معايدة إلى مواطنينا المسيحيين، أخواتي وإخواني ورفاقي وأصدقائي...

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 15:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أتقدم من كل الأخوات والأخوة المسيحيين المواطنين العرب الاقحاح ، بتهنئتهم بأعيادهم آملاًَ الارتقاء بالنشاط السياسي والاجتماعي في بلادنا لتكريس مفاهيم وآليات الديمقراطية على طريق إقامة الدولة المدنية الحديثة التي يتساوى فيها الجميع : المتدين وغير المتدين التي تبيح للجدلية الاجتماعية التاريخية ان تفعل مفعولها وتمارس دورها بشكل طبيعي وفق أسس وقواعد المواطنة بعيداً عن كل أشكال ومظاهر التعصب والطائفية والانغلاق الديني.. إذ ان مبادئ المواطنة والمساواة السياسية والمجتمعية في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص، هي النقيض للمنطق الطائفي الذي يسعى إلى تفكيك وتدمير الهوية الوطنية والقومية الجامعة لحساب منطق تراجعي يسعى إلى تقسيم المواطنين في المجتمع الواحد إلى مسيحي ومسلم وسني وشيعي وعلماني وغير متدين ... إلخ .
مما يعني أن أصحاب هذا المنطق التراجعي المتخلف يكرسون حالة احتجاز تطور ونهوض شعوبنا العربية لحساب مصالحهم الطبقية الأنانية الضيقة، وبهذا يخدمون -بوعي أو بدون وعي- مصالح التحالف الامبريالي الصهيوني .. لذلك أدعو كل وطني مخلص إلى مجابهة النعرات الطائفية، ورفع راية المواطنة التي تعني المساواة المطلقة وحرية الرأي والمعتقد، بعيداً عن صفات العرق أو الدين أو المذهب والطائفة والجنس، وكذلك رفع راية الديمقراطية بشقيها السياسي والاجتماعي ، لكي تصبح الديمقراطية المُعَبِّر الحقيقي عن الوطنية وعن الدولة أو المجتمع الحديث المتطلع نحو التحرر النهوض والتقدم ... وعند ذلك يمكن أن نهنئ أنفسنا قائلين : كل عام ومواطنينا من مختلف الأديان والعقائد موحدين في عملية البناء والنهوض الديمقراطي والتقدم.
كل عام ومواطنينا مسيحيين ومسلمين وعلمانيين بخير في –مجتمع يقوم على – الحرية ، يدرك كل مواطن فيه أن ما يهدد حرية أي فرد يمكن أن يهدد حرية الجميع .. بهذا الوعي الجمعي تتوفر لدينا كل إمكانات مقاومة الاستبداد الداخلي ومقاومة التبعية ومقاومة التخلف والاستغلال و العدو الخارجي، والانتصار عليهم بامتلاكنا لمقومات التطور والنهوض السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والثقافي .
وفي هذه المناسبة، نستعيد روح النهضة والاستنارة والرؤى العقلانية وحرية الرأي والمعتقد التي حكمت المفكرين والكتاب والمؤرخين و المثقفين والصحفيين والروائيين والشعراء والشهداء والمناضلين العرب المسيحيين باعتبارهم سكان البلاد الأصليين قبل الفتح العربي وباعتبارهم جزء من النسيج التاريخي والاجتماعي واللحمه الوطنية والقومية العربية ، قاموا بادوارهم الطليعية المتميزة في بلورة ونشر فكر النهضة والفكر القومي الوحدوي والفكر الاشتراكي ضد الاستعمار والحركة الصهيونية، وكان لهم إسهامهم البارز في الثورات العربية الحديثة والمعاصرة في فلسطين وكل اقطار الوطن العربي، نذكر منهم :
سلامة موسى - شبلي شميل - أنطوان مارون – جورجي زيدان – نجيب الريحاني – جورج ودولت أبيض– جبران خليل جبران – ايليا أبو ماضي - نجيب عازوري – اديب اسحق – ابراهيم وناصيف اليازجي – مكرم عبيد – امين الريحاني – بطرس البستاني – فرح انطوان – جورج انطونيوس - ميخائيل نعيمة – سليم وبشاره تقلا – خليل السكاكيني – امين معلوف – يعقوب صروف – فارس نمر– عزت طنوس – عيسى نخلة - مي زيادة– قسطنطين زريق –ميشيل عفلق - انطوان سعادة– فرج الله الحلو– و فرنسيس المراش – اسكندر حبش – بترو طرزي – - حنا دهده فرح- وديع وشفيق طرزي- موسى سابا - الأب ابراهيم عياد – حنا ميخائيل – جايل العرجا – كريم خلف – جورج شفيق عسل - فيروز –المخرج السينمائي يوسف شاهين – ر شدي سعيد – مجدي يعقوب - المطران المناضل هيلاريون كبوجي- الروائي حنامينا– إلياس مرقص – د.سمير أمين – ادوارد سعيد – جورج حبش – وديع حداد – نايف حواتمة – يعقوب زيادين – كمال ناصر –خضر طرزي – أميل حبيبي – المطران عطالله حنا – عزمي بشارة – الكادينال ميشيل صباح - نقولا زيادة – اميل الغوري – توفيق طوبي – هشام غصيب – سلامة كلية – جورج طرابيشي- رمزي زكي – انطوان زحلان – غالب هلسا – الياس خوري– لويس عوض – فؤاد زكريا – غالي شكري –جورج حاوي – وليم نصار ... وغيرهم كثيرون جداً ... مع أصدق التهاني بالعام الجديد... آملاً أن يكون أقل سوءاً من الأعوام السابقة ... كل عام ومواطنينا المسيحيين وكل المواطنين في وطننا العربي بخير.

#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل