أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - جيش الاحتياط من البلطجية للحفاظ على الإنفلات الأمني















المزيد.....

جيش الاحتياط من البلطجية للحفاظ على الإنفلات الأمني


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فعلا الشرطة والجيش إيد واحدة في مصر، فهما من يقومان الآن بتأديب المصريين والتواطؤ عليهم. وهما من يقوما أيضا بقتل المصريين ليل نهار، وهما من يقوما بفبركة القضايا، والتنصل مما يقولانه، وهما من يسعيان سعيا حثيثا لقلب الموازين في مصر والعودة بها إلى ما قبل الخامس والعشرين من يناير. طبعا نحن نتحدث هنا عن القيادات سواء من الجيش أو الشرطة، فلا يمكن تصور شرطة كاملة فاسدة ولا يمكن تصور جيش كامل فاسد. لكن يوجد بالطبع قيادات فاسدة من هنا ومن هناك في كل مكان وفي كل المهن الأخرى.
ولكي تمارس هذه القيادات فسادها فبالتأكيد فإنهم يخلقون قاعدة ما من المستفيدين والمنفذين لأوامرهم بغض النظر عن شرعيتها ومدى تطبيقها للقانون. في رائعة "هي فوضى" ليوسف شاهين وخالد يوسف كان صول الشرطة "خالد صالح" يصول ويجول ويعربد كما يشاء تحت سمع وبصر القيادات الشرطية الأكبر، ولم يردعه سوى الشعب من الجماهير الفقيرة والمتوسطة في النهاية، وهي الجماهير نفسها التي لم يكن يتصور وزير الداخلية أو السيد المشير إمكانية أن تنل منهما وتنادي بعزلهما ومحاكمتهما.
والعلاقة بين الشرطة والجيش علاقة تابع بمتبوع، الشرطة أداة الجيش، وإذا لم تستطع القيام بهذا الدور يدخل الجيش بشرطته العسكرية ليمنح الشرطة ذلك الزخم من مهابة قلة الأدب والقمع والهيمنة. لكن كيف تقوم الشرطة والجيش بأدوارهما في قمع المصريين الآن، ومحاولة قتل الثورة المصرية؟ والأهم من كل هذا لماذا يقومان بذلك؟ ألم تتعلم الشرطة الدرس جيدا، وتعلم أنه يمكن كنسها ومحوها من الوجود بجرة شعب واحدة، ألم يتعلم بعض ضباط الشرطة المجرمين أن التعذيب والقتل والسرقة ورمي الجتت على الناس صباحا مساء وتحولهم إلى كلاب سلطة بالمعنى الحرفي من أجل القادة المستبدين أو الحاكم الفرعون يمكن أن يصل بهم في النهاية إلى التخلص منهم بفعل الجماهير الثوري كما حدث بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. والأهم من ذلك لماذا لم يتعلق الجيش ودعاة الإستراتجية منه الذين يفلقون رؤوسنا ليل نهار بأحاديثهم التليفزيونية الماسخة والتافهة على السواء.
الواقع أن بنية القهر والفساد والتعذيب في مصر بنية غائرة ومتجذرة ومتشابكة في الوقت نفسه، وهي بنية لعبت دورا كبيرا في تشكيلها أجهزة الأمن المختلفة شرطة وجيش ومخابرات إضافة إلى النخب السياسية والفكرية المختلفة بمن فيهم أساتذة الجامعات والصحفيين ورجال الدين وصناع الإستراتيجيا. والأهم من كل ذلك تلك القاعدة الواسعة من الفقراء البلطجية الذين ينتشرون في كافة مناطق مصر، وبشكل خاص في القاهرة والجيزة واالإسكندرية. فلم يكن من الممكن لجهاز الشرطة أن يقوم بعمله وفقا للأعداد الضعيفة من المتخرجين أو وفقا لإمكانيات الشرطة المتواضعة في التعلم والتدريب والفهم العميق لمعنى كلمة أمن وكيفية التعامل مع البشر إلا من خلال توفير كوادر موازية من المواطنين الفقراء الذين يعملون جواسيسا في المناطق الشعبية والجامعات والمصالح الحكومية، كما يمكن استخدام البعض منهم في التخلص من الخصوم أو في إشاعة حالة من الخوف لدى الآخرين بما يتم معه ضبط الأمن، والأهم من كل ذلك استخدامهم في الحدث الأهم لدى النظام السابق وهو الإنتخابات. ويتوفر لدى جهاز الشرطة أعداد هائلة من هذا النوع من البلطجية، والذين لديهم استعداد للخنوع ولعق أحذية الضباط والقيام بأي نوع من الخدمات لهم.
ويمكن لأي شخص أو ملاحظ الآن أن يرى تلك الأعداد الهائلة فقط من المصريين الذين يحتلون الشوراع ويحولونها إلى أماكن للسيارات الخاصة ويحصلون جهارا نهارا على مبلغ من المال نظير ذلك. كل ذلك يحدث على مسمع ومرأى من الشرطة. هؤلاء هم الوقود المستخدم من قبل الشرطة وربما الجيش الآن في المواجهات التي تحدث وييستشهد فيها الشيوخ والطلبة برصاص معلوم، يتحول هؤلاء الشهداء في النهاية إلى قتلى أو ليتحولوا إلى بلطجية وفقا للرواية الكاذبة والخسيسة من قبل الشرطة والمجلس العسكري.
ولا يعلم المرء متى يوقف المجلس العسكري والشرطة هذه التصرفات الدموية التي تصل لمستويات الإجرام الدموي لديكتاتوريات أميركا اللاتينية السابقة، وتصل لمستويات الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي، لكن الشيئ الذي سوف يستمر رغم أنفهما مظاهرات الثوار الذين لم تعد تخيفهم الشرطة ولا المجلس العسكري وجيشه ولا خسة البلطجية الفقراء صنيعة مبارك المخلوع وأجهزته الحقيرة.
كان كارل ماركس يتحدث عن جيش الاحتياط من الفقراء الذي يحافظ على قلة الأسعار لصالح الرأسمالية، أما هنا فنحن نتحدث عن جيش البلطجية الذي يحافظ على حالة الإنفلات الأمني ليحافظ على تطاول المجلس العسكري وقدرته على لي الأمور وتغييرها والكذب فيها واتهام الشهداء بالبلطجة وتبرئة المجرمين الذين يعرفهم بالإسم والسن والعنوان والسلاح الذي قاموا فيه بقتل الأبرياء من أبناء مصر المحترمين المخلصين الشهداء. على كل حال يبدو أنه لا الشرطة وعت الدرس جيدا ولا المجلس العسكري برموزه السعبينية تعي معنى السياسة وتتعامل مع الشعب وفقا لتعامل الثكنات العسكرية على الطريقة المصرية، وأخيرا لا يبدو أيضا أن التيارات الدينية التي ضُربت بالأحذية من قبل الشرطة والجيش على السواء واقتيدت نسائها إلى السجون في معاملات غير محترمة ولا إنسانية تريد أن تعي معنى الحرية والإنسانية.
في أحد التهكمات التي أطلقها أحد الظرفاء على مواقع الإنترنت على واقعة إنكار أن البنت المسحولة ليست سلفية أو إخوانية يقول الشاب "الشيخ ياسر برهامي السلفي قال فتاة التحرير ليست من السلفيين، ومحمود غزلان عضو مكتب الإرشاد قال فتاة التحرير ليست من الإخوان، ثم يردف الشاب قائلا: الحمد لله البنت طلعت شريفة." ورغم صدمة حديث هذين الشخصين إلا أنهما لا يعبران عن قيم الدين الحقيقية القائمة على العدل والمساواة والحرية، هم لا يعبرون عن قيم الدين التي تدعو لعدم قتل الآخرين غيلة وبهتانا، لكن قيمهم هي قيم الكرسي والمجلس والمنصب والبحث عن أية تأويلات دينية ساذجة تريح الضمير وتدغدغه.
الواقع أن تهكم هذا الشاب يلخص كل شيئ فالمعركة مع الشرطة والجيش معركة من أجل الشرف المرتبط بإعادة توزيع الثروة في مصر والتخلص من الفساد السياسي والإقتصادي الجاثم على صدورنا منذ عقود طويلة. وللذين لا يفهمون تلك الشراسة التي يتعامل بها الجيش والشرطة مع الشعب يجب أن يعوا تماما أن ما يحدث في مصر سوف ينتهي بمحاكمة هؤلاء وإعادة توزيع القوة من جديد، القوة التي تعني السياسة والثروة والاقتصاد، أي تجريد الكثيرين ممن سطوا علينا منذ عقود طويلة من الزمن. بالطبع لا يريد هؤلاء أن يتخلوا عما حصلوا عليه ظلما وإفتاتا، بالطبع لا يريدون لأولادنا وأحفادنا أن ينشئوا في بيئات صحية جديدة، يريدون لأبنائهم فقط أن يحكموا هذا البلد ويهيمنوا عليها. إنها معركتنا مع العجائز من رجال المجلس من أجل أولادنا وأحفادنا، من أجل المستقبل الخالي من تلك الوجوه السبعينية، الخالي من بلطجة المال، وقتل الشرفاء من الثوار بدم بارد، وسحل النساء بغطرسة العسكر وصفاقة الشرطة!!



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عسكر ماركة حسني مبارك بالعامية المصرية!!
- مصر هي التحرير
- هل ينطبق قانون -إفساد الحياة السياسية- على المجلس العسكري؟!!
- العسكر والشرطة والإخوان والبشري وأبوغازي
- جهاد الخازن، آن لك أن تستريح مثل مبارك -المخلوع-!!
- هل الفوضى جديدة في مصر؟!!
- ملاحقة رجال الشرطة المتورطين في قتل المصريين
- السلفيون ومليونية اطلاق اللحى!!
- فهمي هويدي، حينما تكون الكتابة عن التدليس تدليسا
- قراءة متعارضة لمقالة عبد الرحمن الراشد،عنوان المقالة المتعار ...
- شباب الإخوان المسلمين
- بين التحرش بخادمة وبين اغتصاب شعب، حاكموا حسني مبارك وأسرته
- حاكموا مبارك بأسرع ما يمكن
- الثورة المصرية وانكشاف الممثلين
- نص حوار بين على الدين هلال وطالب دكتوراه بعد الثورة!!
- لماذا التهرب من محاكمة مبارك؟!!
- أحفاد عمر المختار فعلوها
- نوارة الثورة المصرية
- مشتركات الثورات العربية
- الحفاظ على مكاسب الثورة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - جيش الاحتياط من البلطجية للحفاظ على الإنفلات الأمني