أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في ذكراه ال(35) راشد حسين الشاعر المقاتل ..!















المزيد.....

في ذكراه ال(35) راشد حسين الشاعر المقاتل ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


لا يمكن لأي باحث او ناقد ان يتحدث عن راشد حسين كشاعر دون ان يتحدث عنه مناضلاً سياسياً ، وبرأيي لا فصل بين راشد الشاعر وراشد المناضل، لا سيما ان حياته القصيرة لم تعرف الفصل بين الفعل والممارسة.
يعد راشد حسين من شعراء المقاومة الفلسطينية ، وقد شكل الى جانب توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم وسالم جبران وشكيب جهشان وحنا ابو حنا الطليعة الشعرية والثقافية في الداخل الفلسطيني.
رأى راشد حسين نور الحياة سنة 1936في قرية مصمص وفيها تلقى دراسته في المرحلة الابتدائية ثم انتقل الى المدرسة الثانوية في الناصرة حيث تخرج منها بنجاح باهر ، بعدها عمل مدرساً في ام الفحم ومصمص ومشيرفه وغرس في نفوس وقلوب طلابه حب الارض والوطن والشعب المقهور الكادح.
انجذب راشد حسين الى الصحافة والادب وخص هذين اللونيين من الانتاج الفكري بمعظم جهوده ، وقد أنشأ وحرر وراسل عشرات الصحف والمجلات الصادرة في تلك الفترة مثل " اليوم ، المجتمع، الهدف، المرصاد، الفجر، المصور، الاتحاد، الجديد" ، وعني بالترجمة وعرّب الكثير من القصائد العبرية منه اشعار حاييم نحمان بياليك ، وصدر له 3 مجموعات شعرية هي "مع الفجر، صواريخ، انا الارض لا تحرميني المطر".
في سنة 1967 هاجر راشد الى الولايات المتحدة ، وهناك عمل في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، ثم سافر الى سوريا عام 1971للمشاركة في تأسيس وانشاء مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، ثم اشتغل في القسم العبري بالاذاعة السورية . وفي سنة 1973عاد الى نيويورك وعمل مراسلاً لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا" . وفي شباط 1977 احترق في غرفته بنيويورك ونقل جثمانه ليسجى في مسقط رأسه مصمص . وقد اقيم له حفل تأبيني كبير شاركت فيه جموع غفيرة من ابناء شعبنا من الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان ، ويومها هتف شقيقه الشاعر والمفكر الكنعاني احمد حسين قائلا:
جددت عهدك والعهود وفاء انا على درب الكفاح سواء
نم في ثراك فلست اول عاشق قتلته اعين ارضه النجلاء

لقد كتبت دراسات ومقالات وابحاث عديدة تناولت حياة راشد حسين وخصائص شعره ، واجمع الباحثون والدارسون على وضوح رؤيته وبساطة شعره والتزامه بالهموم اليومية والقضايا الوطنية والطبقية لشعبنا الفلسطيني المشرد الظامئ لنور الحرية . ومن بين الاراء التي قرأتها في شعر راشد ما قاله الناقد والروائي اللبناني الياس خوري في دراسته "الموت الجانبي" التي ضمها كتابه النقدي "الذاكرة المفقودة"..ومما قاله:" نقرأ راشد حسين حين يموت او دون ان يموت ونقول : هذه هي بدايات الشعر الفلسطيني ، نبحث عن صوت درويش والقاسم داخل لغة اول شعراء الارض المحتلة . نكتشف اشياء قليلة . فنحن نعلم ان تاريخ الشعر ليس مستقيماً ونعلم ان راشد حسين لم يترك بصماته على احد. فهو شاعر متواضع، لم يكن من المستحيل تجاوزه حين يتم تجاوز المرحلة. لا نجد في شعره جذور الشجرة الفلسطينية . فهو لم يكن صاحب وجهة شعرية حتى يترك بصماته على الشعر الفلسطيني ، رغم ان جميع الشعراء الفلسطينيين فتنوا كغيرهم من ابناء الارض المحتلة بصوت هذا الشاعر، ربما قلدوه. ورغم انهم في لحظة حزن قد يقولون ان بصماته لا تزال على كلماتهم . لكن بصمات راشد حسين ليست في الواقع على كلمات احد غيره . فهو شاعر متواضع، لا نقرأه كي نقرأ تطور الشعر العربي في فلسطين ولا نقرأه فقط لانه مات فالموت ليس جوازاً حقيقياً الى القراءة نقراه كي ندرس مرحلة كاملة . مرحلة المنفى الذي بدون امل . مرحلة البحث عن الامل . راشد حسين هو لحظة انتقالية في الوعي الشعري واللحظة الانتقالية هي لحظة مليئة بالالم .ويزداد المها لان الذي يعيشها لا يعيها ضرورة فوعي لحظة الانتقال هو جزء من عملية الانتقال نفسها. وهو بالتالي مليء بآلام الولادة. ولكن غالباً ما تكون لحظات الانتقال مخبأة داخل احتمالات الصراع او يكون الوعي عاجزاً ضمن شروطه الموضوعية عن اكتشافها . هنا يحصل التمزق الهائل وتستحيل الاختيارات الحقيقية ".
جاءت ابداعات راشد حسين الشعرية تعبيراً عن آمال الحرية وتجسيداً لمشاعر العزة القومية والفخر الانساني ، وانعكست في نتاجه الافكار التقدمية والثورية والاهداف والآمال الوطنية لشعبه الفلسطيني ولكل الشعوب المسحوقة والمضطهدة المناضلة في سبيل تحررها واستقلالها ، ووقف بشدة ضد صنوف الظلم والعذاب والاستبداد والقهر الطبقي، وكانت الحرية حلمه ، فنادى بها وانشد لها وكافح من اجلها ، ومن جميل قصائده في الحرية قصيدة "من آسيا أنا" التي تتميز بتعابيرها والعميقة وكلماتها الصادقة:
من آسيا انا من بلاد الحب والدم والاماني
بلد الرجال الثائرين على مماطلة الزمان
بلد اللظى ومناجم الثوارلا بلد الغواني
بلد الذين تمردوا في وجه رب الصولجان
من آسيا انا من تراب النار من لهب الحنان

وراشد شغف بالجزائر ، بلد المليون شهيد ، وغنى للمناضلتين جميلة بوحيرد وجميلة بوباشا وهتف مع الثوار الابطال ، الذين استطاعوا تحرير الارض الجزائرية من ربقة الاحتلال الفرنسي ، ولنستمع اليه يقول في انشودة "تحدي" التي تسجل للبطولة الجماعية المنتصرة ابداً على الظالمين والمحتلين:
يا شانق النار ما اغباك من بطل هل يشنق النار حبل عظمة وبر
مهما شنقتم اعدنا بعث ميتنا بطلقة ملاك الموت تاتمر
صوغوا النواقيس والاجراس قاط به مدافعاً ان عرا فولاذكم خدر
وكونوا من عظام الميت ميتكم بنادقاً ان تنأى عنكم الشجر
وجهزوا من دم الفتيان ميتكم زيتاً لها ان علاها بالصدأ المطر
مهما صنعتم من النيران نخمدها الم تروا اننا من لفحها سمر
ولو قضيتم على الثوار كلهم تمرد الشيخ والعكاز والحجر
عودوا سئمنا حضارات مزيفة مجددة بزي الماخور تأتزر
فقد حلفنا واعلنا ارادتنا ان الشعوب اذا هبت ستنتصر
حليفهم الصخر ان لم يفهم البشر ان الجزائر في تاريخكم سفر

عاش راشد حسين المأساة الفلسطينية بكل خلجة شعور من خلجات قلبه، وقد تناول في شعره ما اصاب جماهيرنا العربية في هذا الوطن من مآس ومجازر كمجزرة كفر قاسم ومصرع اطفال صندله ومقتل ابن سخنين وقوانين الضرائب وقيود التصاريح، وابدع في توصيف مقتل اطفال صندلة في قصيدته "الغلة الحمراء" التي يقول فيها:
مرج ابن عامر هل لديك سنابل ام فيك من زرع الحروب قنابل؟
ام حينما عز النبات صنعت من لحم الطفولة غلة تتمايل؟
فاذا الصغار الابرياء سنابل واذا القنابل للحصاد مناجل
يا مرج قل لي هل ترابك سامع ام انت عن صوت الملامة ذاهل

وفي نهاية القصيدة يتجسد ايمانه بالانسان الذي يوزع الحب بين الناس وينشر المثل والمبادئ النقية في هذا المجتمع المليء بامراض الحقد والكراهية والبغضاء والجشع الاستغلالي.. فيقول:
آمن بالانسان يبني مصنعاً للحب لا للمدافع تتقاتل
آمن بالانسان هب محاولاً لاخوة لا للخصام يجادل
آمنت لكن لكل يوم دافع للكفر بالانسان حين يقاتل
يا اخوتي حضن الامومة بيتكم واليوم احضان التراب منازل

وحين اقيمت "الجبهة العربية" التي عرفت فيما بعد بـ "الجبهة الشعبية" كتب راشد قصيدة حيى فيها هذه الجبهة ، التي اقيمت للدفاع عن الاراضي العربية واستمدت الهمم في المعارك النضالية دفاعاً عن الوجود والبقاء والهوية والكرامة وانسانية الانسان الفلسطيني، ودعا فيها كل القوى والفعاليات السياسية التي انطوت تحت لواء الجبهة الحفاظ على الوحدة الوطنية ، قدس اقداسنا وسلاحنا البتار في معارك الشرف والكرامة والتطور الانساني والحضاري:
تجمعوا شهباً شرقية اللهب ليعلنوا انهم من امة العرب
تاريخ شعب سقى للمجد خمرته مسكوبة في انابيب الذهب
رهط من الشعب احرار كأنهم كانوا على البغي اعصار من الغضب
جلادهم جن لا عقل ولا ادب حتى بدا يراقص التفكير كالدبب
"اثبت وجودك" يلقيها لواحدكم فيضحك العزم في العينيين كاللهب

وبعالج راشد حسين في قصيدة "الجياد" الاوضاع والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها مجتمعنا العربي ، هذا المجتمع الذي يفرح ويغتبط عند مجيء المولود الذكر، فيقول:
في بلاد الآخرين تقلق الناس النهاية
في قرانا تقلق الناس البداية
همهم ان تلد الزوجة مولوداً ذكر
ليقولوا انها بنت اصيل مفتخر
وضعت طفلاً ذكر
وجهه وجه القمر
ليقولوا "زوجها فحل عظيم " رجل
او "جواد عربي" سلبق لا يخذل
ابنه البكر ذكر
بعد هذا ليصير ابنهم راعي ذباب
وليكن دودة ارض.. كل ما فيها تراب
وليكن ابكم اعمى وليكن يوم خراب
وليمت والده ولتمت والدته
ولتمت من فرح قابلته
فهو مولود ذكر

وراشد المقاتل بالكلمة حوصر وطورد واعتقل مراراً ولم يستسلم او يتراجع بل واصل النضال مع كل القوى الخيرة والنيرة من ابناء شعبنا لاجل اطلاع وانبثاق الفجر :
قالت اخاف عليك السجن .. قلت لها
من اجل شعبي ظلام السجن يلتحف
لو يقصرون الذي في السجن من غرف
على اللصوص لهدت نفسها الغرف
لكن لها امل ان يستضاف بها
حر فيعبق في انحائها الشرف

ويبدي راشد حسين موقفه الطبقي المنحاز للعمال والكادحين والفقراء في قصيدته "قصة اول أيار" التي تصور ثورة عمال شيكاغو ضد الظلم والاستغلال ومن اجل ظروف افضل واحسن:
ثاروا فثار الحق .. فهو في ايديهم
ومشوا محيطاً موجه يتدفق
ومن الظلام المارد انبعثت يد
راحت على باب التحرر تطرق
حمراء دامية العروق تحيطها
من كل قلب شعة وتألق
فالثائرون زنودهم دموية
فيهن من سفر يروق تصعق

وفي وصفه لحياة الفلاحين البسيطة في "ثورة فلاح" يغمره الحنان والحب والعاطفة:
انا زارع الذهب النضير سنابلا
عطرية سحرية الانواع
عمدت بالعرق الطهر حبوبها
وكسوتهن من المنى بشعاع
انا ثائر ولسوف ابقى ثائراً
حتى تزول شراسة الاقطاع
اخيراً، الحديث عن راشد حسين يطول، وانني اكتفي بهذا القدر ، مع التأكيد مجدداً على شاعرية هذا المبدع الفلسطيني ، الذي ناضل مع الكادحين ،وهتف مع الثائرين، ورافق المشردين زحفهم نحو سواحل حيفا ورمال يافا وعكا، وشارك المقهورين همومهم واحلامهم في العيش الحر والكريم ، وهناك ضرورة واهمية لدراسة تراثه الادبي والشعري الملتزم وتعميقه بين الاجيال الصاعدة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحضار ذكرى الشاعر الراحل سالم جبران في العدد الجديد من -ال ...
- سالم جبران الراحل عنا
- صدور العدد التاسع من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- حول الدبكات الشعبية الفلسطينية
- اضاءة على جمعية -الصوت- لتعميق الوعي الفلسطيني
- حين اغلقت السلطة صحيفة -الاتحاد-..!
- ارفعوا ايديكم عن الصحفي زياد عوض ..!
- صورة قلمية
- شيء عن أدب الحرية..!
- شيء من التاريخ/ مهرجانات الشعر الفلسطيني
- سميح القاسم و-القلق من ظل السكين على جسد التفاحة- !
- عن موت المبدعين وقلة المشاركة في جنازاتهم ..!
- رأي مغاير حول واقع اليسار الفلسطيني ومستقبله
- عادل الهاشمي رائد النقد الموسيقي والغنائي العراقي
- صفحة مطوية من تاريخ كفاح الجماهير العربية الفلسطينية في الدا ...
- رحيل الباحث في التراث الفلسطيني عبد العزيز ابو هدبا
- مجلة -الاصلاح- الثقافية الفلسطينية تستحضر ذكرى الشاعر الراحل ...
- في وداع الشاعر الكفرساوي الدكتور سليم مخولي
- الراحل احمد حمروش كاتباً ومناضلاً ..!
- تأملات في سيرة ومواقف الراحل انيس منصور


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في ذكراه ال(35) راشد حسين الشاعر المقاتل ..!