أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - إن المثقفين لفي ضلال مبين!














المزيد.....

إن المثقفين لفي ضلال مبين!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




-1-

الثورات العربية، التي اندلعت وأدت إلى سقوط الأنظمة السياسية في تونس، ومصر، وليبيا، والثورات العربية التي تحاول إسقاط الأنظمة في اليمن، وسوريا، والسودان، ومناطق أخرى من العالم العربي، لم تفعل شيئاً – حتى الآن- غير إسقاط الأنظمة السياسية، واستبدال حاكم بآخر، ربما يكون أفضل ممن سقط، وربما يكون مثله، وعلى شاكلته، وربما يكون أفضل منه. ويعتمد ذلك على البلد ذاته، وعلى توفر النخب السياسية الصالحة، والقادرة على الحكم.
فلماذا أصبح المثقفون في ضلال مبين، كما يقول عنوان هذا المقال؟
لنشرح بالتفصيل.

-2-
ليست مهمة الثورات، أن تُحدث التغيير الشامل الفوري. فهذا ما لم تقدر عليه أية ثورة سابقة في التاريخ!
ولكن الثورة لا تصبح ثورة، إلا إذا أحدثت تغييراً جذرياً في السياسة، فجاءت بالعدالة بدل الظلم، وبالمساواة بدل المحاباة.. الخ.
والثورة لا تصبح ثورة، إلا إذا أحدثت تغييراً في البُنية الاجتماعية، فأشبعت الفقراء، وكست العُراة، وشغَّلت العاطلين، وأمَّنت كافة المواطنين – مدى الحياة - صحياً، وتعليمياً، واجتماعياً.
والثورة لا تصبح ثورة، إلا أحدثت إصلاحاً حقيقياً في التعليم، وجعلت التعليم لصالح العلم، وليس التلقين، ولصالح المعرفة، وليس الخرافة.
والثورة لا تصبح ثورة، إلا إذا أنقذت الاقتصاد من الإفلاس والتدهور.
فالثورات كالعجين، يجب أن تختمر، لكي تُصبح خبزاً للفقراء، وليست (كعكاً) على مائدة الأثرياء والنبلاء.
-3-
بعد نجاح الثورات في بلدان ثلاثة، تقرر إجراء انتخابات نزيهة، وشفافة، ومراقَبة من قِبل كافة عيون العالم السياسية، والإعلامية، المباشرة وغير المباشرة.
وكان مجرد الإعلان عن إجراء مثل هذه الانتخابات، أن يصبح الفائز فيها – مسبقاً - هو التيار الديني، لا محالة. ذلك أن هذا التيار، كان هو الفائز الحقيقي في السابق، في انتخابات كثيرة جرت. ولكن سلطات الأمن، في الأنظمة السياسية السابقة والساقطة، لم تكن تعلن نتيجة التصويت الصحيحة والواقعية. وتعلن عن اكتساح "حزب السلطة" الانتخابات بنسب خُرافية مضحكة، تصل إلى 99%. إضافة إلى منع التيارات الدينية، من الترشُّح، وعدم السماح لها بممارسة العمل السياسي، بحجة أن لا سياسة في الدين. وما كان الدين غير سياسة في معظمه. والرسول عليه السلام – كما هو معروف تاريخياً - قد أقام الدولة السياسية (دولة الرسول) في المدينة المنورة، قبل اكتمال الرسالة الدينية.
-4-
إذن، فقد تربى، ونشأ الناخب العربي – مسلماً كان أم مسيحياً - تربية وتنشئة دينية في السياسة، وسياسية في الدين.
وهو لا يفقه في السياسة، كما يفقه في الدين.
ولكي يكون سياسياً (ناصحاً) يجيد الاختيار السياسي العصري الحديث، يلزمه أن يقرأ كثيراً، ويعرف كثيراً.
إذن، فالناخبُ العربي ناخب ديني، وليس ناخباً سياسياً.
بمعنى أنه – كمتدين تديناً شعبياً - ينتخب رجل الدين، والمتدينين على شاكلته، ومن يفهم منهم وعليهم، وإن كانوا لا يفقهون بالسياسة، ويعتبرون "الديمقراطية" بضاعة الكفار المستوردة. فكل ما حول الناخب العربي، هو من التراث الديني التقليدي، في البيت، والشارع، والمعهد، والمكتب، وفي الراديو، وفي التلفزيون، وفي الكتاب، وفي الصحيفة، وعلى الورق، وعلى شاشة الكومبيوتر. والثقافة الدينية الشعبية، لا السياسية، هي السائدة وهي "دماغ" الغالبية العظمى. وساعد الفقر، والخوف من عذاب الآخرة، والجهل العلمي والتعليمي، رجال الدين، على أن يكونوا في الصدارة، والأمارة، والإغارة، كذلك.
فلماذا كل هذا العجب من المثقفين؟
ولماذا يستكثر- الآن - كثير من المثقفين على اليمين العربي، أن يفوز بما فاز اليوم، وهو الفائز في الأمس، وقبل الأمس، وفي كل انتخابات سابقة، لو كانوا يعدلون؟
-5-
وحين تعامل المرشح الديني، مع الناخب العربي، عرف جيداً كيف يتعامل معه، وكيف يخاطبه، ومن أي الأبواب الانتخابية يدخل إليه، ليحصل على صوته الانتخابي.
فأدرك المرشح أن ناخبه ديني وليس سياسياً، فعليه أن يخاطبه بالشعارات الدينية:
"الإسلام هو الحل"،
و"انتخبونا من أجل القضاء على الرذيلة"،
و" انصرونا لتنصروا الإسلام"،
و"من لا ينتخبني، لا يدخل الجنة"،
و "من لا ينتخبنا فهو كافر".. الخ.
وأدرك المرشح الديني الفطن، أن غالبية ناخبيه من الفقراء الجائعين. فوزَّع عليهم قبل الانتخابات أكياس الرز، والسُكَّر، واللحم، وقوارير الزيت.
وأدرك المرشح الديني الفطن، أن ناخبيه ليسوا هولنديين، أو سويديين، أو بريطانيين ذوي تاريخ عريق في الوعي السياسي، وفي الديمقراطية، أو حتى أتراك، ممن اسقطوا الخلافة الإسلامية، وألبسوا الإسلام ثوب الحداثة والمعاصرة، وإنما هم أناس بسطاء، ليس لهم في العير السياسي، ولا في النفير الديمقراطي.
وهمهم الوحيد، العيش بسلام، وشبع، وستر.
وكانت هذه وعود المرشحين الذين اكتسحوا الساحة، وفازوا بالسبق.
وللموضوع صلة.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولكن.. ماذا بعد؟!
- كيف نقرأ الملهاة السياسية الأردنية؟
- هؤلاء أعداء الثورة السورية
- من هم المميعون للثورة السورية وما مصلحتهم؟
- -الولاية العامة- كما يفهمها الثوار الأحرار
- لماذا النظام السوري من أقوى الأنظمة الدكتاتورية؟
- ضرورة محاسبة السواطير لا النواطير فقط!
- علي بابا والأربعون حرامياً
- المثقفون والثورة
- امسك حرامي!
- عقلانية الخليجيين ورعونة الأردنيين
- النظام السوري في النزع الأخير!
- نعم: لا تنتخبوا العَلْمانيين في مصر!
- -سيّدنا-: لا فُضَّ فوك!
- تحديات الثورات العربية وعقباتها العظمى!
- -الأسد- ملك في غابة من الرمال اللاهبة!
- هل أصبحت حماس ورقة التوت الأردنية؟
- الخرافة: تحوُّل ذئاب دمشق الى حملان في لحظات!
- أهلاً بالإسلاميين المعتدلين فقط!
- اعدلوا.. حتى لا تلقوا النهاية الأليمة!


المزيد.....




- -من سيزوره؟-.. كيم جونغ أون يفتتح منتجعًا شاطئيًا ضخمًا يتسع ...
- كاميرا تلتقط مشهدًا مثيرًا لدوامتي مياه معلقتين بين السماء و ...
- قانون التجنيد يشعل أزمة الحريديم مجدداً.. ونتنياهو أمام اختب ...
- بعد أشهر من الحرمان.. أكياس الدقيق تعود إلى غزة والأمهات ينت ...
- موقع أميركي: المرشح لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني يثبت أ ...
- هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟
- ميرتس يسجل أول حضور باجتماع أوروبي متشدد للهجرة
- حول تنظيم المنتدى الخامس للجمعية الدولية لعلم الاجتماع بالرب ...
- -النصر.. رونالدو، القصة مستمرة- بعد تمديد النجم البرتغالي عق ...
- محاكمة محتملة لوزيرة فرنسية بتهمة الفساد في قضية كارلوس غصن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - إن المثقفين لفي ضلال مبين!