أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - بين الإستقلال والحرية.....مساحة للقمع..















المزيد.....

بين الإستقلال والحرية.....مساحة للقمع..


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كهرباء .مياه.رغيف.علاج.دواء.مدارس.طرق.جسور.كل هذه المطالب الان اصبحت اشياء غير محفزة للثورة من اجلها او الاحتجاج من اجلها وهذا الاحساس الغير محفز اليوم عند الشعوب لم يأتى فى يوم وليلة وإنما جاء نتيجة نظام معين سيطر على العقول والافكار ودخل قسرا كل دولة وكل مدينة وكل قرية وكل دار وكل زنقة وكل شارع وزقاق دخل هذا النظام الى العقول دون ان تشعر الاجيال وكانت وسائل هذا النظام هى العولمة ورأس المال فأضحت السلع تنتقل من اقصى الارض الى اقصى الارض بكل سهولة سلعة تنتج فى ديترويت وتستهلك فى جوهانسبيرج واخرى تنتج فى الصين وتستهلك فى الخرطوم وايضا اضحت المعلومات تتدفق فى كل ثانية الى كل شخص داخل عربته او فى منزله او فى الشارع اصبحت المعلومة متاحة فى كل لحظة ..مؤتمر صحفى للرئيس الامريكى فى البيت الابيض يتابعه القصر الجمهورى فى السودان مباشرة وبشغف ..هكذا استطاع هذا النظام ان يبث جرعة تلو الجرعة ليمتلك عقول وافكار الشعوب ليتحولوا دون ان يشعروا الى مستهلكين فقط لاغير وكانت الاداة الاولى لهذا النظام داخل الدول لترويض الشعوب هى حكومات هذه الدول ..فبعد الاحتلال (الاستعمار) المباشر بالجيوش والسلاح احست الشعوب بالظلم والقهر فناضلت من اجل استقلال دولها وحرية شعوبها فنشأت حركات التحرر وثورات الشعوب ضد المحتل الاجنبى او ضد الدول الامبريالية ففطن المحتل سريعا الى ان قوة الشعوب لاتقهر ولا تستطيع قوة فى الارض ان تبيد شعب بأكملة لتسرق ثروات ارضه فأتجهت الى اعطاء هذه الشعوب استقلالها ..دولة تلو الدولة وكانت الاحتفالات تعم فى كل فجر جديد دولة جديدة نالت استقلالها واصبحت لها جيشها وعلمها وحكومتها ..دون ان تشعر بان هذا الاستقلال لم ينتزع وإنما تم برضا المحتل ولكن مالم تناله هذه الشعوب هى( حريتها ) ..للحرية ثمن باهظ ونضال متواصل لم تعرف معناه الشعوب فأخذتها نشوة الاستقلال بعيدا عن شاطئ الحرية وبذلك تم ما اراده المحتل الاجنبى من الشعوب الانصراف الى قضايا الحكم والسلطة والقومية والوطنية بعد ان نصب عليها حكومات تتبع له تماما كما فى السودان مثالا لا حصرا.. سلم الحكم لعائلة المهدى والمرغنى بعد مكن لهم فى الارض بثروات الشعب السودانى ليصبحوا يدا لهم ضد شعوبهم وكما فى السعودية والبحرين والمغرب وليبيا والعلويين فى سوريا والعراق وكل الدول التى كانت محتله وبذلك تواصل الاحتلال عبر العبد الوفى للمحتل والمنفذ الجيد لسياسات هذا النظام وهى الحكومات ..هذه الحكومات التى حرمت شعوبها من الحرية والابداع الى يومنا هذا وتدخلت الامبريالية العالمية حتى فى الافكار ومناهج التدريس وبرامج وايدلوجيات الاحزاب فخلقت صراعات فكرية وجدل بيظنطى بين المثقفين المنتمين للسلطة واستغلت تدين هذه الشعوب فزجت بالدين فى السياسة لعلمها التام بخطورة هذا الامر وصنعت احزاب دينية متطرفة فى المنطقة تسعى للسيطرة والحكم باسم الإله واوامر السماء محرفة تماما سماحة الدين وهدفة السامى للانسانية جمعاء فخلقت هذه الحكومات العميلة عدوا للشعوب عدوا كافرا ملحدا مستهدفا لها ولعقيدتها ووطنها وكل من يفكر بفكرهم هو خائن وعميل وجب القضاء عليه ....وهب المستعمر لهذه الشعوب الإستقلال وحجب عنهم الحرية ..حتى يسيطر عليهم ونجح فاصبح الجلاد هو الحاكم .... فجلسوا على كراسى السلطة وتحت حماية الراسمالية العالمية ويأتمرون بأمرها ويسيرون على نهجها وعند ما تضيق بهم السبل يحجون إليها مستنجدين لتساعدهم فى القضاء على اعداء الوطن وهم دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان هذه الاشياء التى حرمها المستعمر من الشعوب المستغله حتى لا تنال سلاح الوعى ....ابدعت الشعوب المتقدمه وتقدمت وتعلمت وأنتجت العلم والتكنلوجيا أنتجت كل هذه الاشياء التى حولنا من ثلاجة وتلفزيون ودجتال وسيارة وطائرة وكمبيوتر وإنترنت قفزت الى الفضاء ووصلت الى القمر والمريخ وتجاوزت من زمن بعيد الصراعات الدينية والفكرية والمنهجية كلها اصبحت بالنسبة لهم تاريخ قديم وماهى الى عبارة عن صراعات بربرية متخلفة يحكونها فى افلامهم وكتب التاريخ خاصتهم لم تكن الشعوب المتخلفه سوى بقرة حلوب لهم تمدهم بمعينات الحياة لينتجوا ويتعلموا ..ومن المبكيات ان الهم الاول للمواطن هو الخبز والدواء والكتب المدرسية فى دولة مليئة بثروات تئن من ثقلها الارض والجبال ولكن تذهب مباشرة الى الدول المتقدمه صاحبة الحق الاوحد فى الاستفادة من هذه الثروات عبر الحكومات المستعبده ( بفتح الباء) والمستعبده ( بكسر الباء ) لشعوبها وكل حكومة تعارض سياسة رأس المال يطيحون بها بدعاوى كثيرة منها الدينية ومنها الثورية ومنها الشرعية ومنها الوطنية ومنها الانقلابات التصحيحية وانقاذ الوطن وياتون بعبيد جدد يحمون مصالحهم فى المنطقة وبكل الطرق المشروعة والغير مشروعة يحجبون الحرية عن شعوبهم تارة بتحريم الحرية دينيا وتارة اخرى بوصف داعاة الحرية بالمتشبهين بالغرب ودول الكفر وتارة بتشوية دعوة الحرية بأنها تساعد فى الفجور وفتح البارات والخمارات والسفور متناسين تماما ان كل هذه الاشياء لايمارسها الى هم.. الحكام الفاسدين وبذلك تضيع القضية وينصب هم المواطن المسكين بعد تجويعه الى الخبز والماء والدواء ....
ولكن اليوم وبعد كل هذا إستخدمت الشعوب المتخلفه او الناميه او شعوب العالم الثالث سمها ماشئت نفس سلاح رأس المال فتراكم الوعى وتراكمت التجارب وسئمت الشعوب كذب حكامها وفسادهم وحكمهم المورث الى الأبد سئمت هذه الوجوه التى تظهر عليها كل دقيقة وثانية متحدثتا بأسمها فى المحافل الدولية والغير دولية سئمت الشعوب من كونها مسيره لا تستطيع حتى ان تعبر عن رأيها فى قضية مثل قضية فلسطين المحتله لا تستطيع ان تنتقد سياسة حكامها فقط يهتفون عاش الملك عاش الرئيس ويصفقون ويذهبون رؤوس فارغه ..إستخدمت هذه الشعوب سلاح التكنلوجيا واستغلت سرعة وصول المعلومة فعرفت تماما ماذا يحدث هناك خلف البحار ولماذا هم يتقدمون ونحن نتخلف لماذا هم يقدرون الانسان والانسانية ونحن لا لماذا يخاف الحاكم من شعبه ويحترمه ونحن لا لماذا للطفل حقوق وللمراة حقوق وللمعاق حقوق وللعاطل عن العمل حقوق ونحن لا لماذا يختارون نوابهم بكل حرية ونحن لا لماذا يختارون رئيسهم بكل حرية ونحن لا لماذا يحترم المواطن من قبل الموظف ونحن لا لماذا الشرطة عندهم فى خدمة المواطن ونحن لا لماذا يحترم القانون عندهم ونحن لا لماذا ولماذا ولماذا ولماذا ونحن لا لا لا فعرفوا ان الجواب هو (الحرية)..فالشعوب الحرة هى التى تقرر مصيرها وتضع سياستها ودساتيرها وقوانينها الشعوب الحرة هى التى بها قضاء حر وبرلمان يعكس صوت الشعب .هى التى يحترم فيها شرطى المرور المواطن هى التى تحاكم الوزير الفاسد وتقيل الرئيس الفاسد الفاشل هى التى تعلم ابناءها لينتجوا ويتقدموا ...الشعوب الحرة هى التى تحترم الاديان والمعتقدات الانسانية الشعوب الحرة هى التى تحافظ على قدسية الدين من الدجل والشعوذة والسلطان ..فعرفت ان اوآن التغير قد حان فخرجت الى الشارع ليس من اجل الخبز ولا من اجل الكهرباء ولا من اجل الطرق ولا من اجل الدواء فكل هذه الاشياء والمطالب لا قيمة لها من غير انسانية ومن غير كرامة فالشعوب الان كمثال فى دول الخليج العربى لاينقصها شئ من ملذات الحياة من مال وسيارات ومنازل جميلة وحياة رغدة ورغم ذلك هم تواقون الى الكرامة الى الاحساس بكينونتهم كبشر ..وكذلك كل الشعوب التى ثارت وستثور ليس من اجل هذه الاشياء التى تحكمت فيهم وحبستهم فى تخلفهم وإنما خرجوا للشوارع شاهرين صوت( الحرية ) مطالبين بالحرية ..الحرية التى حرمها منهم المستعمر القديم والمستعمر الجديد عرفوا الان ان الإستقلال ليس هو كما كانوا يظنون خروج( المحتل الاجنبى) عرفوا ان الحرية هى الاستقلال تعلموا ان الحرية هى الحياة هى الابداع هى الخبز.. الحرية هى الانسانية ..أنا حر اذا انا انسان انا حر انا امتلك قرارى انا حر انا امتلك خبزى انا حر ان اعبر عن فكرى انا حر انا استطيع ان احافظ على دينى وخلقى انا حر انا استطيع ان اختار من يمثلنى فى البرلمان ...فالحرية ليست فوضى كما تصورها الحكومات ..كل شعوب الارض عانت من العبودية والاستغلال والإقطاع وشبه الاقطاع كل شعوب الدنيا عانت من الظلم والقهر ولكن ناضلت البشرية على مر العصور من أجل الحرية والانعتاق فمنهم من نال حريتة وعاش نبيلا وإنسانا وصعد الى القمر بالعلم ومنهم من يناضل الان من أجلها وسينتصر ومنهم من ينتظر ..
مع ودى........



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا..لقتل القذافى ..دروس وعبر فى طريق الثورة..
- هوس إسرائيل...بين الموضة..و..الإستغلال


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - بين الإستقلال والحرية.....مساحة للقمع..