أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - ماذا بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات ؟!














المزيد.....

ماذا بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات ؟!


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعض الحركات الإسلامية تعلن صراحة رفضها للديمقراطية ودون مواربة، حزب التحرير الإسلامي مثلا يعتبرها نظام كفر ولا يجوز الأخذ بها جملة وتفصيلا. في حين نجد أن حركات إسلامية أخرى تعاملت مع الديمقراطية بمعيار مزدوج، مثلا جبهة الإنقاذ الجزائرية ارتضت الديمقراطية فقط للفوز في الانتخابات، وبمجرد أن أُعلن عن فوزها حتى صرّح "علي بلحاج" أن عرس الديمقراطية هو ليوم واحد وقد انتهى !! ثم خرجت بمظاهرات علنية وهي ترفع يافطات كتب عليها لا للديمقراطية.

حركات إسلامية أخرى تعاملت مع الديمقراطية بانتقائية مصلحية؛ فعندما بدأت حماس حملتها الانتخابية تبنت خيار الديمقراطية، وإلى جانبه رفعت كل الشعارات العزيزة على قلوب الفلسطينيين، كالتحرير والعودة والمقاومة والصمود والإصلاح والتغيير وتداول السلطة ... وبعد أن فازت في الانتخابات تبخرت معظم تلك الشعارات: المقاومة تحولت إلى هدنة دائمة تحرسها أجهزة حماس، والتغيير الذي حصل هو تغيير حياة الناس ولكن للأسوأ، والصمود الذي تحقق بالفعل هو صمود حماس كحزب حاكم، والديمقراطية التي أوصلتها للحكم صارت بعد ذلك عزيزة المنال، وجرى اختزالها بعملية انتخابية يتيمة، وتداول السلطة حل محله الحسم العسكري !!

فهل سيتكرر نفس المشهد في مصر، مع بعض الاختلافات ؟! مرشحي الأحزاب الإسلامية تحدثوا عن الحريات العامة وحقوق المرأة والدستور والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والتعايش والتسامح وخطط التنمية ... ولكن بمجرد الإعلان عن فوزهم بدأنا نسمع تصريحات من نوع آخر: تحريم الاختلاط، فرض الحجاب، تطبيق الشريعة حتى على المسيحيين، والحاكمية لله ... الأمر الذي دعا البعض للتعبير عن تخوفهم على مستقبل الديمقراطية، حيث رأى هؤلاء أن الانتخابات – إذا ظل الأمر بيد الحركات الإسلامية – لن تجرى مرة ثانية، والمجتمع المدني الذي وعدوا به سيصبح مجتمعا ثيوقراطيا.

في تونس أيضا صرح "راشد الغنوشي" أن جبهته ستؤكد على طبيعة المجتمع المدني التونسي، وستحافظ على مكتسبات المرأة، وستتبنى خيار الديمقراطية .. ولكن سرعان ما بدأت معالم الإقصاء بالظهور، ودعوات فرض النقاب، ومحاربة الإبداع الفني .. كما حدث مثلا في الجامعات التونسية.

الثورات العربية قامت بهدف نيل الحرية والكرامة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتخلص من أنظمة الفساد والاستبداد. ولكن الحركات الإسلامية وكما يقول البعض "سرقت تلك الثورات" في الساحات أولاً، ثم في صناديق الانتخابات ثانيا. ومن الواضح أنهم يسعون الآن وبطريقة "ديمقراطية" لإلغاء الطبيعة المدنية للدولة وللمجتمع، وتحويلهما إلى نظام ثيوقراطي يحكمه رجال الدين، بخطوات هادئة ومدروسة: في فرض وتعميم التعليم الأصولي الذي تضاعف ثلاث مرات خلال عشرين سنة، وفي انتشار الإعلام الديني، ثم بالتشريع وتغيير الدستور. أي باختصار الانقلاب على الديمقراطية والتبرؤ منها بعد أن تكون قد أدت غرضها.

الديمقراطية التي تغنت بها الحركات الإسلامية لم تكن من وجهة نظرهم سوى وسيلة للوصول للحكم، بدليل أنها بدأت فعليا بتفريغها من كل معانيها وقيمها الجوهرية، وجرى اختزالها في الانتخابات. والشعب الذي تدعي الحركات الإسلامية أنها استمدت شرعيتها من أصواته، سيكون أول ضحايا نهجها الاستبدادي، بعد أن تبدأ بفرض مفاهيمها الإيديولوجية عليه وبالقوة، كلما لزم الأمر.

لقد استفادت الحركات الإسلامية من حالة الفوضى التي عادة ما تقترن بالثورات وتعقبها، واستفادت من حالة التفكك والتشظي التي تعاني منها القوى الليبرالية والوطنية واليسارية، واستفادت من التفاهمات التي تمت بينها وبين الولايات المتحدة بعد أن أعطتها ما تريد من رسائل تطمين في حالة وصولها لسدة الحكم. ولولا توفر هذه العوامل ما كان لها أن تحقق هذا الفوز الكبير في الانتخابات، وهذا ما يفسر استعجالها وإصرارها على إجراء الانتخابات في أسرع وقت، أي قبل أن تتمكن القوى الأخرى من تنظيم صفوفها، وقبل أن تستوعب الجماهير طبيعة التحولات العميقة التي بدأت تضرب في المنطقة.

حالة التشويش وفقدان البوصلة التي تعيشها الشعوب العربية، وما أسفر عن ثوراتها من انتكاسات، يعني أن ما حصل في ميدان التحرير وغيره من الساحات العربية، لم يكن ثورة بالمعنى الحقيقي والشامل، وإلا كنا وجدنا شباب الثورة هم الذين يشكلون برلمانها ودستورها، فالحالة الثورية ستمنحهم الشرعية لتحقيق ذلك. ولوجدنا اختيار الناخبين لممثليهم منسجما مع أهداف الثورة في الحرية والديمقراطية. ولكن مع ذلك فهي حالة ثورية متقدمة أعطت نموذجا رائعا لإرادة الشعوب.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاجئ والمتوقع في فوز الإسلاميين في الانتخابات
- في السعودية حرائق وعيون فاتنة
- مناقشة في أطروحات من يدعو لحل السلطة الفلسطينية
- حصاد خمسة سنوات من حكم حماس لغزة - الوضع الأمني والاقتصادي
- الحريات العامة في عهد حماس
- من هو فارس عودة ؟؟
- لسنا استثناءً على هذه الأرض
- المليار السابع
- التاريخ اليهودي بين الحقيقة التاريخية والرواية الدينية - الأ ...
- فلسطين بين الروايتين: التاريخية والدينية - الصراع على التاري ...
- فلسطين بين الرواية التاريخية والرواية الدينية - الصراع على ا ...
- 1 مقابل 1000 - من المنتصر في صفقة شاليط ؟!
- لمن نكتب !؟؟ وعن ماذا !؟
- عن جدوى صفقة شاليط، وأسئلة أخرى
- كيف كبرت أحزاب الإسلام السياسي ؟! ولماذا تعاظم دورها ؟!
- الإسلام السياسي والإرهاب
- ثقافة الموت وعوامل إزكاء العنف والتطرف
- كيف انفجر مرجل الإرهاب في مصر؟ وكيف انتشر لبقية العالم؟
- الإخوان المسلمون العباءة التي خرجت منها التنظيمات الأصولية
- الحرب المزعومة على الإرهاب


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - ماذا بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات ؟!