شكرآ أمريكا..!!

ابو الحق البكري

الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صرح الرئيس الامريكي معلنآ نجاح مهمة القوات العسكريه الامريكيه في العراق وبذلك تم انسحابها بالكامل بعد ان دام بقائها بحدود سنوات تسع .
لكننا لم نر غير مشهد تراجيدي بائس حزين لهذا النجاح المزعوم الذي ما حدث الا لحفظ ماء الوجه الامريكي بعد مقتل اربعة الاف وخمسمائه واصابة اكثر من خمسه وثلاثون الف جندي بأصابات بالغه حد العوق كما لحقتهم خسائر ماليه فاقت قيمتها ترليون دولار ..رغم ان ما تحقق في المنطقه بأتجاه دويلات الطوائف من اجل تحقيق مشروع الشرق الاوسط الكبير من وجهة نظر المحافظين الجدد كان انجازآ طيبآ.
لكن السؤال الاهم الذي سيبقى عالقآ في اذهان الشعبين الامريكي والعراقي .. متى ستزول الاثار النفسيه لهذا العدوان الوحشي على هذا الشعب المبتلى .
الم يكن حريآ بالشعب العراقي ان يبدع في ممارسة طقوس احتفاليه فلكلوريه لتوديع القوات الامريكيه بالورود والقبل على جوانب الطرق وفي الساحات العامه تعبيرآ عن بهجتهم لما حققته هذه القوات من نصر ..
والم يكن حريآ بالقوات الوطنيه العراقيه التي رفعت علم العراق في مطارنا الدولي بعد انزال العلم الامريكي بكل قدسيه ان تقيم كرنفال فرح وان تمنحنا الاذن لنحتفل في شوارعنا وحاراتنا لنزين سمائنا بأطلاقات الكلاشنكوف كما هو الحال في انتصاراتنا الرياضيه الكرويه معبرين عن شكرنا وامتناننا وحبنا وصداقتنا لهذه القوات المنتصره .
والا يجدر بما يسمى بالقوى السياسيه الحاكمه اليوم حتى لايضيع وطنها ان تغادرنا دون رجعه بعد ان ادت دورها بنجاح وبروحيه وطنيه عاليه حيث ادت واجبها النهضوي والتنموي والديمقراطي بما يتناسب وتطبيق لوائح حقوق الانسان؟
والا يجدر بهذا الشعب الذي طالما تحدث عن عمق حضاري لوطنه زاد عن الخمسة الاف عام ان يقبل جباه الجند المغادرين امتنانآ وتقديرآ لهم بنصرهم بعدما اشاعو ثقافة حقوق الانسان واقامو نهضة عمرانيه تجلت في نشر حواجز كونكريتيه انتشرت في كل شير من ارجاء الوطن .
والا يجدر بأمهاتنا واخواتنا وزوجاتنا وبناتنا ان يسجدن شكرآ للرب تضامنآ مع الجهد العسكري الامريكي الذي اعاد البسمه والاطمئنان لهن داعيات له بالحفظ و الرعايه لما احدثه من نقله طيبه في نفوسهن الى بر الامان .
شكرآ ..امريكا.
شكرآ..لاغتصابكم نسائنا .. وقتلكم اطفالنا .. وذبحنا على الطريق الاسلاميه .
شكرآ.. للقنابل الفسفوريه التي اطلقت ..والاسلحه المحرمه التي استعملت ..و دورنا التي سويت .
شكرآ .. من اهالينا في كل عراقنا .. في النجف والفلوجه والموصل و البصره و كل مدننا .
شكرآ..لاشاعة ثقافة ديمقراطية الطوائف .
شكرآ.. لتسليح الميلشيات السوداء .
شكرآ.. لاننا ما زلنا بأمانة القائد المفدى ادامه الله .
شكرآ.. للجيوش البلطجيه والمهدويه و العمريه .
شكرآ..للكواتم والسيوف.
شكرآ.. للسجون السريه والعمائم .
وشكرآ امريكا ....!!

#ابو_الحق_البكري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل