أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمانة القروي - السمفونية الأخيرة















المزيد.....

السمفونية الأخيرة


جمانة القروي

الحوار المتمدن-العدد: 1313 - 2005 / 9 / 10 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


السمفونية الأخيرة

د. جمانة القروي

كان الصيف القائظ في اوجه..و هاهي الأيام الأخيرة من شهر تموز شارفت على الانقضاء .. حيث لوحت حرارة الصيف سفوح الجبال ، فأحرقت الخضرة ولم تبق ِإلا على الأرض العطشى فمالت إلى الاصفرار والجفاف والتشقق ، وغلب الشحوب على ألوانها وفقدت رونقها الذي كانت عليه ..عندما بدأ الأفق ينجلي ، وتختفي النجوم ، وتنبثق أوائل ألق ألوان الفجر، فتصبغ السماء بالأحمر والبرتقالي والأرجواني ، خرجت المفرزة في طريقها إلى مقر( كافية) ، الذي يبعد عن مقر( زيوة) مسيرة يومين أو ثلاثة أيام أو ربما أكثر مشيا على الأقدام،..

من أمتع الأوقات وأسعدها الخروج مع المفارز حيث اللقاء مع الطبيعة الخلابة الساحرة ، عيون الماء الباردة الصافية المتدفقة من باطن الأرض أو من بين الصخور الصلبة ، الماء الرقراق الذي يشق طريقه معبرا عن حريته في اختيار مساره مذللا كل العثرات والصعوبات التي تقف في طريقه.. الأشجار الوارفة الظلال المحملة بأطيب الثمار وأشهاها .. ولقاء الناس الطيبين الذين يفتحون لنا أبواب دورهم ويقاسموننا لقمة أطفالهم حتى لو جئناهم في منتصف الليل..
قررت اخذ إجارة لبعض الوقت لمرافقة المفرزة لزيارة أعز صديقاتي التي كنت أود لقاءها منذ سنوات .. ما أن حصلتُ على الموافقة حتى أصبحت حقيبتي جاهزة استعداداً للرحيل الذي لم يتبقَ عليه سوى يوم واحد.. فلم نكن نحتاج إلا إلى الماء وقليل من الخبز ، لان حمل الأثقال والصعود بها إلى القمم العالية ، والنزول إلى بطون الوديان ، وعلى مدى الأيام التي تستغرقها الرحلة ، ليس بالآمر الهين ، سيما للذي ابتلته الطبيعة مثلي بقدم مسطحة !!، فبعد قطع مسافة ما يبدأ الشعور لدي كما لو كنت أسير على رأسي وليس على قدمي فكل خطوة تضرب في رأسي مباشرةً.. لكني لم اكن أبالي.. ورغم كل معاناتي كنت دائما أسير في المقدمة .. حتى اكسب وقتا أطول للراحة بأنتظار أن يتجمع الآخرون.. ولأنسى آلمي ..
خرجنا مع بزوغ الخيوط الأولى للشمس باتجاه مقر كافية ، كنا نسير في صف واحد .. اوميد* آمر المفرزة ودليلها ، ثم أحدهم، وبعده يسحب مظفر البغل المحمل بالبريد والمؤن .. كنت امشي وسط المفرزة ، وخلفي يسير رفيقان آخران ..طوال الطريق كانت هناك أطلال لقرى هجرت عنوة، لم يكن هناك سوى بعض الأكواخ التي انهارت جدرانها ، أو اطارت الريح أسقفها ، بينما غزت النباتات البرية أرضيتها..غابات تحولت برمتها إلى اللون الأسود ،نتيجة القصف الصدامي عليها، كنا نمر بعيون الماء التي لم تنجُ من قسوة المجرمين فسدت بالأسمنت .. ما كان يدهشني حقا هو الألوان المتعددة لتراب الأرض ، فمنه احمر قاني ، أو وردي ، و أخر رمادي ، ثم مائل إلى الاخضرار..وأحيانا أزرق وهكذا.. كنت أتسائل وما أزال ، ترى ماذا تحمل هذه الأرض في باطنها من ثروات تجعلها كقوس القزح ...!!!

بعد فترة من بدأ مسيرتنا ، تبدل ترتيب السير فوجدت نفسي أسير خلف اوميد مباشرة ، لم اكن اعرفه سابقا إلا أننا أخذنا نتجاذب أطراف الحديث بمودة ، شعرت كما لو أني اعرفه منذ زمن بعيد ، ووجدت تقارباً كبيراً في وجهات نظرنا .. حدثني عن الموسيقى وحبه لها خصوصا الهادئة منها أو الكلاسيكية .. وإحساسه بالفراغ لفقدانه سماعها ، وعن الفن التشكيلي ، والمتاحف التي كان يتمنى مشاهدتها.. واللوحات العالمية التي سمع بها ، لكن الفرصة لم تتح له رؤيتها ، كان يأمل يوما زيارة تلك الأماكن ، التي هي مثل الحلم بالنسبة له ، وتشعب كلامنا ، فتطرقنا للعديد من المواضيع العامة وخضنا فيها.. حدثني عن آماله وطموحاته.. إلا أن انتباهه كان منصباً على رفاق المفرزة وما أن نبتعد بعض الشيء عنهم حتى يطلب مني الجلوس على إحدى الصخور بانتظارهم ، أثناء ذلك ، كان يتسنى لنا أن نلف سيجارة من كيس التبغ الذي نحمله.. في إحدى تلك المرات انتبهت إلى أن الكيس الذي كان يخزن تبغَه فيه ممزق وقديم جدا ، فقلت له : ما أن نصل إلى مقر كافية ، حتى أخيط لك كيساً جديداً .. فأجابني ، بأبتسامة فيها سخرية ، لنصل أولا ...!!!

بعد مسيرة ساعات عديدة تحت أشعة الشمس التي أخذت حرارتها ترتفع شيئا فشيئا ، استرحنا عند أول مزرعة صادفتنا ، جلسنا تحت ظلال الأشجار وقرب عين من الماء.. أشعلنا النار لعمل الشاي وبدأنا نأكل وجبة الفطور مما كنا نحمله معنا ...كان ما يزال أمامنا العديد من الساعات للوصول إلى القرية التي سنقضي فيها ليلتنا ، لكي نستطيع مواصلة طريقنا في اليوم التالي ...

في الأصيل وحين لاحت في الأفق البعيد ملامح الظلام .. دخلنا القرية ذات البيوت القليلة بعد أن هجرها العديد من ساكنيها نتيجة القصف المستمر الذي كانت تتعرض له.. في هذا الوقت من السنة يكون القرويون قد تركوا منازلهم الطينية ،ليعيشوا بما يسمى "بالكبرة" * عند أقدام الجبال أو على سفوحها العالية، أو قرب عيون الماء أو مجاريها.. تناولنا مع أصحاب البيت العشاء وخلدنا إلى النوم على أساس أننا سنواصل مسيرتنا في اليوم التالي مع الفجر ، ولكن لسبب ما تأخرنا في العبور واضطررنا للمكوث ليلة أخرى ..

في حوالي الساعة الخامسة عصرا، حزمنا أمتعتنا والمؤن على ظهر البغل .. وبدأ المسير كان يجب علينا أولا اجتياز وادي ضيق ، ذا أحجار كبيرة ، يكون في فصل الربيع مغمورا بالمياه ، إلا أنه يجف خلال شهور الصيف القائظ ، ولا يبقَ من مياهه سوى خيط رفيع وضحل .. كنا نتقدم صعودا عبر درب وعر ومقفر وملتوي يؤدي بنا لعبور إسفلت الشارع الرئيسي المتجه صوب العمادية ، على التلال المحاذية للشارع والمشرفة عليه كانت تقبع ربايا النظام... لم يكن بأستطاعتنا تجاوز عبور الشارع بأي حال من الأحوال ..
في نهاية الإسفلت وتحت المرتفع المشرف على الشارع مباشرة كانت هناك عين ماء أخذنا بملء زمزمياتنا منها استعدادا للطريق الطويل الذي ينتظرنا ...
الرفيق الذي كان يسير في نهاية المفرزة" أو كما يسمى قفل المفرزة ".. لاحظ وجود سيارة جيب على الشارع نزل منها عدد من المسلحين متجهين صوب التل الذي سنمر من أسفله وقد نبهنا لذلك ، فأعطى الرفيق اوميد أوامره بالإسراع بعبور منطقة الخطر هذه ، انطلقنا في صف متلاحم ومسيرة منتظمة ، كان هو في المقدمة .. ولتجاوز منطقة الخطر تلك كان يجب علينا اجتياز منحدر صغير ، ثم نواصل صعود التلال القريبة وما أن ننحدر لحضن الوادي الذي يضمنا ليحمينا حتى نكون قد أصبحنا في منأى عن الخطر..

لم تمضِ ِ سوى دقائق حتى وقعنا ضحية هجوم مباغت وبمختلف الأسلحة النارية التي أطلقت علينا من أماكن عدة ..اخذ أزيز الرصاص يصم الآذان ، وزعزعت زخة الرصاص الهواء ليبقى صداها يتردد في الجو ، كان يعبر فوق رأسي ، أو يمر بين ذراعي أو رجلي ، ورائحة البارود تزكم انفي ، وصوت خلفي يناديني بأسمي ويطلب مني أن " اخفضي رأسك ..اخفضي رأسك"!!! ابتسمت لفكرة الصوت ، وحدثت نفسي ، أنا أمامهم في كل الأحوال ، أذن ما فائدة أن اخفض رأسي أو أن امشي بطول قامتي !!انهم على مرتفع يسيطر علينا ، ونحن في منخفض مكشوف لهم تماما .. أذن لا مفر من الموت .. في تلك اللحظات الصعبة راودني ، صوت والدي ، ورأيت ابتسامته ، وارتسم أمامي وجهه الحبيب عندما يتلقى نبأ موتي !!!أيقظني من هواجسي تلك ، الصمت الذي ما لبث أن عم المكان فجأة ، حيث لم يستمر وابل الرصاص إلا دقائق قليلة مرت كأنها دهر
ما أن رفعنا أبصارنا نحو المرتفع حتى رأينا مظفر ينزل وهو يحمل اوميد على ظهره ، كانت دموعه قد اختلطت بقطرات العرق ، الذي تفصص من جبينه ، ومن خلال شهقاته روى لنا ما حدث .. بين الرابية والوادي كانت هناك أغنام ترعى ، فكمن ازلام السلطة بينهم ، وما أن بانت قامة اوميد لهم حتى صرخوا به " ارمي سلاحك "، إلا انه لم يتوانى في رفع سلاحه ليصوبه إليهم ..لكن يد الغدر كانت أسرع منه فأصابوا قلبه مباشرة ، ما أن احتضنته الأرض وهو مضرجٌ بدمائه حتى ولوا الأدبار هاربين .. اقترب مظفر منه وهو يسمع أنينه ، رفع بصره وتطلع أليه بعينين يملؤها ذهول الاحتضار..ثم توقف ليشهق مرتين و يسلم روحه..
مكثت إلى جانب الشهيد اوميد بأنتظار مجيء الرفاق الآخرين ، لمرات عديدة أمسكت بيديه ، ومسحت بيدي على جبينه .. كان ما يزال عرقه يتصبب منه وحرارة جسده لم تبرد بعد.. أيعقل أن من كان قبل دقائق يضحك ، ويتكلم ويحلم ويخطط .. أن يكون هو المسجى أمامي الآن وقد فارقته روحه العذبة ..لم يكن يغامره الشك بأن الموت كان يحوم حوله بهالته السوداء القاتمة ، ولم يكن يفكر بان كيس النوم الذي حمله كهدية من أحد الأصدقاء سيكون كفناً له..
عندما وضعناه في الكيس لم أتقبل فكرة سده تماما عليه ، فتركت رأسه مكشوفا على أمل انه ما يزال ينبض بالحياة ، فربما يستطيع التنفس ، أو انه سيناديني فأسمع صوته مرة أخرى..لم أتوقف عن الالتفات إليه بين فنية وأخرى حينما كنت اسحب البغل الذي يحمله ، فكنت أرى حبات العرق وهي تقطر على طول الطريق.. أحيانا اقرب منه عل وعسى أن اسمع تنفسه أو نبض قلبه ، كنت دون إرادة مني أناديه بأسمه.. ولكن هيهات فقد رحل بعيدا .. لم تكن ثمة دموع في عيني ، لكن تنهيدة مبحوحة أفلتت من صدري لم أستطيع كبحها ...
لم يكن أي منا قادرا على الكلام ، كنا نحدق ببعضنا البعض في محاولة لأدراك حجم ما حدث ..

أعادني مرور الساعات ، ونسيم الغروب ، وصوت خرير الماء ، وشذا الأرض إلى الإحساس بالواقع ، كل ما يحيط بي يبدو كئيبا وجامدا .. ومع بدأ رحيل الشمس وراء الجبال حيث تظهر وكأنها محاطة بضباب البعد الأزرق .. وصلنا قرية " سبندار "*..

في صمت الليل وتحت جنح ظلمته وعلى ضوء الفوانيس لمعت أوراق أشجار السرو ، وانحنت هامتها حزنا..فأهتزت من نحيبها الأغصان.. وأيقظت الحمائم النائمة في أعشاشها لتغني لحن الوداع .. وأنت نسائم الليل بصوت ملؤه الحسرة والألم على شباب من رحل.. أكاد اسمع سمفونية ابتدعتها الطبيعية لتوديع ذلك الإنسان المفعم بحب أعذب الموسيقى .. وعلى لحن تلك الأنغام ووري الشهيد اوميد الثرى..


أوميد .. ولد الشهيد " حسام كاظم " عام 1959 في منطقة ألاعظمية في بغداد واكمل دراسته الإعدادية فيها أيضا ، في عام 1979 كان قد قدم أوراقه للدخول للجامعة ، إلا أن الهجمة الشرسة اضطرته للاختفاء في مناطق متعددة من العراق إلى أن تمكن من الالتحاق بفصائل الأنصار في نهاية عام 1981 .. بعد علاقة حب بإحدى رفيقاته تزوج منها في كردستان ، إلا انهما انفصلا عام 1983 بعد خروجها من هناك .. تميز الشهيد اوميد بأنه إنسان عاطفي وحساس بشكل كبير جدا ، كان محبا لكل الفنون ومتابعاً جيداً لها ، كان يطمح بدراسة فن التمثيل في أكاديمية الفنون الجميلة .. استشهد في 1 آب عام 1987 اثر رصاصة غادرة اخترقت قلبه عند عبور شارع العمادية ..ودفن في قرية سبندار..


* الكبرة : هي عبارة عن بيت صيفي مصنوع من أغصان أشجار الحور الخضراء وبشكل جميل جدا ، يشيدها القرويون ليعيشوا فيها اشهر الصيف ..
* السبندار : هي أشجار السرو العالية




#جمانة_القروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدعون عراقيون في المنافي الدكتور صلاح نيازي
- مبدعون عراقيون في المنافي ...الحلقة 2
- مبدعون عراقيون في المنافي
- زينب .. رائدة المسرح العراقي
- سنبقى نذكرك يا أرضا رويت بدمائنا وحبنا
- من زوايا الذاكرة ...القميص


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمانة القروي - السمفونية الأخيرة