هل نعيش بداية العصور المظلمة الجديدة

فائز الكنعان

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 04:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل نعيش بداية العصور المظلمة الجديدة
دروس في التاريخ






البداية
العصور الكلاسيكية القديمة. (Classical Antiquity )


من المتعارف تقليديا انها تبدأ مع اول ماوصلنا من الشعر المؤرخ لليوناني هوميروس ( القرن الثامن والسابع قبل الميلاد) ، وتستمر مرحلته او تنتهي مع ظهور المسيحية وانهيار الامبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي.




هيباتيا- Hypatia


ولدت بين عامي ٣٥٠ و ٣٧٠ م وتوفيت عام ٤١٥م وكانت عالمة يونانية واختصاصها كان الرياضيات وكانت تدرس الفلسفة والفلك، عاشت في مصر الرومانية .
اول امرأة تتميز بالرياضيات، كانت تدير مدرسة بلاتونست في الاسكندرية.
(Platonist school at Alexandria)
تصور في ذلك الزمان ، إمرة جميلة تذهب الى أثينا وروما لتكملة تحصيلها العلمي ثم ترجع ألى بلدتها الجميلة الاسكندرية لتدير وتصبح العميد للمدرسة او الجامعة، خبيرة في الرياضيات ولديها تجارب عملية لإثبات ان الارض كروية وتبحث وتطور الأسطرلاب ثم تدرس الفلسفة ومازالت شابة ، والدها ثيون الكساندريكوس وهو عالم رياضيات و اخر من أدار متحف ومكتبة الاسكندرية.


قتلت على يد الغوغاء المسيحيين الذين اتهموها بالتسبب في الاضطرابات الدينية ومعاداة الكنيسة وكونها وثنية.
اتهمت بتعاطي السحر والشعوذة وتعاطي الآلات الموسيقية.


في يوم جميل ،هيباتيا تقود عربتها عائدة الى دارها ، تربص لها الرعاع وبقيادة بيتر الكاتب ( Peter The Reader) , وهو مساعد المطران سيرل ( Bishop Cyril) ، سحبت من عربتها، أخذوها الى كنيسة تدعى كايزاريم ( Caesareum) ، جردت تماماً من ملابسها، وقشط جلدها وقطع بقذائف المحار ومن ثم حرق جسدها المقطع في مكان يسمى سينارون ( Cinaron).
رقصوا حول الجسد ورائحة الشعواط، هل كان الرب يراقب ؟ ام كان في إجازة .


يقترح البعض او يتفقوا على ان مقتل هيباتيا على يد الغوغاء المسيحيين هو بداية "العصور المظلمة" وهي العصور الذي بدا معها التدهور الثقافي والاقتصادي والاضطرابات التي وقعت في اوروبا بعد انهيار الامبراطورية الرومانية العظيمة .


وبهذه الطريقة الوحشية تم القضاء وحرق الاعمال العظيمة ،الفلسفية والثقافية لمئات السنين من حضارة ماقبل المسيحية .
وأرجعت كلها لأعمال الوثنيين وبالتالي من تأليف الشيطان ، وعوقب كل انسان حتى من حيازة الاعمال الكلاسيكية لتكون دليلا على كونه من السحرة او مستحضري الأرواح والمشعوذين، وهؤلاء التعساء عادة ينتهون بالحرق او الصلب ، فزهقت أرواح آلاف البشر باسم الدين وحماية للدين والصليب.






التاريخ يعيد نفسه مع صعود التيار الاسلامي المحافظ ومبدا التكفير والقتل باسم الله .


ضعف القيادة في امريكا مع وجود رئيس ضعيف ، الانهيار المالي في الغرب وزيادة أسعار النفط، الاشتراكية الديمقراطية او الاجتماعية في اوروبا والتي جمدت الاقتصاد وقتلت الإبداع وعززت الكسل، الاعداد الهائلة من المهاجرين الى اوروبا ، شيخوخة الحضارة وابناء الحضارة ، كل هذا سيسارع بالقضاء على الحضارة الغربية وسيغير خارطة العالم والتي قد تكون مؤشر لبداية مرحلة جديدة من عصور مظلمة .




قيطان الكلام-




ان الكثير او الغالبية العظمى من البشر وفي كل ارجاء المعمورة ، تساعدهم قوى اليسار في الغرب، يحلمون بسقوط امريكا .
وان تعددت الاسباب فانهم يعتقدون خطا ولجهل بعبر التاريخ، انه حالما تنتهي امريكا فان الخير سيعم هذا العالم او ان الصين والهند ستقود العالم الى بر الأمان ونعيش في بحبوحة او تصبح أوربا مسلمة والزكاة يحل مشاكلها.


المشكلة ان كل اعداء امريكا والنظام الرأسمالي هم غير موثوق بهم وان الصين لاتملك المقومات لبناء حضارة في الوقت الحاضر ، فهي مصنع رخيص يستعمله الغرب لتصنيع بضاعة رخيصة وبأيدي عاملة رخيصة في بلد خالي من حقوق الانسان ومن القوانين الكثيرة في الغرب والضرائب التي تعيق الانتاج في الغرب.


فالصين مجرد تابع للحضارة الغربية ومكمل لها وليس البديل حيث ليس لديهم المقومات الحضارية او الأخلاقية لقيادة العالم ولديهم من المشاكل العرقية والاجتماعية ما تكفي لان ان يكونوا اول المتضررين من سقوط الغرب.
فالصين سوف لأنجد الطعام لإشباع سكانها اللذين تجاوزوا المليار والتلث وكذلك الهند لانه المستهلك الغربي وأمريكا هو سوقهم الرئيسي، فمن اين ستجد الصين المال لاشباع سكانها؟
فستبدأ ثورة الجياع اولا في الصين.
تصور العرب بدون أموال البترول، تصور دُبي ومينائها ، سيرجعون الى الصيد من البحر وصيد اللؤلؤ.
والسؤال ، كم ستطول هذه الفترة ومن سيبرز وينشئ الحضارة القادمة؟
وقد يكون هذا هو خيار الطبيعة
لها الحكم والقرار الاخير بعد ان وصلنا المليار السابع

#فائز_الكنعان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل