أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - نوما هنيئا أيها السلطان














المزيد.....

نوما هنيئا أيها السلطان


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 15:14
المحور: كتابات ساخرة
    


(11)
ظلَّ السلطان يخاف الناس، على الرغم من كتائب الأمن وفيالق الحراس ، وظل يرى فيهم قنابل وطلقات رصاص، على الرغم من الجنود الذين استقدمهم رئيس المخابرات، من بلاد الثلوج والغيد الحسان!
كان السلطان يتمنى أن يمشى كصعلوك شريد ، ويحيا كما يحيا الجبان الرعديد، تارة ينام في العراء، وأخرى يجرى بدون أن يرتعش أو يلتفت إلى الوراء !
فقرر لتحقيق هذه الغاية أن يستشير رئيس الاستخبارات في قصره فقال له :
كيف أستطيع أن أنام في بيت مفتوح الشبابيك والأبواب، بدون أن أحشو جسدي بالواقيات والدروع، وأنتظر أوامر العيون والأتباع، وكيف أستطيع أن أنام ملء جفوني، بدون رعبٍ، أو كوابيس أحلام؟!!
ضحك رئيس الاستخبارات وكأنه كان يتوقع السؤال وقال :
منذ قدومي إلى بلاط السلطان، وأنا مشغولٌ فقط لتحقيق هذه الأمنية لجليل القدر، سيدي السلطان، وقد أعددتُ برنامجا يجعل سلطنتكم تعيش في أمان،مدى الدهر والأزمان، لتنعم مولاي السلطان بالراحة والاطمئنان !!
وإليكم خطتي طويلة الأمد :
فقد بدأتها بإحصاء العقول الناشزة في المملكة، فهي مصدر البلاء، جالبة الشرور والوباء، وهي مثيرة الرعب والمتاعب في البلاد.
ووضعنا لأصحاب العقول برنامجا شاملا، فبدأنا بالأدباءِ والشعراء، وعيَّناهم رؤساء لمكاتب البريد، وموظفين في وزارة التموين، ومشرفين زراعيين،ومديري دوائر الإحصاء!
أما العلماء والمخترعون، فقد أخذناهم في الاعتبار، لأنهم أخطرُ الأقسام، فهم مسببو الكوابيس لجلالة السلطان عند المنام!
فعيَّنا على كل فرد فيهم ثلاثة رُقباء، رقيبُ في المنام وأخر في الصباح ، وثالثُ في المساء
وجهزنا لهم فريقا يطاردهم صباح مساء، يسخرون منهم، أينما حلوا وارتحلوا، يُسفهون أقوالهم، ويمنعون أرزاقهم، باعتبار أنهم مجانينُ أغبياء!!
وأُطمئنُ فخامتكم بأن مصير هؤلاء معروفٌ، فهم إما أن يصابوا بالجنون ، أو أن يغادروا سلطنتكم الحنون، لتنعموا بالهدوء والسكون !
أما عن خطتي طويلة الأمد، فهي خطة كبيرة تستهدف نظام التربية والتعليم كله، حتى تستريحوا أنتم وخلفاء خلفائكم، وأبناء أبنائكم، وأحفاد أحفادكم إلى أبد الآبدين، فقد عينتُ بعض أقاربي وأقاربكم ليشرفوا على وضع البرامج التعليمية والتربوية في كل مراحل التعليم، وأشرت عليهم أن يتبعوا الخطوات التالية:
حشو المقررات بنصوص تثير القيء والغثيان، صعبة المبنى والمعنى، سريعة النسيان، على أن نُجبر طلاب السلطنة أن يحفظوها، بحيث تكون هي مركز الامتحان!!
أما عن التاريخ فيجب أن يدرس الطلاب (تاريخ ما قبل التاريخ) ، وأن نشتتَ أفكارهم في السلالات البائدة، والعرب العاربة والمستعربة، والنقوش الحجرية الأثرية، وأسماء القبائل البائدة، والسلالات المنقرضة!!
أما عن العلوم فيجب أن نجردها من العلوم، وأن نحول النظريات العملية إلى محفوظات سردية، للمعادلات الكيميائية ، والجداول الدورية، والمرتكزات المحورية، وأن يمنع الطلاب منعا باتا من ارتياد معامل العلوم ، أو القيام بتجارب مخبرية!!
وأن تكون كل مواد العلوم من فئة العلوم التي ثبتَ عدم صحتها وألغتها الدول المتقدمة من مناهجها!!
أما عن اللغات الأجنبية ، فيجب أن نُنَفِّرهم منها، بإجبارهم على حفظ قواعدها، وتصريفات الأفعال الشاذة في دروسهم الأولى، على أن يكون السؤال الأول في الامتحان في هذه الأفعال، لكي يستمرَّ كرهها من الصفوف الأولى، إلى آخر سنوات الدراسة الجامعية!!
ولم نستثنِ من الخطة تحويل المدارس إلى سجون وزنازين، بضغط أكبر عدد من الطلاب في الفصل الواحد، واختيار الكراسي والطاولات التي لا تلائم أجساد من يجلسون فوقها.
أما عن حصص الفنون والموسيقى والرياضة، فقد جعلناها حصصا للفوضى، فالرياضة بلا ملاعب، أو أدوات رياضية، والفنون والموسيقى بلا أدوات أو آلات لأنها حرامٌ في حرام !
ولم نكتفِ بما سلف بل عممّتُ على كل المدارس تعميما صادرا من فخامتكم، بإلغاء نظام الرسوب، واعتماد النجاح الأوتوماتيكي للطلاب، فيجب أن ينجح كل الطلاب، مهما كانت عقولهم، وبهذا يتساوى الغبيُ والذكيُ في آخر الآمر، لأن الأغبياء عندما يحصلون على الشهادات التي يحصل عليها الأذكياء، ينتشون ويخلصون في خدمة سعادتكم، فهم المطلوبون لراحة سعادتكم، لتناموا قريري العين، بلا دروعٍ أو سلاح، وبلا أقفال وحُجَّاب!!
وإكمالا للخطة، أصدرنا بالنيابة عنكم أمركم السامي رقم ألف وخمسمائة وخمسين الذي ينصُّ على تعيين أخيكم سعد الباسل، الأمي الجاهل، وزيرا مطلق الصلاحية للبحث العلمي والجامعي وللتعليم والتربية والشباب والرياضة!
أما عن الجامعات والمعاهد، فسوف ندعمها، ونخضعها للكادر الوظيفي السلطاني، ونمنح المرتبات لأساتذتها وموظفيها، حتى يظلوا موالين لنا ولسعادتكم!
وهكذا أرحناكم من الكوابيس ، ومن الرقباء والجواسيس، مما يتيح لفخامتكم أن تناموا قريري العين، في هناء، وتحلمون في سعادة وانتشاء!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحية هي الثقافة في مصر
- أحفاد المخاتير والشعب المختار
- الفارابي في شارع 26 يوليو
- الى الهاكرز العرب
- من الغابات إلى الفيلات
- الماء أخطر من الكاتيوشا
- قراصنة جيش الدفاع يشلون مصارف غزة
- الاستبانات والاحصاءات لغة العصر
- واقع التعليم الأليم
- أحزاب وطنية لفش غل الرعية
- تقنيات اللجان في فلسطين
- عام استرجاع المبدعين
- آثارهم المعمرة وآثارنا المدمرة
- مقارنة بين احتفالين
- ماذا يفعل متقاعدو الجيش الإسرائيلي؟
- شارع الشمقمق
- الثمن تاريخنا
- صور سلاطين العربان
- ركن الدولة نتنياهو
- حزبيتهم وحزبيتنا


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - نوما هنيئا أيها السلطان