أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - هى فوضى ... ولكن ..!!














المزيد.....

هى فوضى ... ولكن ..!!


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل من يسعى نحو التغير ويناضل من اجل واقع افضل حتما سيواجه الكثير من المصاعب ..دائما هناك من ستتعارض مصالحه دائما هناك من سيقف ضد التغير لأنه مستفيد من هذا الواقع الماثل ..وفى السودان على سبيل المثال استفادت القوى الطائفية من واقع التخلف والأمية الذى كانت تعيش فيه كثير من المجتمعات البعيدة من المدنية ودوائر الوعى فإكتنزت الأموال وجمعت الاتباع ..ولكن شيئا فشيئا وبفعل القوى الحديثة والمستنيرة فى المجتمع بدأ هذا المد فى الإنحسار مع بقاء الكثير من مظاهره إلي يومنا هذا ..وهذا ينطبق تماما على واقع الثورات العربية التى بدأت بفعل جماهيرى بحت من ثم دعم القوى المستنيرة ..مع محاولات القوى المستفيدة من الواقع المتخلف للواقع العربى فى إجهاض هذه الثورة من محتواها الجوهرى ..وهو التغير الشامل..فكان أن اسرعت بنعتها ..( بالربيع العربى )..كتلميح بأن ما يحدث هو فصل من الفصول وسيذهب وستعود الاشياء كما كانت ..مع المحاولات المستميتة فى إنتهاز الفرص لتلطيخ سمعة هذه الثورة ..تارة بوصفها بالفوضى ..وأن الفوضى ادت إلي تدهور اقتصادى غير مسبوق ..وأن غالبية الشعب بدأ فى الوقوف ضد هذه الفوضى ..مع وضعنا جميعا فى الإعتبار تأثير هذا المسلك على الكثيرين من القوى الضعيفة فى المجتمع والتى تقتات قوت اليوم باليوم ..من عمال وموظفين صغار وحرفيين وعمال يومية ..وقطعا أثرت هذه الثورات فى دخل هذه الفئات..وهذا تماما هو مقصد القوى المعادية للثورة ..ولكن من اراد تغير واقع امتد لميئات السنين من التخلف وعدم الوعى حتما عليه أن يصبر ..من السذاجة البدائية أن تحاول إقناع الناس أن الثورات اليوم انتجت لنا فوضى فقط هكذا ..نعم هى فوضى ولكن فوضى تجاه المسار الصحيح ..هى فوضى للفرز ..هى فوضى ..فى طريق البحث عن الذات ..فوضى فى سبيل الحرية ..نعم التغير كان هدفه الظاهر هو سياسى ..بمعنى بدأ بمطالب شعبية بتغير النظام وإسقاط الحكومة ..وتنحى الرؤساء ..والوزراء ..تحققت هذه المطالب سقطت الحكومات ..منها من سقط بالمد الجماهيرى ومنها من سقط بالسلاح ..ومنها من سيسقط بكلا الوسيلتين ولكن ..السؤال هنا ..لماذا تتواصل الإحتجاجات فى الدول التى بدأت الثورة ..ماهى المطالب ..؟ هى مطالب بعدم تدخل مؤسسات العسكر فى الحكم هى مطالب بإنجاز مطالب الثورة فورا ..عدم السماح للقوى الرجعية والإستغلاليه بإنتهاز فرصة عدم إستقرار البلاد ..والسعى إلي السيطرة السياسية بإنتخابات سريعة قبل ان تجف اصوات الثوار ..هل يعقل أن تقام انتخابات فى هذه الأجواء ..هذا قطعا سيصب فى صالح تلك القوى التى كانت متطهدة من قبل الأنظمة السابقة وهذه القوى الدينية تحديدا لم يتضح بعد هل سيقبلها الشارع بكل محمولاتها القديمة هذه ام ستحتاج إلي فلترة نفسها لتتخلى عن كل ذلك الموروث القديم الساعى إلي السيطرة على مقاليد الحكم بكل الطرق القانونية والغير قانونية كما حدث فى كثير من الدول العربية اليوم والتى تحكمها انظمة انقلابية ..لماذا العجلة.. فكل ما يحدث اليوم من فوضى هو بفعل فاعل ..فكل التفلتات التى تحدث هى طبيعية فى ظل هذه الظروف ..ولكن استغلال هذه الظروف الإستثنائية للوصول سريعا للحكم ..ومن بعدها ممارسة هواية الوصاية الدينية على الشعوب..بدعوى الشرعية الديمقراطية ..فالديمقراطية اليوم فى طور البيضة ويجب ان تمر بكل اطوارها الطبيعية حتى تتشرنق وتصبح ديمقراطية كاملة غير مغيبة للشعب ..فهذا الإستغلال ما يجب رفضه تماما ..للتغير شروط ..وعقد اجتماعى ..يتمثل اولا .فى ميثاق ..للدفاع عن مكتسبات الثورة توقع عليه كل القوى ..والدفاع عن الديمقراطية وإحترام الرأى والرأى الآخر ..وعدم التحدث باسم الدين فالدين للجميع ولا يخص جماعات معينة ..وثانيا ..بوضع دستور للدولة يكون جوهره هو احترام المواطن صاحب هذه الدولة وصاحب القرار فيها ..قانون يجبر كل مؤسسات الدولة التعامل مع المواطن على اساس المواطنة دون اى تمييز ..من هنا يمكن ان تتلمس الثورة طريقها لبناء دولة مؤسسات ودولة قانون ..ومن هنا تبدأ رحلة البحث عن الذات ..وعن الهوية ..من خلال ابداع الشعوب فى ظل حرية كاملة ومحترمة ..بعيدا من تلك الايادى الخفية التى لا تبحث إلا عن مصالحها ..وتلطخ فى سبيل هذه المصالح كل مكتسبات هذا التغير ..الفوضوى ..ولكن هو تغير ..ولن يتوقف عند حده السياسى فقط ..فالضوء يولد من رحم الظلام ..والفوضى حتما سيعقبها واقع جديد ..
مع ودى ...



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امثال هؤلاء ..لا يرحلون هكذا...
- لماذا يرفض النوبيين بناء السدود على ارضهم ؟...
- ولاء ... مدفوع الثمن..
- الصراع الدينى..والإستغلال الفكرى
- قرون نعجة ...وحلوة اللعبة..
- علقوا...الأسد...
- اليسار ..والوجه الآخر للعلمانية
- ويسكى حلال..وشربوت حلال...
- الأقلية العظمى ..وحوار التغير..
- دعوة...للرقص...
- وجع الطريق...
- الجنوب لم يكن للبيع ايضاً...
- حظر الحزب الشيوعى السودانى...
- كفاية...ثورة...
- بين الإستقلال والحرية.....مساحة للقمع..
- لا..لقتل القذافى ..دروس وعبر فى طريق الثورة..
- هوس إسرائيل...بين الموضة..و..الإستغلال


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - هى فوضى ... ولكن ..!!