أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وهيب أيوب - بطولات جيش الأسد العقائدي ..!














المزيد.....

بطولات جيش الأسد العقائدي ..!


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 22:48
المحور: كتابات ساخرة
    


على الفضائيات السورية، وعلى وقع الأناشيد الحماسية والأغاني الوطنية، تدريبات للجنود وهم يقفزون على الحواجز بأسلحتهم... تحليق واستعراض للطيران الحربي، انطلاق صواريخ أرض أرض وأرض جو تنهب السماء، اجتياح للدبابات والمدرعات، صور لبشار الأسد وأغانٍ تمجّده وتحلف بحياته، كلمات تشيد بالقوات المسلّحة وبطولاتها، صور متتابعة لقوافل الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل الوطن وعزّته وكرامته والذود عن حياضه، ومشاهد النساء وهي تزغرد وترشق الأرز على مواكب الجنازات. إنها قمة المأساة، كيف تتم المتاجرة بالبشر على هذا النحو الخادع المريع...؟ عندما تُشاهد تلك اللقطات والاستعراضات الصاخبة على وقع المارشات العسكرية التي توحي بعظمة المعركة وشراستها.
على إيقاع هذي المشاهد الدرامية، لا يمكنك إلا أن تتصوّر أن الجيش السوري يخوض معركة تحرير تاريخية ومصيرية في الجولان، وأنه في اشتباكٍ مرعب مع جيش العدو، ويخيّل إليك أن جيشنا العقائدي البطل قد استكمل استعادة الجولان وابتلع سهل الحولة وأطفأ ظمأه ببحيرة طبريا؛ وهو في طريقه إلى عكا وحيفا ويافا، بعد أن التهم في ساعات الخالصة والجاعونة وصفد ومرج بن عامر، وأنه لن يحطّ رحاله إلا في القدس، قبل آذان المغرب.
أقول بصدق، ما شاهدته على تلك الفضائيات، لا يوحي للمتابع، إلا بذلك. ولكن من هو يا تُرى العدو الذي يستحق كل هذه التعبئة والحشد الكبير...؟
في هذا الوقت، وبينما كل هذه الدراما تفعل فعلها في تعبئة الجمهور في مساندة الجيش المقدام في معركته، تقوم دبابات ومدافع وصواريخ ومروحيات هذا الجيش الأسدي بدكّ حمص وأحيائها في بابا عمرو والخالدية وغيرها من المدن والقرى السورية، من درعا حتى إدلب، وتدمير البيوت والأحياء فوق رؤوس ساكنيها، قاطعاً عنها الدواء والغذاء والماء والاتصالات ليحرّرها من براثن أعدائه السوريين، الذين خرجوا منذ أشهر ليقولون له في كل يوم صباح مساء "الشعب يريد إسقاط النظام، وإعدام الرئيس".
لكنه يُصرّ على أن المؤامرة الكونية ضد نظامه التي بدأها خمسة عشر طفلاً من درعا في 15 آذار الماضي، وجرّوا وراءهم ملايين السوريين ليرددوا ذات الشعارات التي خطّها الأطفال على جدران المدرسة "الشعب يريد إسقاط النظام".
الشيء المثير للسخرية أكثر، أن فضائيات نظام الأسد ووسائل إعلامه، ما زالت تنقل الأخبار عمّا يحدث في غزّة واعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبث برامج عن سجون أبو غريب ومعتقلات غونتانامو، والتي بات نزلاؤها يسخرون من أنفسهم لهول ووحشية ما شاهدوه في معتقلات النظام الأسدي والتعذيب المرعب الذي يتعرّض له المعتقلون السوريون.
إنّ ما يفعله النظام الفاشي في سوريا تجاه شعبه منذ أشهر، يُقدّم أعظم خدمة دعائية لإسرائيل وجيشها، بل ولعصاباتها الصهيونية منذ إقامتها على أرض فلسطين عام ثمانية وأربعين وحتى الساعة.
فالإسرائيليون يتباهون اليوم، أن كل ما ارتكبوه من مجازر في دير ياسين وكفر قاسم وغيرها من أعمال قتل وتنكيل ضد العرب والفلسطينيين، لا يوازي شيئاً مما يرتكبه نظام الأسد بشعبه. ويقول أحد الإسرائيليين، نحن كنا نقاتل ونقتل أعداءنا، لكن الأسد وجيشه يقتل شعبه، فلا يصحّ التشبيه.
إن الأفعال الهمجية والوحشية التي يرتكبها يومياً نظام الأسد ضد شعبه، جعل العالم يتناسى جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين. فالنظام السوري، ما زال يظن بأنه قادر على الاستمرار بالمتاجرة بشعاراته القديمة، حول القضية الفلسطينية وشعاري المقاومة والممانعة المثيرين للسخرية.
أربعة عقود ونصف من الاحتلال الإسرائيلي للجولان، منهم 39 عاماً لم يزعج إسرائيل ولو برصاصة طائشة واحدة، ويُتاجر بأهالي الجولان على الفضائيات، لكنه يجد حتى الآن سوقاً رائجة لتجارته من بعض سكان الجولان...! وما زال يجد في سوريا وخارجها، من يسوّق له ويدافع عن تجارته، ولهذا فهو صامد حتى الآن.
الفائدة الثالثة الكبرى التي سيقدمها لإسرائيل، هي محاولته تدمير سوريا شعباً وكياناً، ويتركها خراباً قبل أن يدخل في نفق القذّافي ويلقى مصيراً مُشابهاً أو أدهى. وقد يحاول اللعب بالورقة الأخيرة الأخطر، وهي اللجوء إلى محاولة تقسيم البلاد، وهذا قمة ما تسعى إليه إسرائيل وتريده وتدعمه.
هذا مآل الديكتاتوريات الفاشية، فهم لا يبنون دولة ولا وطنا ولا إنسانا، وقبل سقوطهم وزوالهم يجاهدون للإتيان على كل ما تبقى في بلدانهم، متوهمين أنّهم من خلال العنف والوحشية المُفرطة، يستطيعون إخضاع الشعب وإركاعه والاحتفاظ بالسلطة، لكنهم ينسون شيئاً واحداً، أن بعد سقوطهم ورحيلهم، لن يأتي أحد على ذكرهم، إلا باللعَنات.

الجولان السوري المحتل




#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل أن يسبق السيف العذل - دعوة للتفاهم
- بيان - نشطاء سوريون من الجولان السوري المحتل
- النظام السوري - -حساب السرايا وحساب القرايا-
- النظام السوري والداءُ المُستحكَم
- البرابرة ليسوا غرباء ولا يأتون من الخارج
- المجلس الوطني السوري - على المحكِّ الأخير
- العرب يُعيدون إنتاج تخلّفهم ديموقراطياً...!
- القوى اليسارية ودورها في الربيع العربي
- الجيش السوري-عَسكَر لَمِين وعلى مِين...؟!-
- فنُّ علي فرزات وفنون بشار الأسد..!
- بين سكّين الجزار وحنجرة القاشوش
- حسن نصرالله - زعيم شبّيحة النظام السوري الإقليميين
- لماذا وجَبَ إسقاط النظام السوري...؟
- استبداد النظام السوري وجرائمه في عصر الثورة الرقميّة
- أفواه ومدافِع
- المتواطئون والمخدوعون
- بلا دراما بلا زراطة ...
- الشعبُ السوري وامتحانُ التاريخ
- أأُسودٌ على حوران وأرانب في الجولان..؟!
- ( الأعداء ...! )


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وهيب أيوب - بطولات جيش الأسد العقائدي ..!