أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - جحا وساميلا: الحلقة الرابعة :قصص قصيرة مسلسلة















المزيد.....


جحا وساميلا: الحلقة الرابعة :قصص قصيرة مسلسلة


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


رياض خليل
الحلقة الرابعة
جحا وساميلا (4): قصص مسلسلة
يوم نحس في محاولة البحث عن زهير والحمار
تمهيد : تعرف زهير على جحا عرضا ، واستضافه جحا لفترة ، ثم طرده ، وفي الحلقة الثانية عاد زهير ليلا ليزف لجحا وساميلا خبرا خطيرا جدا ، وناما قبل سماع الخبر ، وفي الحلقة الثالثة ، أفاقا على غياب أو هروب زهير . وفي هذه الحلقة الرابعة خرج جحا وساميلا للبحث عن زهير الذي بالكاد يعرفانه :
خرج جحا وحده ، بعد أن أقنع ساميلا بالعدول عن عزمها مشاركته البحث عن زهير . اتجه نحو الحمار ، فلم يجده ، صاح بزوجته :
- ساميلا .. ياساميلا
وخرجت ساميلا ملهوفة ، أحست أن مصيبة قد حصلت ، سألته : ما الخبر ياجحا ؟ لماذا تنهق هكذا ؟
- أنا أنهق يا .. حمارة ؟
- عفوا .. أنا آسفة .. كنت أقصد لماذا تصرخ كحمارك ؟
- ساميلا ..
- المعذره ياجحا .. هل تريد أن أكذب عليك ؟ هل تريد الصدق أم ابن عمه ؟
- أريد الصدق والصراحة طبعا
- الصراحة ؟ بدون زعل ؟
- تكلمي ياساميلا .. قبل أن أجنّ
- لاأعرف لماذا .. هذه المرة .. هذه المرة فقط
- تكلمي ياساميلا .. وإلا صفعتك ..
- فقط هذه المرة لم أميز بين صوتك وصوت الحمار ..
وهجم جحا على ساميلا .. ليضربها .. لكن ساميلا هربت من طريقه ، وهي تتوسل إليه :
- طول بالك ياجحا ، بالتفاهم .. بالتفاهم .. والحوار .. أنا أعتذر ، أسحب كلامي .. ولكن قل لي ياحماري .. عفوا ... أقصد ياحبيبي جحا .. يازوجي ال....
- كفى .. حسبك .. ولكن .. ولكن ... لقد نسيت ..
- نسيت ؟ ماذا؟
- هه .. تذكرت .. نعم تذكرت . . الحمار
- الحمار ؟ .. مابه ؟
- أين خبأت الحمار ياحمارة ؟
- أنا ؟
- ياحرامية ! كل شيء إلا الحمار ؟ لن أسمح لك بسرقته ؟ أين الحمار ياساميلا ؟
وتلتفت ساميلا نحو المكان الذي يربط فيه الحمار عادة ، فلم تجده ، وضربت كفها على صدرها وهي تندب :
- ياخسارتك ياحمارنا ، أين هربت ؟
- لاتكذبي ياساميلا .. الحمار لايمكن أن يهرب ..
- ولماذا لايمكنه أن يهرب ؟
- أولا : لأنه يحبني ، ولايمكنه أن يستغني عني ، إنه أعز من ابني
- ابنك ؟ أنت متزوج علي بالسر ،ولك ولد ، لقد اعترفت ، لاتقل لي زلة لسان ، إنها الحقيقة .. الحقيقة ياجحا ، ولكن مادمت قلت أولا : فإنني أسألك : ماذا عن ثانيا ياجحا ، وبعد ذلك سنتحاسب ، وسأحقق معك عن ابنك الذي لم تصارحني يوما به ، المهم : وثانيا ياجحا ؟
- ثانيا : لأنه مربوط
- مادمت تثق به ، فلماذا تربطه ؟
وغضب جحا لأنه ارتبك من السؤال الذي لم يعرف إجابته ، وصاح في وجهها :
- لاتثيري أعصابي وتتفلسفي علي ، أين الحمار ؟ أين الحمار ياساميلا .. وإلا .؟
- لماذا لاتسأله ؟
- أسأل الحمار ؟
- نعم ، لماذا لاتسأل الحمار نفسه ؟ هو الذي هرب وليس أنا ؟
- ياغبية .. حسنا .. أنا غبي وأنت ذكية .. لماذا لاتسألينه أنت بالنيابة عني ، أنا أوكلك وأفوضك بهذا الأمر الهام جدا جدأ ...
- ياعيب الشوم عليك ياجحا .. ألا تستحي ؟ ألا تغار علي من الحمار ؟
- نعم !؟.. أغار من الحمار ؟ ولماذا أغار من الحمار ؟ وعلى ماذا؟
- الحمار رجل مثلك مثله ، وأنا أنثى .. أنا امرأة .. وهو .. أي الحمار ذكر .....
- لاتكملي .. الآن أعترف أنني غبي .. غبي جدا . بل إنني أغبى منك ياساميلا ..
- هذه أول مرة تصدق فيها ، كم مرة كنت أقول : أنت أغبى مني ، هاأنت تعترف بعظمة لسانك أنني .. عفوا أنك أغبى .. بل الأغبى .. يعني أنا ذكية
- ولكن الحمار .. الحمار ياساميلا .. أين الحمار ؟
- وماذا عن زهير ياحبيبي .. ؟ أين زهير ؟
- زهير ؟ آ.... زهير .. فعلا .. أين زهير ؟
- لماذا تردد ماأقوله كالببغاء ؟ ثم ماذا نحن فاعلون يامستر جحا ؟
- ساميلا .. حبيبتي .. الآن نحن أمام مشكلتين : الحمار وزهير .. كيف نحل المشكلتين ياساميلا ؟
- نحن بمشكلة ماخالصين .. فكيف بمشكلتين ؟
- يعني ألن تساعديني ؟ تتهربين ؟
- لم أفهم ماتقصد ؟
- مارأيك أن يبحث كل منا عن واحد منهما ؟
- أنا أبحث عن زهير
- ماحزرت .. بل أنا من يجب أن يبحث عن زهير
- أنت ابحث عن حمارك ، وأنا أتولى البحث عن زهير ، والذي أوله شرط آخره سلامة
- ياساميلا .. اسمعي الكلام ، أنا أبحث عن زهير وأنت عن الحمار
- ومالفرق بينهما ؟ أقصد بين زهير والحمار ، كلاهما رجل مثلك تماما
- طيب جاءتني فكرة
- ماهي ؟
- نعمل قرعة : طرّة ؟؟ وإما ..نقش
- اتفقنا .. تفضل ..
وبدأ جحا يبحث عن قرش في ثنايا ثيابه وجيوبها الكثيرة .. وطال بحثه عن قرش .. فيما ساميلا تراقبه عن كثب . فتش جحا كل جيوبه وفك زناره .. وبدأ ينزع بعض ملابسه تدريجيا وهو ينفضها بقوة أملا بسقوط قرش منها ، ولم يفلح ، أو يعثر على قرش ، وساميلا مندهشة مما ترى من تصرفات جحا ، ودفعها الفضول لسؤاله :
- معقول ؟! .. معقول ياجحا .. مامعك قرش ؟ !
واستمر جحا بنزع قطع من ثيابه من دون أن يلتفت لساميلا .. وكاد يخلع عنه سرواله ، لولا أن ساميلا تلفتت يمنة ويسرة ، وهي تزجره بقوة :
- جحا .. استح . . نحن خارج البيت .. قد يراك الجيران ويفضحوننا
ويتوقف جحا مندهشا من كلام ساميلا .. ومصغيا لملاحظتها ، وأكملت ساميلا
- يامجنون .. مامن أحد يخلع سرواله أمام الناس ، إن رآك أحد فقد يشتكي عليك لرئيس المخفر ، وتتسبب لنا بمصيبة ... ثم لماذا لم تنزعه حين كنا في الداخل ياحقير ؟ طول الليل ونحن في فراش واحد .. ولم تخلعه ، أم أنك ترسم على شيء عاطل ؟
وكان بعض الفضوليين من الجيران الأقربين يتلصصون عليهما : أي على جحا وساميلا ، وهما يتناقشان ويتحاوران حول زهير والحمار .. وضبطوه وهو يحاول خلف سرواله ، من غير أن يعرفوا السبب . وسمعت إحدى الجارات آخر كلام قالته ساميلا :
- يامجنون .. ياجحا .. مامن عاقل يخلع ثيابه خارج المنزل وأمام الناس الأغراب
وتنبري الجارة أم غريب متحمسة ، تقدم اقتراحا :
- يا أختي ساميلا .. ماحدا غريب ولاشيء .. كلنا أهل ..
وتنظر ساميلا إليها بغيرة وغضب ، ويسرق جحا بعض نظرات الغزل من أم غريب الجميلة ... وهو يكيل لها الابتسامات ، وتكمل أم غريب وهي ترمي بضحكاتها المثيرة لجحا ، ونظرات إغاظة واستفزاز لساميلا :
- خذ .. راحتك أخي جحا .. ( لساميلا ) اتركيه يخلع السروال ، كلنا خلقة الله .. نحنا أهل .. يعني من العب للجيبة ،
وترد ساميلا : أم غريب .. أنت مادخلك ، نقطينا بسكوتك .. لاتتدخلي بيننا أنا وزوجي جحا
وتجيب أم غريب :
- كان قصدنا نخدم .. على كل إذا جحا مضطر يشلح السروال ، شو رأيك يدخل يشلحو عندي ؟ هكذا لن يراه غريب
ويسألها جحا : أين غريب ؟ أليس في الداخل ؟
أم غريب : غريب لا في الداخل ولا في الخارج ، وما غريب إلا الشيطان يارجل ،
ساميلا : أم غريب أرجوك ، قفي عند حدك ، واعرفي مع من تتكلمين ؟
أم غريب : لاتعصبي أختي ساميلا ، أنا بحبك كتير ، وابني غريب بيحبك كتير وبيحب حمار زوجك أكتر لأنو واحد من العيلة .. أنا كان قصدي أخدم ياحبيبتي ساميلا .. المهم ، لماذا لم يخلع جحا السروال داخل البيت ؟ ألم يتذكر قبل أن يخرج ؟ على كل حال ملحوقة
ساميلا : ياأم غريب .. يكفينا الذي فينا ، مصيبتنا مصيبتان
أم غريب : ياساتر !
جحا : ياأم غريب .. هل تعيرينني قرشا ؟
ساميلا : يا أم غريب .. لو أعرته قرشا ، فستحلين مشكة خطيرة جدا
أم غريب : أعوذ بالله .. ما المشكلة ؟ وهل هي خطيرة جدا ؟
جحا : أخطر من رئيس المخفر
أم غريب : هل أخبركما بسر خطير جدا جدا ؟
ساميلا : ماهو ؟ أخبرينا ؟
أم غريب : هل عندكما للسر مطرح ؟
جحا : سرك في بئر يا .. يا ...
ساميلا : يا .. يا .. يا.. ماذا ؟
أم غريب : أخبراني أنتما بالأول
ساميلا : بل أنت بالأول ..
جحا : إعيريني قرشا للحظات فقط ، وسأشرح لك
أم غريب : ألهذه الدرجة تظنني غبية حتى تشرح لي ، أنا أفهمها على الطاير بدون شرح
جحا : ياأم غريب .. أرجوك أعيريني قرشا للحظة فقط وأعيده إليك
أم غريب : وما لذي يضمن لي أنك ستعيده لي بعد لحظة ؟
ساميلا : حبيبتي أم غريب ...
أم غريب : الآن صرت حبيبتك ياساميلا ؟
ساميلا : أنا أكفله .. أعيريه القرش
أم غريب : الدنيا فيها موت وحياة .. أريد ضمانة . أريد أن أضمن حقي ، وهذا حقي
جحا : إنها لحظة .. لحظة فقط ، ولن أغيب فيها عن عينيك ، سأفعل شيئا أما م عينيك ، وبعدها أرده لك فورا
أم غريب : ربما .. أقول : ربما مت لاسمح الله في هذه اللحظة قبل أن أسترجع القرش : حقي ..
جحا: أم غريب .. ألا تثقين بي ؟
أم غريب لاتجيبه وتشيح بوجهها عنه نحو ساميلا .. وهي تبتسم ، وساميلا مغتاظة من تصرفاتها ، وتشتمها في سرها " وقحة .. طول عمرك وقحة .. وعينك فارغة " ، ويكمل جحا سائلا أم غريب :
- طيب .. أنت لاتثقين بي .. بجحا .. ألا تثقين بزوجتي
- زوجتك ؟ يا سلام .. يا ضيعان تعبك يا أم غريب ! الذي ماله حظ لايتعذب ولا يشقى .. كان حاسسني قلبي من الأول ..
ساميلا تقاطعها :
- لم أفهم شيئا من كلامك يا أم غريب
جحا : الله يرحم أبو غريب ..
ساميلا : سو قصدك من الحكي يا أم غريب ؟
أم غريب : ماقصدي شيء .. ظننك زوجة جحا ..
ساميلا : هكذا إذن ؟
جحا : أم غريب .. آخر كلام عندي .. ألا تثقين بحماري
أم غريب : أريد ضمانا لحقي ..
جحا : حسنا ساميلا ستقسم لك أن أرد القرش فورا لك بعد الانتهاء منه
أم غريب تبدي عدم الرضى بسخرية .. وجحا يحتار كيف يقنعها بإعارته القرش ، وساميلا تنزعج من تصرفات أم غريب الغزلية الفاضحة إزاء جحا . وأم غريب تسأل :
- وماذا ستفعل بالقرش ؟ هل ستتزوج به فوق ساميلا ؟
جحا يبتسم باستحياء ، وساميلا تشتمه بنظرة ناقمة ، وتلتفت نحو أم غريب التي تكمل :
- أريد ضمانا ..
ساميلا : وما لضمان الذي يرضيك يا أم غريب ؟
جحا : جاءتني فكرة .. الحل عندي ..
وراح يقفز في الهواء ويرقص ويصيح : وجدتها .. وجدتها . واستغربت ساميلا وأم غريب تصرف جحا ، وهما بانتظار معرفة مايود قوله . وقال جحا :
- مارأيك ياأم غريب ؟
- رأيي ؟ بماذا ؟
- هل أنت موافقة ؟ أقصد هل توافقين ؟
- كلام نهائي ؟
- آخر كلام .. صدقيني ..
ساميلا تراقبهما مندهشة ، من كلامهما الغامض المثير .. وتصغي إليهما بتوجس . تبادر أم غريب بالقول لجحا :
- أخشى أن لا يوافق
- من ؟
- أبو زهير
ساميلا : هه .. إذن أنت تعرفين زهير ( لجحا ) ها قد انحلت المشكلة الأولى ، ارتحت ؟
جحا : بل المشكلة الثانية هي التي انحلت ، وليس المشكلة الأولى يا .... الأفضل أن لا أكمل
ساميلا : قصدك يا .. والأفضل أن لاأكمل ، أخاف أن يزعل الحمار
أم غريب : لا أفهم .. من هو زهير ؟
ساميلا : أنت قلت بعضمة لسانك : أبو زهير
أم غريب : وما علاقة أبو زهير بزهير ؟
جحا : قلت لك يا ساميلا .. كنت أشك بالرجل
ساميلا : وأنا كنت أشك باسمه ، اسمه مريب .. غريب .. كأن الرجل يكذب علينا
أم غريب : لعله أراد أن ينتحل صفة زهير الحقيقي
جحا : وهل تعرفين زهير الحقيقي يا حبيبتي .....
ساميلا : ( تقلده ساخرة وغاضبة ) :يا حبيبتي .. أيها الخائن . يا مؤمن الرجال ، يا مؤمن الماء في الغربال . ما أحقرك !
جحا : دائما تفهمينني غلطا .. ما قصدي ..
أم غريب : أتخاف من ساميلا ياجحا ؟ ياحيف على الرجال .. المهم ؟ لنعد إلى سؤالك : هل توافقين ؟ أنا من جهتي موافقة ، لكن الكلام لأهلي : أي لأبي زهير
ساميلا : يا أم غريب ، دعينا نر زهيرا
أم غريب : زهير ؟ أم أبو زهير ؟
جحا : والحمار ؟ كيف سنجد الحمار ؟
أم غريب : تريدان زهير أم الحمار ؟ أم أبو زهير ؟ لقد ضيعتموني
ساميلا : أنا أريد زهير
جحا : وأنا أريد الحمار
أم غريب : وأنا لا أعرف غير أبي زهير , هل تريدان أبا زهير ؟ وهو الأفضل ، دعونا الآن من زهير والحمار ، ولنتفق مع أبي زهير
جحا : أعيريني القرش أولا ، لأنجز الخطة
أم غريب : والضما ن
جحا : قلت لك وجدتها .. نعم وجدت الضمان .. أنت تعيرينني القرش مقابل رهن .. مارأيك ؟
أم غريب : موافقة ، ماهو الرهن ؟
جحا : سأرهن عندك الحمار .. ما رأيك ؟
ساميلا : الحمار ؟ وأين الحمار يا ....
أم غريب : ساميلا معها حق ، أنا لا أشتري سمكا في الماء ، هات الحمار لأعيرك القرش
جحا : حماري هرب وأنا أبحث عنه ؟ ثم إن حماري قد لايوافق على الرهن ، وقد يزعل .. مارأيك أن أرهن عندك زوجتي ساميلا مقابل القرش ؟
أم غريب تتذمر وتعلق :
- ساميلا ؟ وماذا أفعل بساميلا ؟ لا .. لا أقبل
ساميلا : أتريد أن ترهنني عند أم غريب مقابل قرش يا واطي ؟ تريد أن تتخلص مني ؟
جحا : اطمئني ياساميلا , واحمدي ربك أن أم غريب ترفض أن أرهنك عندها مقابل قرش
ساميلا : أم غريب .. حددي أنت .. إذا كنت ترفضين الحمار وأنا .. فماذا تريدين أن يرهن عندك مقابل القرش ؟
أم غريب : أريد أن أرهن جحا مقابل القرش
ساميلا : كل شيء إلا هذا ، لن أرهن جحا عندك حتى لو دفعت لي نصف قرش
جحا : والحل ؟ كيف سنجري القرعة إذن ؟ طرة وللا نقش ؟
ساميلا : أنا الطرّة
جحا : بل أنا الطرّة
أم غريب : على ماذا تتشارطان ؟
جحا : على من يبحث عن زهير ومن يبحث عن الحمار
أم غريب : حسنا ، امضيا .. وأنا سأبحث عن أبي زهير لتطلب يدي منه
ساميلا : أتريدين أن تصيري ضرّتي يا أم غريب ؟ ياحيف عليك ، أتخونين العشرة والخبز والملح يا أم غريب ؟
وفجأة .. يقتحم عليهم المكان رئيس المخفر ومعه دركيان ، ومعهم غريب ابن أم غريب الذي أخذ يصيح وهو يشير بيده نحو جحا :
غريب : انظر يا سيدي ، انظروا إليه ، هاهو جحا ، يخلع سرواله ، ويتحرش بأمي : أقصد أم غريب ، إنه يغويها ، يستغلها .. يغازلها علنا ، بدون خجل ولا حياء ، وأمي المسكينة أرملة ، ماوراءها أحد تستقوي به إلا الله وأنت يا سيدي رئيس المخفر المحترم . اقبض عليه يامولاي ، كن عادلا ولو مرة واحدة في حياتك
رئيس المخفر : مرة واحدة ؟ ياغبي ؟ ومتى كنت ظالما ؟ متى لم أكن عادلا ياغريب يا ابن أم غريب ؟ أنا طول عمري عادل
جحا : مرحبا بك ياصديقي عادل ، كنت أعرف أنك عادل ولست رئيس مخفر ولا بطيخ ..
رئيس المخفر : بل أنا رئيس المخفر
جحا : أنت عادل ابن أم عادل وأبو عادل ، وابن أخ أبو عادل وابن أخت أبي عادل
رئيس المخفر : بل أنا رئيس المخفر ، ألم تتذكر كم مرة قبضت عليك وكم صفعة أكلت من يدي هذه .. مع ذلك سأذكرك هناك في المخفر ، وسأجعلك لاتنساني ولاتنسى سوطي وعصاي طول عمرك ياجحا ...
جحا : الآن تذكرت ، أنت رئيس المخفر المبجل ، المحترم ، وسأذكرك بالدجاجة التي أهديتك إياها منذ .. منذ .. سنوات مضت ..
رئيس المخفر : كل مشكلة ولها ثمنها ياجحا ، الدجاجة الله يرحمها ، كانت على قد المشكلة في تلك الأيام ، الآن مشكلتك خطيرة .. خطيرة جدا وكبيرة ، ولن تحلها دجاجة ، ولا حتى خروف ، ثم أن الأسعار ارتفت كثيرا يا ...
جحا : محسوبك ، جحا يا مولاي ، أنا تحت أمرك
ساميلا : سيدي عادل .. عفوا . . أنت غير عادل ،
رئيس المخفر : حددي كلامك يا ..
ساميلا : ساميلا ، أنا ساميلا ماغيرها .. هل نسيتني بهذه السرعة ؟ هل نسيت الحليب والزبدة والبيض يا مولاي ...
رئيس المخفر : الذي فات مات ، نحن أولاد اليوم .. وهذا الكلام لن ينفعكم ، لقد قبضت على جحا بالجرم المشهود وهو جرم يخدش الحياء والنظام العام والآداب ، إنه ينوي أن يخلع سرواله خارج بيته وأمام الناس : وقاحة وقلة أدب
غريب : سيدي يريد أن يشوه سمعة أمي
رئيس المخفر : أمك ؟ من أمك
غريب : أمي ؟ هي أم غريب ، وأنا غريب ، يعني أنها أمي أنا بالذات
أم غريب : أنا من جهتي سأسامحه هذه المرة ، وسأسقط حقي الشخصي عنه بشرط
غريب : أمي .. لماذا أرسلتني إلى المخفر لأشتكي عليه ، أقصد على جحا مادمت تنوين أن تغفري له وتساميحينه وتسقطين حقك الشخصي عنه ؟ سودت وجهي أما م مولاي رئيس المخفر ، وتعبت كثيرا حتى أقنعته بالمجيء للقبض على جحا الأزعر ..والآن تبيضين وجهك على حسابي؟
أم غريب : أخرس ياولد .. أنت لاتفهم بالسياسة ؟ أسمع كلامي .
غريب : ولكني أكرهه يا أمي .. أنا أكره جحا .. جحا مكروه ، فكيف تسامحينه ؟
جحا : أنا أزعر ياغريب ؟ نسيت كم مرة أركبتك حماري ياجاحد النعمة ، يا أكال يا نكار ،
ساميلا : ياولد .. تأدب .. واسمع كلام أمك ،
جحا : والآن سيدي رئيس المخفر ابو عصا .. أستأذنك بالانصراف ، ورائي عمل .. بل أعمال مهمة جد ..
رئيس المخفر : ليس قبل أن تشرفنا بزيارة إلى المخفر على فنجان قهوة وأركيلة
جحا : لا أحب القهوة ، قهوتك مشروبة ،
رئيس المخفر : طيب شاي
جحا : شربت الشاي
ساميلا : كذاب .. جحا كذاب ، مازال على لحم بطنه ، لم يشرب شيئا
جحا : سيدي أبو عصا : أم غريب أسقطت حقها الشخصي ..
أبو عصا يلمح لجحا بضرورة دفع المعلوم وهو يفرك أبهامه بسبابته إشارة إلى النقود ، ويهدد : - هل نسيت الحق العام ، الحق العام لايسقط ياذكي
جحا : الحق العام ؟ وما دخلكم أنتم ؟
أبو عصا : نحن الحق العام ، ولن نسقط حقنا عنك مالم .. مالم .. وفهمك كفاية ياجحش
جحا : ولكن حماري هرب ، و...
ساميلا : وربما سرقه زهير
أم غريب : غريب ..
غريب : نعم مامي
أم غريب : لم أنادك ياولد أنا أستغرب أقول غريب أي شيء غريب
رئيس المخفر يومئ للخفيرين المرافقين أن يعتقلا جحا ، وينفذان الأمر وجحا يصيح محتجا ومتوسلا ، وساميلا تنوح وترجو من رئيس المخفر أن يرأف بحاله وبحالها , وبأن لا يضربه ، وأم غريب تطمئنه وتقول :
- لاتخف ياجحا .. سأخرجك من السجن ، أنا عندي واسطة قوية ، ولاتنس أنني أسقطت حقي الشخصي بشرط ، وسأخرجك من السجن بشرط ، وسأعيرك قرشا بشر ط
وتندهش ساميلا مما قالته أم غريب ، ومما جرى ، وتبدو حائرة فيما يجب عليها فعله .. وهي تتمتم : " بشرط .. بشرط .. بشرط ...."
ويمضي رئيس المخفر والخفيران وهما يجذبان جحا من ياقته ، وغريب ينظر بشماتة إلى جحا ، ثم إلى أمه ، وهو يقول في سره : " لن يحدث ماتريدينه ياأمي ولو على جثتي "

وفي الحلقة القادمة سنرى مايحصل في البحث عن زهير والحمار



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتان : ذاكرة للحب و نجوم الفرح : شعر نثري
- حيث يوجد الحب
- أنا ونعيمة والوحش : قصة قصيرة
- جحا وساميلا (3) : قصة قصيرة
- اليسار السوري: تاريخ فاشل ودعوة لإعادة البناء
- من خلف الغربة : شعر نثري
- تعقيبا على مكارم ابراهيم : حق تقرير المصير ......
- الأديب باسم عبدو: في
- جحا وساميلا وزائر الليل : قصة قصيرة (2)
- جحا وساميلا : قصة قصيرة
- سأعود إليك : شعر نثري
- أوكازيون: روسيا تبيع سوريا
- الإخوان المسلمين وفوبيا الإسلام السياسي في سوريا
- قصئد غزلية قصيرة : شعر نثري
- الصورة والاشتعال:شعر نثري
- قصائد غزلية قصيرة (3)
- الشعر والناس
- سوريا وروسيا : تحالف غير مقدس
- قصائد غزلية قصيرة :(2)
- قصائد غزلية قصيرة


المزيد.....




- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- الذكاء الاصطناعي يختار أفضل 10 نجوم في تاريخ الفنون القتالية ...
- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - جحا وساميلا: الحلقة الرابعة :قصص قصيرة مسلسلة