أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - ما اشبه فضيحة اليوم بجريمة البارحة














المزيد.....

ما اشبه فضيحة اليوم بجريمة البارحة


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان السمة المشتركة للدكتاتوريين هي بمثابة ماركة مسجلة عالمية، لا اختلاف فيها سوى ما يستجد من اضافة رتوش يفرضها عامل الزمن،كما انها تمتد عبر القارات مكاناً، والاعوام زماناً. من فرانكو في اسبانيا، وعبر هتلر في المانيا ، وموسليني في ايطاليا، وسلزار في البرتغال، وصدام والقذافي وعلي عبد الله صالح وبولبوت في كمبودية وخامنئي في ايران، والقائمة تطول. يسعفنا هذا الاستهلال على شحذ الذاكرة. وهذا ما يقتضيه انعكاس فضيحة المخابرات العراقية التي ازكمت انف الديمقراطية واصابت قلب الدستور العراقي بوخزة، تلك هي التي وجهت فيها هذه الاجهزة الامنية دوائرها وعناصرها لمتابعة نشطاء الحزب الشيوعي العراقي واعلام المسؤولين عن تحركاتهم، وتمادت الجهات الحكومية المسؤولة في غيّها الى الطلب لتسجيل اسمائهم..!!. لا لشيء سوى انهم يتظاهرون في ساحة التحرير مطالبين بتصحيح مسار العملية السياسية.
ان تذكر الماضي يوقظ الذاكرة ولكي تؤخذ منه العبرة . فقبل خمسين سنة وفي اواخر عهد الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، تم توجيه اجهزة الامن لمتابة الشيوعيين دون غيرهم لكونهم يتظاهرون منادين بـ" السلم في كردستان" ، في الوقت الذي ترك الحبل على الغارب لفلول البعث ومن لف لفهم للتآمر على ثورة تموز، فتتوج ذلك بحصول الكارثة الدامية بانقلاب شباط الاسود عام 1963، ولكن من المفارقة " المدهشة " ، لم يخرج للدفاع عن ثورة 14 تموز وعن زعيمها سوى الشيوعيين والديمقراطيين فقط. وعلى اثر ذلك قدم الشيوعيون الثمن الغالي بالاف الشهداء، ولم تنتهي تلك الكارثة الا بنهاية صدام سليل البعث العفلقي، ولم تقتصر التضحات على الشيوعيين فقط وانما امتد حريقها على عموم الشعب العراقي وكان ركامها المقابر الجماعية والحروب وفي نهاية المطاف سلمها قائدها " الضرورة " الى الاحتلال الامريكي.
فما اشبه فضيحة المخابرات العراقية اليوم بجريمة البارحة. وما يزيد صورة هذه المقاربة استغراباً كونها تاتي في ظل دستور يمنع التجاوز على حقوق الانسان ويصون الحياة الديمقراطية، التي لولاها لما وصل حكامنا الحاليون الى مناصبهم هذه. وهنالك ركن اخر من اوجه التشابه ويتمثل بطبيعة الاجهزة الامنية والمخابراتية، ففي عهد الزعيم عبد الكريم قاسم كانت وللاسف تلك الدوائر الامنية تغص بعناصر وضباط العهد الملكي العميل من ايتام بهجت العطية، وخليل كنة، ورفيق توفيق، وغيرهم والذين تتلمذوا على يد " النقطة الرابعة البريطانية " التابعة " لحلف بغداد " المعادي للشيوعية. واليوم نرى اجهزة المخابرات تعتمد على العديد من ضباط وعناصر نظام صدام المقبور المعادين للشيوعية ايضاً ولكل مناضل عراقي شريف.
ولنزيد قليلا في ذكر اوجه التشابه بين اليوم والبارحة، فمن الجدير ان نشير الى ان دوائر المخابرات والامن كانت تستنفر "البارحة" ضد الشيوعيين المدافعين عن الثورة 14 تموز، ولم تعترض اية قوى سياسية وطنية على تلك الجريمة، واليوم تستنفر اجهزة المخابرات ضد الشيوعيين المدافعين عن العملية السياسية، ولم تحرك ساكناً اية قوى سياسية ضد فضيحة المخابرات الاخيرة الداعية لمتابعة نشطاء الحزب الشيوعي العراقي، هذا الحزب الذي قدم الاف الشهداء في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولا ننسى حقوق الشعب الكردي التي على الاحزاب الكردية ان تذكر ما قدمه الشيوعيون في سبيلها وتتحرك لوقف اي تعسف يصيب مناضلي الحزب الشيوعي.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمية حجر في بركة المشهد العراقي الراكدة
- هروب من قاعة المؤتمر الوطني الى غرفة اللقاء..!
- المؤتمر الوطني للحوار... وسيلة ام هدف ؟
- الشعب العراقي يريد حلاً وليس ترقيعاً
- ثمار الربيع العربي وهبوب رياح الخلافة الاسلامية
- تقليعة الاقاليم ... استعرض قوة ام استهلاك محلي ؟؟
- ازمة علم في متن ازمة حكم
- بانوراما المشهد السياسي العراقي ... اخر طبعة
- في حصاد العملية السياسي يطير الغلال ويبقى القش !!
- فشلهم المكعب يجيز للشعب ان ينحيهم
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 9 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 8 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 7 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 6 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 5 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 4 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 3 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 2 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 1 - 9
- العملية السياسية ... ما اشبه اليوم بالبارحة !!


المزيد.....




- قبل زفافهما المُرتقب.. من هي لورين سانشيز خطيبة جيف بيزوس؟
- رأي.. بشار جرار يكتب عن اعتداء كنيسة مار الياس الإرهابي: -لا ...
- -نصرٌ عظيمٌ للجميع-.. شاهد كيف علق ترامب على قصف منشآت إيران ...
- من هو زهران ممداني، المسلم المرشح لعمدة نيويورك؟
- الناتو يستجيب لمطلب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي، والأخير يُ ...
- ما أبرز ما جاء من تصريحات عن إيران في لقاء ترامب وروته؟
- أضرار أم تدمير لمنشآت إيران النووية.. هل تستأنف إسرائيل الحر ...
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- تعرف من خلال الخريطة التفاعلية على كمين القسام ضد جنود إسرائ ...
- هل يصمد وقف إطلاق النار الهشّ بين إسرائيل وإيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - ما اشبه فضيحة اليوم بجريمة البارحة