يوجد في هذا الجامع افطار صائم

خالد بهلوي

الحوار المتمدن-العدد: 1070 - 2005 / 1 / 6 - 10:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

يوجد في هذا الجامع إفطار صائم
عبارة قرأتها أكثر من مرة مكتوبة على قماش كبير معلق على حائط احد المساجد الواقع في المدخل الشرقي من مدينة القامشلي لأول مرة أجد أناسا لديهم الاستعداد لتقديم وجبة إفطار لصائم عن طريق احد المساجد0 إن هذه العبارة البسيطة الكبيرة في أهميتها وفعاليتها كسرت التقليد السائد عند عامة الناس بأن المسجد بيت العبادة فقط يؤمه المسلمون أوقات الصلاة أوقات العبادة وتلاوة القرآن الكريم
هذه اللافتة تحفزنا إلى التفكير بصوت عال بأهمية أن تعمم هذه الفكرة على جميع المساجد بحيث يقدم وجبات عشاء للصائمين الفقراء الذين يفطرون على التمر وقليل من الطعام وان تجمع ألبسة مستعملة أو جديدة من أصحاب البر والتقوى وتوزيعها في أيام عيد الفطر وعيد الأضحى وان تقدم غرفة لنوم فقير وغريب ومشرد
في هذا المجال يقول الزميل احمد مصارع:
عندما تنزل في بلد صغير زائرا في ساعة متأخرة من الليل يكون معظم الناس نياما فتجد نفسك غريبا تنظر إلى الجامع فتجده مغلقا مظلما وكأنه مؤسسة انتهت دوامها
وبتابع في كل جامع ماذنة تشبه الصواريخ التي لا تطير
أما في جامع الرصافة الموجودة ضمن سكن عمالي في قطاع النفط حيث العمال يواصلون الليل بالنهار بدوام ورادي ودوام مناوبات لبليلة فيحتاجون إلى نوم عميق واسترخاء تام استعدادا ليوم عمل جديد لكن مكبرات الصوت ذات الاستطاعات العالية الموزعة بين مسكن العمال توقظهم من نومهم بأصواتها العالية كونها لا تقتصر على الأذان بل تتابع بآيات وأناشيد دينية لا يفهمها احد في ذلك الفجر فتقلق راحة الأطفال الصغار والعمال من الطوائف الأخرى والمرضى
يقول الدكتور عمرو إسماعيل:
تمتلئ المساجد والحمد لله بالمصلين ويكثر صراخ الخطباء بالويل والدعاء على المخالفين ثم يخرج الجميع ليمارس كل فرد مفهومه للدين والحياة فيخرج البعض ليمارس ما كان يمارسه من غش ونفاق جريا وراء لقمة العيش لتوفيرها لأسرته لأنها لا تستطيع أن تفعل ذلك بدون غش لان المجتمع لا يوفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة له ولأولاده
ويكمل الباقي يومهم بالمغفرة والموعظة وطاعة الله فيبتعد عن السرقة والغش والرشوة والكذب والخداع ويكون مثالا لرجل الدين بأعماله وأقواله:
إن الكثير من القرى والبلدات الصغيرة التي بدأت ببناء الجوامع تقوم بجمع التبرعات من عامة الشعب ومن الموظفين أيام قبض رواتبهم فيعطون مظهرا غير حضاريا والكثير يبقى حاملا بطاقات التبرع بعد أن ينتهي تجهيز الجامع ويستغلها وسيلة لجمع المال تحت حجة وذريعة بناء مساجد بيوت الله 0 إن التوجه إلى التجار ورجال الأعمال خير وسيلة لجمع الأموال لبناء المساجد إذا تعذرت المعونة من وزارة الأوقاف وقد يكفي جمع زكاة من أهالي القرية لإكمال يناء الجامع علينا أن ننتهي من مظاهر التسول في بناء جوامعنا
هذ1 الحديث يدفعنا إلى مقارنة أخرى وتساؤل كيف يبنى الكنائس ولعمري لم أجد يوما مسيحيا أمام مراكز قبض الرواتب أو الكنائس يجمع الأموال لبناء كنيسة ناهياك إن الكنيسة تقوم بواجبها الدنيوي الاجتماعي والإنساني لكافة الطوائف فهناك لجان للتعليم تتابع أمور المدارس والمعلمين وتقديم العون للطالب أن ينهي دراسته وتعليمه ولجان للصحة لمعالجة المرضى الفقراء تدخلهم إلى مشا في وتقدم لهم الدواء والعلاج المناسب ولجان الإحسان لدعم الفقراء والمحتاجين ولجنة السيدات ومجلس ملي لمتابعة الشكاوى والنشاطات الثقافية والموسيقية وحتى الرياضية
وبذلك يجد المتدين علاقة وحاجة للارتباط بالكنيسة والكنيسة أيضا تجد في ذلك الالتزام قوة ومنعة ونهوض مستمر لهذا لم يعد غريبا أن تجد شيوعيا مسئولا في حزبه وممثلا لتنظيمه في
دوائر الدولة ورئيسا لمجلس الملي ومتابعا لنشاطها الديني والاجتماعي الى جانب نشاطه العلماني الماركسي
خالد بهلوي

#خالد_بهلوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات