أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن طبرة - الإسلام .. دين التسامح والإنسانية














المزيد.....

الإسلام .. دين التسامح والإنسانية


حسن طبرة

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 15:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسعى الكثير من الجهات والتيارات السياسية في العالم الغربي إلى تشويه الإسلام أمام أنظار شعوب العالم المختلفة وإظهاره بمظهر العنف والجهل والتعصب الديني، وإستدلوا بذلك على وجود الكثير من المصاديق التي تدل على سياسة العنف والتعصب الإعمى والجهل من خلال تسليط الضوء على بعض الشخصيات والتيارات ذات الأفكار المتطرفة التي تدعي الإسلام وتقوم بفعل المنكرات التي تتناقض مع مبادئ الدين الحنيف وأخلاقه الإنسانية، ومع شديد الأسف إنطلت هذه الخدعة التي سوقتها الدول الغربية على الكثير من الناس في تلك الدول، وحتى في الدول الإسلامية، والهدف من وراء ذلك الحط من قدر تلك الديانة الإنسانية وحرف توجه الناس وإقبالهم إليها، وبالرغم من كثرة الكتابات والدراسات والمحاضرات التي تطرقت إلى عظمة الإسلام ومدى إحتوائه على المبادئ الإنسانية السامية إلا أن عمل ونشاط الإتجاهات المعادية للمبادئ الأخلاقية السامية أكبر بكثير مما يقوم به دعاة الإصلاح لتصحيح النظرة السلبية السائدة حول الإسلام. ونحن في هذا المقام لابد أن نشير إلى وجود فرق جوهري بين الإسلام كمنهج متكامل من كافة النواحي وبين المسلمين وهم الأفراد الذي يدعون إتباعهم للإسلام، الفرق بين النظرية والتطبيق .. والفرق بينهما شاسع، فمن المعلوم أنه ليس كل من إدعى الإسلام يمثل الإسلام الحقيقي الكامل، وإنما كلٌ يمثل الإسلام بدرجة من الدرجات، فهو أمر نسبي، فقد يمثل فرد الإسلام بنسبة 80%، وقد يمثله آخر بنسبة 20%، وقد يكون تمثيل شخص آخر بالسالب، أي أنه يمثل عكس ما يريده الإسلام وهو بذلك يشوه تلك الحقائق والمبادئ الناصعه، والحق لا يعرف بالرجال وبالأشخاص الذين يمثلون الإسلام، ويؤيد ذلك قول أمير المؤمنين علي عليه السلام أن (الحق لا يعرف بالرجال، إعرف الحق تعرف أهله) لذا فعلى من يريد أن يدرس الإسلام أن يعود إلى النصوص الإسلامية الصحيحة التي تبين التوجهات والأسس الصحيحة التي يسير عليها الإسلام، ومن أبرز تلك النصوص هو القرآن الكريم ذلك النص العظيم الذي حمل إلينا أعظم العبر والدروس التربوية التي تهذب النفس الإنسانية، ويجد من يتستطلع الإيات القرآنية مدى التسامح والروح الإنسانية التي يأمر بها وليس فقط يدعو لها، فعلى سبيل المثال أن القرآن الكريم أمر الناس بالدعوة إلى الإسلام، ولكنه يم يترك الحبل على غاربه، وإنما وضح الطرق التي يتم من خلالها الدعوة إلى الدين (إدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) (النحل:125) أي أن الدعوة إلى منهج الإسلام وإلى مبادئ الإسلام يكون من خلال النقاش والحوار الهادف والبناء الذي يستند على الفكر والموعضة الحسنة التي تدفع الإنسان لأن يتبنى الإسلام عن قناعة وليس خوفاً من شيء أو طمعاً في نيل بعض المكاسب الدنيوية، ويحث على إتخاذ أفضل السبل (وجادلهم بالتي هي أحسن) (النحل:125) وهذا هو المنهج الذي سار عليه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ومن سار على سيرته مع من خالفهم بالرأي والعقيدة، ولو أردنا تعداد الآيات التي تحث على التسامح والرحمة والعفو في الآيات الكريمة لإحتاج ذلك إلى بحث مطول لا يسع ذكرها في هذا المقام ولكن من الممكن أن ذكر أمثلة كالآيات التالية (أحسن كما أحسن الله إليك) (القصص:77) (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (فصلت:34) ، (ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفظوا من حولك) (آل عمران:159) (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم) (التغابن:14)، وقد طبق الرسول الكريم تلك القواعد والتعليمات الربانية على أرض الواقع من خلال سلوكه وتصرفاته من من حاربه ونصب له العداوة والبغضاء، ومثال على ذلك العفو العام الذي أصدره صلى الله عليه وآله عند فتح مكة، على المشركين الذين حاربوا الرسول ومن إتبعه بشتى أصناف العذاب في مكة قبل الهجرة، وفي شعب أبي طالب وفي الحروب التي تلت ذلك، إلى أنه يطوي عن ذلك كشحاً ويعلن العفو العام لأن الرسول الكريم هو رسول الإنسانية .. رسول المحبة والسلام بالرغم من توصيات البعض للرسول بأن ينتقم من المشركين، إلا أنه أراد أن يبين حقيقه مهمته، بأن الله لم يرسل الرسل والإنبياء إلا ليكونوا هداة إلى الحق وإلى المبادئ السامية وليس لغرض القتال وسفك الدماء، ومن جميل ما يذكر في هذا المقام أن رجلاً شامياً جاء إلى الكوفة ورأى الإمام الحسن عليه السلام راكباً، وكان وقتذاك على رأس السلطة في الدولة الإسلامية، فجعل الشامي يلعن الإمام والحسن لا يرد، فلما فرغ أقبل الحسن عليه السلام فسلم عليه وضحك، فقال : أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت، فلو إستعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو إسترشدتنا أرشدناك، ولو إستحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كانت لك حاجة قضيناها لك، وإن كنت عرياناً كسوناك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفاً إلى وقت إرتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً. والكثير من الأمثلة التي تدل على التسامح من قبل الأفراد الذين يمثلون الإسلام الحقيقي الناصع، وليس الإسلام المشوه. ومن نافلة القول بأن القيم والمبادئ التي يحملها الدين الإسلامي هي قيم ومبادئ عالمية، ليست خاصة بأبناء الدين الواحد، فهي إنسانية تسعى لسعادة الإنسان إينما كان، وكل إنسان على وجه البسيطة يحتاج إلى تطبيق تلك المبادئ كالرحمة والعدالة والمساواة والإحسان إلى الآخرين والتواضع، ويحث على التحلي بتلك المبادئ مع كل إنسان، ولم يخص بذلك المسلمين، ففي عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى مالك الأشتر عندما ولاه ولاية مصر أمره بأن ينظر إلى الناس على نحو متساوي، بقوله إن الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق، فلو طبقت تلك المبادئ كما أرادها الإسلام لما ظلم فرد في العالم ولسادت قيم السلام والمحبة والتسامح بين الناس.



#حسن_طبرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحات تربوية من قصص القرآن الكريم
- الإنتاج الإبداعي في المؤسسات الحكومية
- الشعائر الحسينية .. قراءة نقدية
- الدم .. قراطية
- الإصلاح ومحاربة الفساد في الثورة الحسينية
- أشهد أن الرشوة حق
- طوبوغرافيا المجتمع وملامح السلوك الإنحرافي
- الفقر .. مفهومه وأنواعه
- وثيقة العهد الدولي .. وأزمة الديون العربية
- الأخلاق في نظر الأديان المختلفة
- حريق البنك المركزي .. من التالي؟
- الفساد .. سرطان يهدد مؤسساتنا التعليمية
- الفقر في العراق .. بين الأمس واليوم
- لتكن اهدافنا وطنية فعلاُ
- بلاد مابين النارين
- مجلس النواب العراق .. وأزمة الفساد


المزيد.....




- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن طبرة - الإسلام .. دين التسامح والإنسانية