أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - مكارم














المزيد.....

مكارم


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 14:34
المحور: الادب والفن
    


أمضينا سنوات طيبة كأصدقاء نتقاسم مقاعد الدرس .مرة كانت تجلس في الرحلة أمامي واخرى في الصف التالي. لم نكن مجبرتين على تمضية كل الاوقات معا. في الفسحات كنت غالبا ما اذهب للقاء صديقتي مها. صديقة المتوسطة وجارتي واقرب صديقاتي الي حتى سنوات ما بعد الجامعة رغم قلة تلاقينا. اما مكارم فكانت وكنت صديقتها لكن من نوع اخر.
مها لها طريقة خاصة في فرض شخصيتها. هي تحب فيروز وعلمتني حبها، واجبرتني على استحضارها في فقرات الحفل الذي كنا نعده في المدرسة ، ونغني اغانيها التي كانت تمتزج بشقاوة الصبا معطية للحياة طعما اخر. مها كانت رومانسية مثلي. لكنها كانت متفوقة علي بمعرفة الكثير كونها اصغر البنات في بيتها وكنت اكبر البنات في بيت يعج بالذكور.
ملاحظاتها تثير اهتمامي واعود ظهر كل يوم الى البيت متأخرة لاننا نمضي الوقت الطويل امام الباب نتحدث ونتحدث ولا نمل . بينما مع مكارم كانت الامور غير ذلك كنا نتحدث باقتضاب وكنا صديقتين مميزتين. وفي العطل الصيفية كنا نتبادل الرسائل الطويلة ونتحدث اكثر من ايام المدرسة. مكارم ابنة عالم في الجغرافيا وضع الكثير من الخرائط التي درسناها ، كانت مكارم من المتفوقات جدا اضافة الى كونها من الميسوريين فهي تتمتع بهدوء و .. كانت مكارم بحق صديقة يمكن وصفها بالمريحة. لا تعرف المشاكل ولا تقربها. كنت اكثر صخبا منها لكنها كانت تسعد بصداقتي وتجد ما يمكننا تبادله . كنت اقرأ الادب والشعر اكثر منها. وكان غباء مني اختيار الفرع العلمي لنبقى سوية لان ولعي بالأدب كان كبيرا ضمن لي منذ الابتدائية حتى نهاية الثانوية التفوق في مهرجانات الشعر والخطابة.
فكنت اول من تعرفه معلمة العربية بعد اول موضوع للانشاء ..تذكرت لتوي احدى النكودات وهي تشتمني في احد المناسبات معلقة ببلاهة انها تستمع بما اكتب وتستفيد مما اكتب في دروس الانشاء. وتعجبت لاجتماع ضفتين في ان واحد بامرأة التفاهة والحماقة . كيف تكتب وهي بهذا العمر درسا بالانشاء ولاي مدرسة . ومدحها لي حيث ارادت وبقوة ولؤم ان تشتم.
هكذا مضت ايام الدراسة سريعا وقبل افتراق الثانوية العامة وعدت مكارم وعدا جميلا قلت لها: لو رزقت ببنت ساسميها مكارم.
ـ تكذبين
ـ لا انا جادة
كنت احب صديقتي مكارم مثلما احب مها وربما باختلافات بسيطة وهي قضائي مع مها فترة اطول ست سنوات وكونها جارتي قبل ان نفترق اما مكارم فكانت صديقتي لثلاث سنوات ولم نكن نلتقي بعد المدرسة او نتزاور .
مضت السنوات وذهبت كل منا في طريق وظل الهاتف وبعض الرسائل وسيلتي للاتصال مع مكارم حتى انقطعت تماما. تزوجت مكارم قبلي وذات مرة امضينا وقتا طويلا بالحديث على الهاتف.. عرفت بانها فقدت امها. وتزوجت من زميل لها ورزقت طفلتين. وبقيت نبرة صوتها العذبة هادئة وهي تروي القصص والحكايا عن صغيراتها.
اخذتني الأيام وعملي بالصحافة كان بدوره مرهقا ويتطلب الكثير من الوقت والجهد .لذا ضاعت مع الأيام يا للخسارة احاديثي وصداقة لا تعوض مع كل من مكارم ومها. الثانية تخصصت بالاقتصاد وصارت تعمل في احد الوظائف الحسابية الجادة ولو عرفت مقدار اهمية الاتكيت في حياة مها لعرفت ماذا يعني تركها وشأنها في هذا المنصب.
اما مكارم طبيبة الاسنان فلم اعد اراسلها واهاتفها. ربما خوفي من ازعاجها. والاصح اهمالي الذي استحق عنه لقب قليلة الوفاء. عرفت فيما بعد ما معنى سؤالك عن صديق متزوج وكم يفرحه تذكر صديق مزيحا عن كاهله اللوم والتأنيب . تسأل عنه وتلاطفه وتريحه في همه الاسري . وتظهر كرم الصداقة.
ها نحن نعود الى مكارم.. وعدتها وكنت صادقة لكنني نسيت وعدي تماما. رغم انني لم انسى رغبتي بولادة بنت . كيف ولما نسيت لا اعرف. اصدق الان القصة فانساه ربه. حقا يمكن للمرء نسيان امر شديد الاهمية ولا شان لعلم النفس وتبريراته بذلك فانا لم اكن لاريد النسيان على الاطلاق.
نسيت وولدت ابنتا واطلقت عليها اسما اخر غير مكارم. ونسيت وعدي ... حتى قرأت ذات مرة اسم مكارم ابراهيم في الحوار .. تذكرت صديقتي والعراق وسنوات عودها اخضر في الذاكرة حتى لو حملها قطار العمر مهرولا الى الماضي.
وانكمشت خجلة ماذا افعل اليوم لو التقيت بمكارم ؟. هي لم تعدني بشئ لذا لن تتردد بتقديم بناتها. ماذا عني؟.
ماذا ساقول لمكارم. هل ستنتصر علي مرددة الم اقل لك .... تكذيبن يومها؟.
ـ لكن صدقيني مكارم كل ما في الامر انني نسيت .. نسيت تماما.
هل ستسامحني مكارم لا اعرف. لكن ما اعرفه انني كلما قرأت وطالعني مقال لمكارم يوخزني ضميري واشعر بها توبخني على النسيان وتعيد لي بنفس الوقت جواز سفري الى بلدي الأم ، وتعبئني بالطاقة والحب وشمس الصباح ومعنى الاوقات ورائحة كل الاشياء من الاشجار الى الطرقات والاطعمة. و تخزن بي طاقة متجددة لا تنضب للحياة.
مكارم هيا يا زميلة الحوار التي لم نتحدث من قبل اصحي.. انهضي وعودي من جديد املئي بحضورك مكانك الفارغ على صفحات الحوار ، وتألقي من جديد. كوني كريمة معي واعطني من فضل اسمك ما كنت تفعلينه بلا اذن ومعرفة سابقة. ودعيني اعود كل مرة باسمك الى وطني الام بلا جواز سفر. وجنبيني نقرص الغربة وداء الاحباط.
عودي من فضلك لا يليق البخل بحلاوة اسمك



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسناء والملك..حذاء الزيدي
- الحسناء والملك رحلة الخليج
- عبود وحنا
- قبل قلب الصفحة
- كان الإسلاميون حاضرين
- دع الإسلاميين يأتون
- دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي ...
- صور من المعركة حصار برلين
- صور من المعركة شميستنا شمس الأطفال
- صور من المعركة وضاع ابنك يا راعي
- صور من المعركة المؤذن في فراش أمي
- صور من المعركة زوجة الدوق
- غابت صباح
- صور من المعركة العازفتان
- صور من المعركة مذكرات زوجة الريس
- صور من المعركة بين صفتي جدة
- صور من المعركة الما
- صور من المعركة. الخط الساخن
- صور من المعركة .. سيدتا اللوحة والحزن
- صور من المعركة رجالهن


المزيد.....




- مغامرات مثيرة… تردد قناة توم وجيري 2024 علي النايل سات نزلها ...
- مغني الراب الأميركي ماكليمور: مساندة فلسطين طريقتنا الوحيدة ...
- الحلقة 163 من مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة عبر ترددات ...
- الحلقة 27 من مسلسل صلاح الدين الايوبي على تردد قناة الفجر ال ...
- تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام -حرب النجوم- في بوينس آيرس
- منظمة التعاون الإسلامي تختار داكار والقاهرة ولاهور عواصم للس ...
- موت إيجه إعلان حصري ح 36.. مسلسل المتوحش الحلقة 36 والأخيرة ...
- هتتفرج بدون اشتراك… رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 ب ...
- “باقة من البرامج والمسلسلات وأفلام السينما”عبر تردد قناة CBC ...
- “ابنك هيدمنها” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ج ...


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - مكارم