أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمانة القروي - الضرس














المزيد.....

الضرس


جمانة القروي

الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 16:50
المحور: الادب والفن
    



أرقـــت طيلـــة ســــاعات الليل، حيث الالم بدأ ينخر فكهــــا منذ غــــروب ذلك اليوم الشتائــــي..حاولت جاهدة معالجتـــه بالعقارات البيتـــيـــة، وبالوصفات الشعبية لكنــه اســــتفحل وازداد مع تقدم ســاعات الليل. لم تهدأ ضربات مطرقة الالم براسها ، والتي كادت ان تهشمــه.. لقد جربت كل المقترحات والنصائح، كانت تدور حول نفسها كما الثور في ناعوره !! فمرة تستلقي علً الوسن يغلب الالم فتنام ولو لدقائق، ومرة تحاول فتح الكتاب وقراءة بعــض ســـطوره، لربما يساعدها ذلك بنسيان ذلك الوجــــع الذي استفحل، واشتد ولم يترك لها مجالاً حتى للتفكير بما تقرأ.. إلا ان النوم سحقها اخيرا تحت رحاة التعب والاجهاد.. صحت على صـــوت امها، وما ان فتحت عينيها حتى انقض عليها الم ضرســـها من جديد..!!
أتجهت نحو النافذة، وعلى الرغم من الوجع الذي اعياها إلا انها فتحت ستائر غرفتها، حيث كان الفجر يشق الافق بهالته الارجوانية، ليظهر من بعيد قرص الشمس مكتسحاً ظلام الليل الحالك..كانت قد حسمت امرها بالذهاب الى مركز المدينــــة الطبي، فلم تعد تحتمل انتظار طبيب الاسنان الذي تعودت الذهاب اليه ..
جلست بانتظار قدوم الطبيب ، لم ينسها الم وســـهاد الليلة الماضية ان تكون كما هـــي دائما، انيقة وذات عطر اخاذ، كان شعرها الطويل الكستنائي ينسدل باهمال على كتفها، بدا التعب في عينيها اللتين بلون العســــل الصافي، ورغم ذلك مكث بريقهما يتلألأ كما النجوم في ســـماء صافيـــــة..
لم يكن قد وفد الكثير من المرضى بعد ، حينما جلست امام غرفة الطبيب.. لم يستغرق انتظارها طويلا حتى استدعتها الممرضة للدخول الى العيادة والجلوس على الكرسي..
ما ان دخلت ملقية تحية الصباح ،حتى قفز الطبيب المناوب وقد شعر برعشـــة غريبــة هزت كيانه كلـــه ، حدث نفســـه" من اين خرجت هذه الحورية"؟؟ سنوات وانا ارسم صورتها في خيالي ، فاسكنتها قلبي ، واغدقت عليها روحي، وسقيتها حناني" !!
أبتسم لها ، وقد تعثرت الكلمات في حنجرته وهو يسألها عن موقع الالم !!
كانت ماتزال واقفة امامه، شهقت وهي تقول بهمس " إيعقل بعد كل هذه السنوات أن اجد من كنت ارفض كل من تقدم لي من اجله " ! إيكون هو الذي حلمت به دوما .. تسمرت وهي تنظر الى ذلك الوجه الاسمر الذي مازالت اثار الطفولة تكتسيه، وتلك العينين السوداوين ، والشعر الاسود الذي غزاه الشيب رغم ان صاحبـــــه مازال في ريعان الشباب، " من اي قمقم خرج لي هذا المارد الاشيب"!
أفقدها وجوده الاحساس بكل ما حولها حتى الالم الذي شل نصف راسها، لم تعد تشعر به..لم يكونا ليعلما بان ذلك الصباح يخبئ لهما بين طياته حدثا ، قلب حياتهما راسا على عقب ..
عبثاً حاول إسكات ضجيج عقله ، فقد شعر بالخوف يملؤه تماما وتركز ذهن الدكتور (علاء )، بإيجاد وسيلة يستطيع بها الاحتفاظ بحوريته، تملكه القلق من فقدانــها بمجرد أن تترك هذا المكان، كانت يداه تعملان في ضرسها المتورم، وقلبه يعتصره الحزن مع كل أهة تبدر منها..!! تملكه هاجس ترتيب اللقاء الثاني بينهما، وكيف يلتقيها وباي وسيلة !!
قاومت (ايمان) مشــاعرها ورغبتها في البقاء على ذلك الكرســــي ، وعلى الرغم من ازيز الحفارة الصغيرة التي تأن في صدغها إلا انها مكثت لاتريد الحراك ،شعرت ان بداخلها غليان وجموح لايمكن ان يروضهما إلا ذلك المارد الذي كان عمره يقف على ابواب الثلاثين ..
احتضرت الكلمات على شفتيــه وهو ينظر الى عينيها التي تخبئ حزناً عميقاً.!!
" انتهى العلاج اليوم، ولكن لابد من مجيئك غداً، وساكتب لك دواءا يخفف الالم "!! هكذا اخترع لها مراجعة اخرى كي يراها مرة ثانية !!
رقصت عصافير قلبها الفتي، لللقاء القادم ، واحبت ذلك الضرس الذي اجبرها على رمي اسلحتها امام ابتسامة ذلك الطبيب!!
غادرته وفي اعماقها اصوات تخاطبها، تحاورها وتدفعها الى التساؤل؟؟من هذا ؟؟ ومن اي كوكب هبط عليَ؟؟
على نحو مضبب غير واضح المعالم ، وبخوف وقلق لم يعرف له سبباً ، شـــــعر( علاء ) بأنه وقع في شرك الحب، وبانها يقينه المحتمل ..
عبرت بقامتها المتناسقة.. وقد تركته يلم شتاته المحموم يتصيد عبق عطرها الذي تردد في المكان ..
حينما التقيا للمرة الثانية ساد الصمت بينهما ، وبدا الارتباك على كليهما.. حيث تأملتها عيناه، واخذت تتسكع في ملامح وجهها .. وبنظرة مثقلة بالحب وعدتــه بالجنة التي تنتظره بأحضانها..
" كيف اقنعها بانه لم يعد بمقدوري الاستغناء عن صوتها ، ضحكتها ، حضورها الانثوي الذي يشعل الحرائق في شراييني "!!
" هل يجب عليَ التحدث اليه لاقناعه باني لن اقدر على العيش من دونه .. وبان الزمن بعده لن يقاس بالساعات او الايام .. وبأني أدمنته حد اللعنة "!!
تمتم يعنف نفسه " الى اين تبغي الوصول بعد ان تقطعت كل السبل "!!
هي اسكتت نداء القلب " من سيقدر على اغلاق شبابيك الحنين ، ويوقف نزيف الروح"!!!



#جمانة_القروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغول الاحمق
- من لايعرف ماذا يريد ( رؤيا نقدية حول رواية سميرة المانع الاخ ...
- قصة قصيرة بعنوان الزنابق البيضاء
- قصة قصيرة - القرار..
- مبدعون عراقيون في المنافي ( 5 ) [ الدكتور رشيد الخيون ]
- الفنانة ناهدة الرماح - حب الناس هو النور لعيونها .. وبذاك تل ...
- السمفونية الأخيرة
- مبدعون عراقيون في المنافي الدكتور صلاح نيازي
- مبدعون عراقيون في المنافي ...الحلقة 2
- مبدعون عراقيون في المنافي
- زينب .. رائدة المسرح العراقي
- سنبقى نذكرك يا أرضا رويت بدمائنا وحبنا
- من زوايا الذاكرة ...القميص


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمانة القروي - الضرس