفاسدين في هذا النطاق –أكثر من غيره- يفترسون افتراساً لا مثيل له في صفوف معشر الفاسدين والمفسدين. علماً أن القانون الجاري به العمل إلى حد الآن في هذا المجال أضحى متجاوزاً –بل هو في عيون الكثيرين بمثابة ضحك على ذقون المغاربة- باعتباره مازال يرتكز على أطروحة "السماح لبيع الخمور والمشروبات الكحولية لغير المسلمين".
ومن جهة |أخرى، هناك جملة من التصرفات تجعل المرء يشك بخصوص العمل بمفهوم الصالح العام والصالح الوطني عند مسؤولينا والقائمين على أمورنا. ومن الأمثلة –على سبيل الإيضاح وليس الحصر- القدوم مؤخراً الإقرار بناء قاعة كبيرة للمحاضرات بمدينة العيون مكان قاعة قائمة أصلاً وذلك بغلاف مالي يفوق 140 مليون درهماً، علماً أن القاعة القائمة مازالت قادرة على الإيفاء بالغرض –هذا دون الحديث عن أولية مثل هذه المشاريع حالياً- وكان من الأجدى والأنفع تخصيص ذلك المبلغ لتمويل مشاريع صغيرة من شأنها خلق مناصب شغل كمصدر دخل دائم لبعض الشباب، أو تشييد مرافق اجتماعية أو ثقافية أو رياضية بالمدينة تعود بالنفع على الساكنة اعتباراً لأن جدواها حالياً أكبر بكثير من جدوى تجديد قاعة محاضرات. وهناك أمثلة كثيرة على امتداد ربوع المغرب.
لكن هل من الصالح العام والصالح الوطني فعلاً الاستمرار في نهج ليبرالية متوحشة ما فتئت تكرس المزيد من تعميق الفوارق الاجتماعية وترسيخ ضعف بل غياب آليات المراقبة المالية مجدية؟
وهل من الصالح العام والصالح الوطني استمرار السكوت عن تهريب الأموال والتساهل مع مقترفيه، علماً أن هذا الفعل من الجرائم الاقتصادية والاجتماعية، التي تغتال التنمية من الخلف مع سبق الإصرار والترصد؟ ولتكوين صورة عن فداحة هذا العمل الجرمي، وجب العلم أن قيمة الأموال المهربة من المغرب فيما بين 1970 و 2008 أكثر من 340 مليار درهم، وفيما بين 1970 و 2004 بلغت هذه القيمة ما يناهز 250 مليار درهم. علماً أن وثيرة تهريب الأموال إلى الخارج تضاعفت أكثر خلال السنوات الأخيرة. إذ تم تسجيل، مابين 2000 و 2008، تهريب ما يفوق 134 مليار درهم، وهذا ما يمثل ثلث مقدار الأموال المهربة. وعموماً حسب تقرير مؤسسة "غلوبال فينانشيال إنتيغريتي" الأمريكية، إن السنوات الثمانية الأولى من العهد الجديد سجلت 38% من مجموع الأموال المهربة طيلة 38 سنة الأخيرة.
وحسب نفس التقرير، إن أعلى معدل تهريب الأموال في العهد الجديد سُجل سنة 2005، إذ فاق 49 مليار درهم، في حين كان أعلى معدل تهريب سُجل في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، كان سنة 1995 وبلغ 15 مليار ونصف مليار درهم.
وهل من الصالح العام والصالح الوطني تزوير الأسعار فيما يخص الصادرات والواردات وعدم الكشف عن القيمة الحقيقية وعمليات الابتزاز والعمولات والرشوة في الصفقات الدولية من طرف المسؤولين الحكوميين؟ وهذه كلها طرق من طرق التهريب. علماً أنه مباشرة بعد صدور التقرير الأمريكي المذكور أعلاه –والذي يبدو أن القائمين على الأمور تجاهلوه- أصدر بنك المغرب بياناً كشف فيه طريقة جديدة غير معهودة في السابق، وذلك عبر شاحنات وحافلات النقل الدولي المتجهة نحو الديار الأوربية.
كل هذا في وقت تعرف بلادنا صعوبات جمّة لم يسبق لها نظير من قبل. فمازال أكثر من ربع المغاربة –أي أكثر من 8 ملايين نسمة- يعانون من وضعية اقتصادية صعبة جداً، وأكثر من 25% منهم تحت خط الفقر بامتياز. كما أن نسبة الحرمان حسب التقارير الدولية –بلغت سنة 2011 ما قدره 45% من المنتظر أن ترتفع سنة 2012 بفعل استمرار تدهور الأداء الاقتصادي وسوء السنة الفلاحية. هذا في وقت بلغت نسبة من يعيشون في فقر مدقع 3, 3 بالمائة ومدعوة للارتفاع، ونسبة الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد بلغت 10, 6%.
والحالة هاته، فإن الوضع ليس على ما يرام هذه الأيام، إذ تم الكشف عبر جهات مسؤولة جيّدة الإطلاع أن الحكومة أضحت مضطرة لتقليص توقعات النمو الاقتصادي بفعل سوء السنة الفلاحية. ومن المنتظر أن لا تتجاوز نسبة النمو 3,5 أو 2,5% عوض 4,2% المعلن عنها سابقاً.
فعلاً إن الوضع ليس على ما يرام. إن الركح الاجتماعي يغلي علياناً في كل أرجاء البلاد وفي مختلف القطاعات دون استثناء. فالكثير من الاحتجاجات الاجتماعية مازالت تواجه بالعنف المفرط وباقتراف التجاوزات الأمنية المجانية. ومازال هذا السيناريو يتكرر هنا وهناك، والملفت للنظر حقاً، أن شدة وحشية وهمجية عنف القوات الأمنية في البلدات الصغيرة من شأن تراكمات هذا الفعل خلق وضع لا يحمد عقباه، سيما وأن القائمين على الأمور يقرّون –اختياراً أو اضطراراً الله أعلم- بمشروعية مطالب الاحتجاجات التي تواجه بالعنف الهمجي. وفي هذا الصدد أنصح الحكومة بالقيام بإحصاء عدد الاحتجاجات في اليوم والأسبوع والشهر وعدد ضحاياها من جراء التدخلات الأمنية حتى تتضح لها الصورة فعلاً وتكون على بيّنة من الأمر، سيما وأن العديد من تدخلات وتعسفات –أضعف الإيمان- أن تفتح بخصوصها تحقيقات نزيهة مادمنا أضحينا نعيش فيما ينعت بدولة الحق والقانون.
على حكومة بنكيران الاهتمام بهذا الأمر غاية الأهمية خصوصاً وأن أصواتاً كثيرة من داخل حزب "المصباح" تُقرّ بوجود لوبي أمني في صفوف الدولة يرغب حثيثة في اغتيال تجربة الحكومة الحالية، وذلك عبر دفع القوات الأمنية إلى الاستعمال المفرط للقوّة والاستفزاز في تصديها لاحتجاجات اجتماعية تعبيراً عن السخط الشديد جراء تدهور واقع الحال والمطالبة بحقوق مشروعة مازالت مهضومة.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريب أمر جامعة ابن طفيل -من لا يستحيي فليفعل ما يريد-
- لماذا تُصر النيابة العامة على حفظ الشكايات ضد رجال السلطة؟
- هل مستقبلنا لازال يتضمن بدرة أمل لتحسين واقع الحال؟
- براءة السد راوي ورفاقه أسقطت الأقنعة والآن لا مناص من التقصي ...
- الشعب يريد...
- بهدلة حقوق الإنسان خلال يناير 2012 بالمغرب
- برنامج الحكومة بين الجدة ونسخ ما سلف: مازالت حليمة على عادات ...
- من صلب الديمقراطية
- نحن في وضع لا نحسد عليه
- نحصد ما زرعنا معضلتنا المستدامة افتقارنا للرؤية
- على هامش منع مجلة -لكسبريس- و-لونوفيل أوبسيرفاتور- الفرنسيتي ...
- هل سيبقى -المصباح- مضيئاً أم سرعان ما ستنطفئ فتيلته؟!
- لماذا أنار -المصباح- القنيطرة لما انكسر -الميزان- ودبلت -الو ...
- هل ستكون انتخابات 25 نونبر حاسمة فعلا؟ أم أن الجبل تمخض لينج ...
- -الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في ا ...
- الخطة المغربية لتغيير ملامح الشمال في أفق 2025
- تغيير النظام الجزائري أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقل ...
- محمد بلحسن الوزاني مواقف شجاعة و تهميش سياسي
- -الجزائريون يتحملون النظام على مضض في انتظار يوم الفرج-
- لا مناص من محاكمة مافيا جنرالات الجزائر


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - هل من معنى للصالح العام عند القيمين على أمور المغرب؟