أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحلاوي - أنشودة المطر العراقية














المزيد.....

أنشودة المطر العراقية


حميد الحلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3594 - 2012 / 1 / 1 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ
مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .
مَطَر ... مَطَر ... مَطَر ...
في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر
حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة
وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ
فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد
أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ
في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !
السياب
عام آخر يا عراق .. ويا عراقيون .. عام آخر ولى و أنقضى .. و جوعكم وعريكم ما يزالان قائمان .. يا سكان حي طارق .. أو بالأحرى سكان ما يسـمى حي التنك .. وجراحكم ما تزال نازفة وصراعات أولي الأمر فيكم على المناصب ما تزال ظلالها عليكم وارفة .. و لا يبدو إن في قواميسهم مفردة لنهايتها كأزفت الآزفة .
عام آخر من التقدم العلمي والصناعي والزراعي تشهده بلدان كثيرة في العالم إلا بلادكم .. فهذا العام الثامن بعد التغيير الذي قادته ونفذته الدولة الأكثر تقدما ً كما يشاع في المجالات أعلاه .. وبلادنا تسير من خراب إلى خراب .. وبات رجال سياستها يستوردون لنا حتى التراب .
و من تناقض إلى آخر بات يسعى من سموا أنفسهم سياسيون ( كتلا ً وأفرادا ً ) وهم في واقع الحال لا ينطبق في وصفهم سوى فائية معروف الرصافي الخالدة :
أنا بالحكومة والسياسة أعرف أألام في تفنيـــدها وأعـنــــــــف
علم ٌ و دستور ٌو مجلس ُأمـــة ٍ كل عن المعنى الصحيح محرف
ومن مطب ٍ إلى آخر باتوا ينقلونا .. فبعد أن استنفذوا مهام القتال الطائفي .. و بعد إعادة مهزلة الإنتخابات في عام 2010 والفوز بالإجبار الذي نتج عنها , لقيادة كانت سياستها منبع الكوارث للمرحلة التي تلت إنتخابات 2005 فهي التي أسست لمبدأ الإستحواذ على المناصب تحت راية رفعت باطلا ً و زورا ً ألا وهي راية المظلومية التي كرسها النظام الدكتاتوري البائد حسب زعمهم , وأخذوا يركزون السلطات وباتوا يؤسسون لنظام ولاية الفقيـه .. الذي يتبعونه منذ تأسيس أحزابهم وحركاتهم .. فصارت كل الهيئات والمفوضيات المستقلة لا تحمل من معانيها سوى الأسم عندما جرى ربطها جميعا ً بالأمانة العامة لمجلس الوزراء إبتداء ً من دائرة شؤون منظمات المجتمع المدني وإنتهاء بهيئة النزاهة مرورا ً بالمفوضية المستقلة للإنتخابات .
إن عملية حصر السلطات وتركيزها بيد رئيس مجلس الوزراء .. ما هي إلا وجه آخر لعملية الإنطلاق نحو ماراثون بناء النظام الشمولي للحزب الواحد .. والتي لم تنفع في تغطيتها أطنان الماكياج اللفظي .. من أحاديث دولته حول نعيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير .. وأحاديث جوقة المحيطين به كمستشارات ومستشارين والتي إنظمت إليها مؤخرا ً المايسترو المعروفة عالميا ً في كل صالات الأوبرا .
هذه العملية بحد ذاتها أفصحت عن الوجه الكريه لسياسة الحزب الواحد .. والتي ما أن توجه لها بعض المخدوعين بشعارات البغي الأمريكية .. تحرير .. عدالة إجتماعية .. مساواة .. ديمقراطية .. تداول (فلمي ) للسلطة .. إلخ ما في مطبخها من وصفات أكل عليها الدهر وشرب وبانت على حقيقتها هناك على أديم الأرض التي أكتشفها كولمبس لتصبح من بعده مأوى لكل شذاذ الآفاق ورجال العصابات الأوربيين .. وقد ظهر الطعم المقزز لتلك الطبخة في التصدي المشين لحركات الإحتجاج التي جرت في نيو يورك وتحت شعار ( إحتلوا وول ستريت ) والتي كان من نتائجها مصرع أحد الشباب وإعتقال مئات الناشطين على طول البلاد وعرضها .
العام 2011 إنصرم بقظه وقضيضه .. ولم يكن بأحسن حالا ً من سابقاته إن لم يكن الأسوأ بينهن .. فيه كشر حزب ( البعوة ) الحاكم عن أنيابه في تصديه للمتظاهرين السلميين في ساحة التحرير ببغداد وباقي محافظات القطر ليذهب نتيجة القمع الوحشي من ذهب شهيدا ً ولتمتلئ المستشفيات والمنازل بالجرحى اللذين خاف الكثير منهم من الذهاب إلى المستشفيات خشية الإعتقال .
العام 2011 أبى أن ينصرم إلا ويترك بصمة كبيرة في جبين الشعب , في محاولة يائسة من الدكتاتور القزم لشق وحدته من جديد عبر إثارة ملف إتهام نائب رئيس الجمهورية وفق المادة 4 إرهاب التي أصبحت مثل السيف المسلط بيده ضد كل من يقف بوجه مشروعه الطائفي البغيض .
العام 2011 إنصرم ومع الأسف الشديد لا تزال قطاعات واسعة من المغيبين عن الوعي لا تزال تدافع عنه وعن عملية ( بناء الدولة ) التي يقودها .. مساقة من قبل قطاع واسع من محترفي الدجل ومشوهي الحقائق وراء الترهيب بعودة النظام الطائفي السني لحكمهم ... ويبقى التساؤل المرير .. كم سنحتاج من الإهانات المستمرة وعدم إحترام المشاعر التي يمارسها جوقة المحيطين به لأبناء جلدتهم من فقراء الشيعة .. وكم نحتاج من العوام حتى يسترد هؤلاء وعيهم ويكتشفوا إن من يقودهم ... مجرد دجال كبير .. محاط بجوقة منتفعين إنتهازيين .. جميعهم كانوا يملئون نظام صدام تحت ستار ( التقية ) الذي أبتدعوه اليوم .. عندما صاروا يطبلون بأنهم كانوا يعملون في صفوف البعث وفق ما يسمى ( خط مايل ) .
العام 2011 إنصرم والعراقيون وهذه القطاعات بالذات محرومة من أبسط الخدمات .. وعدم وجود أي مؤشرات على تحسن أوضاعهم الصحية والسكنية والخدمية الأخرى ولسنين قادمة أخرى .. لكنهم ينساقون وراء دعاو ٍ باطلة يقدمها لهم هؤلاء مع كل وجبة طعام قد يحلمون بتحسين نوعها .
العام 2012 قدم وما نأمله أن يستفيق السياسيون العلمانيون من رقدة أهل الكهف التي أخذتهم بعيدا ً عن أحلام وتطلعات الجماهير وينزلوا من عليائهم ليكونوا بين صفوف هذه الجماهير ليسهموا بدورهم الحقيقي والطليعي في زيادة وعيها حتى تستفيق هي أيضا ً من رقدتها التي طالت .



#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة ما بين السطور في ما تحدث به دولته ..
- هل حقا ً إنها ( صفت بيد البعورة ) ؟
- - إن قالها فقد صدق - عبد الله بن أبي قحافة
- ماذا يجري في ( العراق الجديد ) ؟
- في ساحة التحرير .. تأبين .. ترتعد منه فرائص الحكومة ...!!!
- ساحة التحرير و كتائب سرسرية - دولة رئيس الوزراء - ....!!!
- على ما يبدو إن هذا النجس منهم ......؟
- طاح حظج أمريكا .. بكل صباح وكل مسيه
- إن موعدهم الصبح , أليس الصبح بقريب ؟
- أهم شيء الحجي ما يضوج ....!!!!!!!!!!
- وزير حقوق الإنسان العراقي .. مرحبا
- الضربات الإستباقية الفاشلة بين بوش والمالكي
- لمن هذا الجيش العرمرم يا مقتدى .. ولماذا الآن ؟
- تحية لشباب ساحة التحرير الأبطال ...!!!
- أين الحقيقة مع كذاب بغداد ؟
- في الإمتحان يكرم المرء أو يهان !!!!
- الثامن عشر من آذار ... يوم مضيء في تاريخ العراق ..
- شيء ما بين العدتين .. الحامل والأرملة ..!!!!
- من هو العراقي ؟
- الدكتاتورية ... بين مجرم سابق و أرعن لاحق !!!


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحلاوي - أنشودة المطر العراقية