أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جبار قادر - ملكة الكرد تواجه الكراهية بالدعوة الى المحبة















المزيد.....



ملكة الكرد تواجه الكراهية بالدعوة الى المحبة


جبار قادر

الحوار المتمدن-العدد: 1050 - 2004 / 12 / 17 - 10:08
المحور: القضية الكردية
    


بعد يوم واحد من إطلاق سراحها أضفت إحدى الجرائد الهولندية الرئيسية لقب ملكة الكرد على إحدى أشهر سجينات الرأي في العالم ، السياسية الكردية و البرلمانية السابقة ليلى زانا . ولكن هذه الملكة الكردية قضت عشر سنوات من عمرها في زنزانة صغيرة لا تتجاوز مساحتها عدة أمتار مربعة في سجن إنقرة بدلا من القصور و الأبراج الملكية .
قررت محكمة تمييز أنقرة إطلاق سراحها مع رفاقها خطيب دجلة و أورهان دوغان و سليم ساداك بعد الأصلاحات القانونية التي قام بها البرلمان التركي في سياق الموائمة مع معايير كوبنهاغن التي يتوجب على البلدان التي ترغب في الأنضمام الى الأتحاد الأوربي القيام بها .
لقد فازت ليلى زانا و زملائها في إنتخابات عام 1991 ضمن لا ئحة حزب الشعب الأشتراكي بعضوية المجلس الوطني الكبير في تركيا ( البرلمان التركي) . و تحولت مراسيم أداء ليلى زانا لقسم العضوية في البرلمان الى رجة هزت أركان الدولة التركية بعد أن لفظت بعدة كلمات كردية مفادها أنها تؤدي القسم بإسم الأخوة بين الشعبين الكردي و التركي .لقد أثارت تلك الكلمات زوبعة من الصراخ و التوتر في قاعة البرلمان و في الشارع التركي و أعتبرت خرقا خطيرا للمبادئ الكمالية القائمة على عدم الأعتراف بغير الأتراك و لغتهم في تركيا . و أثار تحدي زانا للتابوات التركية حتى ولو كان تحت يافطة الأخوة التركية - التركية حقد القوى القومية التركية المتطرفة و المؤسسة العسكرية التي كانت تتحكم بمفاصل القرار السياسي في البلاد و بدأت تبحث عن فرصة للأيقاع بها و تلقينها الدرس المطلوب . حتى الحزب الذي فازت ضمن لا ئحته الأنتخابية ، وهو حزب يدعي تبني الأشتراكية الديموقراطية ، طالبها بالتراجع عن موقفها و طلب الغفران من الأمة التركية . لقد كان رد فعل ليلى و زملائها الأستقالة من الحزب و تأسيس حزب جديد بأسم الحزب الديموقراطي .لم تتخلى القوى القومية المتطرفة عن مخططاتها للأيقاع بها و برفاقها و بعد أن تمكنت من حرمانها و رفاقها من الحصانة البرلمانية جرى إلقاء القبض عليها و على عدد منهم في حديقة المجلس في آذار من عام 1994 ، بينما تمكن الآخرون من الهرب من تركيا و اللجوء الى البلدان الأوربية ليواصلوا من هناك نضالهم ضد سياسة القهر القومي التركية . وفي نفس العام حكمت محاكمة أمن الدولة على ليلى و رفاقها بالسجن لمدة 15 عاما لكل منهم بتهمة الأتصال بمنظمة غير قانونية و إرهابية على حد تعبير السلطات التركية و يقصد بها حزب العمال الكوردستاني .
بقيت ليلى صامدة خلال هذه السنوات العشر الماضية و لم تلين و رفضت إطلاق سراحها لأسباب صحية بسبب ضغوطات البرلمان الأوربي و منظمة العفو الدولية و منظمات حقوق الأنسان العالمية على الحكومة التركية . كانت ليلى تؤكد دائما بأنها و زملاؤها ألقي بهم في السجن بسبب قضية قومية عادلة و لن ترضى بالخروج من السجن دون زملائها و لأسباب صحية رغم تدهور صحتها في سنوات السجن الطويلة. كما أن عذابات سني السجن و البعد عن الأحبة لم تدعها تنكسر و تلجأ الى السكوت و السلبية، بل بقيت نشطة تبعث بالرسائل و المذكرات الى المنظمات الدولية و تطالب بحل عادل للقضية الكردية في تركيا . والأهم من هذا و ذاك أنها حافظت على روحها الأنسانية الشفافة و القيم النبيلة التي آمنت بها و لم تدع الحقد و الثأر يعرفان طريقهما الى قلبها الكبير . فقد صرحت لحظة إطلاق سراحها بأن سنوات السجن لم تغير من قناعاتها بشأن المساواة و السلام و الأخوة بين الشعوب .
لقد قيم رئيس البرلمان الأوربي مواقف ليلى هذه عاليا أثناء مراسيم إستقبالها في البرلمان و منحها جائزة ساخاروف يوم 14 أكتوبر 2004 . فقد ذكر بأن ليلى زانا كانت تدرك تماما العواقب الخطيرة المترتبة على تعهداتها أثناء الحملة الإنتخابية عام 1991 بالعمل من أجل السلام و التآخي بين شعوب تركيا . وأضاف رئيس البرلمان الأوروبي بأن ليلى لم تتراجع عن وعودها تلك رغم كل التضحيات الكبيرة التي قدمتها من سنوات عمرها و صحتها .
رحب البرلمان الأوربي بحرارة بليلى زانا و عبر رئيس البرلمان أثناء دعوتها لها الى منصة البرلمان عن سروره و سرور أعضاء البرلمان للأستماع اليها في النهاية . كما أشار الى المحاولات الكثيرة التي قام بها البرلمان الأوربي خلال السنوات العشر الماضية من أجل إطلاق سراحها . ونوه بشجاعتها و صمودها خلال تلك الفترة الأليمة من حياتها و رفضها الخروج من السجن لأسباب مرضية فضلا عن مواظبتها على التعبير عن وجهات نظرها و رسائلها العديدة الى العالم الخارجي رغم العراقيل و المعوقات التي كانت توضع في طريقها . و إعتبر أن نضالها الطويل ساهم الى حد كبير في تحقيق التحولات الهامة التي شهدتها تركيا خلال الفترة الأخيرة كألغاء حالة الطوارئ في كوردستان و إلغاء الحظر على إستخدام اللغة الكردية . وكان رئيس البرلمان الأوربي السابق أثناء منح جائزة ساخاروف لليلى زانا عام 1995 قد ذكر بأن البرلمانيين الأوربيين يتحرقون شوقا الى ذلك اليوم الذي سيرحبون فيه بها في البرلمان الأوربي . و تعبر مواقف ليلى زانا خلال سني نضالها السياسي عن إرتباط شديد بقضية الشعب الكردي و قضايا المرأة و الشعوب المقهورة .
وهذه هي المرة الأولى في تأريخ الكرد و في تأريخ البرلمان الأوربي أيضا التي تدعى فيها شخصية سياسية كردية للحديث الى أعضائه و تسلم جائزة ساخاروف لحرية الرأي . لقد كانت كلمة ليلى زانا في البرلمان الأوربي خطابا عقلانيا معبرا عن نضج سياسي و بعد نظر كبير .
لقد ذكرت ليلى الحاضرين بالجملة الكردية التي قالتها من على منصة البرلمان التركي عام 1991 و قالت بأنها كانت تهدف من وراء تصرفها ذاك جلب الأنظار الى حقيقة و ضرورة تعايش الشعوب و اللغات و الثقافات مع بعضها في أجواء صحية بعيدة عن الكراهية و العنف و إنكار الآخر . كما أشارت الى أن السنوات الطويلة التي قضتها في السجن لم تتمكن من كسر عزيمتها و لم تدع الحقد و روح الأنتقام تتسرب الى قلبها لأنها و على حد تعبيرها كانت ( تدرك بأنه لا بد من العيش من أجل الديموقراطية وهذا ما قمت به فعلا ) . وإعتبرت بأن منح جائزة ساخاروف هو جائزة لمستقبل أفضل لشعوب تركيا ولتشجيع الرأي العام الديموقراطي.
وطالبت ليلى زانا و بإصرار بوضع نهاية للحرب و العنف إذ قالت ( أشعر بألم شديد عندما نفقد أعزائنا في أي مكان من عالمنا و في وطني قبل أي مكان آخر ). كما أكدت بأن التجربة المريرة تفيد بأن العنف لا يولد إلا المزيد من العنف و لا يمكن أن يساعد على حل أية معضلة . كما لا يمكن للسياسات القائمة على القمع و الأنكار و الأبادة و الصهر القومي إلا أن تجلب معها الظلم و الفقر و الشقاء. وإعتبرت ليلى لغة الحوار و حل القضايا بالحوار و التعايش السلمي بين الشعوب هي لغة العصر . وأكدت أن ( لغة مت و أقتل يجب أن تزول من حياتنا و يجب تحل محلها لغة عش و دع الآخرين يعيشون ). و أشارت في كلمتها بأنها مستعدة للتضحية بالنفس من أجل الشعب و الوطن و حياة حرة و ديموقراطية للجميع . وطالبت تركيا بإيجاد حل عادل للقضية الكردية. و أكدت بأن التهرب من تسمية القضايا بأسمائها الحقيقية لن تفيد أحدا بعد اليوم ، وقالت بأن الكرد يطالبون بالحل السلمي لقضيتهم في إطار الجمهورية التركية و يلتزمون بإحترام الرموز السيادية للدولة التركية . ولكنها إنتقدت الحكومة التركية بأنها لم تتجاوب مع الرغبة الكردية المخلصة للحوار . و طالبت بضرورة القيام بخطوات مهمة لأزالة أسباب العنف و القتال و إطلاق سراح السجناء السياسيين و عودة المنفيين الى البلاد و ممارسة النشاط السياسي الديموقراطي وفتح المناطق المغلقة أمام حرية الرأي و الديموقراطية و التعاون المخلص بين الجميع .
من القضايا المهمة التي طالبت بها البرلمانية الكردية السابقة ضرورة وضع دستور جديد تتماشى بنوده مع المعايير الدولية لحقوق الأنسان .لقد أقرت ليلى زانا بأن الحكومة التركية قامت بخطوات عديدة و لكن التطبيق لم يتجاوز برأيها العمليات التجميلية و الترقيعية بعد . وتريد ليلى تطبيق معايير كوبنهاغن تطبيقا فعليا من قبل الدولة . كما دعت أوروبا و العالم الى الأعتراف بالحقوق السياسية و الأجتماعية و الثقافية لأكثر من 40 مليون كردي في منطقة الشرق الأوسط و أدانت أية محالة للأتجار بالقضية الكردية على صعيد العلاقات الدولية .
إعتبرت ليلى عضوية تركيا في الأتحاد الأوربي بعد حلها للقضية الكردية فرصة للقاء قيم الثقافة الغربية الديموقراطية بحضارة بلاد ما بين النهرين وتراثها الغني . وسيؤدي تلاقح قيم المدنيتين الى إنتاج حضارة عالمية ديموقراطية جديدة. و طالبت الأتحاد الأوروبي ببدء مفاوضات العضوية مع تركيا بعد تذكيرها بمسؤولياتها على صعيد القضية الكردية .
وأخيرا طالبت ليلى زانا أنصار السلام في العالم الى إعلان الحرب على الحروب و ضرورة تنظيم صفوفهم لكي يتحولوا الى مقاتلين من أجل السلام . كما طلبت من أبناء و بنات الشعب الكرد التعايش مع بعضهم البعض بسلام مع تبني قيم الديموقراطية و التحرر و وحدة الصف .
لقد ختمت ليلى زانا كلمتها بدعوة شعوب العالم الى العيش بسلام و صداقة وإستعانت بمقولة مشهورة للكاتب الفرنسي الكبير فيكتور هوغو ( ننظر جميعا الى نفس النجوم و نسير في نفس الركب على كوكبنا و نعيش جميعا تحت نفس السماء ) .
هكذا خاطبت ملكة الكرد أعضاء البرلمان الأوربي و الرأي العام في تركيا و العالم و هي لغة لازالت لا تفهمها النخبة السياسية و العسكرية التركية ، فبعد عودتها من رحلتها ألقت سلطات المطار في أسطنبول القبض على زوجها السياسي الكردي المعروف مهدي زانا و الذي قضى بدوره 16 عاما في السجون التركية فضلا عن عشر سنوات كاملة قضاها في المنافى الأوربية . إضطرت السلطات التركية أن تطلق سراحه في اليوم التالي لأن التهم الموجهة إليه أصبحت بحكم الساقطة بعد الأصلاحات القانونية في البلاد .
وكانت عائلة ليلى زانا المكونة منها و زوجها مهدي زانا و أبنهما رونايي و إبنتهما روكن قد إجتمعت لأول مرة بعد عشر سنوات من الفراق في بروكسل يوم 11 أكتوبر يوم وصول ليلى زانا و زملائها للمشاركة في مراسيم منح جائزة ساخاروف الى هذه السيدة النحيفة الأنيقة و الصامدة بوجه واحدة من أكثر الأنظمة عنصرية في العالم .
وبعد عودتها الى تركيا باشرت مع عدد من زملائها و رفاقها بالعمل من أجل تأسيس حركة جديدة بإسم ( حركة المجتمع الديموقراطي ) . يمكن أن تلعب هذه الحركة دورا مهما في الحياة السياسية الكردية و في تركيا في المستقبل فيما إذا تبنت النخب السياسية التركية بعضا من الأفكار و القيم السائدة في دول الأتحاد الأوربي الذي ترغب تركيا في الأنضمام إليه من أربعة عقود .
تحولت ليلى زانا الى رمز مهم للقضية الكردية و بخاصة في تركيا . وقد يكون هذا من حسن حظ كرد تركيا بعد عقود طويلة قضوها في ظل القمع و التنكيل . فليلى تمتلك جاذبية و شعبية كبيرة لدى المنظمات النسائية و منظمات حقوق الأنسان و الأحزاب السياسية المهمة في البرلمان الأوربي . لقد عملت هذه الأطراف خلال السنوات العشر الماضية الكثير من أجل إطلاق سراحها . كما أن طرحها لقضايا تركيا الأساسية بالطريقة التي وردت في خطابها أمام البرلمان الأوروبي أكسبها إحترام كبير لدى البرلمانيين الأوربيين .
ترى ماهي قصة هذه الملكة الكردية و كيف بدأت رحلتها المليئة بالآلآم و الأحلام ؟ .
أعتقد أن الأشارة الى المحطات الرئيسية في رحلة ليلى زانا الطويلة و المليئة بالعذاب و بقصص الصمود و القيم الأنسانية النبيلة ، يمكن أن تشكل معينا مهما للنساء في مجتمعاتنا الشرقية و بالأخص في المجتمع الكردي في نضالهن من أجل الحرية و كسر قيود العبودية و الأنظمة الأبوية الجائرة .
عندما ولدت ليلى عام 1961 في قرية (باخجة ) النائية بولاية دياربكر لم يكن يخطر ببال أحد بأن هذه الطفلة الضعيفة و الأمية ستصبح يوما إمرأة شهيرة و سجينة رأي تتحدث عنها منظمات عالمية و مشاهير السياسة و الفكر في العالم الحر . ولم يكن بإمكان سكان القرية أن يتصوروا بأنها يمكن أن تصبح مصدرا للمشاكل بالنسبة للأوساط الحاكمة في تركيا .
لا يخلو أمر رسم بورتريه لأي إنسان لا يزال يشارك بنشاط في الحياة السياسية أو الثقافية أو الأجتماعية من صعوبة ومخاوف ، لأننا لا نستطيع إستباق الأحداث و معرفة مسارها في المستقبل . من هنا فإن حديثنا هنا سيتركز حصرا على تجربة ليلى زانا السابقة و محاولاتها الحالية ولا يدخل تحليل سيناريوهات المستقبل ضمن إطار هذا المقال . يمكن أن يؤدي تشكيلها لحركة جديدة الى جمع كلمة الكرد في تركيا حول حركة وسطية ترفع شعارات مقبولة و تفرض على تركيا اللجوء الى لغة الحوار و العقل . و يمكن أن يؤدي الى تشتيت قوى الكرد فيما إذا لم تتخذ القوى السياسية الكردية من القضية القومية هدفها الأسمى و بقيت متمسكة بنظرتها الحزبية الضيقة . فيما إذا إتخذت الأمور المسار الأمور فإن هذه الحركة تستطيع أن تحقق بعض المكاسب المهمة و بخاصة في هذه المرحلة التي لا تدع فيها تركيا فرصة إلا و تجاوبت مع مطاليب أوروبا .
وإذا تمكنت الحركة الجديدة أن تحرز صفة تمثيل فئة واسعة من المجتمع الكردي في تركيا فإنها ستلعب دورا كبيرا في الحياة السياسية و ستتمكن أن تخرج الحركة الكردية في تركيا من مأزقها الحالي . أما إذا لم تترفع الأحزاب السياسية عن حزازاتها الحزبية و إستمرت على أوضاعها فإن الحركة الجديدة لن تكون سوى رقم جديد يضاف الى دستة الأحزاب القائمة و يمكن أن تصبح في هذه الحالة مصدرا للخلافات و تعميق الأزمة السياسية .
منذ ظهورها على مسرح الأحداث في تركيا تسببت ليلى زانا في سلسلة من المشاكل بالنسبة للأوساط التركية الحاكمة. فقد أصبحت رحلة ليلى زانا مصدرا ملهما للمرأة الكردية في عصرنا هذا و أخذت المئات بل الآلآف من بنات جنسها يحاولن تقليدها و إقتفاء آثارها و الأستفادة منها من أجل بناء مجتمع كردي حر . ومكانة ليلى زانا لا تحددها فقط حقيقة كونها سياسية كردية و سجينة رأي مشهورة و معروفة على الصعيد العالمي ، بل يمكن أن يكون الأهم من هذا و ذاك هو أنها ترى السبب الرئيسي في عذابات المرأة الكردية و تخلف المجتمع الكردي في حالة القهر و الأستبداد السياسي التي تسود البلدان التي تحتل كوردستان . كما أن ليلىزانا و رغم نضالها الشديد ضد المفاهيم و القيم البالية في المجتمع الأقطاعي الكردي تكن إحتراما شديدا لقيم النضال الكردي و تربط حريتها كأمرأة مقهورة بحرية مجتمعها و شعبها من نير الأضطهاد و القمع القروسطي. أعتقد أن هذا الربط العقلاني بين قضايا المرأة في المجتمع الكردي المتخلف مع الأهداف السياسية و الأجتماعية و الفكرية و الأقتصادية للحركة التحررية الكردية أعطى ليلى زانا مكانة متميزة في المجتمع الكردي ، بينما فشلت بنات جنسها المنقطعات عن المجتمع الكردي و الداعيات الى بعض الأفكار الفيمينستية المتطرفة من كسب أية أوساط نسائية كردية الى جانبهن .
عاشت ليلى زانا شأنها في ذلك شأن بنات جنسها في قرى كوردستان النائية محرومة من فرص التطور . يمكن أن يكون الفرق الوحيد بينها و بين الأخريات هو أنها لم تكن تنصاع بسهولة لعادات و مفاهيم القرية . فقد رفضت ، مثلا ، غطاء الرأس رغم أن ذلك كان يعتبر أمرا خطيرا في ذلك الوقت في الريف الكردي . ولكنها بعد أن كبرت و أصبحت مشهورة سياسيا و إجتماعيا لم تتردد في لبس غطاء الرأس لتتمكن من التقرب من نساء كوردستان و تستمع الى همومهن و تطلعاتهن .
لقد زوجت ليلى في الرابعة عشر من عمرها بأحد أقارب و الدها و الذي كان يكبرها بعشرين عاما و هو السياسي الكردي المعروف مهدي زانا .رغم أنها ثارت ضد القرار إلا أنها أجبرت في النهاية على الرضوخ لرغبات الأب و رجال العائلة. لم يكن بإمكان بنات القرى بل و حتى بنات جنسهن في المدن أيضا أن يتمردن على قرارات الرجال . لقد قالت فيما بعد بصدد زواجها هذا بأنها لا تحمل عائلتها أو زوجها وزر هذه العادات السيئة و إنما تحمل النظام الأجتماعي المسؤولية و تناضل بكل إمكانياتها من أجل تغيير تلك المفاهيم و القيم البالية .
كان زوجها مهدي زانا منغمسا في النشاط النقابي و السياسي في تركيا وكان عضوا في قيادة حزب العمل التركي والذي كان أول حزب قانوني تركي يعترف بوجود الشعب الكردي في تركيا و يطالب بالكف عن قمعه و إضطهاده و بضرورة منحه حقوق المواطنة . وأنتخب مهدي زانا عام 1977 رئيسا لبلدية دياربكر أكبر مدن كوردستان تركيا . وكانت تلك أول مرة ينتخب فيها وطني كردي لتسنم وظيفة مهمة ضد إرادة و رغبة الأوساط الحاكمة في البلاد .لقد كان زواج مهدي من ليلى عاملا رئيسيا في إنغماسها فيما بعد في النشاط السياسي .
كان الإنقلاب العسكري في 12 ايلول 1980 سببا في تحطيم حياة ليلى و مهدي و الآلآف من أمثالهم في تركيا . فقد شن الأنقلابيون هجمة شرسة على القوى الديموقراطية و الكردية و اليسارية و كان مهدي من بين الأوائل الذين وقعوا في قبضة الأنقلابيين . كانوا يكنون حقدا عميقا على مهدي و ينتظرون اللحظة التي ينتقمون فيها منه . لقد روى مهدي تجربته المليئة بالتعذيب و الأذلال في السجون التركية في كتاب صدر عام ( 1995 ) باللغة الفرنسية و ترجم الى الهولندية (1997) تحت عنوان ( الغرفة رقم (5 ) ، أحد عشر عاما في السجون التركية ). لقد تحدث مهدي زانا في كتابه و بشجاعة نادرة عن قصص التعذيب و الأذلال التي كانت تمارسها سلطات الأمن و السجون في تركيا بحق المعتقلين الكرد و اليساريين و الديموقراطيين الترك .
من خلال كتاب مهدي و سجناء آخرين نرى في تركيا الكمالية ، كما في عراق صدام حسين ، أناسا لم تعد لهم أية صلة بالأنسانية و قيمها ، فهم أشبه بكائنات خرافية لا تعرف طعما للحياة دون ممارسة التعذيب و الأذلال و سفك الدماء . بالنسبة لي كانت قراءة الكتاب لوحدها تعذيبا روحيا كبيرا فكيف بأولئك الذين جرى بحقهم كل تلك الأعمال الشائنة ؟.
كانت ليلى تبلغ في تلك الأيام 19 عاما من العمر فقط مع طفل رضيع (رونايي ) و حامل بإبنتها (روكن ) و كانت تنتقل من مدينة الى أخرى مع إنتقال زوجها من سجن الى آخر . فقد جرى نقل مهدي بين سجون دياربكر ، أفيون ، آيدن و آق شهر. و في سنوات الترحال هذه إضطرت لتعلم اللغة التركية التي لم تكن تعرفها حتى ذلك الوقت . كما أنها قررت أن تتعلم القراءة و الكتابة. لم تلجأ ليلى الى الأهل و الأقارب لمساعدتها في مواجهة الحياة القاسية بل قررت أن تعتمد على نفسها و تواجه مصيرها .
كانت أول إمرأة تحصل على الشهادتين الأبتدائية و المتوسطة من خلال الدراسة الخارجية و دون الذهاب الى المدرسة . كما أنها كانت قررت أن تثقف نفسها من خلال القراءة المستمرة . و مع الزمن و القراءة المستمرة بدأت محاولاتها الأولى للكتابة الى الصحف . كما بدأت تتحول شيئا فشيئا الى المتحدثة الرسمية بأسم أهالي السجناء السياسيين . وكانت تشارك في نشاطات منظمة حقوق الأنسان التي فتحت فرعا لها في دياربكر . نتيجة لتلك النشاطات أصبحت معروفة على صعيد الصحافة من خلال أحاديثها الى الصحافة عن أوضاع السجناء السياسيين و عمليات التعذيب التي تمارس بحقهم و معاناة ذويهم الذين كانوا يتعرضون للأهانات و الأذلال أثناء ذهابهم الى مواجهة أبنائهم في السجون التركية و بخاصة سجن دياربكر الذي تحول الى رمز لقسوة النظام التركي .
كانت ليلى تشعر بالرغبة الجارفة للكتابة لكي تعبر عن نفسها ، فبدأت تكتب للصحف المحلية وبعد فترة قصيرة أصبحت مديرة لمكتب جريدة ( Yeni Ulke ) في دياربكر .
لقد حصلت ليلى في إنتخابات عام 1991 على أكبر عدد من الأصوات يحصل عليها مرشح الى البرلمان التركي ، فقد حصلت على ( 45 ) ألف صوت . وكانت أول أمرأة من كوردستان تركيا تصل الى ذلك البرلمان . كما أنها كانت أول إمرأة تتحدث بالكردية من على منصة البرلمان .أثارت بعملها هذا غضب العنصريين الترك حتى أن سياسيا تركيا مجربا مثل سليمان ديميريل كان يضرب مقعده كأي طفل غاضب و يصرخ ما هذا ، كيف يمكن أن يتحث أحد بغير اللغة التركية في هذا المجلس ؟ . و نتيجة لتلك الثورة التي أثارتها تلك الكلمات طلب رئيس حزب الشعب الأشتراكي أردال إينونو من ليلى التراجع عن موقفها و لكنها رفضت و قررت مع خطيب دجلة الأنسحاب من ذلك الحزب و تشكيل حزب جديد بإسم الحزب الديموقراطي . كما إنسحب بعد ذلك 14 نائبا آخر من حزب إينونو و إنضموا الى الحزب الديموقراطي .
لقد وضعت منظومة الدولة السرية و دوائرها المختلفة الكثير من العراقيل أمام هؤلاء البرلمانيين و كان هؤلاء بدورهم شبابا وطنيون قليلوا التجربة . في بداية آذار 1994 جرى رفع الحصانة عن ليلى و رفاقها و من ثم جرى إلقاء القبض على بعضهم و هرب الآخرون الى اوروبا و بذلك إنتهت تجربة البرلمانيين الوطنيين الكرد مع البرلمان التركي . كان الرئيس التركي آنذاك تورغوت أوزال يبحث عن حل للقضية الكردية لأنه أدرك ببراغماتيته بأنه و بدون وضع نهاية لتلك القضية المتأزمة لن تتمكن تركيا من تحقيق أي تطور على الأصعدة الأقتصادية و السياسية و الأجتماعية ، إلا أن القوى اليمينة المتطرفة و الجنرالات قضت على تلك الفرصة من خلال التخلص من أوزال و دخلت تركيا مرحلة مليئة بالصراعات و التوتر و الفساد الأداري لا تزال تدفع ثمنها .
حصلت ليلى زانا على الكثير من الجوائز مثل ، جائزة مؤسسة رافتو للسلام انرويجية ( 1994 ) ، جائزة ساخاروف لحرية التعبير للبرلمان الأوربي ( 1995 ) ، جائزة فالدوست لحقوق الأنسان الأيطالي (1996 ) ، جائزة آخن لحقوق الأنسان الألمانية (1996 ) و في عام 1998 أعتبرت مواطنة شرف لمدينة روما . وكان إسمها بين أسماء المرشحين لجائزة نوبل للسلام لمرتين خلال عامي 1995 و 1998 . لقد رشحت ليلى من قبل مجموعة من أعضاء البرلمان النرويجي و الأوروبي و الكونغرس الأمريكي لنيل تلك الجائزة . إلا أنها لم تمنح هذه الجائزة لحد الآن.
و على الصعيد آخر و بعد أن أدرك محاموا ليلى زانا و رفاقها بأنه لايمكن إحقاق الحق من خلال المنظومة القضائية التركية لجأوا الى محكمة حقوق الأنسان الأوربية في عام 1995. وأصدرت هذه المحكمة بعد سنين من التحقيق حكمها في 17 تموز 2001 القاضي بأن ليلى و رفاقها لم يحاكموا بصورة عادلة لذلك وجبت إعادة محاكمتهم كما غرمت تركيا بمبلغ أربعين ألف دولار .
حاولت الحكومة التركية رفض قرار المحكمة الأوربية و لكنها إضطرت في إطار محاولاتها للحصول على موعد لبدء مفاوضات العضوية الى القبول بها . كانت نتيجة المحاكمة مخيبة للآمال إذ قررت محكمة أمن الدولة في أنقرة إعادة تأكيد قرار المحكمة السابقة أي السجن لمدة 15 عاما . وأعتبر القرار ضربة قوية لجهود حكومة حزب العدالة و التنمية حول تطبيق معايير كوبنهاغن. وكان رد فعل البرلمان الأوربي و الكثير من منظمات حقوق الأنسان الدولية غاضبا و قويا ضد قرار المحكمة التركية . وكادت هذه القضية أن تودي بمحاولات تركيا للحصول على توصية إيجابية من مفوضية الأتحاد الأوروبي . حاولت السلطات التركية أن تتدارك الأمور و تنقذ العملية ،فلجأت الى محاولة لإطلاق سراح ليلى زانا لأسباب صحية ، إلا أنها رفضت الأمر و أكدت بأنها لن تخرج دون رفاقها و دون دراسة القضية أمام المحاكم و وفق الأصول القانونية و الأعتراف بالقضية التي إعتقلت من أجلها . وكان موعد إطلاق سراحها هي و خطيب دجلة هو في حزيران 2005 بينما كان من المفروض أن يطلق سراح زميلهما الثالث سليم ساداك في أكتوبر من العام نفسه . أي أنهم قضوا الجزء الأكبر من مدة محكوميتهم في السجن .
حاول أردوغان الخروج من هذا المأزق دون إثارة الجنرالات فقام البرلمان و على عجل بمجموعة من التغييرات القانونية من بينها إلغاء محاكم أمن الدولة و تغيير مجموعة من المواد التي كانت تحد من حرية التعبير و غيرها .وبذلك أصبحت الآفاق مفتوحة أمام إطلاق سراح ليلى زانا و رفاقها من السجن في حزيران 2004 .
وقد أظهرت قضية ليلى زانا حقيقة أنه لا زالت أمام تركيا طريق طويل عليها قطعها قبل أن تصبح جزءا من العالم الأوربي . ولكن و في المقابل كلما إقتربت تركيا من المعايير الأوربية كلما إبتعدت عن تراثها المغولي - التتري الهمجي .
ولعل من بين مشاكل تركيا الرئيسية تأتي مشكلة الدستور التركي الذي جرى تبنيه في ظل حكم الأنقلابيين عام 1982 . لا يمكن لتركيا أن تتقرب من المعايير الأوربية دون سن دستور ديموقراطي جديد يحل محل هذا الدستور الذي يصفه البعض بأنه أقرب الى النظام الداخلي لثكنة عسكرية منه الى دستور لدولة ترغب في بناء نظام ديموقراطي و تتطلع الى الأنضمام الى الأتحاد الأوروبي . الغريب أن 68 مادة من مواد هذا الدستور البالغ عددها 167 مادة أجريت عليها التعديلات ، كما قام البرلمان التركي بإجراء تسع إصلاحات قانونية مع إجراء تعديلين كبيرين على الدستور . مع ذلك كله لم يفقد هذا الدستور جوهره اللاديموقراطي .
بعد تقرير المفوضية الأوربية و توصيات غونتر فيرهويغن من المتوقع أن تقرر القمة الأوربية في 17 ديسمبر من هذا العام موعد بدء مفاوضات العضوية مع تركيا . وبموجب الأخبار المتسربة يمكن أن تبدأ هذه المفاوضات في نهاية 2005 أو بداية 2006 . وسوف تسمتر المفاوضات لمدة 10 - 15 عاما قبل أن يتقرر شئ بخصوص عضوية تركيا . ستكون المفاوضات صعبة و معقدة و يمكن قطعها في أية لحظة يشعر فيها الأتحاد الأوروبي بأن تركيا لا تتجاوب بصورة كاملة مع متطلبات العضوية .
كما أن نتيجة المفاوضات غير معروفة مسبقا ، أي أن بدء المفاوضات لا يعني بأنها ستنتهي حتما بقبول تركيا . وبدأت الدول الأوربية المختلفة تطرح في الآونة الأخيرة شروطا جديدة على تركيا القبول بها قبل أن يتقرر شئ بشأن موعد بدء المفاوضات . ويبدو أن الدول الأوربية تتعامل من منطلق عدم الثقة بالنيات التركية في مجال الأصلاحات و تطبيقاتها على الأرض .
من الغريب أن تركيا التي تقوم بالتغييرات القانونية تضع بنفسها العراقيل أمام تطبيقها , لعل ما يتعلق بالقضية الكردية يمثل نموذجا واضحا لهذا الكلام . فقد رفعت تركيا الحظر على إستخدام اللغة الكردية إلا أنها لم تقرر تدريسها في المدارس و الجامعات الرسمية . كما أنها تضع العراقيل حتى أمام فتح دورات لتعلمها . فقد منعت ، مثلا ، فتح دورة للغة الكردية في مدينة باطمان بحجة أن عرض أبواب صفوف الدرس تبلغ 85 سم بدلا من 90 سم . ففي تركيا التي يقال عنها بأنه يمكن (إدخال البعير في ثقب الأبرة عن طريق الرشاوي )، أصبح ضيق عرض أبواب صفوف الدرس ولو بخمسة سنتيمترات أمرا لا يمكن التساهل بشأنه . كما أن الحديث الكثير بشأن البث الأذاعي و التلفزيوني باللغة الكردية دليل واضح على عدم جدية الحكومة في هذا المجال . فبوجود أربعة قنوات فضائية كردية و عشرات القنوات المحلية و الأذاعات الكردية ، تريد تركيا أن توهم الناس بأن بث تلفزيوني حكومي باللغة الكردية لمدة نصف ساعة يوميا يشكل تنازلا كبيرا من لدنها لمواطنيها الكرد . كما أن مشكلة الحروف الكردية و الأسماء الكردية تشكل قصة أخرى في مسلسل محاولات تركيا في الضحك على ذقون الدول الأوروبية .



#جبار_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرباء كركوك و أصلائها بين المزاعم و الأحصاءات الرسمية
- الأنتخابات و الخطاب الأعلامي العراقي
- مع الشعلان و الزيباري سننعم بالديموقراطية في جمهورية الخوف
- أين الحقيقة في ما يكتب و يقال عن كركوك ؟ قراءة في وثائق حكوم ...
- الأنفال : نتاج آيديولوجيا البعث و نظامه الشمولي- 3
- الأنفال : نتاج آيديولوجيا البعث و نظامه الشمولي- 2
- الأنفال : نتاج آيديولوجيا البعث و نظامه الشمولي -1
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية (5) الجبهة و حكاية مجز ...
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية (4) الجبهة و أكذوبة تك ...
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية (3) الجبهة والرهان على ...
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية (2) تسويق الجبهة في ال ...
- اللاعقلانية في خطاب الجبهة التركمانية - 1
- سر الحملة على الكرد و تطلعاتهم القومية المشروعة
- في ضوء مذكرات مقرر لجنة مشكلة الموصل والتي تنشر لأول مرة : ا ...
- القضية الكردية في العراق : عود الى التذكير بالبديهيات- الحلق ...
- فضائح إعلامية في برنامج الحوار المفتوح
- نصائح رجل حكيم لم تستمع إليها الحكومات العراقية ا
- الشوفينية و الشيفونية الجديدة!
- عبدالله كيول : صدام إقترح علينا العمل معا لأبادة الأكراد جمي ...
- تقاطع المشروعين التركي و الأمريكي في العراق


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جبار قادر - ملكة الكرد تواجه الكراهية بالدعوة الى المحبة