أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جبار قادر - قطع الرقاب ثقافة بعثية بإمتياز















المزيد.....

قطع الرقاب ثقافة بعثية بإمتياز


جبار قادر

الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 09:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حاول العديد من الكتاب العراقيين من ذوي النوايا الحسنة ومن منطلق الوطنية العراقية و إبعاد الشبهة عن أبناء وطنهم ، إتهام الأرهابيين العرب الوافدين لوحدهم بالقيام بعمليات نحر البشر التي تجري في أنحاء مختلفة من العراق . يبدو أن هؤلاء الكتاب لم يصدقوا أن يكون من بين أبناء بلدهم ، الذين عرفوا عموما بطيبتهم ، من وصل الى هذه الدرجة من الهمجية و التوحش. لقد نسي هؤلاء بسرعة أن النظام تمكن خلال العقود الماضية من نزع الآدمية عن فئة واسعة من أنصاره و أزلامه في الحزب و الجيش و المؤسسات القمعية المختلفة من خلال إشراكهم في (حفلات ) الأعدام الجماعية للمعارضين السياسيين و الهاربين من أو المتخلفين عن الخدمة العسكرية هذا فضلا عن حملات القمع و حروبه الظالمة في كوردستان و الجنوب العراقي و عدوانه على إيران و الكويت و مانجم عن ذلك من حصار و حروب مدمرة . وخلق بذلك فئة واسعة من كائنات خرافية لا علاقة لهم بالمجتمع لأنساني و قيمه .
تشهد حملات الأنفال الوحشية و قصف حلبجة و غيرها بالأسلحة الكيمياوية و تدمير أكثر من أربعة آلاف و خمسمائة قرية في كوردستان و تدمير الأهوار و قمع الأنتفاضة و إجراء التجارب الجرثومية و الكيمياوية على الآلآف من السجناء و من ضحايا حملات الأنفال و تهجير مئات الالآف من الكرد الفيليين و غيرهم و تغيير التركيبة السكانية في مناطق كثيرة من كوردستان و إعدام مئات الآلاف من أعضاء و أنصار التنظيمات السياسية المختلفة وزرع أرض العراق بمئات المقابر الجماعية و غيرها من الجرائم الكبرى التي لا يتسع المجال لذكرها ، تشهد كلها على همجية هذا النظام و غربته عن كل ما هو إنساني .
لقد وفرت تصرفات الكابوي الأمريكي و إنشغال القوى السياسية بالأحتفال المبكر بزوال البعث و توزيع الكعكة و التعامل السطحي الفج مع فكرة إجتثاث البعث و الدعوات الساذجة الى المصالحة مع البعثيين و عودة الأخيرين الى مفاصل الدولة العراقية بدءً من رئاسة الوزراء و إنتهاء بمراكز الشرطة مرورا بالأحزاب السياسية و الأعلام تحت يافطات و مسميات جديدة و غيرها من الأخطاء القاتلة ، وفرت جميعها فرصا ذهبية لأعداء البشرية هؤلاء لكي يعيدوا تنظيم شبكاتهم الأجرامية و ينتقلوا الى مرحلة الهجوم و قطع رقاب كل من لا يجاريهم في طروحاتهم .
لقد وفرت ظروف الأحتلال الأجنبي و الدعم الدولي الممثل بمواقف فرنسا و ألمانيا و روسيا و العديد من الدول العربية و الأسلامية فضلا عن القوميين العرب و السلفيين لفكرة مقاومة الأحتلال فرصة أخرى ليمارس البعثيون هوايتهم المفضلة في ذبح البشر ولكن تحت غطاء الوطنية و مقاومة المحتل هذه المرة . إن من قام بذبح أبناء جلدته و مواطني بلاده و دفنهم و هم أحياء و تدمير ممتلكاتهم و نهب ثرواتهم لمجرد أنهم عارضوه سياسيا أو لم يتوافقوا مع طروحاته أو حتى الشك في ذلك ، لماذا لا يقوم بذبحهم و التمثيل بأجسادهم في ظل شعارات مقاومة المحتل الأجنبي و أذنابه ؟.
يجب أن لا نشك بأن من يقوم بنحر البشر عراقيين كانوا أم أجانب هم البعثيون من فدائيي صدام و رجال الأمن و المخابرات و الضباط و لدينا آلاف الشواهد التي تجعلنا نؤمن بأن هذا ديدن البعث في تعامله مع مخالفيه .
لقد نقلت وكالات الأنباء العالمية قبل سقوط النظام بعام أو عامين قيام البعثيين بذبح العشرات من النساء العراقيات بحجة محاربة الدعارة . الغريب أن رئيس النظام و أبنائه و أقربائه من الذين هتكوا أعراض الناس و داسوا على مقدساتهم و جسدوا التفسخ الخلقي بكل معانيه تحولوا فجأة الى دعاة للطهر و محاربة الفساد . من المؤسف حقا أننا و بسبب القيم الأجتماعية المتخلفة السائدة في المجتمع العراقي لن نطلع على حقيقة ماجرى في تلك الأيام السوداء و لن نتعرف على ضحايا تلك المجزرة من النساء الفاضلات اللائي دفعن ثمن عدم إستسلامهن للرغبات الشاذة لعدي و أصدقائه الذين يظهرون دون أي إحساس بالندم أو الخجل على شاشات الفضائيات ليتحدثوا عن ذكرياتهم عن شخصية ( الأستاذ ) ليتحولوا بعده الى محللين سياسيين أو خبراء في الشؤون العراقية.
يمثل تاريخ البعث سفرا مليئا بالجرائم التي سجلت بإسمه حصرا كقطع الرقاب و تذويب البشر في أحواض السيانيد و قلع الأظافر و إجبار الناس على الجلوس على القناني و إدخال السمك في مؤخرة المعارضين و غيره . من هنا أعتقد بأن الذين يقومون الآن بقطع الرقاب هم من البعثيين حصرا و يجب أن يجري التركيز عليهم دون غيرهم . و كل كلام عن غير البعثيين هو صرف للأنظار عنهم . ألم يحاولوا قتل شريكهم السابق و مسوق بضاعتهم الفاسدة حاليا أياد علاوي بالفأس قبل أن يتحولوا الى متخصصين في الكواتم . أشير الى بعض الأمثلة المعبرة من سفر البعث الأجرامي .
نسمع هذه الأيام بصور غريبة من عمليات ( المقاومة ) البعثية. فإلى جانب تفخيخ السيارات و حتى الحيوانات و زرع الألغام على جانبي الطريق و عمليات الأغتيال السياسي و غيره ، يجري أحيانا تفخيخ جثث بعض الضحايا كما حدث في تلعفر و الذي أدى الى مقتل و جرح عدد من المدنيين الذي حاولوا نقل الجثة .
تذكرنا هذه الحادثة بحادثة تلغيم عدد من رجال الدين الذين أستعان بهم البعث للقيام بمهمة وساطة لدى الزعيم الكردي مصطفى البارزاني في أيلول عام 1971. لم يكن هؤلاء يعرفون بأن أجهزة التسجيل التي زودوا بها لتسجيل ما يقوله البارزاني لنقله حرفيا الى ( القيادة ) عبارة عن قنابل جرى تفجيرها في محاولة لأغتيال البارزاني الذي نجا منها بإعجوبة و تناثرت قطع العمائم و جثث العلماء الذين إعتقدوا أنهم موفدون لغرض نبيل . و يقول السيد حسن العلوي في كتابه (دولة الأستعارة القومية ) عن هذه الحادثة بأن " قتل الشيخ الفقيه عبدالجبار الأعظمي إمام جامع الأمام أبي حنيفة و ثلاثة عشر من أصحابه العلماء عام 1970 ( الصحيح أيلول عام 1971 ج . ق ) تكفي وحدها لوضع السلطة القومية في العراق موضع الأتهام الأبدي و الأساءة الى الحياة البشرية و تصفية طلبة العلم الشرعي بطريقة لم تتوصل إليها محاكم التفتيش الكنسي و التي إستقت منها أصلا موقف العداء لعلماء الأسلام ) . وكانت حكاية أبو طبر بمثابة رسالة بعثية الى المجتمع العراقي و تفاصيلها معروفة لدى العراقيين و بخاصة سكان بغداد .
و عن عمليات الذبح المبكرة التي كانت تقوم بها المخابرات العراقية حتى في خارج العراق يروي السيد العلوي في كتابه المشار أليه أعلاه قصة إختطاف الطالبين العراقيين نعمة مهدي محمد و سامي عبد مهدي الذين كانا يدرسان في كلية الهندسة التكنولوجية بجامعة كراجي في باكستان ، حيث أختطفا بعد خروجهما من الأمتحان النهائي للحصول على شهادة الماجستير و أخذا الى السفارة العراقية و ذبحا هناك بمنشار كهربائي و بعد يومين من البحث المتواصل عثرت الشرطة الباكستانية على جثتيهما في شارع قرب القنصلية العراقية في كراجي و هما بدون رأسين و لم يعثر على رأسيهما أبدا . أضطرت الحكومة الباكستانية الى رفع الحصانة عن عدد من المجرمين العاملين في القنصلية العراقية .
و بمناسبة ( عيد ) الجيش العراقي الذي تحتفل به حكومة علاوي المؤقتة نشير الى حادثة تليق بذكرى هذا الجيش . أشارت برقية سرية تحمل الرقم 29722 مرسلة من مدير أمن محافظة السليمانية الى أمن الحكم الذاتي/ فق 7 / م أ س س، بأن إحدى طائرات الهليكوبتر مرت فوق قرى ( ناحية باوه نور التابعة لقضاء طوزخورماتو فشاهد الطيار أربعة مخربين مسلحين كانو في سيارة أهلية نوع بيكب وقام بقصفهم مما أدى الى قتلهم جميعا و معهم شخص آخر . بعدها نزل طاقم الطائرة و قاموا بأخذ أسلحتهم و هي ثلاثة بنادق كلاشنكوف و بندقية برنو و كذلك أخذوا رؤوسهم الخمسة و تم جلبها الى مقر الفوج الرابع ل 90 سنكاو لغرض تشخيصهم . للتفضل بالمعلومات رجاء ) .
يبدو من مضمون هذا الكتاب السري أن قطع الرؤوس كان أمرا معمولا به في مؤسسات البعث الأمنية و جيشه العقائدي على نطاق واسع ، هذا الجيش الذي لم نعرف عنه في تأريخه سوى قمع الكرد و تدمير قراهم و مزارعهم و نهب ممتلكاتهم و التصرف في كوردستان و في جنوب العراق و الأهوار كأسوأ جيش إحتلال في الوقت الذي ينهزم فيه أمام الجيوش الأجنبية كالفأر المذعور . و لن يكون الأصرار على الأحتفال بعيد تأسيس هذا الجيش سوى مسمار آخر يدق في نعش ( الدولة العراقية الموحدة).
هناك آلاف القصص التي تؤكد على أن نحر البشر هي ثقافة بعثية بإمتياز و لن يتخلص المجتمع العراقي من أمراضه الأجتماعية و مشاكله إلا بإعلان أفكار البعث كالنازية و الفاشية بإعتبارها ضد الأنسانية يجب محاربتها و قلع جذورها من تربة العراق و محاسبة كل من يدعوا إليها أو يعمل على تسويقها أو يطالب بإعادة تأهيلها . يدفع العراقيون اليوم ثمن تهاونهم في القضاء على حزب البعث بعد زوال النظام و فسح المجال أمام العثيين للعودة الى الحياة العامة تحت يافطات جديدة و الى التحكم بمفاصل مهمة في الدولة العراقية . لن تنتهي عمليات نحر البشر إلا بالقضاء على البعث و أفكاره .



#جبار_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية في تركيا
- ملكة الكرد تواجه الكراهية بالدعوة الى المحبة
- غرباء كركوك و أصلائها بين المزاعم و الأحصاءات الرسمية
- الأنتخابات و الخطاب الأعلامي العراقي
- مع الشعلان و الزيباري سننعم بالديموقراطية في جمهورية الخوف
- أين الحقيقة في ما يكتب و يقال عن كركوك ؟ قراءة في وثائق حكوم ...
- الأنفال : نتاج آيديولوجيا البعث و نظامه الشمولي- 3
- الأنفال : نتاج آيديولوجيا البعث و نظامه الشمولي- 2
- الأنفال : نتاج آيديولوجيا البعث و نظامه الشمولي -1
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية (5) الجبهة و حكاية مجز ...
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية (4) الجبهة و أكذوبة تك ...
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية (3) الجبهة والرهان على ...
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية (2) تسويق الجبهة في ال ...
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية - 1
- سر الحملة على الكرد و تطلعاتهم القومية المشروعة
- في ضوء مذكرات مقرر لجنة مشكلة الموصل والتي تنشر لأول مرة : ا ...
- القضية الكردية في العراق : عود الى التذكير بالبديهيات- الحلق ...
- فضائح إعلامية في برنامج الحوار المفتوح
- نصائح رجل حكيم لم تستمع إليها الحكومات العراقية ا
- الشوفينية و الشيفونية الجديدة!


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جبار قادر - قطع الرقاب ثقافة بعثية بإمتياز