وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 13:32
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
سبق ان كتبت ان بولس بالاصل كان يهوديا ,وفي تحوله للمسيحية ناصبه اليهود العداء وكذلك المسلمون والتيارات اليهودية – الصهيونية – الماسونية في الكنيسة المسيحية واخيرا ناصب العداء للرسول بولس الكثير من الماركسيين والشيوعيين والليبراليين ذوي جذور اسلامية واضحة
لماذا هذا العداء؟لقد كان بولس يهوديا فريسيا متعصبا رغم ثقافته الفلسفية اليونانية وجنسيته الرومانية . لم يكن يعرف الله حقيقة ولم يعرف المسيح .الشريعة عنده هي الاساس . الشريعة التي تقتل الانسان ليست من الله لان الله محبة , فمن يحب الله يحب الانسان , ومن يقتل الانسان يبغض الله ويحب ابليس . كان بولس يحب المعبد وكهنوته الذي يستعبد الانسان وبالتالي يستعبد الله لصالحه . في تعرفه على المسيح في طريقه الى دمشق تعرف الى الله الحقيقي. عرف ان محبة المسيح تعني الله والانسان وان الشريعة التي تقتل ليست من عند الله . من هنا كان تحوله .(سطع حوله بغتة نور من السماء , فوقع الى الارض) . النور الذي راه هو النور الصاعق والصوت المدوي الذي يراه كل صوفي عارف في لحظة الاحتراق والتوحد مع الذات الالهية , ويصبح بعدها كالسكران يتفوه بكلام غير واضح . ( ماهؤلاء سكارى كما تظنون , فنحن بعد في التاسعة صباحا ) يقول الرسول بطرس انها الساعة التاسعة صباحا , اي وقت الصلاة . هؤلاء التلاميذ والرسل كانوا في قمة النشوة العرفانية ولحظة التجلي الالهي . هذه الصورة صورها الانسان البدائي في كهوفه بنقاط وخطوط مع رسم الحيوان الطوطم مثل الغزال . هذه النقاط والخطوط تشير الى دوي الصوت والبرق الذي يسمعه ويراه العارف .لقد اختبر بولس عمليا المسيح القائم من الموت الذي لم يراه على الارض . ومنذ ذلك الوقت اخذ يتكلم عن القيامة افضل من التلاميذ والرسل الذين كانوا مع يسوع . ان محبة الله تعني محبة الانسان وكل حب للشريعة تعني قتل الانسان . ان تحب الكهنوت والمعبد تعني ان تحتقر الانسان . فالايمان بالله هو حرية لان الله نفسه هو حرا فكيف يكون اتباعه عبيدا ؟ . الحرية صنو للمحبة وهما لايفترقان . ومن ساعتها نبذ بولس الشريعة لانها تتعارض مع محبة الله : ( ولو وهبني الله النبوة وكنت عارفا كل سر وكل علم , ولي الايمان الكامل انقل الجبال , ولامحبة عندي , فما انا بشيء ). اكو 13- 2
العداء بين شيوعية الاحزاب والرسول بولس
سبق ان كتبت في التعارض بين شيوعية الاحرار وشيوعية العبيد . في شيوعية العبيد استند الماركسيون والشيوعيون الى المنهج القسري كما عبر عنه الاستاذ نعيم ايليا , حيث الماركسية باصولها كما شرحها ماركس هي فكر جدلي وليس كتابا محفوظا في سدرة النمنتهى . اما اتباع المدرسة السوفيتية السائدة اي اللينينيون والستالينيون فعادوا الديانات والمسيحية من ضمنها لان الماركسية السوفيتية تعادي الدين . وبما ان بولس يعتير افضل من كتب عن المسيح لذا تم الهجوم عليه وتلويث سمعته على طريقة البعث الفاشي. حيث كان يكفي ذهاب عنصران من البعث الى اقرب مركز شرطة بعد ان يحرقا نسخة من القران ويتهمان احد الشيوعيين بذلك . في تشويه وتلويث سمعة الرسول بولس تم اتهامه بالتجسس لصالح الدولة الرومانية وبالكذب والنفاق وما الى ذلك وما عرفوا انهم يكذبون على انفسهم.ان هؤلاء الشيوعيين لم يحبوا يوما الشيوعية وانما احبوا الحزب الشيوعي فقط .انهم سدنة المعبد وكهنته . احبوا منظر الدماء لحبهم للقمع تحت عنوان ( دكتاتورية البروليتاريا ) . في كلامهم تجدهم يقتلون الشيوعي المختلف معهم , يصفونه بالعمالة للامبريالية او الفاشية او النازية , او يوصف بانه يساري انتهازي مغامر او يميني تصفوي . وفي افضل الاحوال يخلع عليه لقب ( البرجوازي الوضيع ) .في تلذذهم بمنظر الدماء قللوا من حجم الخسائر البشرية الهائلة التي لحقت بالشعوب السوفيتية , اكثر من اربعين مليونا من القتلى اعداد كثيرة منهم انتهوا بقتلهم وتعذيبهم من قبل الاجهزة الامنية السوفيتية .في بدء تضعضع الانظمة الشيوعية اعلن الشيوعيون تحالفهم غير المقدس مع البعث الفاشي وفصائل اخرى .ولاتزال جريدة ( الناس )الصادرة في بغداد تبث مذكرا ت رفيق شيوعي عن مجازر ( بشت اشان ) .قسم من الاحزاب الشيوعية صفقت للانظمة القومية القامعة لشعوبها . ان هذه الانظمة القومية لازالت لد-يها القدرة على اراقة المزيد من الدماء . وفي بدء تساقط الانظمة القومية العربية , بدا الشيوعيون في العودة الى اصولهم وجذورهم بعد ان تخلوا عن العباءة الشيوعية . عادوا للدين وللطائفة وللمذهب . وبما انهم باغلبيتهم مسلمون. فقد تحولوا الى سلفيين مدافعين عن الاسلام ومهاجمين المسيحية والرسول بولس بالذات لان الاحزاب الاسلاموية ستجدد دورة العنف والدم . ولتبيان نظافتهم وحسن سلوكهم تمسكوا ببطاقة العضوية لاحزابهم الشيوعية . انهم يشبهون اللص وقاطع الطريق الفضيل بن عياض الذي بعد ان تاب اصبح من الزهاد , فاصبح بفضل صفحته الاسلامية الجديدة نظيفا واصبح الارتزاق من الاسلام بنسخته الجديدة طريقا له في جمع الاموال . فقيه المعبد لايحب الله لانه لايحب الانسان ,وكذلك شيوعي الحزب , انه يحب الحزب ولايحب الشيوعية . , لان الحزب يحقق له العبودية التي يرتضيها ويحقق السلطة للانتهازي .بينما الشيوعية هي صنو للحرية وللعدالة الاجتماعية . وهذا من جانب واحد يفسر الفشل الذريع لكل الاحزاب الشيوعية . احدهم رفع شعار على صفحات جريدته , ( ياعمال العالم ويامستضعفيه صلوا على النبي) .لكل هؤلاء الشيوعيين من سدنة العبد والذين ارتضوا ان يكونوا شيوعيين شيعة او سنة او قوميين اقول لهم كما قال عمار بن ياسر لجيش معاوية في معركة صفين (والله لو رددتمونا الى نخلات هجر , لما شككت اننا على حق وانكم على باطل ) .
على الحب نلتقي وعام سعيد للجميع ...
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟