أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - البرابرة ليسوا غرباء ولا يأتون من الخارج














المزيد.....

البرابرة ليسوا غرباء ولا يأتون من الخارج


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 18:08
المحور: حقوق الانسان
    


عندما سُئل رئيس بعثة التفتيش الدولية عن أسلحة الدمار الشامل في ليبيا زمن القذافي، وبعد انتهائه من جولاته ولجنته في أنحاء ليبيا، عن نتائج بحثهم، أجاب: "لم نجِد أيّة أسلحة، ولكن هناك دمارٌ شامِل".
كان دخل ليبيا السنوي حوالي 60 مليار دولار، أهدر القذافي معظمها على أولاده وأمجاده الشخصية في أفريقيا والعالم. وكان من المفروض أن تكون ليبيا، قليلة السكان، وعالية الدخل، على أقل تعديل كالإمارات العربية أو سنغافورة أو ماليزيا.
وفي ختام المشهد الليبي في الصراع من أجل إسقاط نظام القذافي، الذي أصرّ على قتل شعبه بطرقٍ وحشية بربرية ضمانا لاستمرار سلطته، أدى إلى تدخّل حلف الناتو بدعوة من العرب والليبيين أنفسهم، وإلى تدمير ليبيا وقتل أكثر من 40 ألف ليبي، وديون لعشرات السنين المُقبِلة.
وقبل ذلك، أدى سلوك نظام الرئيس العراقي صدام حسين، الاستبدادي والوحشي البربري تجاه شعبه وجيرانه، إلى تدمير العراق ومئات آلاف القتلى والجرحى والمشوّهين، وديون بمئات مليارات الدولارات، بعد أن استدعى العرب والعراقيون أنفسهم التدخل الخارجي، فكان ما كان.
السودان "سلّة الغذاء" كما يُطلق عليها العرب، أدت سياسة نظامها الوحشي وجرائمه البربرية تجاه شعبه في الجنوب ودارفور، إلى تقسيم السودان إلى شمالٍ وجنوب. أما "دارفور الغرب"، فآتية على الطريق! والفقر المُدقع يعمّ السودان.
إنّه الحصاد الحتمي لحكم الطغاة وأنظمة الاستبداد، برابرة الداخل، سواء حكم العائلة أو الفرد أو الحزب الشمولي. والحقيقة، أن مسألة الاستعانة بالخارِج من قِبل بعض الشعوب أو الفئات، ليست مسألة طارئة وحديثة، خاصة في التاريخ العربي الإسلامي. حدث ذلك زمن الحروب الصليبية والغزوات المغولية وفي الأندلس، وفي العصر الحديث أيضاً زمن الاستعمار الفرنسي والبريطاني منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى وما بعدها.
لكن المسكوت عنه في التاريخ العربي الإسلامي أكثر من المباح به! وكان يحلو لمعظم المؤرّخين العرب والمسلمين وصف هؤلاء دائماً بأنهم عملاء للخارِج ومتعاونون مع الأجنبي.
وهذا أيضاً كان حال وصف الثورات في العالم العربي الإسلامي منذُ ثورة "الزنج" في العراق والثورة "الباباكية" وثورة القرامطة والمعتزلِة وغيرهم مِمَن ثاروا على الحيف والظلم الذي لاقوه على أيدي الخلفاء والملوك، الذين أرادوا التمسّك بحقيقة واحدة، وما عداها يُعدُّ تآمراً وخروجاً على الحاكم! فاستخدموا كل ما لديهم من قوّة قمع وقتل واضطهاد لإبعاد هؤلاء عن المشاركة في الوطن وخيراته، فكانوا أشدّ فتكاً وهمجية وبربرية من الأعداء الخارجيين.
ولو رجعنا إلى كتاب "النزعات المادية" للمفكر حسين مروّة، اللبناني الذي اغتيل على يد "حزب الله"، لوجدنا الحقائق المسكوت عنها عند باقي المؤرّخين، حيث يكشف مروّة عن حقيقة تلك الثورات وأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت سبباً في اندلاعها.
ونستطيع اختزال الأسباب الجوهرية وراء هذه الثورات واستعانة بعضها بطرف خارجي، في جملة واحدة، الطغيان والاستبداد والإقصاء بمختلف أشكاله، الديني والعرقي والقومي، وظلم ذوي القربى هو السبب الرئيسي. هذا ليس تبريراً بقدر ما هو قراءة واقعية وموضوعية للتاريخ، كما للحاضر الذي يتكرر بصور مشابهة.
فلينظر العالم إلى سوريا اليوم، فهل من جهة بربرية خارجية تقوم بما يقوم به النظام الوحشي البربري الحالي تجاه شعبه في الداخل..؟
نظام، جيشه يقتل الناس ويدمّر البيوت وينهب الأرزاق ويشرّد السكان خارج مدنهم وقراهم، وينتهك الحرمات ويغتصب النساء، ويمنع الغذاء والدواء والعلاج، ويقطع المياه والاتصالات، ويحرق أفران الخبز ويغتال الصيادلة والأطباء، ويعتقل الناس بعشرات الآلاف ويعذّبهم بأكثر أساليب التعذيب وحشيّة وإهانة.
تُهم الخيانة والاستعانة بالخارِج، صارت بضاعة مستهلكة؛ فالذين يتعرضّون للموت والتعذيب وشبه الإبادة، لن يلتفتوا لتلك التُهم البالية، بعد أن ساهم العرب أنفسهم "الجامعة العربية" بالتواطؤ على قتلهم واستمرار مأساتهم، كما تواطأوا على انتفاضة البحرين وقمعوها ببرابرة أرسلوها من عندهم وليس من الخارِج، ثمّ على ثورة اليمن وأجهضوها. هؤلاء، لا فرق بينهم وبين النظام الاستبدادي في سوريا؛ وما أفعالهم تلك سوى محاولة يائسة لدرء الثورة في بلدانهم، التي ستأتيهم، عاجِلاً أم آجلاً.
إن الخلاص من برابرة الداخل وظلم ذوي القربى، هو وحده الذي يردع برابرة الخارِج إن وُجِدوا. فالشعوب العربية، ومنذ ردحٍ طويل من الزمن، تتعرّض لطغاة وحكّام وأنظمة أشدّ بربريّة وقسوة ووحشيّة من أعداء الخارِج.

*الجولان السوري المحتل



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الوطني السوري - على المحكِّ الأخير
- العرب يُعيدون إنتاج تخلّفهم ديموقراطياً...!
- القوى اليسارية ودورها في الربيع العربي
- الجيش السوري-عَسكَر لَمِين وعلى مِين...؟!-
- فنُّ علي فرزات وفنون بشار الأسد..!
- بين سكّين الجزار وحنجرة القاشوش
- حسن نصرالله - زعيم شبّيحة النظام السوري الإقليميين
- لماذا وجَبَ إسقاط النظام السوري...؟
- استبداد النظام السوري وجرائمه في عصر الثورة الرقميّة
- أفواه ومدافِع
- المتواطئون والمخدوعون
- بلا دراما بلا زراطة ...
- الشعبُ السوري وامتحانُ التاريخ
- أأُسودٌ على حوران وأرانب في الجولان..؟!
- ( الأعداء ...! )
- الشعب يريد إسقاط المطر...!
- النظام في سوريا - ممنوع من الصرف وغير قابل للإصلاح
- فنّانون ومثقفون سوريّون -عضاريط-
- طافَ الاستبداد فأبدع طائفيّة...!
- بيان لسوريين من الجولان المحتل / -أنتم الصوت ونحن صداه-


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - البرابرة ليسوا غرباء ولا يأتون من الخارج