اقسم بالغنم ورب الغنم ونبي الغنم ودين الغنم ان ابقى بدويا راعي غنم

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 06:33
المحور: المجتمع المدني
    

اقسم بالغنم
اقسم بكل انواع الغنم البيضاء والسوداء والصحيحة والعرجاء
اقسم بشعر الغنم وجلد الغنم وحليب الغنم ولحم الغنم وشحم الغنم وصوف الغنم وبول الغنم وبعر الغنم
اقسم ان ابقى وفيا للغنم وان ابقى محافظا على اصلي وديني وشريعتي شريعة الغنم
وان ابقى اقدس الغنم وان احافظ على مشاعر الغنم وحقوق الغنم وان افدي مالي ونفسي من اجل الغنم ارضاء لرب الغنم واسوة بنبي الغنم
من الغنم اسباب الحياة وسر الوجود وانطلاقة امة العرب من الصحراء والعدم الى مسرح الحياة والوجود
اذن يحق للغنم ان تسير بعرض الشارع اي شارع لا يهم رئيسي او فرعي في وسط المدينة او خارجها ويكون حق الاولوية بالسير لها وان تسير بدلال وتؤدة وغنج وروية دون اي ازعاج لا بزامور او بهش او بنش والويل لمن يضرب الغنم فضربة بكف اليد على مؤخرة الغنمة عقابها في عرف قانون امة الغنم الاعدام ذبحا
يحق للغنم ان ترعى في حديقة المنزل وان تاكل الشجيرات والورود والعشيبات الجميلات دون اعتراض او امتعاض او تنغيص للغنم السارحة في ربوع السكان وبين وحدات الاسكان وداخل العمارات والابنية ورياض الاطفال والمدارس ومراكز الامن والشرطة والمحاكم والمحافظة ومبنى البلدية ومبنى حماية البيئة ومبنى دائرة الزراعة ومبنى حماية الطبيعة وفي ساحة مبنى وزارة الاسكان
ويحق للغنم ان تتواجد صباحا ومساء بمحاذات منزل اي ساكن ولو في مركز المدينة بل وان تدخل للمنزل وتشارك الساكن غرفة المعيشة والنوم وعليه استقبالها بالصالة وتقديم الفاكهة والخضار لها تباركا بها وارضاء لمرضاة رب الغنم وامة الغنم
الويل لمن يعترض على رائحة الغنم وبول الغنم وبعر الغنم والذباب والباعوض القادم مع الغنم والمتكاثر على فضلات الغنم
رائحة الغنم هي رائحة النبي لانه باركها وكان يتفاخر بها
رائحة بول الغنم من روائح جنة رب الغنم اذ ان المؤمن سيشم رائحة بول الغنم على باب الجنة عند دخولها
اما بعر الغنم فهي الحلوى اللتي تقدمها الحواري للمؤمنين الرعاة الاوفياء المخلصين الصادقين اتباع دين الغنم في جنة النعيم
الغنم ترعى كل اخضر ويابس وكل شجرة ووردة وعشبة في اي حديقة او على جانب شارع او رصيف في مكان عام او خاص في وسط المدينة ومركز السكان في بلدنا ونحمد الله رب الاغنام على هذا الخلق العظيم في اخلاصنا لقانون حماية الحيوان وتقديرنا للغنم ومحافظتنا عليها دون اي رادع من شرطة مرور او شرطة حماية البيئة او الطبيعة او حماية صحة المواطن سواء كان يعاني من الربو والحساسية او تعرضه لامراض الجلد والجهاز التنفسي وغيرها او تنغيص عيشته صباحا ومساءا بمنظر الغنم وثغاءها داخل منزله وتدميرها لممتلكاته واهدارها لاسباب راحته ومتعته في حياته
لا قانون لدينا ضد الرعاة الوقحين السفلة اللذين يطلقون اقذع الكلمات وابذأها اتجاه من يعترض على رعيهم بقرب منزله او في حديقته او في مكان عام يتنزه به بل انهم يستعملون عصيهم في ضرب الانسان المعترض حتى ولو بالتبرم والايماء
على الساكن ان يستقبل الغنم بابتسامة وترحاب وتقدير واحترام ولتفعل ما تفعل وتاكل ما تاكل وتخرب وتدمر وتعيث بالارض بدلالها وراحتها فهذه هي السنة وهذا من اصل الشريعة ومن وصايا رب الغنم والويل للعاصي والمعترض والغير راغب
لا عقوبة على الغنم فالغنم مقدسة في وطني
اما الانسان ... هذا الكيان المجرم... هذا الكيان اللعين الكافر المتغطرس فماله وما يملك وكيانه شخصيا لا يساوي شعرة في راس غنم
في وطني يقدسون الغنم ويحتقرون الانسان .. لا بل وسحقا للانسان
لا يوجد في وطني او بالاحرى في دين الغنم شيء اسمه انسان ولا بيئة ولا طبيعة ولا صحة ( نفسية او عصبية او جسدية ) فكلها مصطلحات غريبة او غير معترف بها فلغة الغنم لا تحتويها
ربما يقول متفلسف انني ابالغ او اتخيل ... لا يا صديقي ان ما ادرجته صورة يومية بل في كل وقت وفي وسط المدينة وفي الاحياء السكنية وانه لمنظر دائم ومتكرر ان تجد الغنم منتشرة بين الابنية وفي الشوارع وعلى الارصفة والحدائق العامة والخاصة وحتى في ساحات المدارس فالغنم تشارك الطلاب في اللعب والحركة وداخل الصفوف
راعي واحد يسوق عشرة رؤوس من الغنم يقلق مضجع حي سكني كامل ياكل ويتلف كل حدائقهم ويحدق داخل بيوتهم على نسائهم وبناتهم مقتحما خصوصياتهم ومسيئا لهم بكلماته وتعليقاته البذيئة الرخيصة السافلة ويترك في بيوتهم الذباب والبعوض والروائح المقرفة والبول والبعر على عتباتهم وتحت ارجل اطفالهم وكل هذا لا احد يجرؤ ان يتكلم معه كلمة واحدة او ان يوقفه شرطي او موظف بلدية تحت اي قانون رادع
ما هذا الخوف المتجذر بالنفوس من البدو والرعاة ؟ الهذه الدرجة البدو مخيفون ؟
الهذه الدرجة الغنم مقدسة في بلاد الغنم ؟ ام ان امة الغنم لم تتجاوز حدود اصلها وتتطور الى مستوى الانسان المتحضر ؟
لقد شاء لي القدر ان اعيش في وطن يقدس الغنم ويحتقر الانسان

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات