أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - في وداع الشاعر الكفرساوي الدكتور سليم مخولي














المزيد.....

في وداع الشاعر الكفرساوي الدكتور سليم مخولي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 08:28
المحور: سيرة ذاتية
    


بوفاة الدكتور سليم مخولي ،ابن بلدة كفر ياسيف البار ، تفقد الحركة الادبية والثقافية والحركة الوطنية والكفاحية في الداخل الفلسطيني اديباً وشاعراً وطنياً حراً وملتزماً ، وفناناً تشكيلياً مبدعاً مؤمناً برسالة الفن والادب الواقعي التقدمي في معارك الحضارة والتحرر والمستقبل ، وتخسر انساناً ابياً خلوقاً عزيز النفس كرس حياته للابداع وخدمة الناس ومداواتهم وعلاجهم ، ومناضلاً مثابراً في الدفاع عن الارض وقضايا الوطن وهموم الشعب ، وفي سبيل حقوق شعبنا الفلسطيني ، ومناصرة الشعوب المستضعفة المقهورة المضطهدة المتطلعة نحو افق الحرية والكرامة والاستقلال.
سليم مخولي شاعرخصب الخيال ، قوي الشاعرية، مطبوع بطابع الحساسية الفنية ، ويعتبر من الاسماء المعروفة ذات الحضور اللافت في المشهد الشعري والادبي الفلسطيني . جمع بين هواية الادب ومهنة الطب ورسالتهما ، ومزج الكلمة بالموقف والكتابة بالنضال ، وحمل لواء القيم الانسانية النبيلة والسامية. نهل من الثقافة العربية الاسلامية والآداب الانسانية العالمية ، وولج محراب الشعر والادب والفن التشكيلي ، وانغمس في عالم الكتابة منذ ستينيات القرن العشرين الماضي ، وكانت اولى تجاربه الشعرية قصيدة بعنوان "القرن العشرين" نشرت في مجلة" آفاق "العكية ، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عطاؤه ولم يجف المداد من قلمه .
شارك المرحوم سليم مخولي في المهرجانات الشعرية والندوات الادبية والثقافية والمعارض الفنية، وكان مشاركاً دائماً في النشاطات والفعاليات الثقافية والنضالية داخل بلده وخارجها . كتب قصائده ونشرها في الصحف والمجلات والدوريات والمنابر الثقافية والادبية ، وخاصة ادبيات وصحف الحزب الشيوعي "الاتحاد" و"الجديد" ، وصدر له عدد من الدواوين والمجموعات الشعرية ، وهي :" معزوفة القرن العشرين، صدى الايام، ذهب الرمال، تعاويذ للزمن المفقود، رماد السطوح ورخام الاعماق، ما يخط القلب في سفر التراب، اليك، رفيقة يومي" بالاضافة الى مسرحية "الناطور" التي تصور الواقع الاليم لمجتمعنا العربي .
سليم مخولي هو ابن النكبة الفلسطينية التي عصفت بشعبنا واقتلعته من ارضه ووطنه وحولته الى لاجئين في الخيام السود ، عاش النكبة ومأساة التشريد والترحيل، وعايش احداثها ، وظل مؤمناً بحق شعبنا في البقاء والحرية والوجود والتطور العصري، مشهراً سيف التحدي وسلاح الصمود والاصرار في وجه مغتصب الارض والهوية ومضطهد الشعب ، ولا بدع اذا قال :
هنا هنا كنا ونبقى
جذع زيتون نشأنا حوله
ولنا في ساحنا "رومية"
ضحكات للريح في خضرتها :
أين روما؟ أينها يا صاح
والقيصر مات!

كان سليم مخولي صاحب مشروع ادبي وفني ، وتمتع برؤية مستقبلية واضحة تحمل تطلعات واحلام الناس البسطاء والمهمشين في عالم انساني خال من الحروب والاستغلال والاضهاد . آمن بالقيم والمثل والمبادئ الانسانية ايماناً راسخاً ، وتمسك بالصدق والاصالة .عادى المظاهر السطحية الشكلية ، وحارب الخزعبلات والخرافات والاساطير والغيبيات،وآمن بضرورة التغيير وبناء مملكة الحب والعدل والرخاء والسلام لكل المعذبين والمضطهدين والمسحوقين في جميع انحاء الكون.
التحم بالقضايا الوطنية والهموم الشعبية ، وسعى الى تعميق وتوطيد العلاقات الانسانية ووشائج المحبة بين ابناء الشعب الواحد والديانات والرسالات السماوية . لم يداهن ولم ينافق لا في حياته ولا في شعره ، لم ينكس الراية ولم تلن له قناة ،ولم يفقد بصيص الامل والتفاؤل يوماً ، وبقي مؤمنا بحتمية انتصار قضية شعبه وتحقيق السلام العادل ، ويبدو ذلك بوضوح في قوله :
ويزهر الزيتون غصناً للسلام .. هل تهجر الأجواء
طير معدنية...
وترف اسراب الحمام
امنية تحيا بقلب البشرية
وحلم ارض هدها طول السقام

سليم مخولي شاعر متبتل في معبد الوطن والعشق الفلسطيني ، امتاز بشعره الوجداني والغزلي والرمزي والفلسفي ، وحملت قصائده الطابع الوطني والنزعة الانسانية ، وتتفجر في نصوصه عذاباته ومشاعره واحاسياسه الوطنية الجياشة ، وتتدفق حباً وصدقاً وعفوية ووهجاً والتزاماً ونقاءً. وهي تحتضن موتيفات ومضامين ذات ابعاد وطنية وانسانية تنصهر مع التراث والجذور، ومع التطلعات والاحلام والآمال الفلسطينية .
تتصف قصائده بطولها ومعانيها المكثفة ، المشبعة بالايحاءات والدلالات الرمزية بعيدة المدى ، التي تغني النص، وتكامل عناصرها الفنية ، ذات الانغام المتعددة. ونلمس فيها الوحدة التعبيرية ،والالفاظ الهادئة ، وقوة الخيال ، وصدق العاطفة ، والرؤية الواضحة ، والروح الثورية التقدمية المتمردة الوثابة ، والنظرة الحادة الهادئة للامور والاشياء، والحس الوطني اللاهب الجميل المرصع بروحه المرهفة وسمو اخلاقه . انها قصائد تفيض بالالم والوجع الانساني وجراحات الوطن الفلسطيني وقضايا الانسان في كل مكان.
سليم مخولي صال وجال في جميع ميادين وفنون الشعر ، فابدع وأجاد، وكان بشعره ناقداً اجتماعياً وسياسياً وانسانياً ، ومثالاً في نزاهة الموقف وشجاعة الرأي ، واحد ابرز من ساروا في طريق الذود عن العقلانية والحداثة والنهضة ، والدفاع عن حرية الآخرين. حظي بالاحترام والتقدير ، واحتل الافئدة والقلوب وعالجها ، ونال مكانة لائقة ومساحة كبيرة عل صدر خريطة الثقافة والابداع الفلسطيني ، ومات شامخاً ابياً ونظيفاً وواقفاً كاشجار زيتون البروة والجليل . فوداعاً يا ابا حبيب ، وعزاؤنا انك تركت سيرة مشرفة ومضيئة ، وقدمت الكثير لبلدك ومجتمعك ووطنك ، ولحركة الادب ، وابقيت ارثاً ادبياً وشعرياً ستحفظه الاجيال الفلسطينية القادمة .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراحل احمد حمروش كاتباً ومناضلاً ..!
- تأملات في سيرة ومواقف الراحل انيس منصور
- هنيئاً لشعب فلسطين بهذا الانجاز السياسي والتاريخي
- الاصلاح تنعى صديق ورفيق المجلة الطبيب د. حسن عبد الحميد متان ...
- اهداف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة
- ذكرى مجزرة كفر قاسم - لا نسيان ولا غفران
- مقتل القذافي ومستقبل ليبيا المنظور..!!
- حول الفيلم الوثائقي الفلسطيني -هاي بلادي وهاي الدار -
- مع الدكتور نبيه القاسم في كتابه :-مواقف ومواجهات في حال الحر ...
- الاصلاح تنعى صديق المجلة الرفيق فؤاد ابراهيم حسن من المشهد
- عن دار -الاماني- للطباعة والنشر : صدور ديوان -النكبة والمسير ...
- العنف ..هذا الوباء الاجتماعي الخطير ..!!
- لمسة وفاء وتحية للكاتبة والاعلامية الفلسطينية اسماء الغول
- فجرهم يطل من خلف الجدران
- طلعت سقيرق ، صوت الغضب والأمل في القصيدة الفلسطينية
- العلامة والنحوي المصري الدكتور تمام حسان في ذمة التاريخ
- عدد جديد من مجلة -الاصلاح- الشهرية الثقافية
- النجف عاصمة الثقافة الاسلامية 2012، وصرخات ابنها المؤرخ جليل ...
- في خيمته السبعين:البروفيسور فاروق مواسي وتوهج الابداع
- رحيل صاحب -تاريخ الادب العربي- حنا الفاخوري


المزيد.....




- فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج ...
- وفاة 61 شخصا في تايلاند منذ مطلع العام بسبب موجة حر شديدة تج ...
- زعيم الحوثيين يعلق على موقف مصر بعد سيطرة إسرائيل على معبر ر ...
- بعد صدمة -طفل شبرا-.. بيان رسمي مصري ردا على -انتشار عصابات ...
- المزارعون البولنديون ينظمون اعتصامًا في البرلمان بوارسو ضد و ...
- فيديو: ملقيًا التراب بيديه على التابوت... زعيم كوريا الشمالي ...
- تكثيف الضربات في غزة وتحذير من -كارثة إنسانية- في رفح
- باير ليفركوزن.. أرقام غير مسبوقة وأهداف في الوقت القاتل!
- من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها ومن أوقف تصديرها؟
- مستوطنون يقطعون الطريق أمام قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - في وداع الشاعر الكفرساوي الدكتور سليم مخولي