أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسن طبرة - الفساد .. سرطان يهدد مؤسساتنا التعليمية















المزيد.....


الفساد .. سرطان يهدد مؤسساتنا التعليمية


حسن طبرة

الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 10:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


التعليم مفتاح تطور البلدان
تعتمد أغلب دول العالم في تقدمها وتطورها وإزدهارها العمراني والتكنلوجي على التعليم ، إذ أن التعليم ذو أهمية كبيرة في تطور العلوم والمعرفة في أي بلد من البلدان، حيث يمكن قياس مدى تطور وتحضر البلد عن طريق معاينة نظام التعليم المطبق فيها من حيث نوع المناهج التي تدرس في المدارس والجامعات ونسب المشاركين فيها ، ومثال على ذلك نهوض اليابان وصعودها للقمة في سلم التطور التقني والمعرفي بعد الإنتكاسة التي أصابتها ، ويعود ذلك لتركيزهم على التعليم في بلادهم من حيث تطويره وزج أكبر عدد من الأفراد فيه لأنه يمثل السبيل لإنتاج الموارد البشرية ذات المهاره العالية كالمهندسين والأطباء والقانونيين والعباقرة في بعض الأحيان والذين يقع على عاتقهم بناء البلد وتطوير إمكانياته وإستثمار طاقاته بالشكل الذي يجعل البلد في مصاف الدول المتقدمة . لذلك تقوم الدول المتقدمة بتخصيص الميزانيات الكبيرة للتعليم ومحاولة ترصينه وتحصينه من كل مايضعفه ويهدد كيانه وخاصة مرض الفساد الذي إجتاح أغلب دول العالم ولم تسلم منه حتى المؤسسات التعليمية والتربوية التي يقع على عاتقها إنشاء وتربية الأجيال .

الفساد آفة العصر الحديث
تعتبر ظاهرة الفساد من الآفات التي باتت تهدد كيان المؤسسات الحكومية في أي دولة من دول العالم ، حيث أصبحت ظاهرة عامة وليست خاصة ، إي إنها ظاهرة منتشرة في أغلب دول العالم ولكن بنسب متفاوتة تختلف من دولة إلى أخرى ، الأمر الذي يعمل على زعزعة مصداقية المؤسسة التي ينتشر فيها وإستنزاف ثروات البلد وإثقال كاهل المواطن وبالتالي إعاقة عمل الحكومات وغيرها من الآثار السلبية التي يسببها .
والفساد بصورة عامة مفردة تعبر عن الإنحراف والبطلان وتعطي مفاهيم أدق عند إرتباطها بموضوع أو مجال معين كالفساد الإداري عند إرتباطه بسوء العمل الإداري أو الفساد المالي عند إرتباطه بالسرقات والرشاوى المالية أو المادية ، أو الفساد السياسي عند إرتباطة بطبقة رجال السياسة والإدارات العليا في البلاد ، أو الفساد الإخلاقي عند إرتباطه بمنظومة القيم الإخلاقية التي يحملها مجتمع من المجتمعات وهلم جرا ، ولذلك إختلفت التعريفات لهذا المفهوم طبقاً لوجهات النظر المختلفة لكل من يقوم بتعريفها (1) ، فقد يعرفه البعض بأنه الإنحراف الإخلاقي الذي يتمثل بالإبتعاد عن الطريق المستقيم ومخالفة المعايير الأخلاقية التي رسخها الدين والعادات والتقاليد والأعراف في المجتمعات (2) , أو سوء إستخدام السلطة او المنصب الإداري لتحقيق منافع شخصية حسب تعريف منظمة الشفافية الدولية (3)، سواء كانت هذه المنافع راجعة للشخص نفسه أو لعائلته أو لأقاربه أولمن له علاقة بالموظف أو صاحب المنصب الإداري من قريب أو بعيد ، وتتمثل ظاهرة الفساد بصورة عامة بعمليات الإختلاس وإهدار المال العام والرشوة وتزوير المستندات الرسمية والمحسوبية والمنسوبية أوالإهمال والتقصير في أداء العمل الوظيفي غيرها من الأساليب التي تسيء للموظف ومهنته والمؤسسة التي يعمل فيها .

فساد التعليم معوق في وجه التقدم والتطور
يمثل القطاع التعليمي إحدى المؤسسات الحكومية التي لم تسلم من سطوة الفساد والذي ينبغي أن يكون آخر ما يمكن أن يطاله ، فلقد تفشت في الآونة الأخيرة العديد من المظاهر السلبية التي تعبر بشكل أو بآخر عن حالات فساد إداري ومالي وإخلاقي يهدد كيان القطاع التعليمي في العراق ، ويحول دون تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة .
وكمثال على هذه المظاهر تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية ورسوم التسجيل غير الشرعية والغش الأكاديمي – أي مساعدة الطلبة أو التلاميذ على نقل المواد العلمية من عدد من المصادر أثناء أداء الإمتحانات – والأختلاس وإعطاء الدرجات بدون وجه حق وبيع الأسئلة الإمتحانية ، والتمييز في التعامل بين الطلبة ويكون ذلك أما للحصول على مبالغ مالية أو منافع شخصية أو نتيجة للمحسوبية والمنسوبية التي باتت تحكم العلاقات المهنية بين المعلم والطالب ، وغيرها من المظاهر التي تعود بالضرر البالغ على مصداقية المؤسسة التعليمية من جهة والحط من كيان المعلم من جهة أخرى ، وأخيراً وهو الأهم أضعاف المستوى العلمي للطلبة والتلاميذ وبالتالي التأثير السلبي على مستقبلهم الذي من أجله أنشأت المؤسسات التعليمية .

اليونسكو .. دراسة حول الإخلاقيات والفساد في التعليم
أطلق المعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو، دراسة حول الأخلاقيات والفساد في التعليم بهدف تقويم طبيعة المشكلة ونطاقها، وتحديد الممارسات الجيدة والحلول الممكنة. ويقدم تقرير "مكافحة الفساد في المدارس والجامعات " نتائج لهذه الدراسة . تستعرض الدراسة فصلاً تلو الآخر ، القطاعات الرئيسية التي تنتشر فيها ممارسات الاحتيال، لا سيما على صعيد تمويل المدارس، والأداء الإداري للمعلمين وسلوكهم، والعقود العامة، بالأخص لبناء مؤسسات مدرسية، وإنتاج وتوزيع الكتيبات المدرسية، وتنظيم الامتحانات، والغش في نظام اعتماد الشهادات وإصدار التراخيص في قطاع التعليم العالي، والدروس الخصوصية وغيرها من الممارسات. وتلقي الدراسة الضوء بالأخص على الاستراتيجيات الهادفة إلى تحسين الشفافية وزيادة مسؤولية مجمل الأطراف المعنية. وقد إستندت الدراسة في إعدادها على تجارب أكثر من 60 دولة وتنشر المعلومات التي جمعها المعهد الدولي للتخطيط التربوي بالتعاون مع وزارات التربية والمالية والصحة العامة ووكالات التنمية ومعاهد البحث الوطنية (4).

مظاهر الفساد في القطاع التعليمي العراقي
لقد تفشت مظاهر الفساد في القطاع التعليمي في العراق كما هو الحال في باقي القطاعات حيث لم يسلم أي قطاع من قطاعات الدولة من مظاهر الفساد ، ولاتعتبر تلك المظاهر وحالات الفساد المنتشرة في المؤسسات الحكومية بصورة عامة والمؤسسات التعليمية بصورة خاصة وليدة الظروف الراهنة في الوقت الحالي الذي يمر به البلد وإنما ظهرت نتيجةً لعقود من الزمن كرست أثنائها عملية غرس مظاهر الفساد في هذا القطاع نتيجة للسياسات الخاطئة التي إتبعها النظام السابق والذي عمل على إفقار الشعب العراقي ومن ضمنهم المعلمين عن طريق الحروب التي خاضها مع الدول المجاورة والتبعات التي ترتبت عليها من الحصار الإقتصادي الذي دام حوالي إثنا عشر عاماً وما جره ذلك الحصار من إنخفاض المستوى المعيشي للمعلمين بدرجة كبيرة وعدم تناسب الرواتب التي يتقاضونها مع ماتحتاجه العائلة العراقية من ضروريات العيش ، وبالتالي دفع ذلك الكثير من المعلمين مكرهين إلى إتباع طرق أخرى لكسب المال لتأمين مصدر للعيش لأنفسهم ولأفراد عوائلهم ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك إمتهان الحرف التي لاتليق بالمعلم والتي قللت كثيراً من مهابته وقيمته المعنوية لدى الطلبة كإحتراف مهنة سائق الأجرة (التاكسي) أو إللجوء إلى فرش الأرصفة وبيع الحاجيات الرخيصة أو العمل في محلات المرطبات والمطاعم وما إلى ذلك ، ومن ناحية أخرى إتجه بعض المعلمين إلى وظائفهم كمعلمين محاولين إستغلالها قدر الإمكان ، فبرزت بذلك مظاهر عديدة تهدف إلى جني الأموال وخاصة من الطلبة وأولياء الأمور كالدروس الخصوصية التي إنتشرت بصورة كبيرة وما ترتب عليها من مظاهر سلبية واللجوء إلى بيع الملازم الدراسية وجمع التبرعات من الطلبة ومساعدة الطلبة عن طريق التلاعب بالدرجات مقابل مبالغ مالية وقبول الهدايا من الطلبة مهما كانت قيمتها مقابل مايقدمه المعلم من مساعدة كالتغشيش أثناء الإمتحانات والأسئلة المرشحة وغيرها من الأمور التي إعتاد عليها المعلمون والطلبة على حد سواء وأصبحت من المظاهر الطبيعية والإعتيادية التي لاتثير الإسغتراب والتعجب .
ولغرض دراسة هذه المظاهر يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين القسم الأول يمثل مظاهر الفساد التي تنتشر في مقر الوزارة والمديريات التابعة لها والقسم الثاني فيشمل جميع المؤسسات التعليمية والتربوية التابعة للوزارة ، ويعود هذه التقسيم لإختلاف مظاهر الفساد في هذين القطاعين الرئيسيين حيث لكل منهما مييزاته وخصائصه التي يتمتع بها .



مظاهر الفساد في مقر الوزارة والمديريات التابعة لها
تتشابه مظاهر الفساد المنتشرة في مقر الوزارة ومديرياتها مع ماهو معروف من مظاهر في باقي الوزارات العراقية إلا في بعض الجوانب المعينة التي تمتاز بها على غيرها من الوزارت ، فمن المظاهر المعروفة هي مظاهر الرشوة والتزوير والإختلاس وتجاوز الموظفين حدود وظائفهم والتي تأتي من خلال :
أولاً : يقوم بعض الموظفين في الوزارة بأخذ مبالغ (رشاوي) مالية من قبل بعض الأفراد لغرض تعيينهم في المدارس أو الدوائر التابعة للوزارة ، وتتراوح المبالغ المأخوذة مابين 100$ مئة دولار و300$ ثلاث مائة دولار . وكذلك القيام بتعيين موظفين بأسماء وهمية لغرض إستلام مرتباتهم من الدولة لحساب الموظفين الذي قاموا بعميات التزوير .
ثانياً : يتم إستغلال عقود أعمار المدارس والمباني التابعة للوزارة من حيث تخصيص المبالغ المالية الكبيرة التي تزيد عن تكلفة الإعمار وأخذ باقي المبالغ للحسابات الشخصية ، وكذلك تفضيل بعض الجهات المنفذه للعقود مقابل مبالغ مالية معينة أو إعتبارات شخصية ، إضافة إلى إهمال متابعة تنفيذ هذه المشاريع من قبل الجهات المعنية في الوزارة وإهمال الجهات المنفذه أثناء أدائها لعملها .
ثالثاً : إستغلال مناقصات طبع الكتب ، حيث يتم أخذ مبالغ مالية من قبل بعض المطابع لغرض إرساء عقود الطبع عليها .
رابعاً : يشكو بعض المعلمين من ظاهرة التلاعب بالرواتب المخصصة لهم لصالح بعض الموظفين المسؤولين عن توزيع الرواتب .
خامساً : تتعرض المخازن التابعة لوزارة التربية إلى عمليات سرقة قد يقوم بها الأشخاص المسؤولون عن حماية هذه المخازن وخاصة مخازن الكتب المنهجية وبعض المواد كالحاسبات والأثاث المدرسي وبيعها في الأسواق .
سادساً : إستغلال فترة الإمتحانات من قبل بعض موظفي الوزارة ، حيث يقوم بعض المسؤولون في الوزارة على سبيل المثال بأخذ مبالغ مالية من قبل مدراء المدارس لغرض تغيير مراكزهم الإمتحانية ، أو من الطلبة لغرض التلاعب بالدرجات من (الكونترول) .
سابعاً : تشير بعض المصادر كوسائل الإعلام إلى قيام بعض المسؤولين في الوزارة بإختلاس المبالغ المالية من الوزارة وتوظيفها للحساب الخاص .

مظاهر الفساد في المؤسسات التعليمية
نقصد بالمؤسسات التعليمية جميع المدارس ومعاهد المعلمين التي تقع تحت مسؤولية وزارة التربية ، والتي تعتبر الميدان الرئيسي للمعلمين لمارسة مهنتهم التعليمية والتربوية ، لذا فلها أهمية خاصة من حيث دراسة مظاهر الفساد المنتشرة فيها وذلك لإرتباطها المباشر مع الطلبة إرتباطاً مباشراً ، حيث يعملون على تعليمهم وتربيتهم مما يلقي عليهم مهام كبيرة في إنشاء وتربية الأجيال ، وبالتالي فإن أنتشار مظاهر الفساد في هذه القطاعات المهمة لها مردودات سلبية كبيرة قد تفوق تأثيرها مظاهر الفساد التي تنتشر في الوزارة ومديرياتها ، إن الضرر لايقتصر بإرهاق الطلبة وأولياء أمورهم بالتكاليف والأموال التي تطلب منهم فحسب وإنما يشمل المنظومة القيمية التي ينشأ عليها الطلبة وتدني المستويات التعليمية لهم وبالتالي خلق جيل جديد من أشباه المتعلمين الذين حصلوا على الشهادات والدرجات العلمية بالإعتماد على الأموال والرشاوي المقدمة للمعلمين وليس على الجهد العلمي والدراسي للطلبة ، ومن الأمثلة على مظاهر الفساد المنتشرة في المؤسسات التعليمية :
أولاً : يسعى الكثير من المعلمين في المدارس الأولية إلى إلى إعطاء الدروس الخصوصية للطلبة مقابل مبالغ مالية يأخذها المعلم من الطالب ، إن الدروس الخصوصية بحد ذاتها لاتمثل حالة فساد إداري ومالي إذا كانت الدروس الخصوصية موجهة لطلبة من مدارس أخرى ، ولكن التدريس الخصوصي الموجه لنفس الطلبة الذين يقوم المعلم بتدريسهم في المدرسة يرافقة الكثير من مظاهر الفساد والتي تتمثل بقيام المعلم بالتقصير في أدائه لعمله في المدرسة وعدم إعطاء المادة التي يقوم بتدريسها الجهد والشرح الكافيين ، وذلك لحث الطالب الذي يجد صعوبة في فهم المادة العلمية إللجوء إلى التدريس الخصوصي ، وقد يقوم المعلم بالتلاعب بدرجات الطلبة أو وضع أسئلة إمتحانية تفوق مقدرة الطلبة لترسيبهم وخاصة في بداية العام الدراسي لكي يبين للطلبة أنهم لايسطيعون النجاح وأخذ الدرجات العالية بدون التدريس الخصوصي .
وكذلك قد يقوم المعلم بأعطاء الطلبة الذين يقوم بتدرسيهم تدريساً خصوصياً درجات إضافية لرفع معدلاتهم إضافة إلى أعطائهم الأسئلة المرشحة وتنبيههم إلى المواضيع المهمة ، ويؤدي ذلك إلى إنعكاس آثاراً سلبية على جميع الطلبة ، كأنخفاض المستوى العلمي للطلبة ذوي التدريس الخاص نظراً لأعتمادهم على الأسئلة المرشحة والدرجات التي تعطى لهم بدون وجه حق ، ومن جانب أخر سيتم غبن الطلبة ذوي الإمكانيات المادية المحدودة لعدم تلقيهم وتدريسهم المادة العلمية بصورة جيدة وعدم العدالة في معاملتهم من قبل المعلم .
ثانياً : تعد ظاهرة الغش من مظاهر الفساد التي تنتشر بين أوساط الطلبة وخاصة أولئك الطلبة المهملين الذين لايكلفون انفسهم عناء القراءة والدراسة ويقومون بالإعتماد على الإجابات الجاهزة التي تأتي لهم أثناء الإمتحانات بطرق متنوعة ومتعددة كإستخدام الملازم الدراسية التي تباع بأحجام صغيرة جداً في محلات الإستنساخ قريباً من قاعات إمتحانات الطلبة (5) ، مما يمكنهم من حملها وإدخالها إلى القاعات الإمتحانية دون علم المشرفين عليها ، وكذلك قصاصات الورق التي تكتب فيها المادة العلمية بصورة مختصرة وناعمة ، وقد يلجأ بعض الطلاب إلى الوسائل التقنية الحديثة لتحقيق هذا الغرض .
إن ظاهرة الغش قد تسربت حتى عند بعض المدرسين و المراقبين ، وتطورت من ظاهرة فردية يمارسها الطلبة إلى ظاهرة جماعية يطلق عليها ظاهرة الغش الجماعي (6) ، حيث يقوم بعض المعلمين بعملية (تغشيش الطلبة) ، وقد يكون ذلك بصورة مباشرة أثناء أدائهم للإختبارات الإمتحانية ويتمثل بأعطاء الأجابات الصحيحة للطلبة عن طريق إملاء الإجابة عليهم أو عن طريق التلميح أو التصحيح ، و بصورة غير مباشرة وقبل خوض الإمتحانات عن طريق قيام المعلم بتوجيه الطلاب إلى التركيز على أجزاء محددة من المقرر الدراسي على أساس أن أسئلة الاختبار ستدور حولها، أو قيامه بتقديم عدد من الأسئلة في المادة التي يقوم بتدريسها للطلاب، وإخبارهم أن الاختبار سيكون من بينها(7).
ثالثاً : تقوم بعض إدارات المدارس بعمليات تزوير الشهادات والوثائق الرسمية التي تقوم بإصدارها وغيرها من المحررات الرسمية لصالح بعض الأشخاص أو الجهات مقابل مبالغ مالية ، ويقوم بذلك عادة من يعمل في إدارة المدرسة .
رابعاً : يقوم بعض المعلمين بأخذ رشاوي أو هدايا لغرض التلاعب بالدرجات الإمتحانية الخاصة بالطلبة بدون وجه حق .
خامساً : يقوم بعض مدراء المدارس بأختلاس الأموال المخصصة للمدرسة في سبيل إعمارها أو تزويدها بالمواد الضرورية لها .
سادساً : يستغل بعض المعلمين الفترة الزمنية التي تسبق الإمتحانات لجني مبالغ مالية كبيرة من الطلبة حيث يسعى الطلبة بسبب التوتر والخوف الذي يسبق الإمتحانات إلى كل مايعينهم على تخطي هذه المرحلة الحرجة ، فيستثمر المعلم هذا الإندفاع والإرباك لصالحه عن طريق التلميح للطلبة إلى معرفته بما ستأتي من أسئلة في الإمتحانات أو إشتراكه في عمليات وضع الأسئلة وبالتالي دفعهم إلى إعطائه مبالغ معينه لقاء إعطائهم هذه الأسئلة المرشحة (8) أو حثهم للمشاركة في الدورات الشكلية التي تختصر بإعطائهم هذه الأسئلة المرشحة او تدريبهم على رموز وشيفرات يتعرف عليها المعلم من خلال إجابات الطلبة في الإمتحان لغرض مساعدتهم في التصليح .
سابعاً : يقوم بعض المعلمين أثناء العملية التعليمية بإساءة التعامل مع الطلبة أو مع زملاء المهنة أو مع الإدارة المدرسية ، أما بخصوص الطلبة هنالك بعض الحالات التي يتجاوز المعلم فيها حدود الأدب والإخلاق في التعامل مع الطلبة كإستخدام الألفاظ النابية والتي تمثل مايسمى بظاهرة (السب والشتم) التي يوجهها المعلم للطبة والتي قد يسئ فيها إليهم وإلى أولياء أمورهم ، أو قد تكون ذات طابع طائفي او عنصري إو مذهبي فيسيء بذلك إلى إنتماءآت الطلبة على تنوعها وأشكالها .
ثامناً : يلجأ بعض المعلمين إلى إستخدام العقوبات المفرطة مع الطلبة وخاصة مع التلاميذ في المدارس الإبتدائية عن طريق الضرب باليد أو بواسطة وسائل معينة تلحق الألم المبرح بالتلميذ والتي تؤدي إلى إنعكاسات سلبية سواء على النواحي الجسمية من حيث الآلام التي تسببها تلك العقوبات ، او على النواحي النفسية للطالب من حيث خوفه من المعلم وكرههة للمادة الدراسية وبالتالي كرهه للدوام المدرسي والتي قد تسبب ذلك في تسرب العديد من تلاميذ المدارس .
تاسعاً : يعمد بعض المعلمين وخاصة من هم في إدارات المدارس إلى جمع مبالغ نقدية من الطلبة بحجة شراء شيء معين للمدرسة أو تعمير جزء منها ، وتكون هذه التبرعات في بعض الأحيان إجبارية يكره عليها الطالب ، مهددينه بعقوبة الترسيب أو الطرد من المدرسة في حال عدم دفعه هذه الأموال ، وتذهب هذه الأموال عادة إلى جيوب المعلمين والإدارة المدرسية إلا فيما ندر ، بسبب عدم وجود رقابة على هكذا نوع من الأموال .
هنالك مظاهر أخرى تنتشر في أوساط المعلمين أو الإدارات المدرسية التي تعبر عن حالات فساد إداري ومالي كعدم توزيع الكتب المنهجية وبيعها خارج المدرسة ، وضعف الإداء الوظيفي للمعلم من خلال إهماله لدوره المهم وعدم إكتراثه بمدى إستيعاب الطالب وفهمة للمادة العلمية .


الخاتمة
ونحن إذ نسوق هذه المظاهر السلبية إلى المعلمين والجهات المختصة لغرض متابعة هذه القضايا والملفات محاولين بذلك وضع الحلول الناجعه لها لاننسى مدى معانات المعلمين في الوقت الحاضر ، فصمود المعلمين أمام المصاعب الكبيرة التي يواجهونها تستحق كل الإجلال والإكبار والإحترام ، فالوضع الأمني المتردي أضاف عبئاً كبيراً إلى الأعباء الملقاة على كاهلهم وظل أغلب المعلمين مواظبون على تأدية واجبهم المقدس رغم كل التهديدات والضغوط التي يتعرضون لها ، وقد أظهر التردي الأمني الحاصل في البلاد ظاهرة جديدة وهي ظاهرة إغتيال المعلمين بسبب الإنتماء الطائفي تارة وبسبب عدم تهاونهم في أداء مهنتهم وعدم تقديم المساعدات غير المشروعة لبعض الطلبة تارةً أخرى .
ورغم ذلك فإننا ندعو المعلمين الإلتزام بآداب المهنة وإخلاقياتها وتوخي النزاهة والإخلاص في أداء أعمالهم كما ندعوهم لعدم الإساءة إلى أنفسهم وإلى والمجتمع وإلى العملية التعليمية ، وأن يبتعدوا عن جميع مظاهر الفساد ويكونوا القدوة الحسنة والمثال الصالح للأجيال القادمة لبناء عراق زاهر خالٍ من الفساد .
ـــــــــــــــــــــــ

الهوامش:
1. منى فياض (2006) أقنعة الثقافة العربية ، سلسلة العالم العربي والغرب ، بيروت:دار الثقافة ص122.
2. هناء يماني . الفساد الإداري وعلاجه من منظور إسلامي ، ص4.
3. تقرير منظمة الشفافية الدولية ، 2006.
4. تقرير منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ، مكافحة الفساد في المدارس والجامعات: الحلول الممكنة .
5. خالد القره غولي ، ظاهرة الغش الدراسي في العراق ، صحيفة الصباح ، العدد(1146) ، 26حزيران2007.
6. سعد عجيل مبارك الدراجي (2004) ظاهرة الغش أسبابها نتائجها طرق معالجتها ، المعهد العالي لإعداد المعلمين .
7. ظاهرة الغش شكل من أشكال الخيانة ، موقع في رحاب التربية والتكوين الألكتروني ، تاريخ الزيارة 8/2/2007.
8. شذى فاضل (2007) الأسئلة المرشحة تجارة البكلوريا الرائجة ، صحيفة الصباح ، العدد (1142) ، الخميس 21حزيران2007 .



#حسن_طبرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر في العراق .. بين الأمس واليوم
- لتكن اهدافنا وطنية فعلاُ
- بلاد مابين النارين
- مجلس النواب العراق .. وأزمة الفساد


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسن طبرة - الفساد .. سرطان يهدد مؤسساتنا التعليمية