أدوات المكياج (الزينة) وحبى لها منذ الطفولة

ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 20:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

للعلم فإن الجنسين يحبون أدوات المكياج ولكن لأسباب مختلفة بالطبع ، فالفتى يتعلق بأول امرأة فى حياته وهى أمه أو إخوته البنات ، وتعلق بأنفه رائحة عطورهن ورائحة ولون وشكل أدوات مكياجهن ، ويشاهدهن وهو طفل صغير يرتدين ويبدلن ملابسهن ويضع مكياجهن وحليهن وباختصار يدخل فى عالمهن - عالم النساء المدهش - دون أن يدرى ودون أن يدرين بذلك .. ويتكون لديه مع الزمن ذوق خاص فى النساء كلما كبر فى السن وشاهد الفتيات فى المدرسة أو الشارع أو فى الجامعة معه أو فى الأفلام المصرية والأمريكية .. مثل هذا العالم النسائى غير موجود ولا مثيل له لدى الرجال ، فالرجل لا يحتاج لمثل هذه الحلى وهذا المكياج ولا الاهتمام بالبشرة والعيون والتكحيل والتنويع فى الملابس .. وإن ملابسه بسيطة التصميم وقليلة العدد وقليلة التنوع والألوان .. فعالم النساء زاخر جدا فى مثل هذا المجال ، ويختلف عن عالم الرجال .. ولذلك فإن عالم النساء من حيث مكياجهن وملابسهن وحليهن يفتن الفتيان والأطفال وأيضا الشباب والرجال ، وليس النساء فحسب ، وليس لأسباب غرامية أو شهوانية دوما ، بل لأسباب عديدة منها الفنية والجمالية ، حتى أن تفصيل وتصميم الملابس وعروض الأزياء وصناعة أدوات المكياج والحلى يشترك فيها رجال وبكثرة ، حتى أن هناك من قال بأن الرجل هو من دل المرأة على مواطن جمالها وهو من قرر أدوات مكياجها ، فالمكياج فى الأساس هدفه إظهار المرأة جميلة وجذابة وإرضاء رغبتها فى أن تبدو امرأة أنثى وتبدو جميلة وإرضاء الرجل الذى تحبه وإرضاء ذوق الرجال عموما .. هذا العالم النسائى - وهو ليس كل عالم المرأة ولكنه جانب مدهش من جوانبه وكل جوانبه مدهشة - ، هذا العالم النسائى مكبوت ومكبوح فى بلادنا العربية خصوصا الخليجية منها ومن رزحت أو على وشك الرزوح تحت نير الاحتلال السلفى الإخوانى .. ولكنه منطلق وحر ومتطور وناشر جناحيه كظهور جبريل بصورته الملائكية المبهرة المتعددة الأجنحة ، فى الغرب طبعا .. إنه عالم ناعم ورقيق ، حالم وبراق ، مبهر ومدهش لكلا الجنسين .. للرجل لأنه يحب المرأة وينبهر بها فى كل أحوالها .. وللمرأة لأنها تعتز بنفسها وببنات جنسها ..



وإن المحب بالتأكيد يحب كل ما فى حبيبته .. ويعتز بنوع ولون طلاء شفاهها ، وقلم حاجبها ، وبودرة خدودها ، وكحلها وعطرها .. وإسورتها وعقدها وقلادتها وقرطها .. وملابسها ..



أما الفتاة فتقلد أمها وأختها .. إن كانت الأم والأخت غير معقدة وغير مكبوتة وغير رجعية .. وتقيم علاقة حب بينها وبين أدوات مكياجها وعطورها ومرآتها وملابسها .. وتصبح مولعة بتصفيف شعرها بأنواع التسريحات المختلفة ، وتجمل شعرها بمشبك مشطى عاجى .. فغرفتها تكون جنتها الخاصة .. وهى تستمتع بالمكياج والتجمل والتنويع فى ارتداء الملابس ..



إن أدوات المكياج والحلى والملابس النسائية العصرية هى من الأشياء التى تضايق السلفى والإخوانى جدا .. وقد زاد ضيقه هذا فى حبنا لها ..



إصبع الروج (أحمر الشفاه) .. وعطور أمى .. وبودرة خدودها ووسادة بودرة الخدود ورائحتها العجيبة ولونها الوردى المشرق .. ومشبك الشعر العاجى الأبيض على شكل مشط .. والبلوزة والجونلة .. صوفية أو صيفية .. سادة أو ملونة ومزركشة .. والكعب العالى الكلاسيكى .. والسوتيان .. والجوارب الطويلة البنية والسوداء والشبيكة .. أعشق أدوات المكياج والملابس النسائية وقمصان النوم بأنواعها وتفصيلاتها .. أحب شكل وبريق ونعومة الساتان .. لذلك أعجبتنى مى كساب فى فيلم الفرح وهى ترتدى فستانا منزليا بلديا أزرق اللون من الساتان جعلها أنثى صارخة .. صاروخ .. لا أدرى لماذا يشبهون المرأة بالصاروخ أو القنبلة أو الماكينة .. ولكن أحب أكثر تشبيهها بالقطة ومناداتها بـ (يا قطة) ..



أتأمل فى ملابس الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات .. الصيفية والشتوية ، الداخلية والخارجية ، الرجالية والنسائية والطفولية ، القطنية والصوفية (لا أحب البوليستر والأقمشة الصناعية تماما كما لا أحب الأطعمة المعدلة وراثيا) .. إنها بحاجة إلى موسوعة مصورة وتوثيقية .. فى أفلامنا المصرية والأفلام الأمريكية والأوربية والروسية ..



أحب كثيرا ذوق الفنانة (نورا) أخت بوسى فى الملابس وتصفيف الشعر ..



وبودرة جفون العيون فى علبتها الشبيهة بعلبة الألوان المقسمة مربعات بكل مربع لون مختلف : بنفسجى وبرتقالى وذهبى وفضى وأسود وأزرق وأخضر .. وزجاجة طلاء الأظافر ذات الفرشاة ورائحتها ورائحة الأسيتون .. والكحل والمكحلة .. وقلم الحواجب .. والغوايش الذهبية .. والأقراط .. والحلى الدينية (سلسلة ذات مصحف ، أو سلسلة ذات صليب ، أو سلسلة ذات نجمة داود) .. وأيضا الملقط لترفيع وتجميل الحاجبين .. وإزالة الشعرات الشاذة والزائدة من الوجه أو البدن .. والخلخال سواء الذهبى الرفيع (السلسلة) أو التقليدى القديم الفضى الغليظ السميك .. أو الذهبى المتوسط السماكة ..



وقد تغنى المطربون والشعراء على مر العصور بأدوات المكياج والحلى والملابس النسائية لأنها جزء من جمال وشخصية المرأة .. كأنها جزء لا يتجزأ منها .. ولا يقل تعلق الرجل بأشياء المرأة عن تعلقه بها هى ذاتها ، عن تعلقه بروحها وصوتها وجسدها وشخصها ..



http://en.wikipedia.org/wiki/Cosmetics

http://en.wikipedia.org/wiki/Jewellery

http://dianadoll80.blogspot.com/2011/10/blog-post_6060.html

#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل