أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - النظام السوري والداءُ المُستحكَم














المزيد.....

النظام السوري والداءُ المُستحكَم


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون من الخطأ توصيف الحالة في سوريا على أنّها صراع سياسي بين نظام حاكم ومعارضة تطالب بالتغيير؛ فالنظام السوري، بات كالضرس الذي نخره السوس وأُهمِل علاجه لزمنٍ طويل وتعفّن، وأصبح من المتعذّر إصلاحه، فوجب اقتلاعه من جذوره، فما عاد للجسد إمكانية تحمّله والتعايش مع آلامه الدائمة والمُبرّحة.
لقد تبيّن من خلال العشرة أشهر المنصرمة، أن الصراع في سوريا يكاد يكون صراع وجود، مع سلطة وصلت في توحّشها وتغوّلها في القتل والتعذيب إلى حدٍّ عدائي لا يرقى إليه الغزاة والمحتلّون. ولا شك أن ذلك حفر أخدوداً عميقاً في وجدان الشعب السوري وجرحاً أليماً أصاب لُبّ كرامته وعنفوانه في الصميم، سوف لن يندمل لمجرد إسقاط النظام سياسياً.
وما قد نرجوه ليس بالضرورة أن يكون واقعاً؛ فالأحداث في سوريا والأفعال الشنيعة التي ارتكبها النظام وأمنه وجيشه وشبّيحته، لا توحي على الإطلاق أن هذه الفئة الحاكمة بجميع مكوناتها تنتمي إلى هذا الشعب، أو أنها حتى تعترف بوجوده. وسيكون تجاوز الأحقاد والتغلّب عليها من قِبل الثوار، أحد أهم معجزات الثورة السورية.
منذ انطلاق الاحتجاجات في 15 آذار من العام المنصرم، لم استطِع تلمّس سلوك واحد من هذا النظام يوحي بالعقلانية أو الاتصال بالواقع! هذا النظام المُشبع بذهنية استبدادية وغطرسة متوحّشة، قلَّ نظيرها في عالمنا المعاصر. إنها مزيج من همجية العصور الوسطى وفاشية بدايات ومنتصف القرن العشرين.
لهذا، فإن المحللين الدوليين يصفون رأس النظام السوري بشار الأسد بعد إلقائه كل خطاب، بأنه مفصول عن الواقع ومصاب بالشيزوفرينيا. والحقيقة، أنّه لا يمكن فهم رئيس جمهورية يعيش نظامه أخطر وأحلك أيامه، والدماء تسيل يومياً في الشوارع السورية، وهو يقوم بتوزيع الابتسامات والضحك والقهقهة، إلا في هذا الإطار الذي تمّ وصفه به.
النظام السوري، ومنذ عقود، يعمل على حد وصف هيثم المالح، بالأوامر والبلاغات والتعليمات، بعد أن دمّر مؤسسات الدولة وشلّ عملها تماماً، وتفرّد رأس النظام بإدارة الدولة بالطريقة التي ذكرناها. فهذه التركيبة التي أسّسها حافظ الأسد وبناها لبنة لبنة خلال ثلاثة عقود، بُنيَت أساساً على مبدأ التبعية والطاعة والولاء والخضوع، وليس على أساس المشاركة! من هنا نفهم مزايدة أعضاء ما يُسمى أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية على حزب البعث نفسه في تعبيرهم عن ولائهم وطاعتهم للقائد الرمز الضرورة، الذي لا بديل له.
يقول عبد الحليم خدام، المنشق عن النظام السوري، إن أحد أهم أركان النظام في حينه ومن عظام الرقبة، كما يُقال، علي حيدر، وأثناء جلسة غداء، أعرب عن امتعاضه في مسألة توريث باسل الأسد عندما كان والده يعدّه للرئاسة، فجاء إليه رجال الأمن في صباح اليوم التالي، واعتُقلوه لمدة ثلاثة أشهر. وعندما خرج من السجن، لم يجرؤ أحد على زيارته في بيته، بمن فيهم خدام نفسه.
لن تُشبِه نهايات الثورة في سوريا أياً من الذي سبقها؛ لأن النظام هنا ذهب إلى آخر الشوط وآخر العنف وآخر الحقد وآخر القتل والدموية والانتهاك والتعذيب، ولم يترك له جسراً ممكن العودة منه، ولا جسراً يأتيه منه الآخرون، فبات الصراع مستحكماً، "يا قاتل أو مقتول".
في عُرف هكذا أنظمة، ينال كُل تابع ومؤيّد ومُطيع لقاء طاعته من عطايا ومكرمات القائد والنظام، وأما الرافض والمعارض والمتمرد، فينال لقاء تمرّده الجزاء القاسي والعقاب الرادع من كل صنفٍ ولون. وتلك نظرية معروفة في علم النفس الاجتماعي، وقد جُرِّبت على بعض الحيوانات كالطيور الكاسرة المستخدمة في الصيد، وعلى الكلاب؛ بحيث تُدرّب الأخيرة على الثواب أو العقاب. ففي حال تأدية مهمتها تُكافأ بقطعة لحم، وعند فشلها تُعاقَب بالضرب والحرمان.
النظام السوري ورئيسه ما زالا يعتنقا تلك النظرية ويقومان بتطبيقها على الشعب السوري، وفي ظنهم أنهم قادرون على إخضاعه وإعادته إلى بيت الطاعة، مُتجاهلين مسألة أساسية، أن الزمن قد تغيّر.
أعود للقول، إن هذا النوع من الأنظمة لا يتعظ ولا يرعوي ولا يتراجع؛ وهو يمتلك قدراً من العنجهية والغرور، ما يجعله يقوم بأقصى وأبشع أنواع العنف وأغبى السلوكيات والتصرفات المُستهجنة والمُستغربة. مع ذلك، فهو يُصرّ على أنه سيحقق الانتصار على أعدائه جميعاً، حتى ولو كانوا العالم بأسره! هذا ما أنبأنا به بشار الأسد في "خطبته العصماء" الأخيرة. فصديقه القذافي، دخل أنابيب مجاري الصرف، وما فتِئ يصيح: إلى الأمام، إلى الأمام .......

الجولان السوري المحتل
مجدل شمس



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرابرة ليسوا غرباء ولا يأتون من الخارج
- المجلس الوطني السوري - على المحكِّ الأخير
- العرب يُعيدون إنتاج تخلّفهم ديموقراطياً...!
- القوى اليسارية ودورها في الربيع العربي
- الجيش السوري-عَسكَر لَمِين وعلى مِين...؟!-
- فنُّ علي فرزات وفنون بشار الأسد..!
- بين سكّين الجزار وحنجرة القاشوش
- حسن نصرالله - زعيم شبّيحة النظام السوري الإقليميين
- لماذا وجَبَ إسقاط النظام السوري...؟
- استبداد النظام السوري وجرائمه في عصر الثورة الرقميّة
- أفواه ومدافِع
- المتواطئون والمخدوعون
- بلا دراما بلا زراطة ...
- الشعبُ السوري وامتحانُ التاريخ
- أأُسودٌ على حوران وأرانب في الجولان..؟!
- ( الأعداء ...! )
- الشعب يريد إسقاط المطر...!
- النظام في سوريا - ممنوع من الصرف وغير قابل للإصلاح
- فنّانون ومثقفون سوريّون -عضاريط-
- طافَ الاستبداد فأبدع طائفيّة...!


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - النظام السوري والداءُ المُستحكَم