أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الجندى - المذبحة














المزيد.....

المذبحة


ابراهيم الجندى

الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعتقد انه من الواجب على كل مؤمن بالغيب أن يصدق به دفعة واحدة ويقبله دون نقاش (الذين يؤمنون بالغيب ) أول البقرة ،أو يرفضه كله اذا حاول ان يناقش ويحلل ويتبنى المنهج العقلى فى التفسير ، واعتقد ان كل من يدّعى ان النصوص الدينية تدعو الى التفكير انما يجافى الحقيقة متعمدا ، فنحن فى غالب الاحيان نرتل النصوص ولا نقرأها أونتدبر معانيها بحياد ، وللتدليل على ذلك دعونا نناقش قصة وردت فى النص القرآنى ويتبعها كل مسلم فى شعائر الحج حتى اليوم، وذلك بذبح فدية اقتداء بالنبى ابراهيم الذى امره الله فى المنام بذبح ابنه اسماعيل، فأطاع النبى الله.. واطاع الولد اباه.. ولكن الله فداه ،، فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعى قال يابنى انى ارى فى المنام ان اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين فلما اسلما وتلّه للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم ،، الصافات .. والاسئلة المتعلقة بهذه القصة ستخرج بنا فى النهاية ان الغيب لا نقاش فيه والا فالصدام الحتمى مع النصوص .. لماذا أمر الله نبيه بذبح ابنه ؟ واذا كانت الاجابة ان الله ابتلى نبيه ليختبر مدى طاعته للأوامر الالهية فالسؤال هو .. ألم يجد الله وسيلة للاختبار سوى الذبح ؟ ثم ما هو ذنب الولد( اسماعيل ) فى هذه القصة حتى يذبحه والده بلا جريرة ارتكبها ؟ و كيف يطيع الابن اباه هكذا بلا نقاش فى مسألة انهاء حياته بهذه الطريقة الدموية ؟ والاهم من هذا كله ألم يكن الله على علم أن نبيه سوف يطيع اوامره ، أم أن القصة عبارة عن عرض بين ( الله - ابراهيم - اسماعيل ) حتى يتبع البشر ذات المنهج فى الطاعة بلا نقاش ؟
هل ابراهيم كان يعلم مقدما ان الله سوف يفتدى ابنه بهذا الذبح ولذلك أقدم عليه دون وجل على اعتبار ان العملية لن تستكمل حتى النهاية ؟؟
واذا حاولنا تطبيق ذات المنطق على البشر الان فهل نكون قد أخطأنا .. بمعنى ..نحن الان امام كارثة بيئية لم تشهدها البشرية من قبل وهى زلزال تسانومى فى اسيا والذى قتل وشرد الملايين ، وسواء فسرنا ذلك على انه ابتلاء من الله للبشر بذبحهم غرقا هذه المرة ، أو أنه مجرد انفجار طبيعى ناتج عن عوامل وتغيرات جيولوجية تراكمت على مر الزمن ... الا أننا يجب ان نفتديهم فورا بذبح عظيم خصوصا أن معظمهم ليسوا اخواننا فى الانسانية فقط بل وفى ذات الديانة ؟
أقصد أن أصحاب اللحى يمكن أن يصدروا فتوى ثورية هذا العام تقضى بمنع الذبح وتجميع ثمن هذه المذبحة الكبرى التى تبلغ مليارات الدولارات لانقاذ اخواننا من الجوع والتشرد والمرض بل الموت المحقق ،ان الغرب قدّم مساعدات هزيلة اذا ما قورنت بحجم الكارثة الا انهم نجحوا فى تسليط الاعلام على انفسهم كمنقذ ، وارسلت اميريكا وزير خارجيتها بنفسه لالقاء الضوء على حجم الكارثة ونجح فعلا ، كما عهدت ادارة بوش الى الرئيسين كلينتون وبوش الاب بجمع التبرعات ، اما نحن فلم ننجح لا فى تقديم التبرعات ولا على المستوى الاعلامى ، وفى النهاية نتهم الغرب الذى يحاول انقاذ المشردين بأنه يسيطر على دول اسيا المسلمة لينشر فيها المسيحية ، اعتقد ان هناك اوقاتا عصيبة تحتاج الى فتاوى استثنائية .. فهل يجرؤ أصحاب اللحى ، أم انهم متفرغون فقط لاصدار فتاوى تحرم تدريب طلاب الطب على عمليات الولادة ... متى تتحرر عقليتهم من فقه الحيض والنفاث ؟
ابراهيم الجندى
صحفى مصرى مقيم فى واشنطن
[email protected]



#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبى محمد ..ليس اشرف المرسلين !!ا
- الجامعة العربية .. مرحاض عمومى !ا
- ضحايا الأديان!!ا
- الكهنة !!ا
- الله .. ليس واحدا !!ا
- حزب الله !!ا
- الأمريكان .. وحقارة العربان !!ا
- مجمّع الأديان!!ا
- وساخة الازهر
- شارون .. هو الحل !!ا
- السبّوبة!!ا
- الاسلام .. دين القتل والارهاب !!ا
- النبى ادم
- دعوة الى الكفر !!ا
- نهاية القرآن !!ا
- الله .. ليس عالما !!ا
- سوار الذهب .. اشرف العرب !!ا
- اطردوا العربان من العراق
- محاكمة اله وملائكته
- السعودية والمجهول


المزيد.....




- الاحتلال يصادق على بناء 730 وحدة استيطانية جديدة في سلفيت
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية في سلفيت ...
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سل ...
- لبنان: تفكيك مخيم تدريبي لحركة حماس والجماعة الإسلامية
- مصر.. ساويرس يترحّم على القيادي الإخواني عصام العريان ويتفاج ...
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استعمارية ف ...
- نصرة الفلسطينيين فريضة لا يجوز التهاون فيها.. ما هي توصيات م ...
- لماذا انتقد الداعية الكويتي سالم الطويل المذهب الإباضي ومفتي ...
- واشنطن تضيق الخناق.. -الإخوان- في مرمى التصنيف الإرهابي
- سالم الطويل.. فصل الداعية الكويتي بعد تهجمه على المذهب الإبا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الجندى - المذبحة