أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زارا مستو - عوامل انتصار الثورات و الانتفاضات في منطقتنا ؟















المزيد.....

عوامل انتصار الثورات و الانتفاضات في منطقتنا ؟


زارا مستو

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن طبيعة العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية القائمة في مجتمعنا تعود جذورها إلى الثقافة الموروثة من حضارة البداوة الصحراوية التي تقوم على التحكم والتسلط والاستبداد, فضلا عن تكبّل عقلنا بأنموذج فكري شمولي معلّب جاهز مستورد لا يختلف كثيرا عن النموذج القائم لدينا, "فالشموليّة (مذهب السلطة الجامعة) شكل من أشكال التنظيم السياسي يقوم على إذابة الأفراد والجماعات والمؤسسات كلّها في الكل الاجتماعي ( الشعب أو الدولة ) عن طريق العنف والإرهاب , ويمثل هذا الكل قائد واحد يجمع في يديه السلطات كلها"(1), بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية السيئة التي نعيشها, ممّا أدى إلى خلق ثقافة ممزوجة وموروثة بين الاستبداد والحكم الشمولي تتسم بطابعها الشرقي العربي, فإن هذه الثقافة فرضت علينا نمط معين من التفكير, فإن الأنظمة العربية لا تزال تتعاطى و تتعامل وتحكم هذه الشعوب وفق هذه الثقافة, وبالتالي ساد الفساد المالي والسياسي والاجتماعي في هيكلية الدولة والمجتمع، وبقي الإنسان عاجزاً وغير قادر على مواكبة التغيرات,
إنّ هذه العوامل جعلت منطقتنا عصية على التغيير والتطوّر لمدة طويلة حتى وصل البعض إلى اقتناع بأنّ هذه الشعوب ميتة غير قابلة للحياة إلا أن ما حدث مؤخراً في هذه المنطقة من انتفاضات وثورات غيّرت اليقين, ورسّخت وفرضت قناعات جديدة تؤمن بإرادة هذه الشعوب في التغيير والتحوّل الديمقراطي, وهذا سببه تنامي الوعي الاجتماعي والسياسي لدى الجيل الجديد بفضل الثورة الإعلامية التي حققت التواصل والاحتكاك بين الشعوب, والاطلاع على إنجازات الغرب في مجالات عدة, يرى الأستاذ مصطفى إسماعيل أنّ" الثورات أسقطت العاصفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليقين الأعظم الذي ورد مراراً في كتابات صمويل هنتنجتون وبرنارد لويس وتشارلز كوارثمر وإيلي قدوري وفؤاد عجمي وفرنسيس فوكايما. وهي أنّ البلدان العربية ستبقى بمنأى عن التحول الديمقراطي او الإصلاح الديمقراطي. ومرد ذلك في تنظيراتهم - كتابتهم إلى منظومة القيم الثقافية والدينية والمجتمعية... وقد بلغ الامر بـ " صمويل هنتجتون "في كتابه " الموجة الثالثة "... تناول بالبحث والدراسة عمليات التحول الديمقراطي في 35 دولة , لم تكُ من بينها دولة عربية"(2)
إذاً, النظم الشمولية المستبدة المتحجرة ستنهار أغلبها في منطقتنا, وستكون بداية مرحلة النظم الديمقراطية التي تدعو إلى التعددية وحق الاختلاف والتداول السلمي للسلطة وحرية التعبير والتفكير، وحقوق الإنسان, كما حدث في أوروبا الشرقية في نهاية القرن الماضي.
وإذا أردنا أن نقف على بعض ما تتسم به هذه الانتفاضات والثورات التي تحصل في منطقتنا, وعوامل انتصارها, فإننا نستخلص:
1- هذه الثورات والانتفاضات هي وطنيّة شعبيّة تقوم بها فئات الشعب كلها, فإنّ غالبية الشعب- إن لم نقل كلّه- يطالب بتغيير النظم القائمة التي فشلت في إدارة بلدانها بتحقيق طموحاتها في حياة حرّة مرفّهة كريمة, فهذه الثورات لا تُختزل في فئة معينة أو جيل معيّن, وإن كان طابعها شبابياً, بل الأعمار جميعها, بعكس ما يدعي البعض بأنها شبابية خالصة.
2- هذه الثورات والانتفاضات تضمّ وتساهم فيها القوميّات والطوائف والمذاهب كلّها, لا تنحصر في عرق أو طائفة أو مذهب محدّد... الخ. في مصر كان الأقباط جزءاً من الثورة, وفي ليبيا أيضا انضمّ الأمازيغ إلى الثورة, وفي سوريا الأكراد هم جزء مهم من الانتفاضة, وهذا ما أكّده الدكتور برهان غليون:" بتصوري الشيء المهم بين الثورة أن الأكراد اختاروا طريقهم واختاروا طريق الانخراط في سوريا وفي المواطنة السورية بشكل واضح وهم من المشاركين الرئيسيين والمتحمسين في الثورة"(3)
3- إن التيارات الفكرية كلها منضوية تحت رايتها, من العلمانيين والإسلاميين والقوميين واليساريين والديمقراطيين والليبيراليين..., لا تنحصر في تيّار معيّن فقط, فالمؤتمرات المعارضة التي كانت تنعقد تثبت ذلك.
4- هي ثورات وانتفاضات داخليّة ليست أجندة ومؤامرات خارجية غربية أو عربية كما تدّعي هذه الأنظمة, بل أتت كحالة طبيعية إثر الأوضاع السياسية الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تعانيها هذه الأوطان, بل يسميّها البعض بأنها ثورة عبيد يطالبون الحريّة.
5- إن مساندة الغرب لهذه الثورات تأتي لضمان مصالحها, وهي تنطلق وتتعامل مع هذه الثورات والانتفاضات وفق هذا المبدأ, ولذا هي تطالبها بالرحيل حفاظا على مصالحها في النهاية كما حصل في ليبيا عندما غير روسيا والصين وتركيا موقفهم. لأنها مقتنعة بأن النصر لصالح الشعوب لا محال.
6- وسائل الإعلام والتواصل كالنت والفضائيات والجوال بما يحتويه من تقنيات التصوير... حيث غدت هذه التقنية الجديدة الحديثة أقوى سلاح تحارب به الأنظمة المتحجرة المتسلطة, وقد لعبت هذه الوسائل دورا مهما في فضح ممارسات وجرائم الأنظمة, وغدت هذه الوسائل أداة التواصل بين المنتفضين, ووسيلة الضغط على الأنظمة, وتحريض الرأي العام العالمي عليها, وقال عبد السلام جلود الشخصية الثانية في النظام الليبي والمنشق حاليا رأى "العالم تحرك بعد بث الاعلام جرائم الإبادة في ليبيا"(4)
7- بنية هذه الأنظمة غير قابلة للتحديث أو التغيير أو الإصلاح , ولذلك وصلت الشعوب إلى مرحلة بأنها لا بدّ من كسر الجليد, وانتقال إلى مرحلة جديدة من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية تؤمن بحياة كريمة حرة إذ نالت هذه الشعوب نصيبها الكافي من الذل والهوان, والقتل والاعتقال على مر العقود بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية واحتكارها للثروة والسلطة والمال وما قام به البوعزيزي كان ردا طبيعيا على هذه الحال. يقول شاكر النابلسي "أن وجود هذه الأنظمة الدكتاتورية ضد مصالحه المستقبلية، وأنها غير قادرة على الإصلاح والتغيير. فطبيعتها وتركيبها ضد الإصلاح وضد التغيير، الذي هو مخالف لطبيعتها ووجودها"(5)
إن المنطقة ستمر بمرحلة انتقالية قلقة بعض شيء بعد انتصار هذه الانتفاضات والتخلص من هذه الأنظمة إلى حين تشكيل تجربة مثقلة بثقافة ديمقراطية, وهذا يحتاج إلى مناهج جديدة لتعليم الناشئة أسس ومبادئ ديمقراطية, يقول الأستاذ صلاح يوسف : "رغم سقوط صدام ومبارك والقذافي إلا أن الديمقراطية ما زالت بعيدة، ذلك أن الديمقراطية لا تقوم إلا بوجود إنسان حر كامل الإرادة يفكر باستقلالية بعيداً عن وهم القداسة وخرافاتها، وهو ما يحتاج إلى مناهج جديدة للناشئة تعلمهم تفهم حرية الاعتقاد وحق الاختلاف بعيداً عن سلوكيات القطيع الهمجية"(6)
نعم, التحديات ستكون كثيرة في المستقبل, إذا كان البعض يعتقد بأنّ القوى الكبرى الخارجية ستكون العائق الأوحد لاستقرار وتطوير هذه البلدان, أستطيع القول إن موروثنا الفكري مليء بالتحديات, وليس أقل خطرا ولذلك علينا أن نبحث عن حوامل ومرتكزات جديدة تجعلنا أن نواكب الدول الديمقراطية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الطاغية, أ.د. إمام عبد الفتاح إمام.
2- إنها الموجة الرابعة للدمقرطة الأستاذ مصطفى إسماعيل" باخرة كورد" النت".
3- نقلا عن صفحة فيسبوك لقناة العربية بتاريخ 25-8-2011
4- في برنامج «مدار الوسط» الذي يبث على "الوسط أون لاين" العدد 2435 | الخميس 07 مايو 2009م الموافق 12 جمادى الأولى 1430ه
5- هل نهاية الدكتاتوريات القروسطية مسألة وقت فقط؟ شاكر النابلسي الحوار المتمدن - العدد: 3432 - 2011 / 7 /
6- تعليق للأستاذ صلاح يوسف في صفحته على فيسبوك.



#زارا_مستو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 6 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 5 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 4)
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 3 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 2 )
- مخاوف كردية تجاه مواقف المعارضة السورية
- أحضني يا أبي
- لماذا تخاف الأحزاب الكوردية من انعقاد مؤتمراتها؟
- حوار مع الكاتب والسياسي صالح جعفر
- أسباب ظاهرة الانتحار في مجتمعنا !
- الحوار مع عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا مصط ...
- هل الذهنية العربية تقبل ثقافة التغيير والديمقراطية ؟
- هل الإطارات الكوردية الحالية مجدية؟
- آراء حول وحدة الحركة الوطنية الكوردية
- لماذا لا ندافع عن البشير؟!
- كلّنا مستهدفون إن لم نعيد النظر في مواقفنا
- شعوب المنطقة و أنظمة الإنكار
- هل التغييرُ ممكنٌ في المنطقة ؟؟؟
- ما هو وضع العامل في سوريا؟؟؟؟
- الحركة الكردية في سوريا بين الماضي والحاضر


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زارا مستو - عوامل انتصار الثورات و الانتفاضات في منطقتنا ؟