الاسلام..المرأه ..حقوق الانسان ... الجزء الثاني

ابو الحق البكري

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 22:43
المحور: حقوق الانسان
    

-يعتبر الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي صدر في 10 ديسمبر 1948 بقرار من الجمعيه العامه للامم المتحده والذي تم اقراره في مؤتمر الامم المتحده الدولي لحقوق الانسسان ملزمآ بالنسبه لاعضاء المجتمع الدولي عام 1968 .
وبرغم عظمة المحتوى الانساني لبنود الاعلام العالمي لحقوق الانسان الذي تناسب وتطورات العصر والذي مثل حصيلة الجهد والفكر الانسانيين ، الا ان الانظمه والقوى والهيئات والاحزاب الاسلاميه ومفكريها صوروا للاخرين بان هذه اللوائح لم تضف جديدآ في مجال الحقوق والحريات بالقياس مع ما انتجته النصوص الدينيه .
مما استدعى وفرض علينا اجراء قراءه دقيقه للنصوص و الوقائع التأريخيه المنتجه بموجبها والتي عاشتها شعوب ما يسمى بالعالم الاسلامي لمئات السنين وما زالت تعيشها لنكون قادرين على تشخيص الخلل والعلل عسى ان نضخ نفسآ انسانيآ متحضرآ يبعدنا عن الظلمه ويقربنا من النور ولو قليلآ .
تنص الماده (1) من بنود الاعلان العامي لحقوق الانسان على ما يلي :-
يولد جميع الناس احرارآ متساوين في الكرامه والحقوق ، وقد وهيبوا عقلآ وضميرآ وعليهم ان يعامل بعضهم بعضآ بروح الاخاء .
وتنص الماده (2) على ما يلي :-
لكل انسان حق التمتع بكافة الحقوق و الحريات الوارده في هذا الاعلان دون اي تميز ، كالتميز بسبب العنصر او اللون او الجنس او اللغه او الدين او الرأي السياسي او اي رأيآ اخر ، او الاصل الوطني او الاجتماعي او الثروه او الميلاد او اي وضع اخر ، دون اي تفرقه بين الرجال والنساء فضلآ عما تقدم فلن يكون هناك اي تمييز اساسه الوضع السياسي او القانوني او الدولي لبلد او البقعه التي ينتمي لها الفرد سواءآ كان هذا البلد او تلك البقعه مستقلآ او تحت الوصايه او غير متمتع بالحكم الذاتي او كانت سيادته خاضعه لأي قيد من القيود .
وبناءآ على هاتين الفقرتين سنقرأ بعض النصوص القرآنيه وبعض الاحاديث المحمديه وما وردنا من افعال وسير للعهد النبوي والخلافه الاسلاميه وما مارسوه من اذلال وانتهاك لغير المسلمين .
وهذه بعض الامثله التي وردت من الكتاب الذي لاريب فيه .
(قاتلوا الذين لايؤمنون بالله واليوم الاخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون بدين الحق من الذين آوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون / التوبه 29)
النص واضح جدآ ولايحتاج الدخول في شد وجذب معه كما لايحتاج الى تأويلات لتحريفه وتزويقه من ناحية المعنى فهو ينص على مقاتلة الاخرين من غير المسلمين بمن فيهم اهل الكتاب وأهانتهم واذلالهم واستعبادهم .
وفي نص اخر يؤمر اله المسلمين من متقيه التحلي بالشده والغلظه مع الاخرين .
(يا ايها الذين امنو قاتلو الذين يدعونكم من الكفار وليجدو فيكم غلظه واعلمو ان الله مع المتقين /التوبه 123 )
وفي نص اخر يؤكد اله المسلمين على قتال الاخرين كي يكون الدين لله ولاتكون فتنه ، وكأن الرب غير قادر على درأ الفتنه وجعل الدين كله لله . . وكما في النص ادناه :-
(وقاتلوهم حتى لاتكون فتنه ويكون الدين كله لله / الانفال 39)
وان لم يستجيبوا فلا بد من قتلهم وأهانتهم وسبي نسائهم .
(فأن تولو فخذوهم واقتلوهم ولاتتخذوا منهم وليآ ولانصيرا / النساء 89) .
اما فيما يخص الاحاديث المحمديه فهي لاتقل قدسيه عن النصوص القرآنيه بل تتفوق عليها في بعض المواضع ولربما هي الاقرب في التطبيق وكما اشرت العديد من النصوص القرآنيه ومنها :-
1- (وما اتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم فأنتهوا / الحشر 7) .
2- (وما كان لمؤمن ولامؤمنه اذا قضى الله ورسوله امرآ ان يكون لهم الخيره من امرهم ، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالآ مبينا / الاحزاب 36 ).
3- (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى / النجم 4) .
ومن الاحاديث المحمديه الكثير مما يسيء الى حرية وكرامة الاخرين نأخذ بعض منها .
1- (عن عمر بن الخطاب انه سمع رسول الله يقول : لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، حتى لاادع الامسلمآ / 1154 مختصر صحيح مسلم )
2- (عن ابو هريره ان رسول الله قال : لاتبدئوا اليهود والنصارا بالسلام ، فأذا لقيتم احدهم في طريق فأضطروه الى اضيقه / 1432 مختصر صحيح مسلم )
3- (عن عبدالله ابن عمر ان رسول الله قال : امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لااله الا الله وان محمدآ رسول الله ويقيموا الصلاه ويؤتوا الزكاء فأذا فعلو عصمو مني دمائهم واموالهم الابحقها وحسابهم على الله / صحيح مسلم / ج1 ص38)
واذا ما اطلعنا على بعض الوقلئع التاريخيه الموثقه في التاريخ الاسلامي سنجدها غاية في البشاعه والدمويه والاقصاء والعنف ، واليكم بعضآ مما مارسوه مع يهود بني قريظه :-
حكمت فيهم لحكم الله من فوق سبعة ارقعه ، هذا ماقاله محمد لسعد بن معاذ بعد ان حكم بأن تقتل الرجال ، وتقسم الاموال ، وتسبى الذراري والنساء .. بحق يهود بني قريظه ثم نفذ الحكم بضرب عنق حيي بن اخطب كما امربشق اخاديد في الارض واجلس علي الزبير يضربان اعناق بني قريظه حتى بلغت دمائهم احجار الزيت التي كانت بالسوق .. وكانت صفيه بنت حيي نصيب رسول الله من هذا السبي / هذا بعض مما رواه الطبري والواقدي .
اذا ما قارنا البندين 1و2 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان مع ماذكرنا من نصوص اسلاميه سنجد انه لايمكن اجراء مقارنه بينهما بسبب استحالة تطبيق النصوص اليوم .
ولنر ايضآ كيف تعامل الاسلام مع كرامة المرأه وحقوقها وعقلها ..وهل تعامل معها بادميه واخاء كما نصت فقرات لوائح حقوق الانسان ام تعامل معها بأحتقار ودونيه ..؟
1- (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم عن بعض وبما انفقوا من اموالهم -النساء34)
2-(ولهن مثل الذي عليهن بالعروف وللرجال عليهن درجه والله عزيز حكيم -البقره 232 )
3-(وان خفتم الاتقسطو في اليتامى فانكحو ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلو فواحده اوماملكت ايمانكم ذلك ادنى الاتعولو -النساء 3 )
4-(واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغو عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا-النساء 34)
النصوص بينه وواضحه من حيث تعارضها والمباديء الاساسيه لحقوق الانسان ولا نستحق الخوض معها في مغالطات وخلبصات تضيع فيها الافكار الانسانيه وتتشتت وبخاصة مايعني المراه،واذا ماتطلعنا لبعض من الاحاديث المحمديه سنجد حجم الدونيه والاحتقار للمراه اكثر وضوحا ، ومنها .
1-(عن ابن عمر عن النبي انه قال : ان يك من الشؤم شيء حق ،فمن الفرس والمراه والدار -مختصر صحيح مسلم 1432)
2-(عن جابر بن عبدالله ان رسول الله رأى امراه فاتى امراته زينب ، وهي تمعس منيئة لها ، فقضى حاجنه ، ثم خرج الى اصحابه فقال :(ان المراه تقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ، فاذا ابصر احدكم امراه فليات اهله ، فان ذلك يرد مافي نفسه - مختصر صحيح مسلم 843)
3-(عن عمر عن النبي قال : لايسال الرجل فيما ضرب امراته -رواه ابو داود وغيره -رياض الصالحين 69)
4-عن ابي سعيد الخدري ان النبي قال : (ان الدنيا حلوة خضره والله مستخلفكم فيها، فانظرو كيف تعملون ، فاتقو الدنيا واتقو النساء فان اول فتنه بني اسرائيل كانت في النساء -رياض الصالحين 71)
5-عن ابي هريره قال :قال رسول الله : (اذا دعا الرجل امراته الى فراشه فلم تاته ، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكه حتى تصبح -مختصر صحيح مسلم 830)
6- عن انس بن مالك قال :قال رسول الله لو صلح البشر ان يسجد لبشر ، لامرت المراه ان تسجد لزوجها ، ومن عظم حقه عليها ، والذي نفسي بيده لو كان قدمه الى مفرق راسه تنبجس بالقيح والصديد ، ثم استقبلته تلحسه ، ماادت حقه .
وتشير المادتين 4و5 من لوائح حقوق الانسان الى مايلي :-
4- لايجوز استرقاق او استعباد اي شخص ، ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة اوضاعها .
5- لايعرض اي انسان للتعذيب ولا للعقوبات او المعاملات القاسيه او الوحشيه او الحاطه بالكرامه .
بينما اجاز الاسلام الاسترقاق والعبوديه وتعامل مع العبيد من النساء والرجال بهمجيه واجحاف ، حيث اعتبر الامه (العبده )نصف الحره في كل امور الحياة حتى في العقاب ، وان حياة العبد اوالعبده لاتساوي الحر او الحره .
وتنص الايه 178 من سورة البقره مايلي . (ياايهاالذين امنو كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى ).
وفي حديث لنبي الاسلام عن العبوديه يؤكد ان :-
العبد الابق لاتقبل له صلاة ، حتى يرجع الى مواليه - الالباني في صحيح الجامع ص 4121
وفي الايه 6 من سورة المائده يحط القران من كرامة المراه وانسانيتها حين يتعامل معها كنجسه ( لو جاء احدكم من الغائظ او لامستم النساء ) .
ويحدثنا ابن سعد في طبقاته الكبرى عن سرية زيد بن حارثه الى ام قرفه بوادي القرى في شهر رمضان سنة ست هجريه ، خرج زيد في تجارة الى الشام ومعه بضائع لاصحاب النبي فلما كان دون وادي القرى لقيه ناس من فزاره من بني بدر فضربوه وضربو اصحابه واخذو ماكان معهم ، فبعثه رسول الله ، فلما صحبهم زيد واصحابه كبرو واحاطو بالحاضر واخذو ام قرفه وهي فاطمه بنت ربيعه بن بدر (كانت العرب تقول لو كنت اعز من ام قرفه )وابنتها جاريه بنت مالك بن حذيفه بن بدر فكان الذي اخذ الجاريه مسلمه بن الاكوع فوهبها الى رسول الله ليهبها لحزن بن ابي وهب ،وعمد قيس بن المحسر الى ام قرفه وهي عجوز كبيره فقتلها قتلا عنيفا ، ربط بين رجليها حبلا ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها ، وقتل النعمان وعبيد الله ابني مسعده بن حكمه بن مالك بن بدر ،وقدم زيد بن حارثه ،فقرع باب النبي فقام اليه عريانا يجر ثوبه حتى اعتقه وقبله .
هذا جزء يسير من النصوص القرانيه والمحمديه وبعض من وقائع التاريخ الاسلامي ..تبين بشكل جلي كيف تعامل الاسلام مع حقوق الانسان ..وتبين لنا ايضا مانصت عليه لوائح حقوق الانسان.

#ابو_الحق_البكري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات