أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم عطا - حالة طبيعية














المزيد.....

حالة طبيعية


جاسم عطا

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 11:34
المحور: الادب والفن
    


زماني ومكاني زورا , وأصبحت أطفو على هذا الكون منذ عقود متنقلا من مستنقع الى وحل آسن , وبداخلي مازالت تقبع رغبات ترنو الى مستقبل غير مظلل بينما هناك من يحاول أعادة كتابة التاريخ من خلال أاغتصاب الحاضر حيث يمتزج الدمع بالدم ويسكبان مع الخمر في قناني غرف الإنعاش للراقدين أصحاب الكروش والرقاب الغليظة , لقد كنت هناك ورأيت مارأيت في المستشفى , دخلتها مريضا أعاني من اضطرابات نفسية خطيرة , تدفعني للهذيان.
ــ نظر الطبيب إلي وقال : ــ
ــ عقدة الخوف عندك تتخذ أشكال عدوانية.
ــ أنهم يقتلون الجياد.
ــ لا توجد جياد ! انك ترفض التكيف مع أبجديات العصر الحديث.
ــ لست معني بالعصر القديم أو الحديث ... أحدهم يطاردني.
ــ انه وهم خلقته بداخلك لتبرر سوء تصرفاتك.
هل كان سوء تصرف مني حين انزلقت قدماي إلى احد الشوارع . لأجد نفسي وسط رجال يتعاطون الحشيش الديني ويمارسون اللواط.... رجال أعرفهم حق المعرفة. فصورهم تملأ الصحف والمجلات .لم يلفت نظري سوى أحدهم لم يسبق وأن رأيته سابقاً له وجه غريب ومرعب يشبه وجه كلب الحراسة. كشر عن أنيابه وزمجر مندفعاً نحوي بشراسة. فما كان مني سوى الانطلاق بأقصى سرعة فاراً بجلدي وهو خلفي تارة ينبح و أخرى يزأر ومرة ينهق,المسافة بينا تقل وتقل وتتسابق مع أنفاسي المتسارعة , مما دفعني للصعود على براميل نفط مركونة على جانب الرصيف . حاول الكلب اللحاق بي, إلا انه لم يستطع . ومن فوق البراميل المتراصة انتقلت الى الشارع الثاني المكتظ بالمصلين الساجدين على بساط الدم وهم يولولون ويتضرعون ويبكون أمام صنم كبير. صنع من التبن واللبن. ومن بين الساجدين برز الرجل صاحب وجه الكلب , ونظر الى بينما جسده ابتدأ يتغير ويتحول إلى خنزير .اندفع نحوي مسرعاً وأنا اركض واحتمي بالمصلين وهو يصطدمهم مصراً على مطاردتي , وجدت صناديق اسلحة وأعتدة , اختبأت خلفها إلا أنه صدمهما بقوة وبعثرها . مما زادني فزعا . لم أجد أمامي مفراً سوى تناولي بندقية وأطلقت عليه النار فاردتيه صريعاً متضرجاً بدمائه, تقدمت إليه بحذر غير مصدق لما جرى . ثم اقتربت منه سمعت انيناً فاقتربت منه أكثر وانا أحدق بوجهه الذي ابتدآ يتبلور ويتحول إلى وجه جاري وصديقي البار , لا أعرف كيف تحول الأمر إلى ذلك ومن مسخه ولماذا؟
ــ حالتك ليست صعبة اطمئن.
ــ دكتور لقد قتلت صديقي وجاري
ـ أعلم أعلم سأضع في مؤخرتك تحميله وستعود أفضل من السابق .
ــ ولماذا في المؤخرة ؟. اريدها في فمي.
ــ أنا الطبيب واحدد نوعية ومكان وزمان العلاج .
انتبهت إلى ملابس الدكتور العسكرية , نهضت من مكاني غاضباً إلا انه أشار إلى مساعديه اللذين امسكاني وقاداني إلى السرير منبطحا على بطني , شاهدت الدكتور وبيده انبوب نفط ملطخ بالزيت وهو يقول: ـ
ــ هذه التحميله ستغير مجرى حياتك.
قاومتهم وحاولت الإفلات منهم لكن احدهم ضربني على رأسي ففقدت الوعي.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ
- قصة قصيرة(الشاهد)
- قصة قصيرة(حتى لوكان كابوساً)
- قصه قصيرة


المزيد.....




- شوي تشينغ قوه بسام: الأدب العربي في الصين كسر الصور النمطية ...
- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم عطا - حالة طبيعية