أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زارا مستو - سمات الأنظمة الشمولية في الشرق















المزيد.....

سمات الأنظمة الشمولية في الشرق


زارا مستو

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 16:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن سيطرة الأنظمة الشمولية الاستبدادية على الحكم في الدول العربية دأبت إلى تغييب المواطن عن المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية بفعل مقصود لاحتكار السلطة والثروة معا.
وحصرت هذه الأنظمة في نفسها مؤسسات الدولة كلها, دون أن يلفت إلى الوطن والمواطن ومعاناته وهمومه وأماله لفتة حقيقية, والمهام الملقاة على عاتقها لمواكبة التطورات, في الميادين كلها, ونتجت عن هذه السياسة آثارا وتداعيات خطيرة على المواطن والوطن معا, غدا المواطن غريبا أسيرا في وطنه, لا يشعر بأي صلة حقيقية إلى الوطن, وفقد المواطن الثقة بالنظام وقوانينه وسياساته, حتى وصل بالمواطن إلى قناعة بأن بقاء الاستعمار كان رحمة, أو هروب من الوطن باتجاه إلى تلك الدول التي كانت تتصف بأنها استعمارية أمنية.
ومن أهم السمات البارزة لهذه الأنظمة:
1- الفساد والاستبداد: اتحدت هذه الأنظمة مع فئات معينة من الشعب لاستمرارها في التسلط والسيطرة, واتسمت بالفساد والاستبداد, يقول الأستاذ نبيل علي صالح(1) :
مجتمعاتنا العربية محكومة بالفساد والاستبداد، ولا تزال تهيمن عليها ثلاث سلطات رئيسية هي :
أ- السلطة الرسمية (الحاكمة) : التي تعمل على تطويع وقسر الفرد ( وبخاصة الفرد المثقف) ، واعتقال فكره وعقله لصالح مقولاتها القبلية بمختلف الوسائل الترغيبية والترهيبية (معنوياً ومادياً) ، كمحاولة شراء ضميره وقلمه، أو محاربته بلقمة الخبز أو بالعزل والاتهام والسجن أو بالنفي..
ب- سلطة العادات والتقاليد الاجتماعية : التي أضحت مع مرور الزمن ديناً قائماً لوحده. أصبح له دعاته ومناصروه في كل حدب وصوب.
ج ـ السلطة الدينية المزيفة (وعاظ السلاطين) : المتحالفة مع مراكز السلطة السياسية والأمنية من أجل الوصول إلى المصالح الذاتية المشتركة التي لا يمكن أن تتسع دوائرها إلا من خلال الإبقاء على حالة التخلف الفكري والنفسي ، وتكريس واقع التبعية والاستلحاق التي يرزح تحته أبناء المجتمع كلهم (.. انتهى.
2- والدولة أصبحت في ظل هذه الأنظمة تحتل رقما قياسيا في الانتكاس والتراجع في المجالات كلها,وهذا ما أكده الاديب العربي ادونيس في مقالة له(2) " يزداد العرب تراجعاً في كل الميادين - نسبياً وقياساً إلى تقدّم غيرهم - في التربية والتعليم، في النموّ الاقتصاديّ والاجتماعيّ، في حقوق الإنسان وفي الحريّات الديمقراطية، في السلطة وفي السياسة. وماذا أقول عن موضوع صيانة البيئة؟ .. ،ويزداد العرب تبعية للقوى الكبرى، الاقتصادية والسياسية، بحيث إنهم تحوّلوا إلى مستهلكين، وإلى قوة شرائية استهلاكية، على المستوى الكوني لا مثيل لها، إلى درجة أنهم تحوّلوا إلى «ثروة سوقيّة» هائلة للقوى المنتجة في العالم, ليس للعرب حضور سياسيّ فعّال على الخريطة السياسية الكونية، بوصفهم عرباً؛ وإنما ينحصر حضورهم في كونهم سوقاً، وثروة نفطية. لهم بتعبير آخر، حضور بوصفهم أداة أو أدوات، وليس بوصفهم طاقة خلاّقة تشارك في بناء العالم " انتهى.
3- شخصنة المؤسسات والوطن:
هذه الأنظمة تختلف عن الأنظمة الديمقراطية التي تنتخب من قبل الشعب, فإن العاملين في هذه الحكومات والمؤسسات موظفين لدى الشعب, ويعملون لصالحه, أما المؤسسات عند الأنظمة الاستبدادية تنحصر في شخص الحاكم, والشعب ليس مصدر السلطات عمليا, وإنما الشعب ملك لشخص الحاكم, وحتى الوطن يعرف باسمه, والمجد والتاريخ يبدأان به, كل شيء قبله, ليس له معنى, لا معنى للحياة بدون وجود القائد, لا تستمر دونه, يستطيع القائد أن يغير الدستور بجرة قلم, القضاء بيد الحاكم واتباعه, المال العام هو ماله, وتنحدر من هذه الثقافة أحزاب سياسية لا تزال تعمل وفق هذه العقلية, في منطقتنا, بينما الدول الديمقراطية تقوم بمحاسبة رؤسائها وقادتها عندما يخترقون القوانين, ويمتثلون للمحاكم, وهناك أمثلة كثيرة.
4- أبدية الحاكم: الحاكم العربي عندما يستلم الحكم فهو يستلم إما من العائلة أو الحزب, فالشعب منحصر بهما, فهو قدر الشعوب ليس هناك بديل عنه إلا عندما يرحل عنا دون إرادتنا, ليس بمقدور المواطن المطالبة بتغيير الحاكم, فقط الموت يستطيع أن يغيره.
يقول الأستاذ فيصل القاسم في مقاله له(4)" كلنا يعرف أن الإنسان العربي كان محكوماً عليه بمعاصرة زعيم واحد أو اثنين على الأكثر خلال حياته حتى وإن تجاوز عمر المواطن التسعين عاماً، فهو يولد على وقع خطابات الزعيم ، ويتزوج، وينجب أطفالاً، وربما يزوج أبناءه وما يزال الزعيم حاكماً حتى لو كان على فراش الموت غير قادر على التحكم بوظائفه الفيزيولوجية أو فاقداً الوعي منذ سنين"
وإن صمم الشعب على تغييره, فهو مستعد أن يفعل ما يشاء في سبيل بقائه, قتل الآلاف وتدمير المدن والقرى, يقول المفكر السوري طيب تيزيني في تصريح له(5) إن" الأنظمة الاستبدادية تعيش على مبدأ «الأبدية في الحكم أو الموت وتدمير البلاد » ، لافتاُ إلى أن هذه البنية الثقافية للنظام تأسست عبر الممارسة الواقعية والعملية من خلال احتكار الثروة والسلطة والإعلام والحقيقة".
5- إقصاء المعارضة وتخوينها: ليست هناك المعارضة في ظل هذه الأنظمة, وإن كانت هنالك, فهي معارضة مزيفة من صنيعتها, تقوم بدور معين, فإن هذه الأنظمة طاردت المعارضة ونفتها إلى خارج الوطن أو ودعتها في السجون أو ركعت لها كما تريد, وفق سياستها, لم يبق شيء اسمه المعارضة في هذه الأوطان, فإنّ كل رأي مخالف لخطابها مردها إلى المؤامرة أو إلى تخوين صاحبه, وارتباطه بالجهات المعادية للوطن, فبدل أن تبحث هذه الأنظمة عن الأسباب والعوامل والدوافع التي تعاني منها المجتمعات في المجالات كافة, فإنها تحمل الخارج أو المعارضة الداخلية مسؤولية فشلها, فإن المواطن في ظلّ هذه الثقافة مكبّل بمنظومة هيمنة النظام الشمولي وأدواته, حتى لا يستطيع أن يتحدث عن حفرة أو حادث سير في البلاد دون إذن مسبق.
إن هذه العوامل كلها جعلت الشعوب العربية تثور في وجه هذه الانظمة الشمولية الاستبدادية, وتكون هي المعارضة الحقيقية, بعد أن وصلت إلى قناعة بأن هذه الأنظمة غير قابلة للإصلاح, ففضّلت إسقاطها وتغييرها, لتبني نظما ديمقراطية تعددية, تحترم المواطن وكرامته, وتحقق له ما يريده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- شامل عبد العزيز "ما بعد الربيع العربي , هل هي الطائفية ؟
الحوار المتمدن - العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 10:27".
2- شامل عبد العزيز "ما بعد الربيع العربي , هل هي الطائفية ؟
الحوار المتمدن - العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 10:27".
3- أدونيس" كميا كوردا.
4- فيصل القاسم : الشرق القطرية.
5- ولاته مه



#زارا_مستو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاوف كوردية -قراءة في المواقف الكوردية التي تناولت اتفاق ال ...
- مخاوف كوردية-تتنصّل هيئة التنسيق والمجلس الوطني من الاعتراف ...
- من يمثل الشرعية في الساحة الكوردية السورية؟
- الثورات العربية ومخلفات الثقافة الشمولية
- المؤتمر الوطني الكوردي فشل أم نجح في توحيد صفوف الكورد ؟
- الحوار مع المحامي والكاتب مصطفى إسماعيل -عضو الهيئة التنفيذي ...
- الحوار مع الكاتب والإعلامي عمر كالو -عضو الهيئة التنفيذية لل ...
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية(7)
- ثنائية جلد الذات والتمجيد في الخطاب الكوردي؟!
- مصالح الدول والربيع العربي!
- الحوار مع الأستاذ الجامعي كاوا أزيزي
- الحوار مع الأستاذ مصطفى جمعة القائم بأعمال سكرتير حزب آزادي ...
- عوامل انتصار الثورات و الانتفاضات في منطقتنا ؟
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 6 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 5 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 4)
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 3 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 2 )
- مخاوف كردية تجاه مواقف المعارضة السورية
- أحضني يا أبي


المزيد.....




- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...
- -مسيرة الفخر- تشعل التوتر مجددا بين المجر والاتحاد الأوروبي ...
- لأول مرة منذ ثلاة عقود، بريطانيا تعيد العمل بالردع النووي ال ...
- كوريا الشمالية تفتتح أكبر منتجع سياحي .. مخصص للسياح الأجان ...
- إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائي ...
- هل تعرف كيف تحمي نفسك وعائلتك من لدغة القراد في كل فصول السن ...
- مقتل عدة أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زارا مستو - سمات الأنظمة الشمولية في الشرق