أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - دعوة...للرقص...














المزيد.....

دعوة...للرقص...


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 02:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه ليست دعوة لحفل راقص او لدى جى اوبارت ليلى إنما سياحة فى تاريخ وثقافات القارة السمراء بتنوع ثروتها الثقافية وتعدد عاداتها وتقاليدها وايضا بغنى ارضها بالثروات والموارد الطبيعية من مياه عذبة وغابات وصحارى وحيوانات برية وبترول ومعادن وايضا الموارد البشرية..هذه القارة التى كانت وعبر التاريخ حقل تجارب للقوى الطامعة فى خيراتها اضافة الى معاناة الشعوب السمراء من الاستعلاء العرقى والثقافى الذى بالنتيجة أثر فى قوى الإنتاج والإبداع مع وجود كل مقومات الإبداع والإنتاج البشرى والمادى ..لكن رغم توفر كل هذا ..هناك قوة محفزه هى التى تحرك الانسان للتقدم والتطور تتمثل هذه القوة فى الثقة ..وشعوب القارة الافريقة فقدت الثقة فى قدرتها على الإبداع وكانت اقوى الاسباب هى (الدخيل) وهذا الدخيل ينقسم الى دخيل ثقافى ودخيل إقتصادى ..فرض هذا الدخيل كل مخططاته بالترغيب والترهيب ..وبدأ بالترويج لثقافات غريبة على القارة بدعوى ان ثقافات افريقيا متخلفة وغير مواكبة للتطور والتقدم البشرى ..وايضا رويدا ادخلوا فكرة ان الرجل الابيض واللون الابيض افضل واقوى من الرجل الاسود واللون الاسود وبدأوا يتعاملون مع السود بدونية فاستعبدوهم بالقوة وسلبوا ثرواتهم الطبيعية واقنعوا رجل القارة الافريقية بانه تابع لهم وانه خلق من اجل هذا ...ولم تتوقف السرقة عند هذا الحد بل سرقوا ايضا ثقافة الرجل الاسود وذهبوا بها هناك بعيدا خلف البحار وخلف الصحارى حيث ينعدم التنوع والابداع الثقافى هناك حيث لا تاريخ ولا هوية لها جذور فى عمق التاريخ وإن وجدت فهى ملوثة بالدماء والحروبات والصراعات......وبنظرة تمعن نجد ان هناك فرق بين افريقيا شمال الصحراء وافريقيا جنوب الصحراء ..وهذا الفرق يكمن فى نوع وجنس الدخيل الذى كان السبب الاساسى فى تكوين توجهات وافكار كل شعب ..ولكن فى مجمل النتيجة هم فى الاخر نتيجة افكار دخيلة ..ولا يمكن ان نستوعب تطور واقعنا اليوم من غير ان نبحث فى اسباب هذا التطور سلبيا كان او ايجابيا ..فمثلا اذا اخذنا الشعوب التى تسكن فى الخط الفاصل بين الغابة والصحراء ..مثل الشعب الموريتانى والسودانى والتشادى وشعوب جنوب الجزائر وليبيا نجدها قريبة الى بعضها البعض فى كثير من العادات والتقاليد واللكنة التى يتحدثون بها وايضا نجد انهم يحملون ثقافات ضعيفة ومتردده فى هويتها هل هى تنتمى الى الجنوب ام الى الشمال ..وهذه الشعوب اقل تطورا وابداعا ..ولم تبارح مكانها الى يومنا هذا فى التقدم ..وهى ماتزال تجادل فى حسم هويتها ..وهذا الجدل الخاص بالانتماء والهوية اضعف واثر فى تقدم هذه الشعوب ..فى كل مناحى الحياة ..الرياضية والتقافية والسياسية وحتى الاجتماعية ..فهى الى يومنا هذا تبحث عن زى يوحدها ولغة تمثلها وتمثل كل تعددها ...عكس تلك الشعوب التى حسمت من زمن هويتها شمالا كجمهورية مصر (العربية)..وتونس وشمال الجزائر وشمال المغرب وليبيا ..فأنتقلت هذه الشعوب من جدل الهوية الى جدل كيفية التطور بهويتهم الجديدة فإستطاع المصريين ان يتجاوزا المحلية بابداعهم الفنى ولغتهم المميزه ..ورقصهم الاستعراضى وايضا فى المجال الرياضى والسينمائى والغنائى...وايضا الشعوب التى حسمت هويتها جنوبا كجنوب افريقيا التى استطاعت ان تتقدم اقتصاديا ورياضيا وسياسيا ..بعد ان حسمت هويتها ولغتها الرسمية للدولة ..مع ملاحظة ان الكل هنا يتطور بأدوات ثقافات دخيلة ..كاللغة الانجليزية التى اتت من اوربا ولكنها فرضت نفسها فى بادئ الامر كلغة مستعلية على اللغات الافريقية مع وجود قهر وبعدها فرضت نفسها كلغة علم ..وايضا اللغة العربية التى اتت من الجزيرة العربية بمحمول ثقافى دينى ..لذلك قمعت اللغات الافريقية الاخرى فى بادئ الامر ايضا وبعدها اصبحت هى اللغة الوحيدة التى تجمع بين اللغات الاخرى كالغة تواصل لا غنى عنها .واستطاعت الثقافة العربية التطفل على الدين الاسلامى وتغزو به افريقيا شمال الصحراء وهذا المحمول الدينى هو الذى يفسر لنا نطق هذه الشعوب اللغة العربية رغم الاحتلال الاوربى او تحديدا من يعتنقون الاسلام فى هذه المناطق..فعندما تم احتلال القارة الافريقية من قبل الامبريالية العالمية كان لا بد لها من تعليم شعوبها لغتهم ودينهم حتى يتمكنوا منهم ...واستطاعوا لحين عرفت الشعوب انها محتلة وناضلت حتى نالت إستقلالها ولكنها الى يومنا هذا محتلة ثقافيا وسياسيا ..ومن عجائب الأمور وأمرها أن القارة الافريقية غنية بالإبداع الإستعراضى ..كالرقص ..والأصوات ..ومتنوعة فى الألحان الجميلة التى تقلد طبيعة القارة الجميلة وطقسها وطيورها بتنوعها وحيواناتها البرية والاليفة....إن كل هذا الإبداع الإستعراضى من السامبا مرورا بالجابودى وجميع انواع الرقص الافريقى ..ذهب بها المستعمر ليثرى بها ارضيته الثقافية ..ونجح فى تطويرها ..واعادة تصديرها لموطنها الأصل بعد ان فقدت الكثير من الشعوب الافريقية هويتها الاصلية وتمسكت بهويات دخيلة ..فالرقص إخوتى هو إنتاج افريقى أصيل أبدعت فيه الشعوب الافريقية حتى طريقة المشى لدى الأفارقة هو استعراض ورقص ..لذلك نجح الافارقة شمالاً وجنوباً فى الرقص بكل انواعه ..لإحساسهم التاريخى بانهم اصحابه الاصليين ..بالنتيجة نجد ان تطور الشعوب لايتم الى عبر ألادوات الثقافية التى تمثلها ..والتى تنتمى إلى ارضها ..فمهما ..كان الدخيل جيداً فهو سيظل دخيلاً ولن نستطيع ان نتقدم بأدواته لاحساسنا انها ليست اصيلة فينا ..فهيا نرقص معاً ..السامبا والجابودى فى كل مناحى الحياة ..السياسية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية ..لنتقدم بادواتنا ..وثقافتنا ..وننتج ابداعنا من ذاتنا وليس من ذات غيرنا ..فهذه دعوة عامة للرقص ..
مع ودى....



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع الطريق...
- الجنوب لم يكن للبيع ايضاً...
- حظر الحزب الشيوعى السودانى...
- كفاية...ثورة...
- بين الإستقلال والحرية.....مساحة للقمع..
- لا..لقتل القذافى ..دروس وعبر فى طريق الثورة..
- هوس إسرائيل...بين الموضة..و..الإستغلال


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - دعوة...للرقص...