أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غياث نعيسة - سوريا:تستمر المجزرة بحضور المراقبين














المزيد.....

سوريا:تستمر المجزرة بحضور المراقبين


غياث نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 20:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وصل المراقبون العرب الى سوريا بتاريخ 26 ك1/ديسمبر من العام الماضي ، بعد توقيع النظام السوري على البروتوكول الخاص بمهمتهم نهاية ت2 / نوفمبر من نفس العام.
و تندرج مهمة هؤلاء المراقبين في اطار ما يعرف بمبادرة جامعة الدول العربية التي صدرت في بداية شهر ت1/اكتوبر من نفس العام، التي تتضمن ،بالأخص، وقف العنف و القمع و سحب الجيش السوري من المدن و اطلاق سراح المعتقلين و فتح حوار بين المعارضة و النظام الحاكم للإعداد لفترة انتقالية.
و في حين أن حضور المراقبين العرب كان له أثر في تشجيع عدد أكبر من المواطنين السوريين على التظاهر ، لكنه شهد على مضاعفة عدد الضحايا من المدنيين الذين سقطوا برصاص القوات الحكومية. و في الاسبوع الاولين التاليين لحضورهم سقط نحو 400 شهيدا. كما شهدت دمشق (و غيرها من المدن) ثلاثة عمليات انتحارية سقط خلالها عشرات القتلى و الجرحى ، اثنان منها حصلتا في اليوم نفسه لوصول المراقبين العرب. و يشوب هذه العمليات الانتحارية شك كبير بوقوف الاجهزة الامنية للنظام ورائها، بهدف مفاقمة جو الارهاب و الرعب في البلاد. و لم ينج المراقبين العرب انفسهم من مضايقات النظام الدكتاتوري، حيث ان تحركاتهم تبقى محاصرة بأجهزة السلطة و تحت رقابة صارمة، و بعضهم يتم التعامل القاسي معهم او التلاعب بهم. بحيث ان ثلاثة منهم اصيبوا بجروح نتيجة لتعرضهم للاعتداء من قبل حشد من " الموالين للنظام" في مدينة اللاذقية في 9 ك2/يناير 2012 ، و اثنان أخرين منهم قدما استقالتهما و غادرا سوريا ، رافضين ان يتحولا الى شاهدي زور امام المذبحة التي يرتكبها النظام بحق الجماهير الثائرة.
حتى وسائل الاعلام التي حضرت الى سوريا، كشرط من شروط المبادرة العربية، لم تفلت من جحيم الطغمة الحاكمة، فقد سقط الصحفي الفرنسي جيل جاكييه قتيلا اضافة الى اخر بلجيكي جريحا في عملية اعتداء على مجموعة من الصحفيين الاجانب جرت في 11 ك2/يناير، يقول النظام انها اتت من مجموعة "ارهابية" رغم انها حصلت في منطقة يسيطر عليها و يحاصرها؟
في الواقع، ان الطغمة الحاكمة لا ترتدع عن فعل ابشع الاعمال و الجرائم من اجل ازالة اي عائق امام سياسة القمع الوحشي التي تمارسها بحق شعبها ، أملة، عبثا، في سحق الثورة الشعبية .
لقد عبر الدكتاتور بشار الاسد في خطابه الرابع منذ اندلاع الثورة عن تراجع كبير عن وعود نظامه بالإصلاحات الزائفة التي يزمع القيام بها. فعوضا عما كان يروج له عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، تحدث عن نيته في تشكيل حكومة "موسعة" ستضم بعض الافراد "المعارضين الوطنيين"، اي اشخاص تناسب مقاسه و مزاجه. لكن الاخطر في خطابه كان اعلانه بقروب لحظة "الحسم" التي يتوعد بها " المتآمرين و المؤامرة" اي من وجهة نظره يقصد الجماهير الثائرة التي توعد بسحقها سريعا و بشكل حاسم. و دعا من اجل الحسم الى تشكيل فرق مسلحة من المدنيين الموالين له لدعم " الجيش" في معركته الحاسمة.... ضد الجماهير الشعبية، و هي دعوة تؤكد الطبيعة الفاشية المتزايدة الوضوح للنظام الدموي الحاكم.
و رغم توحش النظام و توعده، فان الثورة مستمرة، بكلفتها الانسانية التي تزداد ارتفاعا و الما، علاوة على وضع مأساوي فظيع لحياة جزء كبير من السكان : تدهور خطير و حاد للاقتصاد، نزوح سكاني واسع داخل البلاد، اكثر من ستة شهيد والاف عديدة من المتخفين و المعتقلين و الجرحى ، حصار للمدن و تقطيع اوصالها... و انقطاع طويل للكهرباء في غالبية المدن و تقنين يقارب الندرة للمازوت، الوقود الاساسي للسكان و خاصة في فصل الشتاء.....الخ.
يتابع النظام ، اذن، في مواجهته للجماهير الثائرة، تطبيق سياسة الارض المحروقة على صعيد كل المناطق الثائرة ، بل و على الصعيد الوطني بأكمله، و هو يعلن سلفا تشديده لممارساته الوحشية في قمع الجماهير الشعبية ، اذ اعلن رئيس الطغمة الحاكمة في خطابه الاخير تهديدا موجها الى الكتل " الصامتة او المحايدة" حيث اعلن الدكتاتور ان "كل من يشجع الفوضى هو شريك في الارهاب".
على الصعيدين الميداني و السياسي ، فقد اصيبت المجموعات الثورية الميدانية (تنسيقيات و تجمعات) بخيبة أمل كبيرة من التحالفين السياسيين الكبيرين، المعروفين اعلاميا، للمعارضة السورية، و هما المجلس الوطني السوري و هيئة التنسيق الوطنية للتغير الديمقراطي، بسبب الهوة الشاسعة التي تفصل بين سلوكهما و تصريحاتهما و عجزهما و قصر نظرهما و النزاعات الداخلية التي تنهش جسديهما و بين احتياجات الثائرين و الجماهير الفعلية و الوقائع على الارض من اجل انتصار الثورة.
ان شعارات المتظاهرين في المدن السورية "يا الله لم يعد لنا غيرك" انما تعبر عن وعي الجماهير السورية الثائرة بانها قد تركت تواجه وحيدة الة القتل البربرية للنظام الحاكم ، و احباطها الكبير من هذه المعارضة" التلفزيونية".
للأسباب المذكورة اعلاه، يتطور منذ فترة تنسيق و حوار واسعين بين غالبية المجموعات الثورية الميدانية و السياسية ، خارج اطار التحالفين المذكورين، من أجل توحيد نشاطها و مركزتها و تشكيل ائتلاف مشترك باستراتيجية موحدة : ائتلاف ديمقراطي و علماني و اجتماعي ، يسمح بالسير بالثورة الى انتصارها على نظام الاستبداد و الفساد ، مع الجماهير الثائرة و لصالحها. و اليسار الثوري في سوريا منخرط تماما في هذه الدينامية.



#غياث_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية... طريق الانتصار: الاضراب العام
- -الغاضبون- ... ضد الرأسمالية ... الثورات العربية - ألهمتنا-
- ورقة للنقاش، الخط الامامي لتجميع اليساريين و المجموعات الشبا ...
- اللحظة الراهنة من الثورة السورية
- النظام السوري : استراتيجية البقاء
- حول الموقف من التدخل الخارجي في سوريا
- سوريا: ثورة جارية
- سورية : انها ساعة الحقيقة
- الى الحاكم العربي..... ارحل
- الفهم الماركسي للامبريالية اليوم
- في اشكالية مفهوم الدولة...-المدنية الحديثة-
- التنوير: قراءة اشتراكية
- اليسار ، في التجربة والآفاق
- الموقف الماركسي من -الظاهرة- الدينية
- فلسطين .. الى أين؟ نهاية مشروع -الدولتين-
- الاشتراكية أو البربرية ، دفاعا عن الماركسية الثورية
- انتصار أوباما ، التقاط للمزاج العام الداعي لتغيير حقيقي - ال ...
- على طريق الحل الاشتراكي للقضية الفلسطينية
- بعض ملامح الصراع الطبقي في سورية
- اليسار و اشكاليات المعارضة السورية


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غياث نعيسة - سوريا:تستمر المجزرة بحضور المراقبين