أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - الثورات الوطنية التحررية... وقواها المحركة في التاريخ المعاصر 2















المزيد.....

الثورات الوطنية التحررية... وقواها المحركة في التاريخ المعاصر 2


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 18:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وبما أن العراق جزء لا يتجزأ من العالم فلابد أن يؤثر ويتأثر بما يدور حوله من أحداث عاصفة في التأريخ فكانت ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى هي الحدث العاصف الذي هزّ العالم في تلك الفترة العصيبة حيث اندلاع الحرب العالمية الأولى التي أشعل فتيلها الغرب الاستعماري لتقسيم العالم إلى مناطق نفوذ للسيطرة على منابع الثروات واقتسامها – غنائم حرب – وحيث الرعب والهلع والقلق من المصير المجهول جراء أهوال الحرب في هذا الظرف العصيب تفجرت ثورة البروليتاريا لتعصف بأحلام الرأسماليين اللصوص وتحيلها إلى رماد ، وبانتصارها العظيم دخلت البشرية مرحلة جديدة من التأريخ وفتحت الآفاق الرحبة أمام الشعوب جمعاء وحفزتها للنضال الثوري من أجل الخلاص من الهيمنة الاستعمارية والانطلاق لبناء مستقبلها الأفضل فتأججت المشاعر الوطنية للشعوب المقهورة والمستعبدة التواقة إلى الحرية والتحرر ومنها شعبنا العراقي الذي يرزح تحت نير الاحتلال الغاشم ويعاني من سياسات المحتلين الذين تعاملوا مع الناس من منطق القوة والإكراه فانتزعت مئات الدور من ساكنيها في البصرة للأغراض العسكرية وأرغم عشرات الآلاف من الفلاحين الفقراء على تنفيذ ما تحتاجه قوات الاحتلال الغاشمة من أعمال دون مقابل وكانوا يساقون عنوة في مد سكة حديد – بغداد – بصرة – وإلى جانب هذا الظلم والاستعباد وامتهان كرامات الناس ، عمدت بريطانيا إلى تعزيز نفوذ الشيوخ الكبار وأغدقت عليهم الهبات والعطايا وإعفائهم من الضرائب ومدهم بالسلاح بهدف جذبهم إلى جانب المحتلين – ولسنا من حاجة لذكر أسماء الشيوخ – يكفي القول أن سياسة بريطانيا الخرقاء هذه قد ألهبت مشاعر الغضب والاستياء والتذمر للعراقيين على المحتلين ،وارتباطا بما يجري على الساحة الدولية من احتدام الصراعات التناحرية بين مصالح دول الغرب الاستعماري ، وبتأثير ثورة البلاشفة بقيادة لينين عبقري القرن العشرين ضد النظام القيصري الظالم ،بدأت مشاعر الغضب المقدس على المحتلين تغلي في صدور العراقيين حتى تفجرت ثورة العشرين المجيدة ارتباطا بهذا الحدث الثوري الكبير وتأكيدا على هذا الارتباط العضوي في وحدة مصالح الشعوب المضطهدة والمستعبدة ضد الرأسمالية المتوحشة هي هذه الرسائل المتبادلة بين قادة ثورة العشرين الخالدة وقيادة الأممية الشيوعية – الكومنترن – والحكومة السوفيتية ، ففي – 30 – تشرين ثاني 1922 بعثت لجنة الدفاع الوطني التي ضمت بعض زعماء الحركة الوطنية العراقية الذين أبعدتهم سلطات الانتداب البريطاني إلى طهران برسالة إلى وزير الخارجية السوفيتية يطلبون فيها أن ترفعها الحكومة السوفيتية إلى مؤتمر لوزان – الأمر الذي يؤكد على الأهمية التي كانت توليها الحركة الوطنية في العراق للدعم السوفيتي ومما جاء في الرسالة : نحن الموقعين أدناه كبار زعماء الرافدين الممثلين في لجنة الدفاع – مقدرين الموقف الصادق لدولتكم اتجاه الشعوب الصغيرة نرفع لكم المذكرة التالية لترفعوها بدوركم إلى مؤتمر لوزان ، إن شعب العراق بأسره قلق بسبب خرق استقلاله جراء التدخل في شؤون بلاد الرافدين وأنه لا يوافق أبدا على معاهدة التحالف المعقودة في – 10 – تشرين أول من عام – 1922 – والتي تبقى لذالك مجردة من المفعول القانوني ، إن اللجنة تبلغ عن طريق حكومتكم المحترمة مؤتمر لوزان الموقر أنها تحتج ضد هذا التدخل اللاقانوني من قبل إنكلترا وفي الختام تعلن اللجنة بحزم أن شعب العراق لا يبخل ببذل أية تضحية في سبيل الدفاع عن استقلاله ووضع حد للإرهاب الإنكليزي والقضاء على هذه المعاهدة الجائرة ، وهذه الرسالة موقعة من – محمد الصدر – محمد الخالصي – إبراهيم حلمي - وقد أرسلت عن طريق السفارة السوفيتية في طهران .
وهذه مقاطع من رسالة الأممية الشيوعية الجوابية إلى القادة العراقيين : أصدقائي الأعزاء قرأت رسالتكم باهتمام عميق – إن قصة استعباد بلاد الرافدين المأساوية تكشف في غاية الوضوح السياسة المرائية الغادرة التي تنتهجها الحكومة الإنكليزية ،ولكن في أي مكان – تصرفت الإمبريالية البريطانية خلافا لذالك – في الهند – أم في مصر – أم في جنوب أفريقيا – إن سياستها واحدة في كل مكان – الأكاذيب والغدر والوحشية والقسوة ، وفي مكان آخر تقول الرسالة – الجوابية – إن الأممية الشيوعية ستتابع بالطبع مجرى هذا النضال البطولي بأكبر قدر من الاهتمام – إن محاولات الإنكليز لن تنحصر بإغراق هذا التمرد بدماء شعب الرافدين – بل سيحاولون تقويضه من الداخل وتتابع الرسالة في موضع آخر لقد أشرتم في مذكرتكم أن النظام الذي أسسته الإمبريالية في بلادكم ينتهك مباديء عصبة الأمم ومن الواضح أن ثمة سوء فهم هنا فالقوى الإمبريالية – المنتصرة - - إنجلترا – فرنسا - ... الخ هي التي خلقت عصبة الأمم – بعد الحرب – وذالك لكي تتمكن من سلب المهزومين بأيسر السبل وتقف إنجلترا نفسها على رأس عصبة الأمم اللصوصية وليس ثمة فرق بين مباديء عصبة الأمم والمباديء السامية التي تطبقها إنكلترا في بلاد الرافدين بقصف السكان العزل من الجو وأود أن ألفت نظركم إلى سوء الفهم هذا – اسمحوا لي أن أطلب منكم شرح ذالك لرفاقكم كي تتجنبوا العواقب الوخيمة التي ستنجم لا محالة من أية فكرة خاطئة تكونونها عن الطبيعة الحقيقية لما يسمى بعصبة الأمم – رئيس الأممية الشيوعية .
ولا حاجة للإطالة في موضوع الرسالة ، فقط أردنا الاستدلال من خلالها على الترابط العضوي – الأممي – بين المصالح الموحدة للشعوب ومدى تأثير ثورة أكتوبر الاشتراكية ثورة العمال والفلاحين والجنود وجموع الكادحين ثورة البلاشفة بقيادة لينين ومدى تأثيراتها وانعكاساتها على حركة الشعوب الوطنية التحررية ودورها في توعية الشعوب واستنهاضها في النضال ضد الإمبريالية ، وحدثت الكثير من الثورات الوطنية التحررية في العديد من البلدان ولم تكن ثورة العشرين المجيدة بمعزل ومن هنا فإن الثورة الاشتراكية الأولى في التأريخ هي القوى المحركة الأساسية لمجموع حركة التحرر الوطني العالمية .


يتبع
حميد غني جعفر



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات التحرر الوطني ... وقواها المحركة ... في التاريخ المعاص ...
- عملية سياسية ... هجينية – 5 – والاخيرة .....
- عملية سياسية ... هجينية - 4 –
- عملية سياسية ... هجينية – 3 –
- عملية سياسية ... هجينية – 2 –
- لا تبخسوا الناس أشياءهم ....
- عملية سياسية ... هجينية - 1 -
- المصالحة الوطنية .. كيف .. ومع من وإلى أين ...!!
- دعوات التهدئة .........وما وراءها
- حكومة الشراكة الوطنية ... إلى أين
- الخطأ ... يولد الخطأ
- ياعرب كثروا الملاليح
- أزمة اخلاق ... وضمير- 4 -
- أزمة أخلاق ... وضمير – 5 –
- بعد خراب البصرة...!!
- أزمة اخلاق... وضمير 3
- أزمة أخلاق ... وضمير – 2 –
- مع الأستاذ جاسم المطير مرة أخرى ... وأخيرة
- أزمة أخلاق ... وضمير- 1 -
- أمانة ... للحقيقة والتأريخ - 1 -


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - الثورات الوطنية التحررية... وقواها المحركة في التاريخ المعاصر 2