|
هل أتاك حديث الرئاسات الثلاثة ؟؟
أم الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 20:26
المحور:
كتابات ساخرة
و اشتدّ بهم الليل و تأخّر وقت العشاء و داهم أعضاء المجلس شبح الجوع ..جوع الى الأصوات و جوع الى الدجاج و جوع الى التهام أحلام الجياع..و دارت المكنة دورتها الأخيرة ..و سقط المعتصمون تحت حائط القصر مغشيّا عليهم ..لا أحد يدري ما الذي يجري؟ و انتفضت الخنساء من بين المقاعد تحمل بيدها اليُمنى ديوان الشعر و باليسرى صور فرسان قبيلة بكر ابن وائل .و تقدّمت نحو رئيس المجلس قائلة :"بلغني يا سيّدي و نحن على مشارف مكّة أنّ قبائل قرطاجنّة تشكو من كثرة الخوض في الزائف من المسائل و من قعودكم عن انصاف الأقليّة و سلّة الخبز فارغة و فنادقكم تغصّ برقاعة الخطابيين و كثرة المصوّتين و رطانة الحقوقيين ..أفتنا يا سيّدي المصطفى في الخصومة بين الفعيل و الفعيل و الفعليل ..ما حكمها و قد اشتبها و تعطّلت مصالح الأمّة و أحوال الخاصّة و العامّة ..و تعفّنت جروح الثائرين و بُطون الجائعين ..فجمّع يا سيّدي ما تبقّى من الأصوات و غلّق ابواب المجلس قبل استفحال الديمقراطية بالبلاد ".. أصابه الفزع و انتفض من مقعده من شدّة الجزع و لولا ورع الشيخوخة لما رأيناه يجري و يجري ..غير أنّه تماسك لحنكته و حكمته و رشده ..صاح بالمرأة الملفوفة بالسواد : "و من تكونين وهل سمحتم بلباس النقاب في المجلس ؟ أبعدوها عنّي و كفاني حُجبا الى هذا الحدّ " تقدّم سلفي الى الركح مطمئنا خنساء العرب : لا تعجبي سيّدتي ..لقد أصيب المجلس بأخطاء في الشكل و حاد النحو عن الاعراب و تبعثرت تفعيلات العرب ..و تاهت تفعيلة الرئيس عن حركة النصب .. هذه الأمة أُصيبت بالديمقراطية فهيّا ندعو الربّ كي يشفع لها و يغفر لها ضلالها عن الحقّ و الحكم الرشيد " صاحت الخنساء على أحرّ من الجمر " كيف ستفصلون اذن بين الرئاسات و الصلوحيات و الألقاب وكيف ستوزّعون الحقائب ؟ و كيف ستحكمون بالعدل و الخبز و الدفء ". و فزع أبو حيّان من سديم العصر و طفق يخطب في الجمع دون استشارة أحد : ان كنتم تقصدونها بالنصب فصوّتوا الى مطلع الفجر و اذكروا أنّ وزن الفعيل يُقال على أكثر من خطب فهو يُقال على الصغير و الكبير و على البخيل و الضرير و على المرير و الدليل و على الهديل و الصهيل و على القليل و الفقير و على الجميل و الدخيل .. و ان أردتموها بالضمّ فأنتم اخترتم التصغير بما فيه من لُطف التنغيم و ذلّ التقليل وخزي التحقير و وخز الضمير و خفّة وزن ما كان عليكم بالثقيل ..فكّكوا تفعيلاتكم جيّدا و احسموا أمركم في أيّ المعاني تقولون رئيس أمّتكم ..حتى نحذف من التفعيلة كل ما لا يلائم القسطاس المستقيم في هذا المجلس " انتفض أحدهم و كان أحدّهم أنيابا و أحضرهم أسبابا و أقواهم لسانا و حجّة ..: "بلى ان هي الاّ أصواتا نملكها و حناجر نسكتها و أرزاقا نمسكها ..و رعاعا نسوسها ..فان كنت من أهل الأغلبية فأمّك هاوية و ما أدراك ما هي ..و ان كنت من أهل الأقلية فنحن ننصحك بالصمت لأنّك خسرت القضيّة " .و ازدحم الجميع على زرّ التصويت يتلهفون على اعطاء أصواتهم بأقصى سرعة ..و جاءت كل الأفعال من المهموز الى المغموز الى المضاعف والمعتلّ و وقف الفعل الناقص بلا صوت لأنّه أقلية و لأنّه ممنوع من الصرف و سانده جمع التكسير ..لكنّ الجياع و البطّالين رسبوا في النحو و في الصرف و في الفقر ..و أومأت اليهم العدالة الانتقالية بمغادرة المكان لأنّهم أخطؤوا الطريق الى الحياة المدنية ..قالت الخنساء " ما أحمق هذا العصر و هذا الرهط الذي أقحمني في هذا الركح ؟ اللهمّ أتمّ عليهم ما أرادوها و بلّغهم ما أملوه و أبعدني عن اللوثات القبيحة و اللطخات الفاضحة و الحكايا الموحشة و التفعيلات التائهة عن الصراط المستقيم .." آمين يا ربّ التونسيين ..و رزق أهلنا الثوريين و الكادحين و الحالمين جميل الصبر و السلوان.............
#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيها المتسول الثوري ..هل أنت سلفي أم علماني ؟
-
كم عطّلوا من مستحيل ؟؟؟؟
-
رقص على الأكاذيب
-
جمّدوا الوقت سريعا ...
-
لؤلؤة شرقية
-
من نصيب من هذا الشعب ؟؟؟
-
الصاعقة الأرجوانية ...
-
حقيبتان ..عفوا..لكل النساء
-
سأدمر كل يوم صنم ..
-
أنت أقليّة ..سواء كنت ذكرا أم أنثى
-
يا طواسين القيامة
-
قصيدة الغليون .
-
سأمنح للنوارس أجنحة..
-
هل أتاك دُعاء جرحى الثورة ؟؟؟
-
هل انهزم اليسار العربي ؟
-
أين تاء التأنيث ؟
-
تأديب المعلّمين و المعلمات مندوب اليه أم مندوب عليه؟
-
الحاكم يريد أم الشعب يريد ؟؟؟
-
اضحكوا بقدر المستطاع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-
هل نفّذتم القرار بالهدم ؟
المزيد.....
-
اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
-
عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم
...
-
فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد
...
-
نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
-
الحرب والغرب، والثقافة
-
-الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي
...
-
مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي
...
-
والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب يكشف عن حالة نجله ب
...
-
تابع الحلقة الجديدة 28 .. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28
...
-
تابع عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 مترجمة عبر ترددات القن
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|