أحمد منتصر
الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 21:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جمعتني منذ شهور صدفة غير سارة مع قائد عسكري كان يرتدي الملابس المدنية فلم ألاحظ هويته. سألني عن اسمي وعنواني في إجراء روتيني باعتباري مدنيًا حقيرًا. وعن الثورة. ما رأيي فيها وتقييمي للمجلس العسكري؟ باعتباري ناشرًا للكتب ويود أن يعرف رأيي غير ذي الأهمية.
أخذ يتحدث عن قادته.. المشير والرويني وغيرهم من الكلاب. قال إن جماعة 6 أبريل سوف تجر البلاد إلى الفوضى. والخير كل الخير في التسليم والإذعان للمجلس العسكري الذي وعد في نفس الوقت أن يسلم السلطة إلى مدنيين أغبياء خخخخخ.
كم تزعجني النعرات العنصرية: الدينية. العسكرية. والفكرية.
يأتي إليك أحمق ما ليعكر مزاجك. ويدعي أن فئة ما في المجتمع أفضل من سائر الفرق. ويتصادف دومًا أنه من الفرقة التي يدعي أنها الأفضل. ليظلم ويغتصب.. ويغمط حقك. وإذا عارضته قمعك وقال في أبهة كاذبة: ألم أقل لك إنني الأفضل؟.
لا يوجد إطلاقا شيء أفضل من سائر الأشياء على الدوام. نعم.. كل فترة زمنية يوجد شيء أفضل من سائر الأشياء ولكن هذا لا يدوم. فالبشر مثلا كانوا أفضل الفصائل الحيوانية على كوكب الأرض ولكنهم الآن في طريقهم لتسليم السلطة بعد أن عاثوا فسادًا في الكوكب الأخضر. وعلى مستوى البشر كم من أمة دانت لها سائر الأمم وخضعت.. ولكن مع الوقت بدأ الاضمحلال. وهذا قانون طبيعي يحكمنا. ويحكم غيرنا. ويحكم الأفكار.
أنا مثلا أعتقد أني من الأذكياء. لكني أعرف أن الأذكياء ليسوا أفضل الناس. وأعتقد أني مصري الجنسية والهوية ولكني أعرف أن المصريين ليسوا أفضل الناس. من الغباء أن نؤسس لسياسة وجمهورية جديدة في مصر ومثل هذه الأفكار العنصرية المتطرفة تحكمنا.
يجب أن نعترف أنه لا جماعة أفضل من سائر الجماعات.
ولا يوجد شخص أفضل من سائر البشر.
#أحمد_منتصر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟